إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تحافظ العفيفة على نفسها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تحافظ العفيفة على نفسها

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومنيضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنمحمدا عبده ورسوله،
    وبعد.
    بناتى الحبيبات
    من منا لا يذنب؟!
    ومن منا لا يعصي الله جل وعلا؟!
    بل لقد قال عليه الصلاة والسلام:
    ( لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقومٍ يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم )؛
    و قال عليه الصلاة والسلام:
    ( كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون )
    بل أتقى النساء لا بد أن تقع في الذنوب والمعاصي،
    والله جل وعلا لما وصف المؤمنين الأتقياء الورعين، ذكر أن من صفاتهم أنهم يقعون في الفواحش، أو ظلم النفس، وأقل الأمر أنهم يقعون في الظلم وهي الصغائر.
    يا أمة الله!
    اسمعي إلى المتقين لله جل وعلا إذا وقعوا في الذنوب والمعاصي ماذا يفعلون؟
    قال الله جل وعلا في وصفهم:
    { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ }
    [آل عمران:135]
    لكن هناك علامة للمتقين أنهم إذا وقعوا في الذنب:
    { وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ }
    [آل عمران:135]
    بل إن الفرق -بين المؤمنة التي تذنب والفاجرة التي تذنب- كبير، يقول ابن مسعود :
    [ المؤمن يرى ذنبه كأصل جبل يوشك أن يقع عليه، والمنافق الفاجر يرى ذنبه كذبابٍ وقع على أنفه، فقال به هكذا ]
    أرأيت إلى الفرق بين هذه وتلك؟!
    كلاهما تعصي الله جل وعلا، لكن الأولى إذا عصت خافت، وندمت، ووجل القلب، واستغفرت، وعملت الصالحات؛ لتكفر ما عملت من ذنوب، أما تلك فإنها ترتكب المعاصي والذنوب، والفواحش والظلم، ولكنها تبتهج وتفرح وتسر بتلك المعاصي.
    ابنتى
    اعلمي أن لهذه الذنوب والمعاصي أضراراً وسواداً في الوجه وظلمة في القلب.
    لقد وصف الله عز وجل أولئك الذين ابتعدوا عن شرعه، وانتهكوا محارمه، ووقعوا في الذنوب وأسرفوا فيها، يصف الله عز وجل حياتهم، ومعيشتهم في هذه الدنيا،
    فيقول: { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً }
    [طه:124]
    تجدينها من الصباح إلى المساء وهي تسمع الأغاني إذا ركبت السيارة لا تسمع إلا الأغاني، وكلما رأت الرجال تلتفت وتنظر إليهم يمنة ويسرة، لا تحب أن تخرج من بيتها إلا متعطرة متبرجة كاشفة عن شعرها وذراعيها؛
    لتقول للناس: انظروا إليّ
    إذا خرجت من بيتها ورجعت لا تعرف ذكراً، ولا تتذكر صلاةً، ولا ترعى لله عز وجل حرمه كيف تعيش أم كيف تحيا؟
    إذا جاءت إلى البيت نامت ولم تستيقظ إلا في الليل، لا تعرف صلاة العصر ولا صلاة المغرب، ثم إذا استيقظت من نومها جلست أمام التلفاز إلى منتصف الليل، أو كلمت فلانة، أو تجولت في السيارة، تسألينها: لمَ كل هذا يا أمة الله؟!
    تقول: عندي ملل، وضيقٌ في الصدر، ولا أحس بلذة في الحياة، أتعلمين ما هو السبب؟
    قال سبحانه:
    { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى }
    [طه:124-126].
    تعيش كما يعيش الناس تأكل وتشرب وتلبس أحسن الملابس، وتسكن أحسن القصور، وتركب أفخر السيارات، إذا مشت لا تتكلم إلا في الدنيا ومتاعها تضحك ملء فمها ولكن القلب حزين، والصدر قد ضاق بالمعاصي، وضاقت عليها الدنيا بما رحبت
    { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً }
    [طه:124].
    أمة الله: سلي أصحاب المعاصي والذنوب:
    هل أنتن في سعادة؟
    ائتِ إليها واجلسي معها، وقولي لها: تسافرين إلى أي مكان تشائين، وتنظرين إلى أي فيلمٍ تحبين، وتستمعين إلى أي أغنية لا صلاة ولا زكاة، ولا قرآن ولا التزام بشرع الله،
    فهل أنت الآن في سعادة؟
    تخبرك وتقول لك: لا والله!
    قد ضاقت علي الدنيا بما رحبت، بحثت عنها فلم أجدها، لا أدري أين هذه السعادة
    واجلسي مع أمة الله الصالحة اجلسي مع تلك المحجبة، التي إن قامت فإنها تقوم لصلاة الفجر، وإن ذكرت في نومها فإنما تذكر الله جل وعلا، تنام على ذكر الله، وتستيقظ على ذكر الله، تغض بصرها عن الحرام،
    سليها: هل أنتِ في راحة وسعادة؟
    لا أراك تضحكين، ولا تلهين في الدنيا كما تلهو غيرك،
    هل أنت في سعادة؟
    تقول لك: إي والله! لو كان أهل الجنة في مثل ما نحن فيه والله إنهم لفي عيش طيب!!
    { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }
    [الرعد:28].
    أمة الله: هذه بعض أضرار المعاصي والذنوب، ناهيك عن الأضرار التي تأتي يوم القيامة، وفي القبر والمحشر، وسوف نعرج عليها إن شاء الله
    كيف تحفظ المؤمنة نفسها
    أمة الله:
    كيف تحفظ المؤمنة نفسها من الذنوب والمعاصي؟
    كيف تبتعد عن الذنوب والمعاصي؟
    كيف تحصن نفسها إذا أقبلت الذنوب والمعاصي إليها؟
    لقد أخبر عليه الصلاة والسلام أنه
    ( سوف يأتي على الناس زمان، القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر )
    تصبح الواحدة لا تتحمل أن تتمسك بدينها، وكأنها تقبض على الجمر، بل قال عليه الصلاة والسلام:
    ( بادروا بالأعمال الصالحة! فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً )
    في الصباح تجدينها مصلية ذاكرة ساجدة راكعة تعرف دينها وربها، ثم إذا أقبل الليل وغربت الشمس، فإذا بها تجحد أوامر الله، وتستهزئ بدين الله، هذه الفاجرة الكافرة الفاسقة التي ترد أوامر الله جل وعلا،وتستحل محارمه ما الذي جرى؟
    ما الذي حدث؟
    قال: ( يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا ) .
    اسمعي إلى هذا الرجل الذي كان صالحاً طوال حياته، بل كان مؤذناً يؤذن للناس ويدعوهم إلى الصلاة، فيقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح!
    وفي يومٍ من الأيام وهو يؤذن نظر إلى فتاة وأدمن النظر إليها، ولم يغض بصره وأسرف في المعصية، فإذا بقلبه يتعلق بها، فنزل بعد الأذان –
    واسمعن يا إماء الله إلى هذه القصة الغريبة، وبعدها لا أظن أن واحدة منكن سوف تأمن على نفسها، وتثق أنها سوف تظل على الدين إلى أن تموت إلا بتوفيق الله جل وعلا –
    فطرق الباب على ذلك البيت، فخرجت تلك النصرانية، فعانقها، فقالت له: سبحان الله -وهي كافرة- مؤتمنٌ ويخون! أي: أنت أمينٌ للناس تؤذن لهم وتخون الأمانة! فقال: إني أريدك.
    قالت له: إذاً فتزوجني، قال: نعم، قالت: بشرطٍ واحد.
    قال: وما هو الشرط؟
    قالت: أن تتنصر، أن تكفر بالله العظيم، أن تبدل دينك إنها الشهوة ومرض القلب فإذا به يقول: إذاً أتنصر.
    سبحان الله! لا إله إلا الله! إذا دخلت الذنوب والمعاصي القلوب، كيف تبدلها وتقلبها؟
    ثم دخلت البيت وقالت له: اشرب من هذا الكأس، فإذا به يشرب من الخمر، ويأكل من لحم الخنزير، ثم قالت له: اصعد وارق على سطح المنزل، فإذا جاء والدي سوف أخبره بالخبر،
    فإذا به يصعد على سطح المنزل، ثم يتجول في السطح وهو سكران، ثم سقط من على المنزل، فإذا به يفارق الدنيا على نصرانيته!!
    يقول الله جل وعلا:
    { يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ }
    [إبراهيم:27].
    إذاً: الأمر خطير يا أمة الله!
    كيف تحفظ المسلمة نفسها من الذنوب والمعاصي؟
    ألا تذكرين فلانة؟
    كانت مصلية راكعة ساجدة، بل كانت يوماً من الأيام تحفظ كتاب الله، بل كانت تدعو إلى الله جل وعلا، كانت تتصل على فلانة فتدعوها إلى ذلك المجلس، وكانت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أين هي الآن؟ هي الآن في مواطن الشهوات والشبهات، هي تحتاج إلى من يدعوهاإلى الله جل وعلا ما الذي جرى؟
    ( إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ).
    من أسباب حفظ المرأة نفسها: الخوف من الله عز وجل
    وهذا أمر آخر، به تحفظين نفسك من الذنوب والمعاصي: إنه الخوف من الله جل وعلا.
    أمة الله!
    لا تظني أنها معصية ثم تذهب، أو نظرة ثم تضيع، أو كلمة ثم تذهب إن شاء الله، ولا تظني أنه الفيلم الأخير ثم التوبة بعده إن شاء الله.
    أمة الله: إن الله جل وعلا يحذر الناس من نفسه، فيقول جل وعلا: { وخافون إن كنتم مؤمنين }
    [آل عمران:175].
    ألا تخافين من الله وأنت تتجرئين على معصيته جل وعلا؟
    ألا تخافين وأنت ترتكبين المعصية أن يأخذك الله جل وعلا ويقبض روحك؟
    اسمعي إلى السابقين الصالحين كيف كانوا يخافون من ربهم جل وعلا؟ فهذا إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء، يروى عنه: أنه كان يسمع لصدره إذا قام إلى الصلاة أزيز من عظم الخوف من الله جل وعلا
    { إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين }
    [الأنبياء:90].
    وهذا داود -عليه السلام- كان الناس يعودونه ويظنون أنه مريض، وما كان به شيء إلا شدة الخوف من الله جل وعلا.
    هل كانوا عصاة؟ هل كانوا فجرة؟ هل كانوا زناة؟
    هل شربوا الخمور؟ هل استمعوا للأغاني؟ هل تركوا الصلاة؟
    لا والله.
    لقد كانوا أعبد الناس، وأصلح الناس، ولكنهم يخافون من الله جل وعلا، بل إن الصالحين يصلون ويصومون ويتصدقون، ويخافون ألا يتقبل الله منهم: { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } [المؤمنون:60]
    من هم؟
    إنهم الراكعون الساجدون، إنها التي تقوم الليل وتصوم النهار، وتقرأ القرآن، وتذكر ربها جل وعلا، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
    { وقلوبهم وجلة }
    [المؤمنون:60]
    لم يا رب؟ { أنهم إلى ربهم راجعون }
    [المؤمنون:60]
    تخاف ألا يتقبل الله عز وجل منها فكيف بالفاجرة التي لا تصلي؟ كيف بالتي لا تركع لله ركعة؟
    كيف بالتي هجرت القرآن، وهجرت ذكر الله جل وعلا؟
    كيف بالتي تتجرأ على المعاصي صباح مساء؟!
    أمة الله: لماذا قست قلوبنا؟!
    إن الواحدة ترتكب الذنوب والمعاصي ولا تبالي! اسمعي إلى أبي بكر الصديق ، وهو أصلح هذه الأمة رضي الله عنه بعد نبيها، يروى عنه أنه كان يقول: [ يا ليتني كنت شجرة تعضد ثم تؤكل ]
    وهو مبشر بالجنة، ويتمنى أنه شجرة تقطع، ثم تؤكل، فيفنى ويذهب، أي: لا حساب ولا عقاب عند الله جل وعلا.
    أمة الله: قبل أن تتجرئي على المعصية، وقبل أن تقدمي عليها، وقبل أن تنظري لتلك الصور، وقبل أن تضعي ذلك الفيلم، وقبل أن تستمعي لتلك الأغنية، فكري هل تتحملين عذاب الله جل وعلا وعقابه؟
    وكانت عائشة رضي الله عنها تقول: [ يا ليتني كنت نسيا منسيا ].
    والله تعالى يقول: { فلا تخشوا الناس واخشون }
    [المائدة:44]
    اخشي الله جل وعلا قبل أن تتجرئي على معصيته.
    أمة الله:أما تخافين من سوء الخاتمة وأنت تقعين في المعصية، وأنت تكلمين فلانا وتخاطبينه في الهاتف، أو وتنظرين إلى ذلك الفيلم، أو تنامين عن الصلاة أما تخافين من سوء الخاتمة؟!
    أما تخافين -يا أمة الله- أن تكون تلك الليلة مع ذلك الفيلم، وتلك السهرة أن تكون هي الأخيرة؟!
    أما تخافين وأنت في السيارة تستمعين إلى الأغاني أن يختم الله عز وجل لك بحادث سوء؟! أما تخافين وأنت تنامين وقد وضعت الساعة للدوام والعمل وأنت قد نسيت صلاة الفجر، ثم يقبض الله تلك الروح، ويأخذ الأمانة وأنت نائمة على الفراش؟! ألا تخشين ذلك يا أمة الله؟! أما تخافين من سوء الخاتمة؟!
    أما تخافين يا أمة الله؟ أما تخشين الله جل وعلا؟! يقول عليه الصلاة والسلام كما في حديث ابن مسعود :
    ( فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ).
    من أسباب حفظ المرأة نفسها: تذكر الموت
    يا ويلك إن كنت بعيدة عن ذكر الله، وإن كنت قد هجرت القرآن ومجالس الصالحات!
    سوف تحملين على الأعناق، وسوف يحملك الأب الحنون، والأخ الحميم، والزوج الحبيب، بل لعله الابن، يسرع في حملك إلى تلك المقبرة، وإلى تلك الحفرة، وحيدة غريبة، في حفرة موحشة، وأنت تقولين للأحباب والأصحاب: يا ويلها أين تذهبون بها؟ يا ويلها أين تذهبون بها؟ { كلا إذا بلغت التراقي * وقيل من راق * وظن أنه الفراق * والتفت الساق بالساق }
    [القيامة:26-29]
    أي: لفت الساق بالساق في الكفن،
    ولا تستطيعين الحراك إلى أين؟
    أين تذهبون بها؟
    { إلى ربك يومئذ المساق * فلا صدق ولا صلى * ولكن كذب وتولى }
    [القيامة:30-32]
    ثم توضعين في حفرة، وأرجو منك -يا أمة الله- في هذه اللحظة أن تتخيلي وتتفكري في تلك الحفرة،
    هل هناك ضوء؟ هل هناك نور؟
    لا والله!
    إنها ظلمة موحشة، إنه ظلام دامس، ظلام في ظلام، لا تستطيعين الحركة في تلك الحفرة الضيقة، لا يمنة ولا يسرة، وأحب الناس وأعز الناس وأقرب الناس من يسرع في دفنك، ومن يحثو على وجهك التراب، ثم ماذا؟
    ثم تفتحين العينين، وتسمعين قرع النعال نعال الأحباب والأصحاب، قد فارقوك وهجروك، وتركوك في تلك الحفرة.
    ثم يأتيك منكر ونكير يسألانك: من ربك؟ على ماذا كنت تعيشين؟ تنامين على ذكر من؟ وتستيقظين على ذكر من؟ وتتلهفين على ذكر من؟ من كان أحب من لديك في الدنيا؟ هل هو الله جل وعلا حقا أم فلان؟ هل هو ذكر الله جل وعلا حقا، أم هي ذكر الأغاني؟ فإذا كنت لاهية غافلة فإنك سوف تقولينها: هاه هاه لا أدري! وسوف يضيق عليك القبر حتى تختلف الأضلاع، ثم تضربين على رأسك بمطرقة لو ضرب بها جبل لصار ترابا.
    أمة الله: ألا تخافين من ذلك المصير؟!
    مالي أراك تتجرئين على الذنوب والمعاصي وكأن الأمر لا يعنيك؟
    ثم بعد لحظات يأتيك صاحب في القبر فتقولين: من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر.
    فيقول: أنا عملك الخبيث أنا الأغاني، أنا الأفلام والمسلسلات، أنا النظر للرجال بشهوة، أنا سماعة الهاتف التي كانت في آخر الليل، أنا التجول في الأسواق لمعصية الله جل وعلا، أنا النوم عن الصلاة، أنا معصية الله جل وعلا، أنا عملك الخبيث، فوالله ما علمتك إلا سريعة في معصية الله بطيئة في طاعته، للصلاة بطيئة متثاقلة كسلانة، أما للشهوات والمعاصي فأنت السريعة المستجيبة.
    يا أمة الله!
    ألا تخافين من ذلك المصير؟!
    ألا تخافين من ذلك اليوم؟!
    ألا تخافين إذا وقفت بين يديه جل وعلا وأنت عارية حافية، لعل الشعر قد شاب من شدة الخوف؟! أما تخافين أن يسألك الله جل وعلا، فيقول لك: ألم أسقك من الماء البارد؟ ألم أنعم عليك بكذا وكذا؟
    أما تخشين إذا سألك الله جل وعلا فقال لك: ما الذي جرأك علي؟ وما الذي حملك على المعاصي؟ قال سبحانه: { ولو ترى إذ المجرمون ناكسو رؤوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون } [السجدة:12].
    من أسباب حفظ المرأة نفسها: رجاء ما عند الله
    أمة الله! إن مما يحفظك من الذنوب والمعاصي رجاء الله -جل وعلا- فترجين رحمته جل وعلا، إنك إذا نظرت للمعصية ثم صددت عنها فإن الله جل وعلا سوف يعقبك حلاوة الإيمان في الصدر، ثم هي صحيفة بيضاء تلقين الله جل وعلا بها يوم القيامة، وإذا بها ذنوب تعرضت لك لكنك صددت عنها، إنها معاصي كانت سهلة بين يديك لكنك تركتيها خوفا من الله.
    أمة الله! إذا تركتي المعاصي فإن الله سوف يعقبك لذة في الدنيا، وسرورا في القلب، وحلاوة في الصدر، ثم إذا لقيتي الله جل وعلا فقال لك: ألا تذكرين ذنب كذا؟ ألا تذكرين تلك المعصية؟ ألا تذكرين تلك الزلة؟ ثم يقول الله جل وعلا لك يوم القيامة: سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، أما ترجين ذلك الموقف؟ ألا تتمنين أنك تلقين الله جل وعلا في ذلك المكان فيقول الله جل وعلا: خذي كتابك بيمينك، ثم تساقين إلى الجنة { وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا } [الزمر:73]
    ألا تريدين ذلك المصير يا أمة الله؟!
    إن أسباب حفظ المرأة نفسها: مجالسة الصالحات
    ومما يحفظك عن الذنوب والمعاصي -يا أمة الله- مجالسة الصالحات،
    أمة الله: ضعي يدك في يد أولئك الصالحات، واجلسي معهن وقولي لهن: إني قد تبت إلى الله، إني أريد أن أجلس معكن، وأذهب معكن، وأسافر معكن، فإنهن لا يسافرن إلا إلى العمرات، وإلى حرم الله جل وعلا، وإذا جلسن لا يجلسن إلا على طاعة الله، وذكره جل وعلا
    { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا }
    [الكهف:28].
    ( إِنْأُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِعَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)
    (هود:88 )
    نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه صلى الله عليهوسلم.
    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات،فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
    سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    المسبحه الإلكترونيه رائعه جدا[/SIZE]
    اللهم اغفر لأبي وارحمه ونور قبره واجمعنى بيه في جنة الفردوس الأعلي من غير حساب ولا سابقة عذاب

  • #2
    رد: كيف تحافظ العفيفة على نفسها

    جزاك الله خيراااااا


    اللهم ارزقنيها


    تعليق

    يعمل...
    X