Tweet
((حينما دعا الرسول صل الله عليه وسلم علي ملك كسري))
((حينما دعا الرسول صل الله عليه وسلم علي ملك كسري))
مزق كسرى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم ..
فدعى عليه حبيبنا محمد صل الله عليه وسلم فمزق الله ملكه ..
لكن كيف كان التمزيق؟
هل كان بمجرد موته أو قتله؟
.. لا ..
بل شيء آخر فوق الخيال
شيء لم يحصل في ممالك الأرض قاطبة
فتعالوا وإنظروا كيف كان التمزيق ..
قرابة سنة 628 م إستلم كسرى ( خسرو الثاني ) رسالة النبي صل الله عليه وسلم ..
فقام بتمزيقها
وكان في تلك الأيام يعيش فترة ذل وحنق وغيظ
فكل انتصاراته السابقة تتهاوى أمام جيوش الروم
ففي تلك الفترة كان هراقل إمبراطور الروم يشن الحملة المضادة ضد الفرس
ويُمنيهم بهزائم ساحقة مذلة الواحدة تلو الأخرى في مصر وفي الأناضول وفي سوريا وفي العراق
ولم يكتف باستعادة الأراضي التي احتلها الفرس خلال فترة التي ذكرها الله تعالي حيث قال
(( غُلبت الروم , في أدنى الأرض))
وكان ذلك قبل سنوات قلائل ..
بل قام يستولي على مدن فارسية خالصة متوجهاً نحو عقر دارهم المدائن ..
كيف لا ..
والله تعالي قد قال
(( وهم من بعد غلبهم سيغلبون , في بضع سنين)) ..
وتمزيق رسالة النبي صل الله عليه وسلم إفتتحت النهاية
فمع تقدم الجيوش الرومية وتقهقهر الفرس
هرب كسرى الجبان إلى مدينة دستغرد بالقرب من بغداد
واختبأ هناك بدون أن يعطي أي دلائل على أنه سيواصل الحرب أو يحاول استعادة كرامة الفرس المهدرة
وعلى أثر حنق الفرس عليه وغضبهم من هزائمه المتواصلة
قام وزراء الفرس بتحرير إبن كسرى ( قباذ الثاني )
والذي سجنه كسرى إثر خلاف بينهما ونصبوه ملكا
وأول ما قام به قباذ هو إلقاء القبض على أبيه وحبسه في قبو تحت الأرض ولمدة أربع أيام
فكان كسرى يموت شيئا فشيئا من الجوع والعطش
حتى جاء اليوم الخامس وتم إعدامه بإطلاق السهام عليه ببطء من بداية اليوم حتى نهايته
فمات كسرى أبشع ميتة خلال أشهر من تمزيقه لرسالة النبي صل الله عليه وسلم
حيث تلقي فيها الهزيمة تلو الأخري على يد الروم
وعاش فيها ذلة الهرب والإختباء
ثم خرج إبنه عليه فقهره وسجنه في قبو حقير
ثم رمى عليه السهام طيلة يوم كامل حتي ذبحه ..
فهل انتهى التمزيق؟
..لا ..
فقباذ وبعد أيام من توليه عقد صلحاً مذلاً مع هراقل
وذلك ليتجنب سقوط المدائن
وتعهد بإخلاء جميع الأراضي الرومية وغير الرومية
بل وأرجع إليهم الغنائم والتحف التي إستولوا قبل بضع سنوات فقط !
ثم قام بقتل جميع إخوانه الذكور الثمانية عشر 18 حتى يوطد أركان ملكه
..نعم ..
إبن كسرى قتل ثمانية عشر من إخوانه أبناء كسرى في يوم واحد
ولكن هل نجى هو من التمزيق ؟
.. لا ..
فخلال أشهر من توليه العرش مات قباذ
فمنذُ بداية تمزيق الرسالة وذبح كسرى و ذبح أبناءه على يد كبيرهم وموت هذا الابن ..
كل هذا خلال سنة واحدة فقط ..
وقد كان ذلك مابين 628 م و 629 م
وبعد موت قباذ المفاجئ ..
لم يكن هناك إلا إبنه ذو السبع سنوات ( أردشير الثالث )
.. نصبوه ملكاً ..
ولم تمضي إلا سنة ونصف فقط حتي تم قتل هذا الطفل ( حفيد كسرى ) على يد الجنرال شهربراز ..
فقد كان الشهربراز حانقاً على كسرى وقباذ
وذلك لأنه كان يعزو لنفسه الفضل في الإنتصارات القديمة التي لم يحافظ عليها كسرى بسياسته الغبية
مما نتج عنه الهزائم المذلة في هجمات الروم المضادة
وضياع كل ماحققه من إنتصارات
وعندما عقد قباذ الصلح وأرجع كل شيء للروم
إنخرط الجنرال الحانق في مؤامرات ودسائس
إنتهت بقتل الحفيد وتنصب نفسه ملكا
فصار الجنرال ( الشهربراز ) ملكاً
ونحّى العرق الكسروي الفاسد عن العرش
فهل سيخرج الفرس من التمزيق ؟
..لا..
فبعد سنة واحدة فقط, أي عام 630 م
تم نحر هذا الجنرال في الإيوان
ونصبت إبنة كسرى ( براندخت ) ملكة على فارس
وقد حاولت هذه الملكة باستماتة إعادة ملك الأجداد
وذلك من خلال عقد المصالحات مع الروم والقيام بإصلاحات داخلية
إلا أن كل محاولاتها بآءت بالفشل
ففشلت فشلاً ذريعاً في إعادة الإستقرار إلى المدائن
وتم ذبحها بعد سنة واحدة فقط أي عام 631 م
فعاشت فارس فوضى عارمة
فقد عانت خلال أقل من أربع سنوات من حبك الدسائس وتبدل الملوك وإقتتالهم فيما بينهم
وفوق كل هذا ذل الروم لهم
فتولت ابنة كسرى الثانية (أزمريدخت) العرش بعد أختها
وللخروج من حالة الفوضى إقترح عليها أحد الجنرالات ( فروخ ) بأن تتزوجه
وذلك في محاولة فاشلة لتوطيد العرش والخروج من التمزيق
لكنها رفضت وقامت بقتله
فجاء إبن ذلك الجنرال ( رستم بن فروخ زاد )
وحاصر المدائن بجيشه حتي قبض على الملكة
وقام بفقء عينيها ثم قتلها
وكل ذلك حصل خلال أشهر من توليها العرش
وكان ذلك أيضاً عام 631 م
ثم جاء هرمزد الرابع
وهو ليس من سلالة كسرى بل من إحدى العائلات النبيلة
واستغل الوضع ونصب نفسه ملكاً في أحد الأرجاء
وتبعه عدة من الطامحين في العائلات النبيلة في مناطقهم
كل هذا التمزيق حصل خلال خمس سنوات فقط من موت كسرى !
فهل انتهى التمزيق؟
.. لا ..
إذ تم تنصيب حفيد آخر لكسرى
إذ أن قباذ قتل إخوانه لكن ترك البنات والأحفاد
و هذا الحفيد هو ( يزدجر الثالث ) آخر ملوك فارس
نصبوه في 632 م وهو مراهق في السادسة عشرة
وكانا قائدا جيشه هما رستم ( الذي فقأ عيون عمته ثم ذبحها ) وفيروز ..
وهذين الإثنين كان بينهما مشاحنات وخصام
لكنهما إتحدا من أجل الملك الجديد وإرجاع أمجاد فارس ..
وظنوا أنهم سينجون بذلك التوحد ..
فإذا بسنابك الجيوش الإسلامية تدق أبواب فارس
إبتدأ الهجوم على الأراضي الفارسية بعد سنة واحدة من تنصيب المراهق
أي في 633 م وإستمرت حرب المسلمين مع فارس لثلاث سنوات
وخلالها حاول يزدجر عقد حلفاً مع ملك الروم ( هراقل ) "ذاته" الذي أذل جده وعمه
وذلك لأجل محاربة عدوهما المشترك جيوش المسلمين
ورغم أن هراقل وافق على التحالف
إلا أن الحلف باء بالفشل بسبب غباء يزدجر ودهاء عمر رضي الله عنه وأرضاه
فتم بعد ثلاث سنوات فقط أي عام 636 م وفي معركة القادسية نحر الفرس مع أفيالهم ..
ومع تقدم المسلمون نحو المدائن
هرب يزدجر ..
وإستمر يهرب من مقاطعة فارسية إلى أخرى ..
ومن قرية إلى قرية .. لمدة خمسة عشر سنة !
وفي سنة 651 م لجأ يزدجر إلى مقاطعة ميرف من خراسان
وكان يحكهما ماهوي الذي خسر أبناءه في حروب الفرس الفاشلة
وقد كان يحمل في قلبه كماً هائلا من الحقد والضغينة ضد كسرى وسلالته
إذ حملهم كامل المسؤولية عن الهزائم وفقده لأبناءه..
فأرسل ماهوي طحاناً إلى مقر إقامة يزدجر ..
وعاجله بطعنة سكين في بطنه ..
ثم جرده من ملابسه ومجوهراته ..
وتركه يصارع الموت عاريا ..
وهكذا مات آخر ملوك الفرس مطعوناً في بطنه عرياناً
كما مات جده تحت السهام ذليلاً مقهوراً وعطشاناً
وبين الإثنين كانت هنالك الإغتيالات وذبح الأطفال والإخوان
ثماني سنوات فقط من تمزيق الرسالة إلى سقوط فارس عن بكرة أبيها
تفتت خلالها فارس تفتيتاً داخلياً يستحيل فيه النهوض أو تنظيم مقاومة أو أي شيء يذكر !
اللهم مزق ملك كل من يعادي دينك وسنة نبيك محمد صل الله عليه وسلم
م/ن
تعليق