لا تكثري من الكلام
فليس أحسن و لا أبلغ من سكوت إذا كثر اللغط.
ويقول عليه الصلاة و السلام:
(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت )).
ويقول أيضا:
(( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات)).
و كانت وصية أبي الدرداء رضي الله عنه:
(( أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعل الله لك أذنين اثنين وفما واحدا،لتسمع أكثر مما تقول )).
ويقول الفضيل بن عياض: ((المؤمن قليل الكلام كثير العمل،والمنافق كثير الكلام قليل العمل)).
لا تنظري إلى عيوب الناس:
حاولي أن تشغلي نفسك بإصلاح عيوبك بدلا من تتبع عيوب الآخرين،
فزين العابدين يجعل معرفة المسلم بعيوبه منحة ربانية، وإنها لكذلك والله..
فيقول: (( ما أحسب أحدا تفرغ لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه)).
اتركي لغو الحديث:
كان ابن رواحة يأخذ بيد أبي الدرداء رضي الله عنهما ويقول: (( تعال نؤمن ساعة)).
فيتذاكران أمر الإيمان، ويتعرفان على مسالك التوبة ...ويتحادثان بما يصلح النفس أو يصلح بين الناس.
وكذلك كان ميمون يذهب إلى سيد التابعين الحسن البصري، يطرق بابه ويقول له:
(( يا أبا سعيد قد آنستُ من قلبي غلاظة فألِنْ قلبي بما عندك )).
فإن لم تجدي جليسة صالحة فأمامك خلوة ساعة تذيقك حلو طعم مناجاة رب العالمين.
وقد وضع الصحابة والتابعون قواعد عملية لتزكية النفس وتهذيبها على طريق الإيمان:
(( اجلس بنا نؤمن ساعة ))
((امشوا بنا نزدد إيمانا)).
(( اجلسوا حتى يعلم من لا يعلم )).
((آنستُ غلظة فألِنْ لي قلبي )).
(( هيا بنا إلى مناجاة المحراب ... )).
كلها إشارات عملية تطلب منك الدخول في درب الله
كوني صادقة:
فالكذب والإيمان لا يلتقيان في قلب المؤمن أبدا.
ووقوع بعض النساء في الكذب سببه عوامل عدة، منها المبالغة، والمباهاة، والرغبة في التميز.
فبعض النساء يبالغن في حديثهن، ولا بأس في المبالغة، ولكن في حدود المعقول، فهذا يدخل في باب اللغو من الكلام، كأن تقولي: اتصلت بك هاتفيا عشرين مرة فلم أجدك، والحقيقة أنك اتصلت بها خمس مرات مثلا، أو تقولي:
لقد نهيتُ ولدي عن اللعب بالنار ستين مرة فلم ينته،والحقيقة أنها نهته ثلث مرات.
فهذه مبالغات يتجاوز عنها في الحديث غالبا، وهي مألوفة للناس، ولا يأخذونها مأخذ الجد، أو الحصر العددي المذكور، وإن كان التحرز منها أفضل بلا شك.
وكلما كان المسلم صالحا مرهف الحس، ابتعد عن ذلك حتى لو كان فيه مسامحة من الناس.
يروى أن أحد الصالحين الزهاد جاءته عمته لتعوده، فقالت له:كيف أنت يا بني؟
فقال: أأنت التي ولدتني؟
قالت: لا
قال: أأنت أرضعتني؟
قالت: لا
قال: فما عليك لو قلت: يا بن أخي، ولا تكذبين!.
انظري إلى الحساسية ضد الكذب، أو حتى المبالغة التي يتسامح الناس فيها عادة.. كيف رفضها حسه المرهف.
وأما المباهاة فمرض آخر أصيب به كثير من النساء، ولا تخلو منه بعض المسلمات الملتزمات.
وتجد ذلك مثلا عند امرأة لها بنت في سن الزواج، فتثني عليها أشد الثناء..
ولكن قد تكون هناك مباهاة مفضوحة لا يقبلها عقل، فقد زعمت إحداهن أن ابنتها تحفظ جزءا من القرآن في ساعة واحدة عن ظهر قلب..
وراحت تكرر ذلك في كل مجلس تحضره. ولم تدرِ أن معنى ذلك أن بنتها قد حفظت القرآن كله في يوم ونصف (إذا حفظت جزءا في كل ساعة)، فهذا من المباهاة المفضوحة التي لا يقبلها إنسان.
وأما الرغبة في التميز فهو دافع قوي عند البعض، حتى يجعلهم يكذبون و يتكرر منهم الكذب ما دام هناك إحساس بالنقص عندهم.
فإذا ذكرت أمام واحدة من هؤلاء أن ابنك مثلا نال المرتبة الأولى في المدرسة، تضايقت تلك الأخت، وانبرت تذكر لك الأوائل في أسرتها أيضا،
وإن لم يكن هناك أحد في أسرتها من كان من الأوائل، فهذا الإحساس بالضعف يدفعها إلى الكذب والاختلاق المفضوح.
ويكثر هذا عند النساء بوجه خاص في مجال المهارات النسائية من طبخ و تطريز وتنسيق للبيت وغير ذلك.
فاحذري يا أختاه هذه الأمور، ولا تدعيها تجرك إلى الكذب من حيث لا تشعرين.
عليك الاهتمام بالآخرين دون إسراف، فالمجاملة مطلوبة شرعا و عرفا.
قدمي لهم المساعدة إن احتاجوا لها، ولا تتواني عن الثناء عليهم بما فيهم من خصال حقيقية ، ولو كان مدحك هذا في غير وجودهم لكان أفضل.
وكم يكون الإنسان سعيدا عندما تبلغه كلمات المديح والثناء من إنسان آخر في غيبته!.
احرصي على الثناء على الآخرين بما فيهم من جميل الصفات، وإياك أن تمدحيهم بما ليس فيهم، فهذا كذب من جانب، ومن جانب آخر يصمك بالإختلاق والنفاق.
تعليق