إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

:قى الخلوة... سلوة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • :قى الخلوة... سلوة




    ذهب سفيان الثوري وإبراهيم بن أدهم وداود الطائي والفضيل وبشر الحافي إلى أن العزلة خير من الخلطة لحديث الصحيحين وفيه قيل يا رسول الله أي الناس خير قال ( رجل يجاهد بنفسه وماله ، ورجل في شعب من الشاب يعبد ربه ويدع الناس من شره (

    ولحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما النجاة قال ( أملك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك ) قال أبو الدرداء( نعم صومعة المرء المسلم بيته يكف لسانه وفرجه وبصره وإياكم ومجالس الأسواق فإنها تلهي وتلغي) وفي الخلطة امراض مثل الغيبة فإن عادة الناس التمضمض والتفكه بالأعراض فإن وافقتهم أثمت وإن سكت كنت شريكاً وإن أنكرت أبغضوك ، وفي الخلوة بعد عن الرياء الذي هو مرض الدعاة والعلماء والمنفقين والمحسنين ، لأن النفس تتشوق إلى الثناء عليها وتطلب المدحة

    وفي الخلوة بعد عن الأخلاق الرديئة والعادات الرذيلة التي ربما سرقها من طبائع الناس ونحن نرى ذلك في أبنائنا وبناتنا كم يتأثرون بمدارسهم وأسواقهم ومجتمعاتهم مع الحرص على إصلاحهم هذا في بلاد المسلمين ، فكيف بمن يعيش بعيداً نائيا عن بلاد الإسلام كالأيتام على موائد اللئام ، ففي مجالسة الفساًق مدّة من الزمن دون إنكار تطبّع بطبائعهم وميول للباطن بفعله لأن الفساد يصير بكثرة المشاهدة والمخالطة هيناً على النفس ويضرب العلماء على ذلك مثلاً بالصوم ، فنظراً لعدم تكراره في العام إلا مرّه ولقلة من يفطر فيه ، فإن المفطر فيه يكون في عرف الناس مرتكب لإثم عظيم وربما كفروه ، أما ترك الصلاة وهو كثير وقد يكون فعل ذلك كفر فلا تجد من ينكره لكثرته وتكراره وتساهل الناس في ذلك .
    وفي الخلوة الخلاص من الفتن والخصومات وصيانة الدين عن الخوض فيما لا فائدة فيه لا دنيا ولا آخره ، بل قد يفضي إلى العصبية والبغضاء والحسد .
    قال أبو مهلهل أخذ بيدي سفيان الثوري وأخرجني إلى الجبانة فاعتزلنا ناحية فبكى ثم قال : يا مهلهل إن استطعت أن لا تخالط في زمانك أحداً فافعل وليكن همّك مرّمة جهازك ، أي إصلاح ما فسد من أمرك .


    وذهب بعض السلف إلى أن الخلطة أفضل لحديث:( المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على آذاهم خير من الذي لا يخالط الناس) وهو قول سعيد بن المسبب وشريح القاضي والشعبي وابن المبارك وعمل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
    والحق أن من رأى أن في خلطته فتنة له في دينه ونفسه وعياله وأن دينه ينقص ولسانه ينفلت وأولاده في ضياع وزوجته في ضعف فسلوته في البعد عن الناس والتقليل من الخلطة ، ومن رأى أن له قدرة على التأثير في الناس ونصحهم وأمرهم ونهيهم وإرشادهم ودعوتهم كالعلماء والدعاة والمصلحين مخالطته أولى وأوجب لحديث ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من الذي لا يخالط الناس .... ) لكن يحتاج الدعاة والعلماء والمصلحين فترة راحة وخلوة وهي ما تسمى باستراحة المحارب فيها يتفرغ للعبادة والاستئناس لمناجاة الله سبحانه ، وذلك لا يكون إلا بالخلوة و فيها يكون الإنس بالله تعالى .


    لذا قال عمر رضي الله عنه في العزلة راحة من خلطاء السوء .
    لذا نصح الدعاة والمخلصين والعلماء أن تكون لهم خلوة في قاموس حياتهم بها يزدادوا علماً وحلماً وقرباً وأنساًَ بالله تعالى .
    وقد اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم في مشربة له شهراً بعد أن ألا من نسائه واعتكف كل عام عشرة أيام ، فجرب الخلوة بين المغرب والعشاء أو أيام فراغك ، فإن في الخلوة سلوه .

  • #2
    رد: :قى الخلوة... سلوة

    جزاكم الله خيرا ً أختنا

    تعليق


    • #3
      رد: :قى الخلوة... سلوة

      جزاكِ الله خيراا اختي
      اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

      تعليق

      يعمل...
      X