لطالما مرت بى مواقف ..تضاربت فيها المشاعر
فرحت .. صمتت .. تأملت .. بكيت .. تعجبت .. تألمت .. تعلمت .. انتحبت ..
أحسست بعاصفة فى قلبي أو بحر هائج
ابتلاءات .. هكذا هي الدنيا والحياة والـأشخاص الذين تلقاهم والوجوه التى رحلت عنك واللحظات التى مرت عليك...
فحين أجلس مع نفسي وأتذكر ما مر بي من محن وشدائد وصعوبات وعقبات في الحياة وأتذكر كيف تخطيتها بأعجوبه
كيف تخطيتها وجاء الفرج من الله بعد أن كنت أتوقع أنه لن تحل ولن تمر هذه العقبات ولن أجد لها حلاً
حينها تذكرت أنه
(سيفتح الله باباً كنت تحسبه من شدة اليأس لم يخلق بمفتاح)
فحقاً عاتبت نفسي لم اليأس...لم الحزن..لم التشاؤم...لمــا الهم..
عرفت حينها أنه لا يجب أن أيأس أو أشعر بالتشاؤم
ولكن تعلمت أن أبقى على أمل دوماً حتى وإن لم يكن هناك ما يدعو للأمل
فأنا الوحيد القادر على التأثير في حياتي
وجعلها ملونة بألوان جميله غير الأسود والرمادي
نعم أنا القادر على تغيير حياتي بتغيير نظرتي للحياة
أنظر لها بالأمل بالتفاؤل
بالثقة في الله
بحسن الظن في الله
نعم تذكر كم محنة أصعب مما أنت فيها الآن وممرت منها وخرجت منها بأعجوبه بعد أن ظننت أنه لن تخرج منها أبداً
تذكر الفرحة التي تغمرك حين تحقق ما تحلم به وما آملت أن تحققه يوما ًما
لا تتخلى عن حلمك أبداً ولا عن الأمل والتفاؤل في كل شئ في حياتك
فلولا الصعوبات لما ذقت طريق النجاح
ابتسم وقل دائما
♥الحمد لله♥
لعله خير :)
أحبّتي في الله ،،،
الحياة هي الحياة.. والدنيا دنيا.. هذه الحياة الدنيا خُلِق العبد فيها للابتلاء: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} ]الانسان: 2[، وقال سبحانه جل جلاله:{لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} ]الملك: 2[.
إخوتي في الله ،،،
إنها مليئة بـــ.............. لذا سلم له تستقيم لك
هذه الحياة مليئة بالابتلاءات، ومليئة أيضًا بالأقدار التي يعجز الإنسان عن فهمها، وعن إدراكها وعن معرفة الحكمة فيها؛ فإذا سَلَّم الإنسان لله استقامت له الحياة، وإذا اعترف العبد أنه عبد وأن له ربًّا قاهرًا قادرًا عليمًا حكيمًا فسلم له استراح، واستقام له أمره.
إخــــوتي ،،،
إننا بحاجة إلى أن نقرر هذه الحقيقة أنك لا تعلم.. لا تعلم الغيب، لا تعلم المُستقبل، لا تعلم عواقب الأمور، لا تعلم أطراف القضية الأخرى إنك فقط كبشر ترى اللقطة الأخيرة.. النتيجة الأخيرة.. أما التدبيرات.. الأقدار.. الأخرى أنت لا تعرف عنها شيئًا؛ لذلك هناك قصة تؤلم قلب كل محب لله ولرسوله -في قصة الإفك نزلت آية- هي برد وسلام على قلوب المؤمنين.
قال سبحانه:{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ * لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ]النور: 11-14[
بل هو خيـــــــــــر ..!!!
سبحان الله العظيم...!، هذه القصة التي اإتُّهِمَت فيها المُبَرَّأَة -رضي الله عنها- الشريفة العفيفة، المُبَرَّأَة أم المؤمنين السيدة عائشة -حبيبة النبي صلى الله عليه وعلى صحبه وسلم- ورضي الله عنها وعن أبيها، اتُّهِمَت في شرفها ومع ذلك يقول ربنا جل جلاله: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم} هذا الاتهام،
وهذا الكلام الذي جرى وهذه القصة وهذه المُعاناة على مداري ثلاثين يومًا، والأمة كلها تُعاني الله يقول: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم} ليس فقط هذا:
{بَلْ هُوَ خَيْرٌ} لكنك لا تعلم.
هذا يؤصِّل ويؤسس قضية عندك {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ]البقرة: 216[، هذا كلام نهائي، لابد أن تعتقد أن الله يعلم ولا بد أن تعتقد أنك لا تعلم.. لا تعرف الخير لك.. لا تعلم الأفضل لك.. لا تعلم الأهم لك.. لا تعلم الأيسر لك.. لا تعلم الأنفع لك.. أنت لا تعلم؛ فاستسلم يا مسكين.
لا تحسبوه شراً لكم
يقرر المولى جلَّ جلالهُ , وتقدست أسماؤهُ, أنَّ من حكمته سبحانه , أنْ يبتلى الناس في هذه الحياة , بأنواعٍ من الابتلاءات , وصنوفٍ من الفتن
{ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } ]الأنفال:37[
وأخطر أنواع تلك الابتلاءات , أنْ يُبتلى المرء في دينه , فينشأ ضعيفَ الإيمان هشَّ العقيدةِ, منحرفَ السلوكِ ,محباً للفسادِ , واقعاً فيه , وهو مع ذلك كله, لا يشعر بخطورةِ موقفهِ, وأنه يسيُر إلى الهاويةِ , فتمضي أيامهِ ولياليه في لهوٍ, ولعب, , فقد فهم الحياة هكذا , أنها أوقاتُ لذةٍ , وساعاتُ متعةٍ,
فلا يخطرُ الموتُ على باله , وإنْ خطرَ لحظةً, ما فسرعانَ ما ينساهُ, أو يتناساهُ , حتى لا يعكرَ صفو مزاجهِ
المؤمن بين البلاء والإبتلاء
صنف من الناس قد يبتلى , فقد يكونُ أحدهم مستقيماً في سلوكه, حسناً في تصرفاته , محافظاً على واجباتهِ نوعاً ما , فيبتلى بفقرٍ, أو فاقةٍ , فيضيق أمامهُ سبل العيش , وتغلقُ في وجههِ طرقُ الكسبِ فيشعرُ بشيءٍ من الحرمانِ, والعوزِ , ويرى النعم ظاهرةً على وجوهٍ غيرهُ من الناس , فيسخطُ, ويتضجرُ , ويظهرُ مرضَ قلبه , ويتخايلُ له الشيطان, يقذفُ في قلبهِ الشبهةَ تلو الشبهة , أنت مستقيم , وأنت طيب , فلماذا تشقى ويسعد غيرك من الناسِ ؟
وهكذا يظلُ الشيطانُ يتلاعب بهذا المسكين , حتى تنهارَ إرادته , وينفذَ صبرهُ , ثم ينتكسُ على عقبيهِ , ويسخطُ على ربهِ , ويتجرأ على مولاهُ سبحانه, فيخسر بذلك الدنيا, والآخرة , ذلك هو الخسرانُ المبين.
وصفٌ آخر, قد يبتلىَ بنوعٍ آخر من الابتلاءات , فقد يصابُ بمرضٍ مزمنٍ لا ينفكُ عنه, كـأن يفقد حاسةً من حواسهِ أو جارحـةً من جوارحهِ فتسودُ الدنـيا في وجههِ , ويكدرُ صفو عيشهِ , ويعيش مهموماً محزوناً , ويتخايلُ له الشيطان يقذفُ في قلبه الشبهةَ تلو الشبهة , أنت مسلم , وأنت طيب , فلماذا يصيبكَ ما أصابك ؟! ما هو ذنبكَ حتى تبتلى إلى هذا الحدّ؟
وهكذا يظلُ الشيطانُ يتلاعبُ بأعصابِ هذا المسكين !! ويسخرُ من عواطفهِ, ومشاعرهِ, حتى تنهارَ إرادتُه , وينفُذ صبره , فيسبَ القضاءَ, ويهزأُ بالقدرِ , فيخسرُ بذلك الدنيا والآخرةَ , ذلك هو الخسرانُ المبين .
الإبتلاء سنه ماضيه
وصنفٌ من الناس , قد يُبتلى في ذريتهِ , فيولدُ لـه الأطفالُ المشوهون, أو الأطفالُ المعتوهون , أو يصابَ بعضُ أبنائه بمرضٍ عُضالٍ, فينتقلُ بهم من طبيبٍ إلى طبيب , ومن مصحةٍ إلى أخرى , فلا يأذنُ الله تعالى بشفاءٍ, ولا يكتبُ عافيةً, فيصيبهُ اليأسُ , ويستولي عليه القنوطُ
وصنفٌ من الناس , قد يبتلى بكسادٍ في تجارته , وشحٍ في كسبه , فينتقل من نشاطٍ إلى آخر , ومن تجارةٍ إلى أخرى ,سعياً وراء الكسبِ, والمنفعة , فلا يكادُ يوفقُ في شيءٍ فيها , فتَسودُ الدنيا في عينيه , وتظلمُ في وجهه , ويفقدُ المسكين أعصابه, واتزانه , ويبدأُ في ندبِ حظهِ , وسوءِ حاله , وتعلوهُ سحابةٌ كئيبة من التشاؤمِ, والتطير , ويتخايل, لـه الشيطان , يقذفِ في قلبه الشبهةَ تلو الشبهة , أنت لا تصلحُ للتجارة , وأنت ينقُصك الذكاءُ, والسياسة ؟!
لماذا لا تغشُ كما يغشون , وتكذبُ كما يكذبون ؟!
أتريدُ أن تظلَ في خسارةٍ, وقحطِ ؟! من أين تعيش إذاً ؟!
وكيف تواجهُ مصاعبَ الحياةِ, ومتطلباتها ؟!
الابتلاء طريق الأنبياء
وبعد , فهذه جملةٌ مختصرة, مما يقع في حياةِ الناسِ , من الابتلاءاتِ, والفتِن يبتلى بها ربنا سبحانه الناس , ليميز الخبيثَ من الطيبِ , ويعلم المفسدَ من المصلح , وقويُ الإيمانِ من ضعيفةِ , ويظهرُ مرضى القلوبِ , وهو بذلك الابتلاء يقيم الحجة على العباد , ويمحصُ الصفوفَ ليُهلك من هلكَ عن بينهٍ ويحيا من حي عن بينه .
فيجب على المسلم أن يستسلم تمامًا لله في هذه الدنيا، تجري الأقدار تفهمها أو لا تفهمها، تعرفها أو لا تعرفها، تُقَدِّرها أو لا تُقَدِّرها، لكن في النهاية ما يكون هو الخير. اعتقد ذلك وافهمه واعتمده، ولا تَحُدّ عنه هذه الدنيا إذا فهمناها وعرفنا حكمة الخلق فيها، وفهمنا مُراد الله عز وجلّ منا فيها، فإننا نعيشها على مُراد الله لا على مرادنا.. على مُراد الله منا لا على مُرادنا من الله عز وجل.
إن أمره كله له خير
فإذا كان الأمر كذلك قابلنا كل الظروف وكل الأقدار بفهم واحد وعمق واحد أنه خير، قال رسول الله
: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر،فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبرفكان خيرا له" [صحيح – صحيح مسلم: 2999].
يجب عليك –أخي- أن تعتقد هذا الاعتقاد وتتبنّاه فكل ما يصيبك خير قال تعالى: {مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ}]النساء: 147[..
ماذا يستفيد الله من تعذيبكم؟!
لذلك-أيها الإخوة- إننا بحاجة إلى أن نؤسس هذا الفهم -مع هذه الوقفة- مع هذه الآية: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ}
سبحانه الله العظيم!!!
هذا الذي اكْتَسَبَه من الإثم هو الخير لكم؟
الله أعلم لكنك الذي يجب أن تعلم أن هذا الخير لك والأنفع لك في دينك ودنياك، هذه الدنيا.. هذه الحياة.. لا تنقضي.. أو لا تنتهي..
الحوادث وهذه الحوادث أنت تفهمها أو لا تفهمها، تدركها أو لا تدركها، تعرف مغزاها وحكمتها أو لا تعرف، ثَمّ عواقبها أنت لا تدريها، فليس لك إلا الاستسلام.
حلاوة أجرها أنستني مرارة ألمها
قد يكون ما تراه عند فقدان ولد.. عند بَلِيَّة في مال.. عند مصيبة.. في مرض.. أنت ترى جانب الألم منها؛ ولكن أين جانب الألم بجوار جانب الجزاء، يُذْكَر عن امرأة من السلف: أنها كانت تمشي فأُصيبت فانقطع اصبعها فضحكت، قيل لها: أتضحكين وقد انقطع أصبعك، قالت: "أُحّدثك على قدر عقلك، حلاوة أَجْرها أنستني مرارة ألمها".http://www.youtube.com/watch?v=BObkDauZWZA
قال الله تعالى: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" { الزمر 10}
وقد اختلف أهل العلم فيها على قولين كما جاء في التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ـ هذا يحتمل وجهين أحدهما: أن الصابر يوفي أجره ولا يحاسب على أعماله، فهو من الذين يدخلون الجنة بغير حساب، الثاني: أن أجر الصابرين بغير حصر بل أكثر من أن يحصر بعدد، أو وزن، وهذا قول الجمهور.
وها هو صلى الله عليه وسلم النعمة المسداة والرحمة المهدا والسراج المنير
ولكم ابتلى حبيب قلوبنا عليه أفضل الصلاة والسلام
فمما روى عنه :
"عجبًا لأمرِ المؤمنِ . إن أمرَه كلَّه خيرٌ . وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ . إن أصابته سراءُ شكرَ . فكان خيرًا له . وإن أصابته ضراءُ صبر . فكان خيرًا له".
الراوي: صهيب بن سنان المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2999
خلاصة حكم المحدث: صحيح
"ما يُصيبُ المُسلِمَ، مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشَّوْكَةِ يُشاكُها، إلا كَفَّرَ اللهُ بِها مِن خَطاياهُ".
الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5641
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أحسنى الظن بالله فالله لطيف خبير
http://www.youtube.com/watch?v=BTn8xP-Ri7g
ومعا نتعــرف على الحكمة من الابتلاء
1-تحقيق العبودية لله رب العالمين
فإن كثيراً من الناس عبدٌ لهواه وليس عبداً لله ، يعلن أنه عبد لله ، ولكن إذا ابتلي نكص على عقبيه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين , قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) الحج/11 .
2- الابتلاء إعداد للمؤمنين للتمكين في الأرض
قيل للإمام الشافعي رحمه الله : أَيّهما أَفضل : الصَّبر أو المِحنة أو التَّمكين ؟ فقال : التَّمكين درجة الأنبياء ، ولا يكون التَّمكين إلا بعد المحنة ، فإذا امتحن صبر ، وإذا صبر مكن .
3- كفارة للذنوب
روى الترمذي (2399) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه ، وولده ، وماله ، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2280) .
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الْخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الشَّرَّ أَمْسَكَ عَنْهُ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) . رواه الترمذي (2396) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1220) .
4- حصول الأجر ورفعة الدرجات
روى مسلم (2572) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها ، إلا رفعه الله بها درجة ، و حط عنه بها خطيئة ) .
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7731
خلاصة حكم المحدث: صحيح
5- الابتلاء فرصة للتفكير في العيوب ، عيوب النفس وأخطاء المرحلة الماضية
لأنه إن كان عقوبة فأين الخطأ ؟
6- البلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل
يطلعك عمليّاً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف ، لا حول لك ولا قوة إلا بربك ، فتتوكل عليه حق التوكل ، وتلجأ إليه حق اللجوء ، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء ، والعجب والغرور والغفلة ، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه ، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .
قال ابن القيم :
" فلولا أنه سبحانه يداوي عباده بأدوية المحن والابتلاء لطغوا وبغوا وعتوا ، والله سبحانه إذا أراد بعبد خيراً سقاه دواء من الابتلاء والامتحان على قدر حاله ، يستفرغ به من الأدواء المهلكة ، حتى إذا هذبه ونقاه وصفاه : أهَّله لأشرف مراتب الدنيا ، وهي عبوديته ، وأرفع ثواب الآخرة وهو رؤيته وقربه " انتهى .
" زاد المعاد " ( 4 / 195 ) .
7- الابتلاء يخرج العجب من النفوس ويجعلها أقرب إلى الله .
قال ابن حجر : " قَوْله : ( وَيَوْم حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتكُمْ ) رَوَى يُونُس بْن بُكَيْر فِي " زِيَادَات الْمَغَازِي " عَنْ الرَّبِيع بْن أَنَس قَالَ : قَالَ رَجُل يَوْم حُنَيْنٍ : لَنْ نُغْلَب الْيَوْم مِنْ قِلَّة , فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَتْ الْهَزِيمَة .."
قال ابن القيم زاد المعاد (3/477) :
" واقتضت حكمته سبحانه أن أذاق المسلمين أولاً مرارة الهزيمة والكسرة مع كثرة عَدَدِهم وعُدَدِهم وقوة شوكتهم ليضع رؤوسا رفعت بالفتح ولم تدخل بلده وحرمه كما دخله رسول الله واضعا رأسه منحنيا على فرسه حتى إن ذقنه تكاد تمس سرجه تواضعا لربه وخضوعا لعظمته واستكانة لعزته " انتهى .
وقال الله تعالى :( وَلِيُمَحِّصَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ ) آل عمران/141 .
الحكمه من الإبتلاء-الله لطيف بعباده-عزاء من مات له حبيب
قال القاسمي (4/239) :
" أي لينقّيهم ويخلّصهم من الذنوب ، ومن آفات النفوس . وأيضاً فإنه خلصهم ومحصهم من المنافقين ، فتميزوا منهم. .........
8- إظهار حقائق الناس ومعادنهم . فهناك ناس لا يعرف فضلهم إلا في المحن .
قال الفضيل بن عياض : " الناس ما داموا في عافية مستورون ، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم ؛ فصار المؤمن إلى إيمانه ، وصار المنافق إلى نفاقه " .
ورَوَى الْبَيْهَقِيُّ فِي "الدَّلائِل" عَنْ أَبِي سَلَمَة قَالَ :
اُفْتُتِنَ نَاس كَثِير - يَعْنِي عَقِب الإِسْرَاء - فَجَاءَ نَاس إِلَى أَبِي بَكْر فَذَكَرُوا لَهُ فَقَالَ : أَشْهَد أَنَّهُ صَادِق . فَقَالُوا : وَتُصَدِّقهُ بِأَنَّهُ أَتَى الشَّام فِي لَيْلَة وَاحِدَة ثُمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَّة ؟ قَالَ نَعَمْ , إِنِّي أُصَدِّقهُ بِأَبْعَد مِنْ ذَلِكَ , أُصَدِّقهُ بِخَبَرِ السَّمَاء , قَالَ : فَسُمِّيَ بِذَلِكَ الصِّدِّيق .
9- الابتلاء يربي الرجال ويعدهم
لقد اختار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم العيش الشديد الذي تتخلله الشدائد ، منذ صغره ليعده للمهمة العظمى التي تنتظره والتي لا يمكن أن يصبر عليها إلا أشداء الرجال ، الذين عركتهم الشدائد فصمدوا لها ، وابتلوا بالمصائب فصبروا عليها .
نشأ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يتيماً ثم لم يلبث إلا يسيرا حتى ماتت أمه أيضاً .
والله سبحانه وتعالى يُذكّر النبي صلّى اللّه عليه وآله بهذا فيقول : ( ألم يجدك يتيماً فآوى ) .
فكأن الله تعالى أرد إعداد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على تحمل المسئولية ومعاناة الشدائد من صغره .
10- ومن حكم هذه الابتلاءات والشدائد : أن الإنسان يميز بين الأصدقاء الحقيقيين وأصدقاء المصلحة
كما قال الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير وإن كانت تغصصني بريقـي
وما شكري لها إلا لأني عرفت بها عدوي من صديقي
تــابعــونا ..
تعليق