فى أول حادثة من نوعها.. ألقت شابة تدعى "سوزان م. ح" بنفسها من بلكونة الدور الثالث فى الفيلا التى تسكن بها بمدينة السادس من أكتوبر، وقد نقلت إلى المستشفى وهى مصابة بعدة كسور متفرقة فى جسمها، ما جعل الأطباء يشكون أن الإصابة ليست طبيعية، ومن ثم اتصلوا بقسم شرطة المدينة لإبلاغهم بالحادث والتعرف على أسبابه.. حيث أن والدها أستاذ بكلية الهندسة ووالدتها تتقلد منصبا مرموقا داخل التليفزيون المصرى .
وكانت المفاجأة فى سبب الإقدام على الانتحار على الرغم من أن الفتاه حاصلة على بكالوريوس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية وتبلغ من العمر واحداً وعشرين عاما.. إنها تعانى من الإدمان، ولكنه ليس إدمان المخدرات كما هو المعتاد ولكنه إدمان من نوع آخر.. إنه إدمان الإنترنت.. فقد لاحظ الأبوان أن ابنتهما تجلس أمام الكمبيوتر لمدد طويلة يوميا أكثر من المعتاد، فتم مراقبتها من حين إلى آخر فتبين لهما دخول ابنتهما على ما يعرف بغرف الدردشة وتتحدث مع الشباب لساعات طويلة وتحصل على أرقام تليفوناتهم المحمولة لتتحدث معهم.. إلا أن والدها رفض هذا الأسلوب والسلوك غير السوى الذى يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا الدينية التى تحفظ كرامة المرأة وتحميها من كل مكروه، وحاول إفهامها أن الكمبيوتر والإنترنت يستخدمان للحصول على المعرفة المفيدة فى جميع المجالات التى تنمى مدارك الإنسان وتزيد من ثقافته، وإنها ليست مضيعة للوقت لأن مثل هذه الغرف التى تسمى بغرف الدردشة ما هى إلا أساليب شيطانية ابتدعها أعداء الفضيلة لتدمير القيم والمبادئ النبيلة لدى الشباب مما يؤدى إلى الانحلال الأخلاقى لديهم وبالتالى لأوطانهم وهذا هو الغرض من غرف الدردشة.
إلا أن كل هذه النصائح لم تثن الفتاة عن استخدامها الإنترنت والدخول إلى غرف الدردشة.. وحاول الأبوان مرارا مع ابنتهما لإجبارها على الإقلاع عن هذه العادة السيئة، وعندما أيقن الأبوان إدمان ابنتهما للإنترنت وأنها لا تستطيع الاستغناء عنه.. اضطر الأب إلى منعها من استخدام الكمبيوتر أو التليفون المحمول.
فما كان من الفتاة تحت هذا الضغط النفسى الرهيب الناتج عن الإدمان للانترنت إلا أن ألقت بنفسها من بلكونة الفيلا التى تسكنها للتخلص من حياتها حيث أصيبت بكسور فى عظمة الكعبرة وكسر بإحدى فقرات الظهر.. وتم على إثر الحادث نقلها إلى مستشفى السادس من أكتوبر.. ثم قام والدها بعد ذلك بنقلها إلى مستشفى خاص بالمعادى .
وقد بدأت تحقيقات النيابة مع الفتاة حيث قالت أنها حاولت الانتحار لأن والديها قاما بمنعها من استخدام الإنترنت وأغلقا عليها الباب لمنعها من الخروج، وأضافت لقد حلمت إننى ألقيت بنفسى من الدور الثالث فى الفيلا التى نسكنها وبالفعل قمت وألقيت بجسدى على سور البلكونة لأجد نفسى ملقاة على الأرض.. وأكدت أن منعها من الجلوس أمام الكمبيوتر والدخول على الإنترنت كان بمثابة القضاء على حياتها لأنها لا تستطيع الامتناع عنه مهما يكن الثمن لأنه أصبح جزءا من حياتها.
وبسؤال الوالدين أفادا أنهما لاحظا أن ابنتهما تجلس مددا طويلة أمام الإنترنت مما أثار دهشتهما وخوفهما عليها خاصة دخولها غرف الدردشة التى يعلمان مدى خطورتها على الشباب فحاولا منعها من ذلك مرارا بالحسنى ولكن دون جدوى، فأضطرا إلى منعها بالقوة ليحميا ابنتهما من هذا الدمار.
عدم وجود بدائل
يعلق الدكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر على هذه الواقعة فيقول لابد أن نفرق بين نوعين من الإدمان، الأول وهو إدمان العقاقير وهو معروف وشائع، وبين الإدمان الثانى وهو السلوك، لكن فكرة الإدمان واحدة فى النوعين وهى التعود على شئ ما وتعاطيه بصفة يومية ومتزايدة وبعض هذه الأنواع يؤدى إلى ظهور أعراض انسحابية تؤثر على الحياة الاجتماعية.. والسلوك الإدمانى ليس دائما ضارا فقد يكون مفيدا مثل الحب سواء للمجتمع أو النفس ويزيد قدرة الإنسان على الإجادة.. ولو كان الإنترنت مصدر رزق مثل شخص أنشأ مركزا للإنترنت فهذا سلوك مفيد لأنه يبحث عن مصالحه من وراء هذا المركز. أما فى حالة هذه المريضة فهو سلوك إدمانى سلبى عبارة عن تضييع وقت فى عمليات لا طائل من ورائها خاصة أنها تحولت إلى إدمان والأهل يقومون بفعل ساذج دون توفير بدائل أو التعرف على أسباب الإدمان عند حرمان المدمن من السلوك الذى يصاحبه خوف شديد من الحياة .
لذلك مطلوب قبل علاج المدمن "لسلوك" معين أن نعرف الأسباب التى أدت إلى الإدمان وتوفير بدائل صحية تشعره بالسعادة دون استخدام العقاقير الطبية مما يؤدى إلى ظهور مرض آخر أخطر وهو الاكتئاب .
فكل إنسان لديه دوافع للإدمان وبالتالى التعامل مع الدوافع هو بداية العلاج و60% من المدمنين عندهم اكتئاب والسلوك الإدمانى ناتج عن هذا الاكتئاب لأنهم قاموا بتعرية الغطاء الذى يختفى خلفه المرض وهو استخدام الإنترنت أو التخاطب فى الغرف المغلقة .
ويضيف د. هاشم بحرى : إن إدمان الإنترنت يجعل صاحبه منعزلا اجتماعيا وقد يتعرف على شخصيات مريضة تؤثر سلبا عليه أو يدخل إلى مركز معلومات وهو غير مؤهل للتعامل معه فيصيبه بالشوشرة والتذبذب فى مستوى التفكير مثل تعامل طفل بالمرحلة الابتدائية مع مناهج الثانوى العام، كما قد ينفصل عن تقاليد وعادات مجتمعه عن طريق الحرية الغربية ويتحول إلى شخص غير متوافق مع المجتمع .
الأمر الذى يؤدى إلى التفكك الأٍسرى فى النهاية.. وأهم ما يتميز به مدمن الإنترنت أنه يعيش فى أحلام اليقظة وغير واقعى.. وحتى الآن لا يوجد فى مصر أقسام سواء بالكليات أو بالمستشفيات للتعامل مع هذه النوعية من الأمراض المرتبطة بالاختراعات الحديثة بل يتم التعامل معها على أساس أنها نوع من الاكتئاب.
أما علاج مدمن الإنترنت فيتطلب أولا إعادة تقويم لحياة المدمن مرة أخرى وعلاقاته الأسرية وأصدقائه وطريقة تعامله معهم وتعليمه وتركيبته الشخصية وسبب إدمانه حتى تضع له بدائل صحية تحقق له السعادة من خلال حياته الشخصية مثل ممارسة الرياضة بالتدريج لأنها تنتج إفرازات معينة تساعد فى القضاء على سلوك الإدمان. وأيضا الرحلات فى محاولة للاندماج مع زملائه والتخلص من آثار إدمانه للإنترنت وتشجيع أى سلوك جديد يعيد علاقته بأسرته والمجتمع ودينه وعاداته وتقاليده مرة أخرى لأن هذه الأشياء الروحانية تسرع من شفائه ومع ملاحظة أن هذا الشخص من الممكن أن يعود لإدمان الإنترنت مرة أخرى لو لم يجد نتائج إيجابية فى العلاج لأن هذا العلاج مؤقت ويتوقف على الشخص نفسه ومدى قابليته للعلاج
عافنا الله واياكم من هذاوجعلنا ممن يستخدمون النت فى رضا الله عز وجل والدعوة اليه ومحرابه الباطل
اللهم امين
.
وكانت المفاجأة فى سبب الإقدام على الانتحار على الرغم من أن الفتاه حاصلة على بكالوريوس أكاديمية السادات للعلوم الإدارية وتبلغ من العمر واحداً وعشرين عاما.. إنها تعانى من الإدمان، ولكنه ليس إدمان المخدرات كما هو المعتاد ولكنه إدمان من نوع آخر.. إنه إدمان الإنترنت.. فقد لاحظ الأبوان أن ابنتهما تجلس أمام الكمبيوتر لمدد طويلة يوميا أكثر من المعتاد، فتم مراقبتها من حين إلى آخر فتبين لهما دخول ابنتهما على ما يعرف بغرف الدردشة وتتحدث مع الشباب لساعات طويلة وتحصل على أرقام تليفوناتهم المحمولة لتتحدث معهم.. إلا أن والدها رفض هذا الأسلوب والسلوك غير السوى الذى يتنافى مع عاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا الدينية التى تحفظ كرامة المرأة وتحميها من كل مكروه، وحاول إفهامها أن الكمبيوتر والإنترنت يستخدمان للحصول على المعرفة المفيدة فى جميع المجالات التى تنمى مدارك الإنسان وتزيد من ثقافته، وإنها ليست مضيعة للوقت لأن مثل هذه الغرف التى تسمى بغرف الدردشة ما هى إلا أساليب شيطانية ابتدعها أعداء الفضيلة لتدمير القيم والمبادئ النبيلة لدى الشباب مما يؤدى إلى الانحلال الأخلاقى لديهم وبالتالى لأوطانهم وهذا هو الغرض من غرف الدردشة.
إلا أن كل هذه النصائح لم تثن الفتاة عن استخدامها الإنترنت والدخول إلى غرف الدردشة.. وحاول الأبوان مرارا مع ابنتهما لإجبارها على الإقلاع عن هذه العادة السيئة، وعندما أيقن الأبوان إدمان ابنتهما للإنترنت وأنها لا تستطيع الاستغناء عنه.. اضطر الأب إلى منعها من استخدام الكمبيوتر أو التليفون المحمول.
فما كان من الفتاة تحت هذا الضغط النفسى الرهيب الناتج عن الإدمان للانترنت إلا أن ألقت بنفسها من بلكونة الفيلا التى تسكنها للتخلص من حياتها حيث أصيبت بكسور فى عظمة الكعبرة وكسر بإحدى فقرات الظهر.. وتم على إثر الحادث نقلها إلى مستشفى السادس من أكتوبر.. ثم قام والدها بعد ذلك بنقلها إلى مستشفى خاص بالمعادى .
وقد بدأت تحقيقات النيابة مع الفتاة حيث قالت أنها حاولت الانتحار لأن والديها قاما بمنعها من استخدام الإنترنت وأغلقا عليها الباب لمنعها من الخروج، وأضافت لقد حلمت إننى ألقيت بنفسى من الدور الثالث فى الفيلا التى نسكنها وبالفعل قمت وألقيت بجسدى على سور البلكونة لأجد نفسى ملقاة على الأرض.. وأكدت أن منعها من الجلوس أمام الكمبيوتر والدخول على الإنترنت كان بمثابة القضاء على حياتها لأنها لا تستطيع الامتناع عنه مهما يكن الثمن لأنه أصبح جزءا من حياتها.
وبسؤال الوالدين أفادا أنهما لاحظا أن ابنتهما تجلس مددا طويلة أمام الإنترنت مما أثار دهشتهما وخوفهما عليها خاصة دخولها غرف الدردشة التى يعلمان مدى خطورتها على الشباب فحاولا منعها من ذلك مرارا بالحسنى ولكن دون جدوى، فأضطرا إلى منعها بالقوة ليحميا ابنتهما من هذا الدمار.
عدم وجود بدائل
يعلق الدكتور هاشم بحرى أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر على هذه الواقعة فيقول لابد أن نفرق بين نوعين من الإدمان، الأول وهو إدمان العقاقير وهو معروف وشائع، وبين الإدمان الثانى وهو السلوك، لكن فكرة الإدمان واحدة فى النوعين وهى التعود على شئ ما وتعاطيه بصفة يومية ومتزايدة وبعض هذه الأنواع يؤدى إلى ظهور أعراض انسحابية تؤثر على الحياة الاجتماعية.. والسلوك الإدمانى ليس دائما ضارا فقد يكون مفيدا مثل الحب سواء للمجتمع أو النفس ويزيد قدرة الإنسان على الإجادة.. ولو كان الإنترنت مصدر رزق مثل شخص أنشأ مركزا للإنترنت فهذا سلوك مفيد لأنه يبحث عن مصالحه من وراء هذا المركز. أما فى حالة هذه المريضة فهو سلوك إدمانى سلبى عبارة عن تضييع وقت فى عمليات لا طائل من ورائها خاصة أنها تحولت إلى إدمان والأهل يقومون بفعل ساذج دون توفير بدائل أو التعرف على أسباب الإدمان عند حرمان المدمن من السلوك الذى يصاحبه خوف شديد من الحياة .
لذلك مطلوب قبل علاج المدمن "لسلوك" معين أن نعرف الأسباب التى أدت إلى الإدمان وتوفير بدائل صحية تشعره بالسعادة دون استخدام العقاقير الطبية مما يؤدى إلى ظهور مرض آخر أخطر وهو الاكتئاب .
فكل إنسان لديه دوافع للإدمان وبالتالى التعامل مع الدوافع هو بداية العلاج و60% من المدمنين عندهم اكتئاب والسلوك الإدمانى ناتج عن هذا الاكتئاب لأنهم قاموا بتعرية الغطاء الذى يختفى خلفه المرض وهو استخدام الإنترنت أو التخاطب فى الغرف المغلقة .
ويضيف د. هاشم بحرى : إن إدمان الإنترنت يجعل صاحبه منعزلا اجتماعيا وقد يتعرف على شخصيات مريضة تؤثر سلبا عليه أو يدخل إلى مركز معلومات وهو غير مؤهل للتعامل معه فيصيبه بالشوشرة والتذبذب فى مستوى التفكير مثل تعامل طفل بالمرحلة الابتدائية مع مناهج الثانوى العام، كما قد ينفصل عن تقاليد وعادات مجتمعه عن طريق الحرية الغربية ويتحول إلى شخص غير متوافق مع المجتمع .
الأمر الذى يؤدى إلى التفكك الأٍسرى فى النهاية.. وأهم ما يتميز به مدمن الإنترنت أنه يعيش فى أحلام اليقظة وغير واقعى.. وحتى الآن لا يوجد فى مصر أقسام سواء بالكليات أو بالمستشفيات للتعامل مع هذه النوعية من الأمراض المرتبطة بالاختراعات الحديثة بل يتم التعامل معها على أساس أنها نوع من الاكتئاب.
أما علاج مدمن الإنترنت فيتطلب أولا إعادة تقويم لحياة المدمن مرة أخرى وعلاقاته الأسرية وأصدقائه وطريقة تعامله معهم وتعليمه وتركيبته الشخصية وسبب إدمانه حتى تضع له بدائل صحية تحقق له السعادة من خلال حياته الشخصية مثل ممارسة الرياضة بالتدريج لأنها تنتج إفرازات معينة تساعد فى القضاء على سلوك الإدمان. وأيضا الرحلات فى محاولة للاندماج مع زملائه والتخلص من آثار إدمانه للإنترنت وتشجيع أى سلوك جديد يعيد علاقته بأسرته والمجتمع ودينه وعاداته وتقاليده مرة أخرى لأن هذه الأشياء الروحانية تسرع من شفائه ومع ملاحظة أن هذا الشخص من الممكن أن يعود لإدمان الإنترنت مرة أخرى لو لم يجد نتائج إيجابية فى العلاج لأن هذا العلاج مؤقت ويتوقف على الشخص نفسه ومدى قابليته للعلاج
عافنا الله واياكم من هذاوجعلنا ممن يستخدمون النت فى رضا الله عز وجل والدعوة اليه ومحرابه الباطل
اللهم امين
.
تعليق