حاسب نفسك قبل أن تُحاسب !!
تأملت حالي فإذا أنا إلى زوال ..
وتأملت مآلي فإذا أنا إلى حساب وأهوال ..
فصحت في نفسي ..
ويحك ستسلميني إلى الموت على أي حال !!
فوالله لأحاسبنك على كل الأعمال .
اللهم تب علينا لنتوب ..
جلسة محاسبة ..
هل فكرت يوماً أن تجلس إلى نفسك ، لتحاسبها على :
جناياتها وغفلاتها وزلاتها وهفواتها ، ورعوناتها ،
كما يحاسب الأب الشفيق أبنه الأرعن ،
وكما يحاسب الأستاذ تلميذه المتفلت ،
وكما يحاسب التاجر شريكه في التجارة ..!؟
كشف حساب ، ولوم وعتاب ، وتقريع وتوبيخ ،
ثم عقاب ،
نعم أعني ما أقول : ثم عقاب ولابد !
بهذا وأمثاله تكون سائراً في طريق التزكية ، للحصول على الكمالات
قد تجد في الأمر مشقة ،
لكن ثق أنها مشقة مؤقتة ، ثم تجني بركتها بعد ذلك
منقووووول
إن استمعت إلى نصيحتي وجلست لتتفكر فتدبر في حال هذين الفريقين
فـريقـــان ..!= =
من تفكر في فجأة الموت ،
وقرب الانتقال عن هذه الدار ،
جعل همه محصورا في جمع الزاد لتلك الدار التي سينتقل إليها غداً أو بعد غد !
وأما من آثر أن يشغل نفسه بالخسيس
فهو خسيس !
فإنه لا يرضى بالدون إلا الدون !
وأما أصحاب الهمم ، فإنهم لا يرضون بغير القمم !
هكذا علمهم شيخهم ومربيهم الأول محمد صلى الله عليه وسلم حين قال : إذا سألتم الله الجنة ، فسألوه الفردوس الأعلى !
وفهموا الإشارة ، فطاروا مشمرين ،
شعارهم :وعجلت إليك رب لترضى !
وفي كل عمل وطاعة وخير يخضون فيه ،يرددون في فرح قلبي وانتشاء روحي :
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ** فاغفر للأنصار والمهاجرة !
فهل مثل هؤلاء مثل ؟
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ** إن التشبه بالكرام فلاحُ
من بديع ما قرأت
وإن جلست حتما لتحاسب نفسك فاعلم ..
أنك سائر إلى مصير محتوم ..
سيتعرض له الكبير والصغير
الغني والفقير
العزيز والحقير
موقف ما أشده وما أعظمه ..
إنه ملاقاة ملك الموت !!
وما ادراك ما ملك الموت ..
تدبر حالك حين يدخل عليك ملائكة سود الوجوه !
معهم أكفان من جهنم !!
وحنوط من جهنم !!
ينادون على روحك الخبيثة .. كانت في الجسد الخبيث!!
اخرجي إلى رب غضبان !!
اخرجي إلى نار وجحيم .. وعذاب أليم !!
كيف حالك حين إذ ؟!!
يا لحسرتك ويا لغفلتك !!
أحادثُك الآن وأقول لك ..
لا تكن طفلا كبيرا !!
ألا ترى أن الطفل الصغير إذا ضربته على لعبه بالنار وأكله للتراب بكى بحرقة واحس بظلمك له !!
هكذا حالك .. أيها الطفل الكبير ..
تتلاعب بمعصية الله .. تتهاون بأوامره ..
ولكنك ما فكرت في الموقف القادم ..
هل جلست يوما تتأمل حالك فبكيت ؟
هل تدبرت يوما في صحيفتك التي سودتها الذنوب والآثام فحزنت ؟
هل أطلقت العنان لفكرك فهام مفكرا في أهوال يوم الحساب فارتعدت ؟
أيا عبد الله .. حرر نفسك من القيود والآثام ..
كن عبدا لله ... لا تكن عبدا لشهوة حقيرة !!
أخاطب فيك ذلك الإنسان الجميل .. الذي طالما أخفيته لتظهر الوجه القبيح !!
لم هذا التلون .. أنت ذو فطرة نقية طاهرة ..
فلم تُذل نفسك بالآثام ؟؟
أخي ..
إن جلست لتحاسب نفسك فتذكر ..
أنك إلى الله سائر ..
و عن أعمالك مُحاسب ..
وإلى جنة الخلد مستقرك أو إلى نار جهنم مستودعك !!
فاختر لنفسك يا عبد الله من الآن ..
أي المقعدين تحجز .. ومع أي الفريقين ستمضي ؟
أخي .. يا ابن الإسلام ..
إن جلست لتحاسب تلك المذنبة المقصرة ..
فاعلم
أن في الحشر أهوالا وخطوبا ..
وأن هناك موقفا بين يدي رب لا يضل ولا ينسى ..
وأنه سيسأل عن الجنان واللسان ..
وسائل عن كل لحظات الحياة ..
فهلا أعددت جواااابا لكل تلك الأسئلة ..
أخي
بادر قبل أن تغادر ..
بادر بالصالحات .. قبل ألا ينفع الندم ..
بادر بالاستغفار والبكاء والآهات على التفريط والسيئات .. قبل ألا ينفع الندم ..
بادر بالتوبة والأوبة قبل ألا ينفع الندم ..
بادر فوربي ستندم .. حين لا ينفع الندم !!!
اللهم تب علينا لنتوب .. واغفر لنا الخطايا والذنوب ..
جزاااااكم الله خيرا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
م/ن
تعليق