أختاه إنك تريدين لنفسك الشفاء وتريدين لنفسك الخروج مما أنت فيه، إنك تتألمين لحالك وتريدين أن تصلحي منها، تريدين أن تكوني بعيدة عن المعاصي بعيدة عمَّا يُغضب الله ماذا تفعلين يعود قلبك نظيفا، تريدين أن تعودي إلى ربك عودة المؤمنة التي تفر إلى ربها فلا مفر منه إلا إليه ولا ملجأ منه إلا إليه،
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}.
فهذا يدل بحمدِ الله على أن قلبك ليس بالأسود بحمدِ الله وعلى أن قلبك لازال فيه الحياة بكرم من الله وفضل.
نعم قد يقع الإنسان في المعاصي وقد تكوني قد وقعت في كثير منها إلا أنك لازلت تتألمين من أن تقعي في ذنب يبعدك عن الله سواء كانت هذه الذنوب في تعاملك مع ربك أو تعاملك مع الناس أو تفريط في بعض الواجبات الشرعية كالحجاب على سبيل المثال أو كعلاقة تقيمينها بينك وبين الرجال الأجانب عنك سواء كان ذلك بنية الزواج أو بنية الحب أو غير ذلك مما يقع فيه الفتيات في كثير من الأحيان.
فأنت بحمدِ الله لديك حياة القلب ولولا هذه الحياة وهذا الإشراق لما شعرت بالألم أصلاً من الوضع الذي أنت فيه
ولا ريب أن جرح الميت لا يؤلم صاحبه وإنما يؤلمه إذا كان فيه
ولا ريب أن جرح الميت لا يؤلم صاحبه وإنما يؤلمه إذا كان فيه
نعم أختي في الله قد تجدين من نفسك شيئًا من البعد عن الله وربما كان شديدًا في بعض الأوقات ولكن لازلت تريدين العودة إلى الله، لازلت تحنين إلى أن تكوني صاحبة طاعة صاحبة بر، صاحبة إحسان، تريدين أن تضعي رأسك على وسادتك في آخر الليل وقد شعرت أنك أرضيت ربك في نهارك وأرضيته في ليلك، تريدين أن تقفي بين يدي ربك ساجدة له ماذا تفعلين يعود قلبك نظيفا شاعرة أنك قريبة منه، أنك تعتمدين عليه، أنك مخلصة له في عباداتك، أنك تقيمين أمره وتنتهين عن نهيه لا تريدين من نفسك أن تقع في المعاصي وإن كنت قد تقعين في بعضها كما أشرت في كلامك الكريم .
نعم إنك تدركين تمامًا أنك على خطأ في بعض التصرفات التي تقومين بها إلا أنك تريدين النجاة، تريدين أن تخرجي من ألم الحسرة على نفسك، من ألم البعد عن الله، إن في البعد عن الله شقوة تجدها النفس، فلا راحة لهذا القلب إلا بطاعة الله، إن الحياة الطيبة التي تريدينها وتسعين لأجلها والتي تريدين أن تحصليها لن تناليها يا أختي ببعدك عن الله أبدًا ولن تنالينها أبدًا بارتكاب بعض المخالفات الشرعية والتفريط في بعض الواجبات، بل ستنالينها بطاعة الرحمن، فتأملي في هذا الوصف الذي يصفه صلوات الله وسلامه عليه - لحال هذه المعاصي التي ترد على المؤمن وكيف يكون شأنه معها، فقال - صلوات الله وسلامه عليه -: (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا، فأي قلب أُشربها نُكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين: أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر - أي القلب الآخر - أسود مربادًا كالكوز مجخيًّا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه) أخرجه مسلم في صحيحه.
فتأملي في هذاا لحديث العظيم كيف يبيِّن صلوات الله وسلامه عليه أن المؤمن إذا وردت عليه هذه الفتن من الذنوب والمعاصي فأناب إلى ربه ورجع إليه فإن قلبه يصقل ويصير أبيض نقيًا صلبًا قويًّا في الحق ثابتًا عليه كحال الصفا - أي كحال الحجر الألمس - النقي في بياضه الصلب في معدنه- وأما إذا لم يتب وأُشرب هذه الفتنة - أي هذه المعصية - وقبِلها نكت فيه النكتة السوداء - أي نقط فيه نقطة سوداء - حتى تكثر عليه هذه النقط فيصبح أسود مربادًا كالكوز مجخيًّا - أي شديد السواد - كالكوز الذي يستعمله الناس في الشرب وهو الجرة الصغيرة - مجخيًّا مائلاً عن الحق إلى الباطل.
فالأمر يا أختي واضح وبيِّن، إن الأمر بيدك، إنه لابد لك من خطوة تتحركين بها، إن هذا الإيمان لا ينال بمجرد التمني - كما لا يخفى على نظرك الكريم - إنه يحتاج لخطوات قوية منك، إنها الخطوات التي جعلت صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتركون الغالي والنفيس ويعادون الأهل والأحباب، يخرجون من أموالهم ويخرجون من ديارهم ويخرجون من أسرهم لأجل طاعة الله، إنه الموقف العظيم الذي وقفته سمية أول شهيدة في الإسلام - رضي الله عنها وأرضاها - فضحت بروحها؛ لأجل الثبات على الحق، مع أنه كان يمكنها أن تُظهر الكفر بلسانها دون قلبها، ولكنها ثبتت حتى قُتلت شهيدة - رضي الله عنها وأرضاها - فلابد إذن من ثبات على هذا الحق، وبدون خطوة إلى الأمام لا يمكن أن تتحركي بل ستظلين مكانك، والأصل في هذا أن الإنسان بين أمرين: إما أن يتقدم وإما أن يتأخر، قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} فهو إما في تقدم وإما في تأخر.
فإن قلت: فلربما وقف الإنسان في محله؟ فالجواب: إنه لابد له من أن يتأخر حينئذ، فإنه إن لم يسع للحق سيرجع إلى الباطل ويجره الشيطان وتجره هوى النفس، فالإنسان إذن بين التقدم وبين التأخر لا ثالث لهما، فاعرفي ذلك، فلابد إذن من خطوة تقومين بها، فقومي يا أختي إلى توبة صادقة إلى الله .
نعم قد تكون الفتن شديدة والأحوال صعبة والأوضاع لا تعين، ولكن أين عزيمة المؤمنة التي لا تستوحش من قلة الصالحين ومن قلة المعينين؛ لأن معها ربها، ولأنها تسير في طريق الحق؟
فتأملي في هذاا لحديث العظيم كيف يبيِّن صلوات الله وسلامه عليه أن المؤمن إذا وردت عليه هذه الفتن من الذنوب والمعاصي فأناب إلى ربه ورجع إليه فإن قلبه يصقل ويصير أبيض نقيًا صلبًا قويًّا في الحق ثابتًا عليه كحال الصفا - أي كحال الحجر الألمس - النقي في بياضه الصلب في معدنه- وأما إذا لم يتب وأُشرب هذه الفتنة - أي هذه المعصية - وقبِلها نكت فيه النكتة السوداء - أي نقط فيه نقطة سوداء - حتى تكثر عليه هذه النقط فيصبح أسود مربادًا كالكوز مجخيًّا - أي شديد السواد - كالكوز الذي يستعمله الناس في الشرب وهو الجرة الصغيرة - مجخيًّا مائلاً عن الحق إلى الباطل.
فالأمر يا أختي واضح وبيِّن، إن الأمر بيدك، إنه لابد لك من خطوة تتحركين بها، إن هذا الإيمان لا ينال بمجرد التمني - كما لا يخفى على نظرك الكريم - إنه يحتاج لخطوات قوية منك، إنها الخطوات التي جعلت صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتركون الغالي والنفيس ويعادون الأهل والأحباب، يخرجون من أموالهم ويخرجون من ديارهم ويخرجون من أسرهم لأجل طاعة الله، إنه الموقف العظيم الذي وقفته سمية أول شهيدة في الإسلام - رضي الله عنها وأرضاها - فضحت بروحها؛ لأجل الثبات على الحق، مع أنه كان يمكنها أن تُظهر الكفر بلسانها دون قلبها، ولكنها ثبتت حتى قُتلت شهيدة - رضي الله عنها وأرضاها - فلابد إذن من ثبات على هذا الحق، وبدون خطوة إلى الأمام لا يمكن أن تتحركي بل ستظلين مكانك، والأصل في هذا أن الإنسان بين أمرين: إما أن يتقدم وإما أن يتأخر، قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ} فهو إما في تقدم وإما في تأخر.
فإن قلت: فلربما وقف الإنسان في محله؟ فالجواب: إنه لابد له من أن يتأخر حينئذ، فإنه إن لم يسع للحق سيرجع إلى الباطل ويجره الشيطان وتجره هوى النفس، فالإنسان إذن بين التقدم وبين التأخر لا ثالث لهما، فاعرفي ذلك، فلابد إذن من خطوة تقومين بها، فقومي يا أختي إلى توبة صادقة إلى الله .
نعم قد تكون الفتن شديدة والأحوال صعبة والأوضاع لا تعين، ولكن أين عزيمة المؤمنة التي لا تستوحش من قلة الصالحين ومن قلة المعينين؛ لأن معها ربها، ولأنها تسير في طريق الحق؟
إن لك فرصة عظيمة في أن تنيبي إلى ربك، أن ترجعي إليه، فخذي مثالاً على ذلك:
فلو أنك كنت مقصرة في جانب حجابك الإسلامي فما المانع أن تقومي إلى هذا الحجاب فترتدينه كما أمر الله، لتقومي في الصباح وتخرجي إلى الناس بحجابك الإسلامي الذي أمر الله فتكونين حينئذ متشبثة بالحق، فلربما جاءك الشيطان فقال: فماذا سيقولون عنك...لقد تابت فلانة، ستصيرين حديث مجالس؟ فقولي: كلا سأثبت على طاعة الله ولن ألتفت إلى تخذيل الشيطان ونزغه، سأثبت على حجابي الإسلامي، وإن كان هنالك علاقة محرمة بينك وبين بعض الرجال حتى ولو كانت على المعنى الذي أشرنا إليه، فإنك تتركينها طاعة الله، فلابد يا أختي من خطوة إلى الأمام، وبدون هذه الخطوة لا يمكن التقدم.
إذن فلابد من أن تعالجي نفسك، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}. وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. فلابد إذن من خطوة إلى الأمام، ولابد أن تتقدمي، لابد أن تبذلي جهدك في طاعة الرحمن.
فداؤك إذن التوبة ومنتهاك إليها، وبهذه الخطوات تحصلين الفضل والخير، خالطي الأخوات الصالحات، انتقي الأخوات اللاتي يعنك على طاعة الله، الزمي صلاتك والزمي صلاة الفجر، والزمي غض بصرك قدر استطاعتك عمَّا حرم الله .
فإن قلت: فإنه صعب؟
فالجواب حينئذ ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقطع لك دابر هذه الشبهة التي قد يعرضها الشيطان لعباد الله المؤمنين، فقد جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم– فقال: يا رسول الله دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني عن النار. فقال: (لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على ما يسره الله عليه). فتأملي في هذه العبارة كيف بيَّن - صلى الله عليه وسلم– أن الاقتراب من الجنة وأن البعد من النار أمر عظيم جليل، ولكنه يسير على ما منْ؟ على من يسره الله عليه.
فإن قلت: فإنه صعب؟
فالجواب حينئذ ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقطع لك دابر هذه الشبهة التي قد يعرضها الشيطان لعباد الله المؤمنين، فقد جاء معاذ إلى النبي صلى الله عليه وسلم– فقال: يا رسول الله دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني عن النار. فقال: (لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على ما يسره الله عليه). فتأملي في هذه العبارة كيف بيَّن - صلى الله عليه وسلم– أن الاقتراب من الجنة وأن البعد من النار أمر عظيم جليل، ولكنه يسير على ما منْ؟ على من يسره الله عليه.
فإذا أردت أن تكوني ممن يسره الله عليهم ذلك فلتقتربي من ربك ولتلجئي إليه ولتنيبي إليه، ولتحرصي عليه، فبهذا تنالين الفضل والخير، فهذا هو الحل يا أختي وما سوى ذلك فهو تخذيل من الشيطان، فتذكري دومًا لابد من خطوة للأمام، ولابد من حركة تنهضك من كبوتك وإلا فإن الكبوة تطول وربما عرض الموت ووقف الإنسان أمام ربه قبل أن ينهض فحينئذ تكون الخسارة الحقيقية، وحاشاك أن تكوني من هؤلاء، بل أنت ممن قال تعالى فيهم بإذنِ الله: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}.
ونسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يجعلك من عباد الله الصالحين، وأن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يزيدك من فضله.
تعليق