عارفين قصة توبة سيدنا بشر الحافي :
كان بِشر من العابثين اللاهين غير الآبهين لشيء , وفي ليلة كان يلهو مع رفاقه يشربون ويمرحون , فمرَّ بهم رجل صالح , فدقَّ الباب , فخرجَت إليهِ جارية , فقال لها : صاحب الدار حرُّ أم عبد ؟
قالت : بل حُرّ , قال : صدَقْتِ , لو كان عبداً لاستعمل أدب العبودية ,
فَسَمِعَ بِشر مُحاورَتُهُما , فسارع إلى الباب حافياً حاسراً , قد ولَّى الرَّجُل ,
فقال للجارية : ويحك! من كلَّمكِ وماذا قال لكِ ؟
فأخبَرَتْهُ بما جرى , فقال : أي ناحية أخَذَ هذا الرّجُل ؟
قالت : كذا , فَتَبِعَه بِشر حتّى لَحِقهُ ,
فقال له : يا سيدي أنت الذي دققت الباب وخاطبت الجارية ؟
قال : نعم , , قال : أعد علَيَّ الكلام , فأعَادَهُ عليهِ
فَمَرَّغَ بِشر خدَّيهِ على الأرض فقال : بل عبــــــــــــــــــد !
ثمّ هام على وجهه حافياً حاسراً , حتى عُرِفَ بالحَفاء
فقيل له : لِمَ لا تلبسُ نعلاً , قال لأنّي ما صالَحَنِي مولاي إلاّ وأنا حافِ فلا أزول عن هذه الحالة حتى الممات
الشاهد الذي أريده : قول سيدنا بـــــــشر بل " عـــــــــــــبد "
يا الله ..
كلمة بسيطة لكن سيدنا بشر استشعر فيها معنى غيّر حياته رضي الله عنه
معنى الذل لله معنى الخضوع معنى الرجوع معنى إني مش مِلك نفسي أنا مِلكٌ لله
هو سبحانه خلقني ورزقني الحياة لأعبده وحده
فحياتي مِلكه وأنفاسي مِلكه وكلماتي ونظراتي ووو
يُحكى أن ملكا سأل مملوكه :
أي الطعام تريدُ أن أطعمك ؟ ، قال : " ما تريد أن تطعمني " .
قال فأي الثياب تريد أن أكسوك ؟ ، قال : " ما تريد أن تكسوني " .
فسأله : أي الأماكن تريد أن أسكنك ؟ ، قال : " ما تريد أن تسكنني " .
فبكى الملك فسأله مملوكه : " ما يبكيك سيدي ؟ "
قال : (( طوبى لي إن كانت حالي مع الله كحالك معي ))
ياااااه .. طوبى لنا إن كانت حالنا مع الله حال عبودية حقة
حققناها بالقلب ، وعشناها بالجوارح
فأحاسب كل حركة مني ، هل ستُرضي سيدي ؟!
" بل عبـــــــــــــــــــد .. بل عبــــــــــــــــــــد "
ذكر نفسك بها : كلما هممت بمعصية ..
كلما تكاسلت عن طاعة ..
كلما ضاقت عليك نفسك
في دعائك :
" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبـــــــــــــــدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "
" اللهم إني عبـــــــــــــــدك وابن عبـــــــــــــــدك وابن أمتـــــــــــــك ماضٍ فيّ حكمك ، عدلٌ فيّ قضاؤك ... "
يارب عبــــــــــــدك بين يديك ، مسيكين بين يديك ، مليش غيرك يارب ،
مهما أذنبت هروح لمين غيرك ، من يشفع لي عندك يا سيدي ( جرب تقولها )
أُذنب وأنسى وأغفل ولم تزل برحمتك تعطيني ولا تحرمني
أخجلني فضلك سيدي ، زين بالصدق حياء قلبي وتوبتي
(( تقرب بها ، تذلل بها ، ووالله إنك حينها لتعلو بها ))
وأختم بقول أحدهم :
إن الملوك إذا شابت عبيدهم .. في رقهم عتقوهم عتقَ أبرار
وأنت يا سيدي أولى بذا كرمًا .. قد شبتُ في الرق فأعتقني من النار
منقول
تعليق