)': طـَــالَ بـُــعْدِى :'(
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تالله ما أقسى الحرمان بعد العطاء .. والبعد بعد القرب .. والضيق بعد السعة
أنظر إلى سنوات عمرى تمضى والحال كما هو .. حينها صرخ قلبى صرخة امتزجت بمرارة الإحساس بالطرد والشعور بالخذلان : (( طال بعدى ))
سَـوَادُ المُحَـاقِ كَسَـاهُ الكَـدَر
فـُؤَادٌ يُنـَادِى تَمَـادَى الضَّـرَر
حـَبِيسٌٌ ؛ تَـضِيقُ عَلَيْهِ الرِّحَابُ
طَـرِيدُ ؛ وَأضْنَاهُ طُولُ السَّفَر
وَتـَبْكِى العُيونُ لِتَنْعَى حَيَاةً
وَقَلْـبًا تَنَـاثَـرَ حَتَى انْـدَثَر
فَمَا عُدتُّ أَعْرِفُ طَعْمَ الحَيَاةِ
وَلَا عُـدتُّ أَذْكُـرُ غَيـْرَ الأَثَـر
تَحُومُ الطُّيُورُ وَيَجْلُو الغَمَامُ
وَنَجْمُ السَّمَاءِ يُنَاجِى القَمَر
وَأَرْسَلْتُ طَرْفِى إِلَى شَامِخَاتٍ
وَغُصْنٍ يُهَدْهِدْهُ رَشْفُ المَطَر
وَحَبـِّاتٍ دَمْـعٍ بِمِحْرَابِ أُنْـسٍ
لَآلِىُ تَسْرِى إِلَى مُسْتَقَر
وَرُوحٍ تُحَلِّقُ فَوْقَ الغَمَامِ
وَلَيْسَ العِيَانُ كَمِثْلِ الخَبَر
هُوَ العِزُّ لَمَّا تَطِيبُ النُّفُوسُ
وَتلْتَذ ُّ بِالقُرْبِ وَقْتَ السَّحَر
وَقَدْ بِعْتُ عِزِّى بِبَخْسٍ مَهِينٍ
كَمـَوْج ٍ تَطَاوَلَ ثُّم انْحَسَر
فَيَالَيْتَ شِعْرِى أَيْحَيَا المَوَاتُ
وَيَرْتَـدُ لِلقَـلْبِ نُـورُ البَـصَر ؟
إِذَا العَبْدُ يَوْمَا أَرَادَ الحَيــاةَ
فَلَابُدَّ لِلـرُّوحِ أَن تَنْكَسِـر
وَلَابُدَّ أَنْ يَسْتَكِينَ الفُؤَادُ
وَيَخْضَعُ بِالذُّلِ بَلْ يَنْفَطِر
سَمَوْتُ بِرُوحِى أَيَا خَالِقِى
وَِإِنْ طَالَ بُعْدِى فَأَيْنَ المَفَر ؟!
وَمَهْمَا جَمَحْتُ وَطَاَلَ الهُرُوبُ
فَمَن لِى سِوَاكَ يَرُدُّ الضَّرَر ؟!
وَمَن يَقْبَلُ التَّوْبَ بَعْدَ الذَّنُوبِ
وَبـَعْدِ الإِبِاقِ يُجِيرُ الغُدَر ؟!
إِلَهِى أَنِينِى يَدُقُّ الضُّلُوعَ
وَنـَارُ الحَنِينِ وَطُولِ السَّهَر
أَتُـوقُ لِدَمْـعٍ كَـمَاءٍ نَـمِير ٍ
لِيَرْوِى فُؤَادًا غَدَا كَالحَجَر
وَإِنَّ الدُّمُوعَ مَعِينُ الحَيَاةِ
وَمَاءُ الشَّبَابِ وَرُوحُ النَّضَر
فَصِلْنِى بِقُرْبٍ يُعِيدُ الحَيَاةَ
وَصَفْحٍ يُبَدِّدُ هَولَ الخَطَر
وَيُجْرِى بِغْصْنِى مِيَاهَ الشَّبَابِ
إِذَا مَا اعْتَرَاهُ هُـزَالُ الكِبَـر
وَهَبْ لِى بِلُطْفِكَ قَلْبًا نَقِيًا
وَرُوحًا تَصَافَتْ صَفَاءَ الدُّرَر
فَمِنِّى جَمِيعًا شَكَاتِى وَذَنبِى
وَحَاشَا لِجُودِكَ أَن يَنْحَصِر
فَقِيرُ بِبَابِكَ يَرْجُو القَبُولَ
فَجُدْ يَا عَزِيزُ عَلَى المُفْتَقِر
م/ن
تعليق