من آثار وعقوبات المعاصي:
للمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله. ذكر كثيرًا منها الإمام ابن القيم رحمه الله بأدلتها وشرحها في كتابه (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) نختصر منه ما يلي تحذيرًا منها ومن سوء عاقبتها ونحيل القارئ بأدلتها وشرحها إلى ذلك الكتاب القيم.
1- من عقوبات المعاصي حرمان العلم.
2- حرمان الرزق.
3- وحشة يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله وبينه وبين الناس.
4- تعسير أموره.
5- ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها.
6- أن المعاصي توهن القلب والبدن.
7- أنها تحرم الطاعة لله ولرسوله.
8- أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته.
9- أن المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضا.
10- أنها تضعف القلب عن إرادته فتقوي فيه إرادة المعصية.
11- أنه ينسلخ عن القلب استقباحها فتصير له عادة.
12- أن كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل وفي ذلك لنا عظة وعبرة والسعيد من وعظ بغيره.
13- أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه.
14- أن المعصية تورث الذل ولا بد فإن العز كله في طاعة الله سبحانه والذل كله في معصيته.
15- أن المعاصي تفسد العقل.
16- أن الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين. 17- أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 18- حرمان دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة الملائكة للمؤمنين والمؤمنات.
19- من عقوبات المعاصي، حصول أنواع العذاب في الدنيا وفي القبر ويوم القيامة.
20- من آثار الذنوب والمعاصي أنها تحدث في الأرض أنواعًا من الفساد في المياه والهواء والزرع والثمار والمساكن "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ"([1]).
21- أن المعاصي تطفئ من القلب نار الغيرة على نفسه وأهله وعموم الناس وأصل الدين الغيرة.
22- ذهاب الحياء الذي هو مادة حياة القلب وهو أصل كل خير.
23- أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله.
24- أن الله يرفع مهابة العاصي من قلوب الخلق فيهون عليهم ويستخفون به.
25- أنها تستدعي نسيان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وهواه وشيطانه.
26- أنها تخرج العبد من دائرة الإحسان وتمنعه ثواب المحسنين.
27- أنها تضعف سير القلب إلى الله والدار الآخرة.
28- أنها تزيل النعم وتحل النقم كما قال تعالى "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ"[2])
. 29- ما يلقيه الله من الرعب والخوف في قلب العاصي لا تراه إلا خائفًا مرعوبًا.
30- أنها تصرف القلب عن صحته إلى مرضه وعن استقامته إلى انحرافه. 31- أنها تعمي بصيرة القلب وتطمس نوره وتسد طريق العلم وتحجب مواد الهداية.
32- أنها تصغر النفس وتقمعها وتدسيها وتحقرها حتى تصير أصغر من كل شيء وأحقره.
33- أن العاصي دائمًا في أسر شيطانه وسجن شهواته وقيود هواه فهو أسير مسجون مقيد.
34- من عقوبات المعاصي سقوط الجاه والمنزلة والكرامة عند الله وعند خلقه وأكرم الخلق عند الله أتقاهم.
35- أنها تسلب صاحبها أسماء المدح والشرف وتكسوه أسماء الذم والصغار.
36- أنها تؤثر في نقصان العقل ولهذا تجد خطاب القرآن إنما هو مع أولي الألباب والعقول.
37- ومن أعظم عقوبات المعاصي أنها توجب القطيعة بين العبد وربه تبارك وتعالى.
38- أنها تمحق بركة العمر وبركات الرزق والعلم والعمل والطاعة والدين والدنيا.
39- أنها تجعل العاصي من الأسفلين في الدنيا والآخرة.
40- أنها تسلط عليه أنواع المخلوقات بالأذى والإغواء والوسوسة والتغرير.
41- أنها تخون العبد أحوج ما يكون إلى نفسه فإذا وقع العاصي في شدة أو كربة أو بلية خانه قلبه ولسانه وجوارحه عما ينفعه.
42- أن العاصي يخونه لسانه عند الموت فلا ينطق بالشهادة.
43- أنها تعمي القلب وتضعف بصيرته فإذا عمي وضعف فاته معرفة الهدى وما ينفعه ويضره.
44- أنها تنسي العبد نفسه فإذا نسيها أهملها وأفسدها وأهلكها.
45- أنها تزيل النعم الحاضرة وتقطع الواصلة فتزيل الحاصل وتمنع الواصل.
46- ومن عقوباتها أنها تباعد عن العبد وليه من الملائكة وتدني عدوه من الشياطين.
47- أنها تستجلب مواد هلاك العبد في دنياه وآخرته فإن الذنوب هي أمراض القلوب.
48- من عقوبات المعاصي العاجلة قطع يد السارق وجلد الزاني أو رجمه وجلد الشارب والقاذف وقتل القاتل ومن وقع على ذات محرم أو ترك الصلاة المفروضة متعمدًا أو تكلم بكلمة كفر أو وطئ ذكرًا مثله أو أتى بهيمة.
49- من عقوبات المعاصي الختم على القلوب والأسماع والغشاوة على الأبصار والإقفال على القلوب، وجعل الأكنة والرين والطبع عليها وتقليب الأفئدة والأبصار.
50- التثبيط عن الطاعة والابتعاد عنها.
51- جعل القلب أصم لا يسمع الحق أبكم لا ينطق به أعمى لا يراه. 52- أن جميع شرور الدنيا والآخرة أسبابها الذنوب والمعاصي.
53- مكر الله بالماكر ومخادعته للمخادع واستهزاؤه بالمستهزئ وإزاغته لقلب الزائغ عن الحق.
54- انتكاس القلب حتى يرى الحق باطلا والباطل حقًا والمعروف منكرًا والمنكر معروفًا "كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"سورة المطففين (14).
55- هذه الأربعة: لفظات اللسان ولحظات الأعين وخطرات القلوب وخطوات الأقدام من حفظها فقد حفظ دينه ونفسه ومن أهملها وقع في المعاصي والشرور وحفظها بسلوك طرق الخير المشروعة وإهمالها باتباع الهوى عياذًا بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه
وبالله التوفيق والعصمة. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينفعنا وإخواننا المسلمين بما قرأنا وسمعنا وأن لا يجعله حجة علينا آمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
([1]) سورة الروم آية 41.
([2]) سورة الشورى آية 30.
منقول من كتاب "كلمات مضيئة" لفضيلة الشيخ "عبد الله بن جار الله الجار الله"
تعليق