تحب تطول عمرك 30 عام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان اوقاتنا هي أعمارنا ، بها إما نُكتب به من الفائزين أو من الخاسرين ، وذلك بحسب اغتنام العبد لعمره ، ولذلك اقسم الله سبحانه وتعالي بأجزاء اليوم ،بأول النهار وبآخر النهار {وَالضُّحَى } ، {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى } ، {وَالْفَجْرِ }
يقسم ربنا بهذه الاوقات حتي نعلم قيمتها وحتي نصونها ونحفظها ولا نعمل فيها الا خيراً ، فهذا العمر الذي نعيشه هو المزرعة التي تجني ثمارها في الدار الآخرة ، فإن زرعته بخير وعمل صالح جنيت السعادة والفلاح وكنت من الذين ينادي عليهم في الدار الاخرة :
{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ }
وإن ضيعته بالغفلات وزرعته بالمعاصي والمخالفات ندمت يوم لا تنفعك الندامة وتمنيت الرجوع الي الدنيا يوم القيامة فيقال لك :
" وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ{37} "
أي ألم نجعل لك عمراً فطول العمر حجة .
والمتأمل يجد ان حياتنا محدودة ومعدودة بسنوات وأيام بل بثوان ولحظات لا نستطيع أن نزيد فيها لحظة واحدة ، فعمرنا قصير مقارنة بأعمار الأمم السابقة التي كانت تعمر مئات السنين ، كان أحدهم يعيش 100 سنة او أكثر الي 1000 سنة ، أما هذه الأمة فأعمارها كما قال نبيها – صلي الله عليه وسلم – " أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يَجُوزُ ذلك " .
لو عاش المرء 60 سنة ، 20 سنة منها نوم ( بمعدل 8 ساعات نوم يوميا ) 15 سنة ( ما قبل البلوغ ) ، 5 سنوات ( أكل وأوقات فراغ ) = 20 سنة .
تبقي من العمر 20 سنة تحتوي علي ساعات العمل بلا شك .
فبكم سنة عبادة خرجنا من دنيانا ؟؟ حتي ولو حسبنا عمرنا كله عبادة ، 60 سنة ، يساوي ثلاث دقائق فقط اذا وزن بيوم القيامة ( مائة ألف سنة ) .
لو عاش الانسان ستين سنة وكان يضيع في اليوم ساعة لأتي يوم القيامة وثلاث سنوات ليس فيها حسنة واحدة وكذلك لو أضاع ساعتين يبقي ست سنوات فارغة وربما فيها سيئات ، نعوذ بالله من الخذلان ....
كم في اليوم والليلة لله ؟؟ وكم للدنيا والنفس ؟؟؟
الحقيقة ان الصالح منا سيصلي الخمس الصلوات وذلك في ساعة مثلا وساعة أخري إن قرأ قرآناً أو صلي نوافل أو غير ذلك وبقي ( 22) ساعة تذهب يومياً بين اتصالات وتنقلات وزيارات ولقاءات وترفيهات وأخبار وعمل وأكل وشرب ونوم وراحة ولهو ...
لو عاش الانسان سبعين عاماً ساعتين لله في صلاة جماعة فالصلوات تأخذ ساعة وساعة أخري لأعمال صالحة أخري وبقي ( 22 ) ساعة وهي تساوي عمرك الافتراضي ( 64 ) سنة ، والساعتين أي ما معدله ( 6 ) سنوات وهي التي بقت لك من السبعين سنة .
إذا لم يبقي أمامنا الا ان نبحث عن أعمال شرعية نطيل بها أعمارنا ، ونضاعف بها من حسناتنا في هذا العمر القصير الذي ضاع أكثره في الأمور الدنيوية .
هل العمر يطول فعلا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جاء ذكر ذلك في حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلي الله عليه وسلم – قال :
" من أحب أن يبسط له في رزقه ، ويُنسأ له في أثره ، فليصل رحمه " .
وقد اختلفت آراء العلماء حول مفهوم إطالة العمر :
فمنهم من يري أن هذه الإطالة حقيقية بالسنين والأيام ومنهم من يقول – وهو الراجح – هي البركة في عمره والتوفيق للطاعات ، وعمارة أوقاته بما ينفعه في الآخرة وصيانتها عن الضياع في غير ما يفيد ،
وزاد الإمام ابن تيمية بأن البركة في العمر : ان يعمل في الزمن القصير ما لا يعلمه إلا في الزمن الطويل .
ويقول صاحب روح المعاني :
( أراد – صلي الله تعالى عليه وسلم – أن تلك الطاعات تزيد في هذا العمر لما انها تكون سبباُ للذكر الجميل وأكثر ما ورد ذلك في الصدقة وصلة الرحم وكونهما مما يترتب عليهما ثناء الناس مما لا شبهة فيه قيل : ولهذا لم يقل – صلي الله تعالي عليه وسلم – في ذلك إنه يزيد في الأجل ) .
فهيا معي لنعيش مع أعمال ووصايا تطيل في العمر وتزيد في الحسنات ...
تابعوني....
تعليق