إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موضوع رائع (محاسبة النفس)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منقول] موضوع رائع (محاسبة النفس)

    ﻳﻘﻮﻝ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ : ( ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺍﺗَّﻘُﻮﺍ
    ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻟْﺘَﻨﻈُﺮْ ﻧَﻔْﺲٌ ﻣَّﺎ ﻗَﺪَّﻣَﺖْ ﻟِﻐَﺪٍ ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ
    ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ﺑِﻤَﺎ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ )
    ﻳﻘﻮﻝُ ﺍﺑﻦُ ﻛﺜﻴﺮٍ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ – ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮِ
    ﻗﻮﻟِﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَﻟْﺘَﻨﻈُﺮْ ﻧَﻔْﺲٌ ﻣَّﺎ ﻗَﺪَّﻣَﺖْ
    ﻟِﻐَﺪٍ { : )) ﺃﻱ ﺣﺎﺳﺒﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴَﻜﻢ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
    ﺗﺤﺎﺳﺒﻮﺍ ﻭﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﺎﺫﺍ ﺍﺩﺧﺮﺗُﻢ ﻷﻧﻔﺴِـﻜﻢ
    ﻣﻦ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝِ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔِ ﻟﻴﻮﻡِ ﻣﻌﺎﺩِﻛﻢ
    ﻭﻋﺮﺿِـﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺑِﻜﻢ ، ﻭﺍﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻋﺎﻟﻢٌ
    ﺑﺠﻤﻴﻊِ ﺃﻋﻤﺎﻟِﻜﻢ ﻭﺃﺣﻮﺍﻟِﻜﻢ ، ﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪِ
    ﻣﻨﻜﻢ ﺧﺎﻓﻴﻪ (( ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻣﻪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ .
    * ﻭﻳﺘﺮﺗﺐُ – ﻛﺬﻟﻚَ – ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ
    ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺃﻣﺮٌ ﻫﺎﻡٌ ﺟﺪﺍً ، ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﻫﻼﻙُ ﺍﻟﻘﻠﺐ ،
    ﻫـﻼﻙُ ﺍﻟﻘﻠﺐ ! ﻳﻘﻮﻝُ ﺍﺑﻦُ ﺍﻟﻘﻴّﻢ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
    - : " ﻭﻫﻼﻙُ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺇﻫﻤﺎﻝِ ﺍﻟﻨﻔﺲِ ﻭﻣﻦ
    ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻬﺎ ﻭﺇﺗﺒﺎﻉ ﻫﻮﺍﻫﺎ . "
    ﻭﻗﺎﻝَ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺇﻏﺎﺛﺔِ ﺍﻟﻠﻬﻔﺎﻥ : " ﻭﺗﺮﻙُ
    ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺳﺎﻝُ ﻭﺗﺴﻬﻴﻞُ ﺍﻷﻣﻮﺭِ
    ﻭﺗﻤﺸﻴﺘُـﻬﺎ ، ﻓﺈﻥَّ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝُ ﺑﻪِ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻼﻙِ ،
    ﻭﻫﺬﻩ ﺣﺎﻝُ ﺃﻫﻞِ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ ، ﻳُﻐْﻤﺾُ ﻋﻴﻨﻴﻪِ ﻋﻦ
    ﺍﻟﻌﻮﺍﻗﺐِ ﻭﻳُﻤَﺸّﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ، ﻭﻳﺘﻜﻞُ ﻋﻠﻰ
    ﺍﻟﻌﻔﻮ ، ﻓﻴﻬﻤﻞُ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻧﻔﺴﻪِ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮُ ﻓﻲ
    ﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ ، ﻭﺇﺫﺍ ﻓﻌﻞَ ﺫﻟﻚَ ﺳَﻬُﻞَ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮﺍﻗﻌﺔُ
    ﺍﻟﺬﻧﻮﺏِ ﻭﺃﻧِﺲَ ﺑﻬﺎ ﻭﻋَﺴُﺮَ ﻋﻠﻴﻪ ﻓِﻄﺎﻣُﻬﺎ ﻭﻟﻮ
    ﺣَﻀَﺮَﻩ ﺭُﺷْﺪَﻩ ﻟﻌﻠِﻢ ﺃﻥّ ﺍﻟﺤﻤﻴﺔَ ﺃﺳﻬﻞُ ﻣﻦ
    ﺍﻟﻔِﻄﺎﻡ ﻭﺗﺮﻙُ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻑ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ " ﺍﻧﺘﻬﻰ
    ﻛﻼﻣﻪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﻛﺘﺐَ ﻋﻤﺮُ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏِ
    ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾِ ﻋﻤُّﺎﻟِﻪِ :
    )) ﺣﺎﺳﺐ ﻧﻔﺴﻚَ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ ﻗﺒﻞَ ﺣﺴﺎﺏِ
    ﺍﻟﺸﺪﺓ ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺳﺐَ ﻧﻔﺴﻪُ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀِ
    ﻗﺒﻞَ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﺪﺓ ، ﻋﺎﺩَ ﺃﻣﺮُﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺿﺎ
    ﻭﺍﻟﻐﺒﻄﺔ ، ﻭﻣﻦ ﺃﻟﻬﺘﻪ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺷﻐﻠﺘْـﻪُ ﺃﻫﻮﺍﺅﻩ
    ﻋﺎﺩَ ﺃﻣﺮُﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺪﺍﻣﺔٍ ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺭﺓ . ((
    ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻷﺣﻨﻒُ ﺑﻦ ﻗﻴﺲٍ ﻳﺠﻲﺀُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡِ
    ﻓﻴﻀﻊُ ﺇﺻﺒَﻌﻪُ ﻓﻴﻪ ﺛﻢ
    ﻳﻘﻮﻝ : ﻳﺎ ﺣُﻨﻴﻒ ، ﻣﺎ ﺣﻤَﻠَﻚَ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖَ
    ﻳﻮﻡَ ﻛﺬﺍ ؟ ﻣﺎ ﺣﻤَﻠَﻚَ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﺖَ ﻳﻮﻡَ
    ﻛﺬﺍ ؟
    ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻦ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - : " ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦَ
    ﻭﺍﻟﻠﻪِ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩُ ﺇﻻ ﻳﻠﻮﻡُ ﻧﻔﺴﻪُ ﻋﻠﻰ ﻛﻞِّ ﺣﺎﻻﺗﻪ ،
    ﻳﺴﺘﻘﺼﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ، ﻓﻴﻨﺪﻡُ ﻭﻳﻠﻮﻡُ
    ﻧﻔﺴَﻪُ ، ﻭﺇﻥّ ﺍﻟﻔﺎﺟﺮَ ﻟﻴﻤﻀﻲ ﻗُﺪُﻣـﺎً ﻻ ﻳﻌﺎﺗﺐُ
    ﻧﻔﺴَﻪ . "
    ﻓﻴﺠﺐُ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥَ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦُ ﻣﺤﺎﺳﺒﺎً ﻟﻨﻔﺴﻪِ
    ﻣﻬﺘﻤﺎً ﺑﻬﺎ ، ﻻﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺼﻴﺮِﻫﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡُ
    ﺍﺑﻦُ ﺍﻟﻘﻴﻢِ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : )) ﻭﻣﻦ ﺗﺄﻣﻞَ
    ﺃﺣﻮﺍﻝَ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔِ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬُﻢ ﻭﺟﺪَﻫﻢ
    ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔِ ﺍﻟﻌﻤﻞِ ﻣﻊَ ﻏﺎﻳﺔِ ﺍﻟﺨﻮﻑ ، ﻭﻧﺤﻦ
    ﺟﻤﻌﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻘﺼﻴﺮ ، ﺑﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻂِ
    ﻭﺍﻷﻣﻦ . ((
    ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝُ ﺍﻹﻣﺎﻡُ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢِ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ
    ﻭﻋﺼﺮﻩ !
    ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻧﻘﻮﻝُ ﻧﺤﻦُ ﻋﻦ ﺃﻧﻔﺴِـﻨﺎ ﻭﻋﺼﺮِﻧﺎ !؟
    * * *
    · ﻭﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔِ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻧﻮﻋـﺎﻥ : ﻧﻮﻉٌ ﻗَﺒﻞَ
    ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻭﻧﻮﻉٌ ﺑﻌﺪَﻩ .
    § ﺍﻟﻨﻮﻉُ ﺍﻷﻭﻝ : ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻗﺒﻞ
    ﺍﻟﻌﻤﻞ :
    ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮَ ﺍﻟﻌﺒﺪُ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻫﻞ
    ﻫﻮَ ﻣﻘﺪﻭﺭٌ ﻋﻠﻴﻪِ ﻓﻴﻌﻤﻠَﻪ ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ
    ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ . ﺃﻭ ﻏﻴﺮَ ﻣﻘﺪﻭﺭٍ ﻋﻠﻴﻪِ ﻓﻴﺘﺮﻛَﻪ . ﺛﻢ
    ﻳﻨﻈﺮ ﻫﻞ ﻓﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﺧﻴﺮٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ
    ﻓﻴﻌﻤﻠَﻪ ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﻋﻤﻠِﻪ ﺷﺮٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ
    ﻓﻴﺘﺮﻛَﻪ . ﺛﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﻫﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻟﻠﻪِ ﺗﻌﺎﻟﻰ
    ﺃﻡ ﻫﻮ ﻟﻠﺒﺸﺮ ، ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻌﻤﻠُﻪ ﻟﻠﻪ ﻓﻌﻠَﻪ ،
    ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻴﺘَﻪُ ﻟﻐﻴﺮﻩِ ﺗﺮَﻛﻪ .
    § ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ
    ﺍﻟﻌﻤﻞ : ﻭﻫﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ :
    * ﺍﻟﻨﻮﻉُ ﺍﻷﻭﻝ : ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ
    ﻃﺎﻋﺎﺕٍ ﻗﺼَّﺮﺕْ ﻓﻴﻬﺎ .
    ﻛﺘﺮﻛﻬﺎ ﻟﻺﺧﻼﺹِ ﺃﻭ ﻟﻠﻤﺘﺎﺑﻌﺔ ، ﺃﻭ ﺗﺮﻙِ ﺍﻟﻌﻤﻞ
    ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻛﺘﺮﻙ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ، ﺃﻭ ﺗﺮﻙِ ﻗﺮﺍﺀﺓِ
    ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﺃﻭ ﺗﺮﻙِ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ﺻﻼﺓِ
    ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺴﻨﻦِ ﺍﻟﺮﻭﺍﺗﺐ . ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ
    ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉِ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺈﻛﻤﺎﻝِ ﺍﻟﻨﻘﺺ
    ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﺨﻄﺄ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺭﻋﺔِ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ
    ﻭﺗﺮﻙ ﺍﻟﻨﻮﺍﻫﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺑﺔِ ﻣﻨﻬﺎ ،
    ﻭﺍﻹﻛﺜﺎﺭُ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ، ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺔُ ﺍﻟﻠﻪِ ﻋﺰ
    ﻭﺟﻞ ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘِﻪ
    ﻭﻣﺤﺎﺳﺒﺔُ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﻓﻴﻤـﺎ ﻗﺎﻟَﻪ ، ﻭﺇﺷﻐﺎﻟِﻪ ﺇﻣﺎ
    ﺑﺎﻟﺨﻴﺮِ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺼﻤﺖ ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥُ ﺑﻤﺤﺎﺳﺒﺔ
    ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﻈﺮﺕ ، ﻓﻴﻄﻠﻘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻼﻝِ
    ﻭﻳَﻐُﻀُّﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ، ﻭﺑﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻷُﺫﻥ ﻣﺎ
    ﺍﻟﺬﻱ ﺳَﻤِﻌﺘﻪ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺟﻤﻴﻊِ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ .
    * ﺍﻟﻨﻮﻉُ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ
    ﺍﻟﻌﻤﻞ :
    ﺃﻥ ﻳﺤﺎﺳﺐَ ﻧﻔﺴَﻪُ ﻋﻠﻰ ﻛﻞِّ ﻋﻤﻞٍ ﻛﺎﻥَ ﺗﺮﻛُﻪُ
    ﺧﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﻓﻌﻠﻪ ؛ ﻷﻧﻪُ ﺃﻃﺎﻉَ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻬﻮﻯ
    ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﻭﻫﻮ ﻧﺎﻓﺬﺓٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ، ﻭﻷﻧﻪُ
    ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻪ ،
    ﻳﻘﻮﻝُ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ )) : ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻼﻝ
    ﺑَﻴِّﻦ ! ﻭﺇﻥ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺑَﻴِّﻦ، ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺃﻣﻮﺭ
    ﻣﺸﺘﺒﻬﺎﺕ ، ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﻦ ﻛﺜﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ، ﻓﻤﻦ
    ﺍﺗﻘﻰ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﺒﺮﺃ ﻟﺪﻳﻨﻪ ﻭﻋﺮﺿﻪ ،
    ﻭﻣﻦ ﻭﻗﻊَ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ . ((
    ﻭﻳﻘﻮﻝُ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : )) ﺩﻉ ﻣﺎ
    ﻳَﺮﻳﺒُﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻻ ﻳَﺮﻳﺒُﻚ . ((
    * ﻭﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :
    ﺃﻥ ﻳُﺤﺎﺳﺐَ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥُ ﻧﻔﺴَﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮٍ ﻣﺒﺎﺡ ﺃﻭ
    ﻣﻌﺘﺎﺩ : ﻟـﻢَ ﻓﻌﻠﻪ ؟ ﻭﻫﻞ ﺃﺭﺍﺩَ ﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺪﺍﺭَ
    ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻴﺮﺑﺢ ، ﺃﻡ ﺃﺭﺍﺩَ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱَ ﻭﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
    ﻓﻴﺨﺴﺮ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺮﺑﺢ ﻭﻳﻔﻮﺗَﻪُ ﺍﻟﻈَﻔَﺮُ ﺑﻪ .
    * * *
    · ﻭﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻮﺍﺋﺪٌ ﺟﻤّﺔٌ ، ﻣﻨﻬﺎ :
    ﺃﻭﻻً : ﺍﻹﻃﻼﻉُ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻮﺏِ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ
    ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﺐِ ﻧﻔﺴِﻪ ﻟﻢ ﻳﻤﻜﻨﻪُ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘُﻪ
    ﻭﺇﺯﺍﻟﺘﻪ .
    ﺛﺎﻧﻴـﺎً : ﺍﻟﺘﻮﺑﺔُ ﻭﺍﻟﻨﺪﻡُ ﻭﺗﺪﺍﺭﻙ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ ﻓﻲ ﺯﻣﻦِ
    ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ .
    ﺛﺎﻟﺜـﺎً : ﻣﻌﺮﻓﺔُ ﺣﻖُ ﺍﻟﻠﻪِ ﺗﻌﺎﻟﻰ ، ﻓﺈﻥ ﺃﺻﻞَ
    ﻣﺤﺎﺳﺒﺔُ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻮ ﻣﺤﺎﺳﺒﺘُـﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺮﻳﻄﻬﺎ
    ﻓﻲ ﺣﻖِ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
    ﺭﺍﺑﻌـﺎً : ﺍﻧﻜﺴﺎﺭُ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺗﺬﻟُﻠَﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺭﺑﻪ
    ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .
    ﺧﺎﻣﺴﺎً : ﻣﻌﺮﻓﺔُ ﻛﺮَﻡِ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﻣﺪﻯ
    ﻋﻔﻮﻩِ ﻭﺭﺣﻤﺘﻪِ ﺑﻌﺒﺎﺩﻩِ ﻓﻲ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺠﻞ ﻟﻬﻢ
    ﻋﻘﻮﺑﺘَﻬﻢ ﻣﻊَ ﻣﺎ ﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ
    ﻭﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ .
    ﺳﺎﺩﺳـﺎً : ﺍﻟﺰﻫﺪ ، ﻭﻣﻘﺖُ ﺍﻟﻨﻔﺲ ، ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺُ
    ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻜﺒﺮِ ﻭﺍﻟﻌُﺠْﺐ .
    ﺳﺎﺑﻌـﺎً : ﺗﺠﺪ ﺃﻥَّ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﺳﺐُ ﻧﻔﺴَﻪُ ﻳﺠﺘﻬﺪُ
    ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔِ ﻭﻳﺘﺮُﻙُ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﺗَﺴﻬُﻞَ
    ﻋﻠﻴﻪِ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔُ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ .
    ﺛﺎﻣﻨـﺎً : ﺭﺩُ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕِ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠِـﻬﺎ ، ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔُ
    ﺗﺼﺤﻴﺢِ ﻣﺎ ﻓﺎﺕ .
    ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠﺔ .
    · ﻭﻫﻨﺎﻙَ ﺃﺳﺒﺎﺏٌ ﺗﻌﻴﻦُ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢَ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔِ
    ﻧﻔﺴﻪِ ﻭﺗُﺴﻬِّﻞُ ﻋﻠﻴﻪِ ﺫﻟﻚ ، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ :
    .1 ﻣﻌﺮﻓﺔُ ﺃﻧﻚ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﺟﺘﻬﺪﺕ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔِ
    ﻧﻔﺴﻚَ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺖَ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻏﺪﺍً ،
    ﻭﻛﻠﻤﺎ ﺃﻫﻤﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﺷﺘﺪَّ ﻋﻠﻴﻚَ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏُ
    ﻏﺪﺍً .
    .2 ﻣﻌﺮﻓﺔُ ﺃﻥَّ ﺭﺑﺢَ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻮ
    ﺳُﻜْﻨﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ، ﻭﺍﻟﻨﻈﺮُ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻪِ ﺍﻟﺮﺏِ
    ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ، ﻭﺃﻥَّ ﺗﺮﻛﻬﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﻼﻙِ
    ﻭﺩﺧﻮﻝِ
    ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺏِ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺏ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .
    .3 ﺻﺤﺒﺔُ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻳﻦَ ﻳُﺤﺎﺳﺒﻮﻥَ ﺃﻧﻔﺴَﻬُﻢ ،
    ﻭﻳُﻄﻠِﻌﻮﻧَﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻮﺏِ ﻧﻔﺴِﻚَ ، ﻭﺗﺮﻙُ ﺻﺤﺒﺔ
    ﻣﻦ ﻋﺪﺍﻫﻢ .
    .4 ﺍﻟﻨﻈﺮُ ﻓﻲ ﺃﺧﺒﺎﺭِ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔِ
    ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ، ﻣﻦ ﺳﻠﻔِﻨﺎ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ .
    .5 ﺯﻳﺎﺭﺓُ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭِ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮُ ﻓﻲ ﺃﺣﻮﺍﻝِ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ
    ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥَ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔَ ﺃﻧﻔﺴِﻬﻢ ﺃﻭ
    ﺗﺪﺍﺭُﻙِ ﻣﺎ ﻓﺎﺗَـﻬﻢ .
    .6 ﺣﻀﻮﺭُ ﻣﺠﺎﻟﺲ ﺍﻟﻌﻠﻢِ ﻭﺍﻟﺬﻛﺮ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺪﻋﻮ
    ﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ .
    .7 ﺍﻟﺒﻌﺪُ ﻋﻦ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻠﻬﻮِ ﻭﺍﻟﻐﻔﻠﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ
    ﺗُﻨﺴﻴﻚَ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔَ ﻧﻔﺴﻚ .
    .8 ﺩﻋﺎﺀُ ﺍﻟﻠﻪِ ﺑﺄﻥ ﻳﺠﻌﻠﻚ ﻣﻦ ﺃﻫﻞِ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ
    ﻭﺃﻥ ﻳﻮﻓﻘﻚ ﻟﺬﻟﻚ .
    · ﻛﻴﻒَ ﺃﺣﺎﺳﺐُ ﻧﻔﺴﻲ ؟
    ﺳﺆﺍﻝٌ ﻳﺘﺮﺩﺩُ ﻓﻲ ﺫِﻫﻦ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪٍ ﺑﻌﺪَ ﻗﺮﺍﺀﺓِ
    ﻣﺎ ﻣﻀﻰ .
    ﻭﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻝ :
    ﺫﻛﺮَ ﺍﺑﻦُ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺃﻥ ﻣﺤﺎﺳﺒﺔَ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻜﻮﻥ
    ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ :
    ﺃﻭﻻً : ﺍﻟﺒﺪﺀُ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﻘﺺٌ
    ﺗﺪﺍﺭﻛﻪُ .
    ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﺍﻟﻨﻈﺮُ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﻲ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﺮَﻑ ﺃﻧﻪ
    ﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎً ﺗﺪﺍﺭﻛﻪ ﺑﺎﻟﺘﻮﺑﺔِ ﻭﺍﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭِ
    ﻭﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕِ ﺍﻟﻤﺎﺣﻴﺔ .
    ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﻣﺤﺎﺳﺒﺔُ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔِ ، ﻭﻳَﺘَﺪَﺍﺭﻙُ
    ﺫﻟِﻚ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮِ ﻭﺍﻹﻗﺒﺎﻝِ ﻋﻠﻰ ﺭﺏِ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ
    ﻭﺭﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .
    ﺭﺍﺑﻌﺎً : ﻣﺤﺎﺳﺒﺔُ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻛﺎﺕِ
    ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﺡ ، ﻭﻛﻼﻡِ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ، ﻭﻣﺸﻲِ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ،
    ﻭﺑﻄﺶِ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ، ﻭﻧﻈﺮِ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ، ﻭﺳﻤﺎﻉِ
    ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ ، ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕُ ﺑﻬﺬﺍ ؟ ﻭﻟﻤﻦ ﻓﻌﻠﺘﻪ ؟
    ﻭﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻭﺟﻪ ﻓﻌﻠﺘﻪ ؟
    * * *
    التعديل الأخير تم بواسطة راجية جنة الرحمن; الساعة 27-05-2013, 10:16 PM. سبب آخر: تكبير الخط ..جزاكم الله خيرا

  • #2
    رد: موضوع رائع (محاسبة النفس)

    جزاكم الله خيرا أختنا وبارك فيكم ونفع بكم
    وإن شاء الله نحن في انتظار المزيد من موضوعاتكم المميزة
    يُنقل لقسم فضفضة الأخوات الإيمانية فهو الأنسب له


    (اللهم ارزقنى شهادة فى سبيلك واجعل موتى فى بلد رسولك)


    تعليق

    يعمل...
    X