ومن اصناف الناس من يكون ذا وجهين او ذا لسانين حيث يقابلك بوجه طليق ، ويعطيك لسانا حلوا ، ثم تدبر عنه فيطعنك في ظهرك ، ويتكلم عنك كلاما قبيحا .
فهو يلعب على جميع الحبال ، فهو كالحرباء يتلون في معاملته مع الاخرين فيخاطب هؤلاء بلغة اخرى ولايكون صادقا ولا مخلصا ولا نقي السريرة في معاملته هذه ، وانما هدفه المصلحة الذاتية لذا يلجا الى الخداع ةالمراوغة وهؤلاء :
لاخير في ود امرىء متلون .. حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاك يقسم انه بك واثق .. واذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان .. ويروغ منك كما يروغ الثعلب
وفد يبين لنا الامام الشافعي طريقة التعامل مع هؤلاء فقال :
واذا المرء لايلقاك الا تكلفا .. فدعه ولاتكثر عليه التاسفا
ففي الناس ابدال وفي الترك راحة .. وفي القلب صفو للحبيب ولو جفا
تعليق