الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن التوبة ليست كلمة تقال ،ليست ظنا ،فإذا تبت فاصدق وعالج الصدق وتعال لنتساءل معا :
لماذا لا نتوب ؟؟!
إننا لا نتوب توبة نصوحا لوجود عوائق فى طريق التوبة ...
سبع عوائق فى طريق التوبة
العائق الأول : تعلّق القلب بالذنب :
قد يتعلق القلب بالذنب الذى كان يقع فيه والقلب إذا تعلّق بشيء عزّ إقتلاعه منه
ولكن تعالوا .. تعالوا لنعالج تعلّق القلب بالذنب فى نقاط :
1. نسيان الذنب
أن تنسى ذنبك ففى بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب لينكسر القلب بين يدى الله إذا رأى العبد فى نفسه عجبا و كبرا
ولكن
إذا رأى العبد من نفسه أنه إذا تذكر الذنب تهيج خواطره للعودة إلى المعصية فلينس ذنبه فلكل نفس ما يصلحها
يقول بعض السلف :(( إنك حال المعصية كنت فى حالة من جفاء مع الله عز وجل أما بعد التوبة فقد أصبحت فى حالة صفاء مع الله عز وجل وإن ذكر الجفاء فى وقت الصفاء جفاء ))
2. هجر أماكن المعصية
عليك يامن تتوق نفسك للتوبة وتقول لا استطيع فلقد تبت مرارا ثم عدت إلى نفس الذنب
عليك بهجر مكان المعصية تماما فلا تعد إليها لتحافظ على توبتك
فالذى يريد النجاة لا يسكن فى أرض موبوءة فإن ميكروب المرض لابد أن يصيبه
فكيف لتائب من التدخين مثلا يريد أن يستمر على توبته وهو لا يجالس إلا المدخنين فلا ينهاهم ولا يفارق مجالسهم
3. تغيير الرفقة
عليكِ بمرافقة الصالحات ومن إذا رأيتيهم ذكرتى الله عز وجل فتعينك صبحتهم على الطاعة
4. استشعار لذة الطاعة
لأننا إذا استشعرنا لذة العبادة فإنكِ تستعيضى بها عن لذة المعصية
5. الإنشغال الدائم
اشغلى نفسك بما يرضى الله فالنفس جموح إن لم تشغليها بالحق حتما ستشغلك بالباطل
اشغلى نفسك بحفظ القرآن وحفظ أحاديث النبى العدنان صلى الله عليه وسلم وتعلّمى العلوم التى تنفعك لتنتفعى ولتنفعى غيرك بها
6. صدق الندم واستقباح الذنب
الندم ركن التوبة الأعظم وكما قال صلى الله عليه وسلم (( الندم توبة ))
اصدقى الله فى التوبة يصدقكِ
اصدقى فى الندم واستقباح الذنب فإن تصدقى الندم على ما فات يعافيكِ الله مما هو آت
7. تأمّل أحوال الصالحين
قيل لبعض السلف (( هل يستشعر العاصى لذة العبادة ؟؟ قال : لا والله ولا منْ همَّ ))
8. قصر المل ودوام ذكر الموت
إن الذى يذكر الموت بصفة دائمة يخشى أن يفاجأه الموت فيلقى الله على معصيته فيلقيه الله فى النار ولا يبالى
قال ابن الجوزى :(( دبّر لنفسك أنّك إذا اشتبك ثوبك فى مسمار رجعت إلى الخلف لتخلّصه وهذا مسمار الذنب قد علّق فى قلبك أفلا تنزعه؟
انزعه ولا تدعه فى قلبك يغدو عليك الشيطان ويروح ، اقلع الذنب من قلبك ))
9. تعويد النفس فعل الحسنات والإكثار منها
عوّد نفسك على الإكثار من الحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات والماء الطهور إذا ورد على الماء النجس يطهره
قال صلى الله عليه وسلم (( واتبع السيئة الحسنة تمحوها ))
وهذا من فعل الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء
إننا تناسينا أن الأصل أن نعيش لله وبالله ولا نثتثقل الإلتزام مثل أن تقوم لتصلى الفجر فى حين أن تعوّدت أن تنام حتى الظهر
ألا ترى أن الخسران أنك قد حولتِ ليلك إلى نهار ونهارك إلى ليل فضيّعتى الليل فيما لا يرضى الله وضيّعتى النهار
وكما قالت أم المؤمنين عائشة عجبت لمن ينام عن صلاة الصبح كيف يرزق ؟
فبعد صلاة الصبح تقسّم الأرزاق ولا تصلى والله يرزقك ألا تخجل من نفسك ؟؟!
تعصى الله وهو يمهلك
والسؤال الآن
(( كيف يمكن الخلاص من استثقال التوبة واستصعاب الأتزام ؟؟))
وذلك بالآتى بإيجاز :.
1. دفع التسويف
فورا وبلا تردد تب إلى الله من الذنب لذى يحول بينك وبين الله
2. الصدق مع الله
إذا صدقت مع الله فسيعوضك لله خيرا مما تركت
3. التبرؤ من الحول والقوة
فعليك أن تستشعر معنى لا حول ولا قوة إلا بالله إذ لا حول لك ولا قوة إلا بتوفيق الله
العائق الثالث من عوائق التوبة :
الإعتذار والتعلّل والبحث عن المبررات
من أخطر عوائق التوبة تزيين الشيطان
عندما تقولى لأخت لماذا أنتِ متبرجة .. لما لا تسترين نفسك ؟؟
فتقول ظروف ..!! ، إن زوجى لا يرضى ، وأبى لا يرضى ،وهذا هو البحث عن المبرر
والعلاج الدافع لهذا العائق ((طلب العلم وإتهام النفس ))
رزقنا الله التوبة النصوحة
تعليق