بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم مع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين؟ زرع المحبة والمودة والشفقة والعطف والحنان والرحمة لإخوانهم ولكل بني الإنسان فكان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم من كثرة الرحمة في قلوبهم يسعون بهذه الرحمة حتى للطيور والحيوانات ولذلك لما وصف ربنا الأنصار قال فيهم {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} يحبون إخوانهم المسلمين وفي قلوبهم حب الله وحب رسول الله
وجعل الحبيب ميزانا لهذا الحب إذا نظرنا إليه حلت كل المشكلات فوراً ما هذا الميزان؟ قال صلي الله عليه وسلم {لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ "
[ صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 15 , صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 44 ]
هذا بيان من رسول الله لتزن نفسك وتُجهز نفسك وتؤهل نفسك حتى تصل لهذا المستوى من الحب الحقيقي وإذا لم تصل لهذا المستوى فعليك بجهاد نفسك وإياك أن يكون في يوم من الأيام حب المال عندك أكبر من حب حبيب الله ومصطفاه وإياك أن تسمح للدنيا بزخرفها وزهرتها وزينتها أن تدخل في قلبك مرة
فكان صحابة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقولون (اللهم اجعلها في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا) لأن الدنيا لو دخلت القلب ستلوث القلب كله فَحُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ حب الدنيا سبب كل الأمراض والخلاف فلو خرج حب الدنيا من القلب فإن المحاكم ستغلق أبوابها ولا نحتاج إلى قضاء لأنه لا توجد مشكلات فكل الذي في المحاكم سببه حب الدنيا فإذا خرج هل سيشتري أحد سلاحاً؟ لا، لأن حب الدنيا خرج هل سيقتل أحد؟ هل سيغش أحد في كيل أو وزن؟! هل سيكذب أحد؟ لا ، كل هذا سينتهي إذا ذهبت الدنيا من القلوب أين الدنيا؟ في قول الله {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}
لأن الإنسان يعلم قول الحبيب صلي الله عليه وسلم {فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتَّى تستوفيَ رزقَها}[3] لن يخرج أحد من هنا وله تموين لا بد أن يأخذ كل التموين الذي قرره له أحكم الحاكمين قبل أن ينتقل من الدار الدنيا إلى الدار الآخرة في جوار سيد الأولين والآخرين صلي الله عليه وسلم وبالنسبة لإخواننا المؤمنين ما عتبة الإيمان؟ قال صلي الله عليه وسلم {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}[4] لو طبقنا هذا الحديث هل سنحتاج إلى قوانين تحكمنا أو دستور نتقاتل ونتعارك عليه؟ فدستورنا سطور في القلوب كتبها بقدرته علام الغيوب {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} إذا كان كتب في قلوبهم الإيمان فهل نحن محتاجين تعليمات من بني الإنسان؟ بالطبع لا
فمشى أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم على هذه الحال لذلك شهدنا وسمعنا عنهم العجب العجاب
لما قدموا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن ابن عوف وسعد بن الربيع، قال لعبد الرحمن : إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها. قال : بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بني قينقاع، فلما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن، ثم تابع الغدو، ثم جاء يوما وبه أثر صفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مهيم؟. قال : تزوجت، قال : كم سقت إليها؟ قال : نواة من ذهب، أو وزن نواة من ذهب. شك إبراهيم )).
[ صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3780 ]
هذه قلوب طيَّبها الحبيب فقضت على كل هذه المشكلات والآخر علَّمه الحبيب صلي الله عليه وسلم العفة فيقول له: بارك الله لك في بيتك وبارك لك الله في زوجك وبارك لك الله في مالك وبارك لك الله في تجارتك لكن دلني على السوق فعلَّمه الرسول العزة وعلمه العفة فلا يوجد بينهم من يتسول كما نرى في هذه الأيام ولا نصب على الناس لأخذ أموالهم بغير حق ولا تزوير كل هذا لم يكن موجوداً عندهم لأنهم كانوا يراقبون المولى وينفذون تعليمات الحبيب المحبوب صلي الله عليه وسلم
[3] سنن ابن ماجة وصحيح ابن حبان والحاكم في المستدرك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه [4] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس رضي الله عنه
ماذا فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم مع الصحابة رضي الله عنهم أجمعين؟ زرع المحبة والمودة والشفقة والعطف والحنان والرحمة لإخوانهم ولكل بني الإنسان فكان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم من كثرة الرحمة في قلوبهم يسعون بهذه الرحمة حتى للطيور والحيوانات ولذلك لما وصف ربنا الأنصار قال فيهم {يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ} يحبون إخوانهم المسلمين وفي قلوبهم حب الله وحب رسول الله
وجعل الحبيب ميزانا لهذا الحب إذا نظرنا إليه حلت كل المشكلات فوراً ما هذا الميزان؟ قال صلي الله عليه وسلم {لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ "
[ صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 15 , صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 44 ]
هذا بيان من رسول الله لتزن نفسك وتُجهز نفسك وتؤهل نفسك حتى تصل لهذا المستوى من الحب الحقيقي وإذا لم تصل لهذا المستوى فعليك بجهاد نفسك وإياك أن يكون في يوم من الأيام حب المال عندك أكبر من حب حبيب الله ومصطفاه وإياك أن تسمح للدنيا بزخرفها وزهرتها وزينتها أن تدخل في قلبك مرة
فكان صحابة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم يقولون (اللهم اجعلها في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا) لأن الدنيا لو دخلت القلب ستلوث القلب كله فَحُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ حب الدنيا سبب كل الأمراض والخلاف فلو خرج حب الدنيا من القلب فإن المحاكم ستغلق أبوابها ولا نحتاج إلى قضاء لأنه لا توجد مشكلات فكل الذي في المحاكم سببه حب الدنيا فإذا خرج هل سيشتري أحد سلاحاً؟ لا، لأن حب الدنيا خرج هل سيقتل أحد؟ هل سيغش أحد في كيل أو وزن؟! هل سيكذب أحد؟ لا ، كل هذا سينتهي إذا ذهبت الدنيا من القلوب أين الدنيا؟ في قول الله {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}
لأن الإنسان يعلم قول الحبيب صلي الله عليه وسلم {فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتَّى تستوفيَ رزقَها}[3] لن يخرج أحد من هنا وله تموين لا بد أن يأخذ كل التموين الذي قرره له أحكم الحاكمين قبل أن ينتقل من الدار الدنيا إلى الدار الآخرة في جوار سيد الأولين والآخرين صلي الله عليه وسلم وبالنسبة لإخواننا المؤمنين ما عتبة الإيمان؟ قال صلي الله عليه وسلم {لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ}[4] لو طبقنا هذا الحديث هل سنحتاج إلى قوانين تحكمنا أو دستور نتقاتل ونتعارك عليه؟ فدستورنا سطور في القلوب كتبها بقدرته علام الغيوب {أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ} إذا كان كتب في قلوبهم الإيمان فهل نحن محتاجين تعليمات من بني الإنسان؟ بالطبع لا
فمشى أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم على هذه الحال لذلك شهدنا وسمعنا عنهم العجب العجاب
لما قدموا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن ابن عوف وسعد بن الربيع، قال لعبد الرحمن : إني أكثر الأنصار مالا، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها. قال : بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بني قينقاع، فلما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن، ثم تابع الغدو، ثم جاء يوما وبه أثر صفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مهيم؟. قال : تزوجت، قال : كم سقت إليها؟ قال : نواة من ذهب، أو وزن نواة من ذهب. شك إبراهيم )).
[ صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3780 ]
هذه قلوب طيَّبها الحبيب فقضت على كل هذه المشكلات والآخر علَّمه الحبيب صلي الله عليه وسلم العفة فيقول له: بارك الله لك في بيتك وبارك لك الله في زوجك وبارك لك الله في مالك وبارك لك الله في تجارتك لكن دلني على السوق فعلَّمه الرسول العزة وعلمه العفة فلا يوجد بينهم من يتسول كما نرى في هذه الأيام ولا نصب على الناس لأخذ أموالهم بغير حق ولا تزوير كل هذا لم يكن موجوداً عندهم لأنهم كانوا يراقبون المولى وينفذون تعليمات الحبيب المحبوب صلي الله عليه وسلم
[3] سنن ابن ماجة وصحيح ابن حبان والحاكم في المستدرك عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه [4] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس رضي الله عنه
تعليق