إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كالنسيم في رقته

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كالنسيم في رقته




    أقبلَ الصَّغيرُ إلى أُمِّهِ فَرِحًا مُبتَسِمًا ،يقولُ لها :
    انظري ماذا فعلتُ يا أُمِّي : )
    فدَفَعَتهُ بيدِها قائلَةً : ابتعِـد عَنِّي .
    فاختَفَت ابتسامَتُهُ ، وبدا عليهِ الحُزنُ مِن هذا الموقِف .
    فلم يكُن يتوقَّعُ هذا الصغيرُ أن تكونَ هذه رَدَّةُ فِعلِ أُمِّهِ .
    قلتُ لها : لا تنهريهِ ، وشَجِّعيه ولو بكلمةٍ طيِّبةٍ ،فما كان ينتظِرُ مِنكِ هذا .



    والحقيقةُ أنَّ كثيرًا مِنَ الناسِ يتعاملون مع مَن حولهم بهذه الطريقةِ ؛ فلا يقبلونَ منهم كلمةً ،
    ولا يشكرونَ لهم فِعلاً ، ولا يبتسِمونَ في وجوهِهم ،فإذا أقبلَ عليهم أحدٌ مُبتسِمًا ، عَبَسُوا في وجهِهِ ،وإذا قال كلمةً لم تُعجِبهم غضِبوا عليه ، ورُبَّما خاصَموه ولم يُكلِّموه ، بل قد تَجِدُ الواحِدَ منهم يتعامَلُ بنفسِ الطريقةِ هذه في بيتِهِ ، فلا يَلِينُ لأهلِهِ ، ولا يقولُ كلمةً طيبةً لأبنائِهِ ، ويرفعُ صوتَه عليهم لأتفهِ الأسباب ، ورُبَّما شَتَمَهم وضَرَبَهم .




    ولم يكن هذا خُلُقَ النَّبِيِّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -مع أهلِهِ ولا مع أصحابِهِ ،
    بل حتى مع مَن حوله مِن الكُفَّارِ والمُنافقين وغيرِهم ،
    فقد كان - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - رفيقًا بهم ، ليِّنًا معهم ، ولم يكُن فظًّا ولا غليظًا ، فهو القائِلُ عنه رَبُّهُ سُبحانَهُ وتعالى :﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ القلم/4 .



    والرِّفْقُ : هو التَّلَطُّفُ والِّلينُ وخَفْضُ الجَناحِ ،
    وعدمُ الشِّدَّةِ والغِلْظَةِ والعُنْفِ .
    وهو خُلُقٌ فاضِلٌ دعا إليهِ الإسلامُ ، وحَثَّ عليه .
    قال اللهُ - عَزَّ وجلَّ – لنبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :

    ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ الحِجر/88 ،

    وقال سُبحانه : ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ الشعراء/215 .






    التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الرحمن .; الساعة 23-03-2013, 09:40 AM. سبب آخر: تنسيق الخط في أخر آيتين بالموضوع .



  • #2
    رد: كالنسيم في رقته

    ومِـن صُــــــوَرِ الرِّفْـــــــقِ :




    رِفْقُ المُسلِمِ بنَفسِهِ : فلا يُحَمِّلها المُسلِمُ ما لا تُطيقُ مِنَ العِباداتِ أو غيرها مِنَ الأعمال والأحمال .
    قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( اكلَفُوا مِنَ العملِ ما تُطيقون ، فإنَّ خيرَ العملِ أَدْوَمُهُ وإنْ قَلَّ ) صحيح الجامع .


    ومِن رِفْقِ الإنسانِ بنَفسِهِ :
    أن يرفُقَ بجوارِحِهِ ؛فلا يستخدمها في الحرام ، مِن غيبةٍ ونميمةٍ وكذبٍ وقَذفٍ بلسانِهِ ، أو سرقةٍ أو بَطشٍ أو قتلٍ بيدِه ، أو مُشاهدةٍ للمُحرَّماتِ في التلفاز والحاسوب وغيرهما بعينيه ، أو سماعٍ لِمَاحرَّمَ اللهُ بأُذُنَيْه ، أو مشيٍ إلى أماكن المعاصي والفُسُوقِ برِجلَيْه ، بل يفعلُ بجوارِحِهِ ما يُنقِذُهُ مِنَ النار ، وما يتقرَّبُ بهِ إلى اللهِ عَزَّ وجلَّ .







    رِفْقُ الزَّوجِ بزوجتِهِ وأولادِه : وقد كان نبيُّنا محمدٌ– صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – رفيقًا بزوجاتِهِ ، يسمعُ لَهُنَّ ، ويحترِمُ كلامَهنَّ ، ولا يُعَنِّفُ واحِدةً منهنَّ على خطأٍ بدَرَ منها دُونَ قَصدٍ .
    فها هو – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - يسمعُ لزوجِهِ عائشة - رَضِيَ اللهُ عنها – وهِيَ تَقُصُّ عليهِ حديثَ الإحدى عشرةَ نِسوة دُونَ سأمٍ مِن كلامِها ، ودُونَ أن يُقاطِعَها ، أو يُغلِظَ لها القول .


    كما كان - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – يتحمَّلُ مايدورُ بين زوجاتِهِ من مواقف يكونُ سببها الغَيْرَة ، بل ويدعوا الواحدةَ منهنّ للاقتصاصِ مِنَ الأخرى إذا استدعى الأمرُ ذلك ، كما وقع بين عائشة وسَوْدَة رَضِيَ اللهُ عنهما .


    وكان – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – رفيقًا بأبنائِهِ وبناتِهِ ، فقد دَمَعَت عيناهُ لموتِ ابنِهِ ، وكان يتلطَّفُ مع فاطمة ابنتِهِ ، ويَفرحُ بقُدومِها .


    **




    رِفْقُ المُعلِّمِ بتلامِيذِه : فيُحسِنُ إليهم ، ولايبخلُ عليهم بعِلمِهِ ، ويتلطَّفُ مع ضعيفِ التحصيلِ منهم ، ولا يُوَبِّخه أمام زُملائِهِ ، ويُشَجِّعُ النَّابِغَ منهم ، ويحترمُهم ولو خالفوه الرأيَ .


    وقد كان النبيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – يتلطَّفُ مع أصحابِهِ ، ويُعلِّمُهم بلا ضَجَر ، فهذا عبد الله بن مسعودٍ – رَضِيَ اللهُ عنه –يقول : ( عَلَّمَنِي رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - التَّشَهُّدَ ، كَفِّي بين كَفَّيْهِ ، كما يُعَلِّمُني السورةَ مِنَ القُرآن ... ) رواه مُسلم .






    الرِّفْقُ في تعليمِ الجاهِل : وذلك بالصَّبرِ عليه ،وعدم نَهره ، أو السُّخريةِ منه ، أو الاستهزاءِ به ،وقد كان هذا هَدْيَ نبيِّنا محمدٍ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – في تعليمِ الجاهل .


    جاء رجلٌ إلى النبيِّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم -فقال : ( إنِّي لا أستطيعُ أن آخُذَ شيئًا مِنَ القُرآن ، فعَلِّمني ما يُجزئُني ، فقال : قُل :سُبحانَ الله ، والحمدُ لله ، ولا إله إلَّا الله ،واللهُ أكبر ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلَّا بالله ) حَسَّنه الألبانيُّ .
    وعن أبي هُريرةَ – رَضِيَ اللهُ عنه – ( أنَّ النبيَّ- صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - دخل المَسجدَ ،فدخل رجلٌ فصلَّى ، ثُمَّ جاء فسَلَّمَ على الرسولِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فَرَدَّ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - عليه السَّلامُ ، فقال :ارجِع فصَلِّ ، فإنَّكَ لم تُصَلِّ . فصلَّى ، ثُمَّ جاء فسَلَّم على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ،فقال : ارجِع فصَلِّ ، فإنَّكَ لم تُصَلِّ ، ثلاثًا ،فقال : والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ ، فما أُحسِنُ غيرَهُ ، فعَلِّمنِي ، قال : إذا قُمتَ إلى الصلاةِ فكَبِّر ، واقرأ ما تيسَّر معكَ مِنَ القُرآن ، ثُمَّ اركع حتى تَطمئِنَّ راكِعًا ، ثُمَّ ارفع حتى تَعتدِلَ قائِمًا ، ثُمَّ اسجُد حتى تَطمئِنَّ ساجِدًا ، ثُمَّ ارفع حتى تَطمئِنَّ جالِسًا ، ثُمَّ اسجُد حتى تَطمئِنَّ ساجِدًا ، ثُمَّ افعل ذلك في صلاتِكَ كُلِّها ) مُتفقٌ عليه .


    **



    رِفْقُ الدَّاعيةِ بالمَدعُوُّيين : فلا يكونُ فظًّا جافيًا في حديثِهِ ونُصحِه ، وقد قال رَبُّنا– جَلَّ وعلا – لنبيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ آل عِمران/159 .
    فلو أنَّ داعيةً بدأ يُرَهِّبُ الناسَ مِنَ النارِ ،ويُعَنِّفُهم ، وينصحُهم بشِدَّةٍ وجفاء ، لرأيتَ الناسَ عنه مُبتعدين ، ولنصائحِهِ غيرَ مُستمعين ، بعكسِ مَن ألان لهم القولَ ، وبعد أن رَهَّبَهم مِنَ النار رغَّبَهم في الجنةِ ، وما فيها مِنَ النعيم ،ودعاهم إلى التوبةِ والرجوعِ إلى اللهِ بأسلوبٍ لَيِّنٍ رقيق .وقد قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( يَسِّروا ولا تُعَسِّروا ، وبَشِّروا ولا تُنَفِّروا ) مُتفقٌ عليه .
    وعن أبي هُريرة – رَضِيَ اللهُ عنه – قال : بالأعرابيٌّ في المسجدِ ، فقام الناسُ إليه لِيَقعوا فيه ،فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( دَعُوهُ وأريقواعلى بَوْلِهِ سَجْلاً مِن ماء ، أو ذَنُوبًا مِن ماء ، فإنَّما بُعِثتُم مُيَسِّرين ، ولم تُبعَثوا مُعَسِّرين ) رواه البُخاريُّ .






    الرِّفْقُ بالخَدَم : بأنْ يُطعِمَهم المُسلِمُ مِمَّا يَطعَم ،ويُلبِسَهم مِمَّا يَلبس ، ولا يُعنّفهم ، ولا يزدريهم أويتكبَّر عليهم ، أو يُكَلّفهم ما لا يُطيقونَ مِنَ الأعمال .قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( إذا أتى أحدَكم خادِمُهُ بطعامه ، فإن لم يُجلِسه معه ، فليُناوله لُقمةً أو لُقمتين ، أو أكلةً أو أكلتين ... )
    رواه البُخاريّ
    ،
    وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( إخوانُكم خَوَلُكم ، جعلهم اللهُ تحت أيديكم ، فمَن كان أخوه تحت يده ،فليُطعمه مِمَّا يأكل ، وليُلبسه مِمَّا يَلبس ، ولاتُكَلِّفُوهم ما يَغلِبُهم ، فإن كَلَّفتموهم فأعينوهم ) مُتفقٌ عليه .


    قال القاضي عِياض في ( مشارق الأنوار ) :" خَوَلكم - بفتح الواو - أي خَدَمُكم وعَبيدُكم الذين يتخوَّلون أموركم ، أي يُصلحونها ،ويتخوَّلونهم أي يُسَخِّرونهم " .وقال أنسُ بنُ مالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنه : ( خدمتُ- النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - عَشرَ سِنين ،فما قال لي أُفٍّ قَط ، وما قال لي لشيءٍ لمأفعله : ألَا كُنتَ فعلتَه ؟ ولا لشيءٍ فعلتُه : لِمَ فعلتَه ؟ ) صَحَّحه الألبانيُّ .


    **


    رِفْقُ الرئيسِ بمَرءوسيه : بألَّا يَشُقَّ عليهم ، ولايتعالى عليهم بمَنصبه ، ولا يَحرمهم مِن مُستحَقَّاتِهم بدونِ سَبَبٍ واضِحٍ ، سواءٌ أكان رئيسَ دولةٍ ، أو مُديرَ مَصلحةٍ ، وقد قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( اللهم مَن وَلِيَ مِن أمرِ أُمَّتي شيئًا ، فشَقَّ عليهم ، فاشقُق عليه ، ومَن وَلِىَ مِن أمرِ أُمَّتي شيئًا ،فرَفَقَ بهم ، فارفُق به ) رواه مُسلم .


    **



    الرِّفْقُ بغيرِ المُسلمين المُسالِمين ما لم يُؤذُواالمُسلمين : وذلك بحُسنِ مُعاملتِهم ، وعدمِ الإساءةِ لهم بقولٍ أو فِعل ، والعَدلِ معهم ،وعدم ظُلمِهم ، قال اللهُ تعالى : ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ المُمتحِنة/8 .


    وهذا لا يعني مُشاركتَهم في أعيادِهم ، أو تَهنئَتَهم بها ؛ لأنَّ هذا يُعَدُّ موالاةً لهم ، وتأييدًا لهم على باطِلِهم . وكذلك لا يعني التَّشَبُّهَ بهم في أفعالِهم المُخالِفةِ لدينِ اللهِ عزَّ وجل . قال رَبُّنا سُبحانه :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ المائدة/51 ، وقال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( مَن تشبَّهَ بقومٍ فهو مِنهم ) صحيح الجامِع .





    الرِّفْقُ في المَعيشة : ويكونُ بأن يعيشَ المُسلِمُ على قَدر إمكانياتِهِ المَادِية ، فلا يُنفِقُ الكثيرَ مِنَ الأموالِ في الطعامِ والشرابِ واللباسِ والمَسكنِ وغير ذلك مِنَ الكمالياتِ أو الأشياء الثانوية التي لا حاجةَ لها في البيت ، بل يُنفِقُ على قَدرِ حاجتِه .
    وفي نفسِ الوقتِ لا يَقتُرُ على نَفسِه أو على أهلِ بيتِهِ ،قال نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( دِينارٌ أنفقتَه في سبيل الله ، ودِينارٌ أنفقتَه في رقبة ، ودِينارٌ تصدَّقتَ به على مِسكين ، ودِينارٌ أنفقتَه على أهلِكَ ، أعظمُها أجرًا الذي أنفقتَه على أهلِكَ ) رواه مُسلِم .


    وللأسف ، كثيرٌ مِنَ المُسلمين اليوم لا يعرفون الرِّفقَ في مَعيشتِهم ؛ فيشترونَ كُلَّ جديدٍ في السُّوق ،ويجرون وراء المَوضة والمُوديلات ، بل قد يشترون مِنَ المأكولات ما لا يُحِبُّونه أو يشتهـونـه ، ويسعون لامتلاكِ العقارات والسيارات ، وغيرِها مِمَّا لا حاجةَ لهم فيه ، فيُصبحون بذلك مِنَ المُبذِّرين ، الذين قالَ اللهُ – تعالى – عنهم : ﴿ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ﴾ الإسراء/27 .
    والرِّفْقُ في المَعيشةِ مَطلوبٌ مِنَ المُسلِمِ ؛حتى يَسعَدَ في حياتِهِ ، ولا يَشقَى بكثرةِ حاجِيَّاتِهِ ومُتطلباتِه .


    **




    الرِّفْقُ بالحيوانات والطيور : ويكونُ ذلك بعدم ضربها ، أو حَبسِها ، أو وضعِ أحمالٍ ثقيلةٍ عليها ؛كالحِمَارِ والجَمَلِ والحِصَان ، وكذلك بتوفيرِ طعامِها وشرابها .


    عن عبد الله بن جعفر قال : ( أردفني رسولُ اللهِ- صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - خلفه ذات يومٍ ، فأَسَرَّ إليَّ حديثًا لا أُحَدِّثُ به أحدًا مِنَ الناس ، وكان أَحَبَّ ما استَتَر به رسولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - لحاجتِهِ هَدفٌ أو حائِشُ نَخلٍ ، فدخل حائطًا لرجلٍ مِنَ الأنصار ، فإذا جَمَلٌ ، فلَمَّا رأى النبيَّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - حَنَّ وذَرَفَت عيناه ، فأتاه النبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - فمَسَحَ ذفراه ، فسَكَتَ ، فقال : مَن رَبُّ هذا الجَمَل ؟ لِمَن هذا الجَمَل ؟ فجاء فتىً مِنَ الأنصار فقال : لي يا رسولَ الله ، فقال : أفلا تَتَّقِي اللهَ في هذه البهيمةِ التي مَلَّكَكَ اللهُ إيَّاها ، فإنَّه شكا إليَّ أنَّكَ تُجيعُهُ وتُدئِبُه ) يعني : تُتعِبُه وتُكِدُّه .. رواه أبو داود ، وصَحَّحه الألبانيُّ .


    وقد ( عُذِّبَت امرأةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتها حتى ماتت ،فدخلت فيها النار ، لا هِيَ أطعمتها ولا سقتها إذحَبَسَتها ، ولا هِيَ تركتها تأكلُ مِن خَشاشِ الأرض ) مُتفقٌ عليه .


    وقال أنسُ بنُ مالِكٍ – رَضِيَ اللهُ عنه – لغِلمانٍ أو فِتيانٍ نَصَبُوا دجاجةً يرمونها : ( نَهَى النبيُّ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – أنْ تُصبَرَ البهائِمُ ) مُتفقٌ عليه .
    قال العُلماءُ : صَبْرُ البهائِمِ : أنْ تُحبَسَ وهِيَ حَيَّةٌ ؛ لِتُقتَلَ بالرَّمي ونَحْوِهِ .
    ومِن الرِّفقِ بالحيوانِ أيضًا : الإحسانُ في ذَبْحِهِ ، وهو ما ورد في حديثِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :( إنَّ اللهَ كَتَبَ الإحسانَ على كُلِّ شيء ، فإذا قَتَلتُم فأحسِنُوا القِتْلَة ، وإذا ذَبَحتُم فأحسِنُوا الذِّبْحَة ، وليُحِدّ أحدُكم شَفرتَه ، وليُرِح ذَبيحتَه ) رواه مُسلم .



    الرِّفْقُ بالجَمَادات : وذلك بالمُحافظةِ على ما يمتلِكُه المُسلِمُ مِن أدواتٍ وأجهزةٍ وأثاث ، وعدم إتلافِها ، أو إهمالِها ، أو إساءةِ استعمالِها .
    وانظري لهذه التي أرادت أن تُطيلَ عباءَتها قليلاً ،فبدأت تَفُكُّ الثنيةَ الموجودةَ بها بِشِدَّة ، فانقطعت عباءَتُها ، فعضَّت على شَفَتِها ، وقالت : لو تعاملتُ معها برِفقٍ لَمَا حَدَثَ هذا .
    وهذا الذي أغلقَ البابَ بعُنفٍ ، فجُرِحَت يدُه .
    ونبيُّنا – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – يقول : ( إنَّ الرِّفْقَ لا يكونُ في شئٍ إلَّا زانَه ، ولا يُنزَعُ مِن شئٍ إلَّا شانَه ) رواه مُسلم .

    والرِّفْقُ في حياتِنا يُشبِهُ النَّسيمَ في رِقَّتِه ،
    والماءَ في عُذوبَتِهِ ، والعسلَ في حلاوتِهِ .


    و ( مَن يُحرَم الرِّفْقَ ، يُحرَم الخيرَ كُلَّه ) رواه مُسلم ،
    كما أخبر بذلك نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم .


    تعليق


    • #3
      رد: كالنسيم في رقته

      موضوع قيم جداً أختنا ما شاء الله .

      كعادتكِ دائماً تقدمين لنا كل ما هو مميز .

      جعله الله في ميزان حسناتكِ .
      القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

      ----
      من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
      فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
      ________

      خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






      تعليق


      • #4
        رد: كالنسيم في رقته

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        بسم الله الرحمن الرحيم
        بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء وأحسنه أختي الكريمة

        على ما قدمت لنا.

        تعليق


        • #5
          رد: كالنسيم في رقته

          الإستغفار ... حياة الروح :

          أَكثر من الإستغفار .. يَقْرُبُ الفرج .
          أكثر من الإستغفار .. فالله غفور .
          أَكثر من الإستغفار .. فالله لن يُضيّعك .
          أَكثر من الإستغفار .. فالدنيا ساعة وستفنى .
          أَكثر من الإستغفار .. فالعمر حتما زائل وإن كان يطول .
          أَكثر من الإستغفار .. يكن الله معك .
          أَكثر من الإستغفار ... كما كان هدى نبيك .. مستغفرا دائما .
          أَكثر من الإستغفار .. تملك قلبا طاهرا ونفسا مطمئنة .
          أَكثر من الإستغفار .. فكم نادى به الله فى القرآن الكريم


          تعليق


          • #6
            رد: كالنسيم في رقته

            بارك الله فيك واثابك اعلى الجنان
            اللهم احفظ ابنتى واعنا على تربيتها تربية صالحة مصلحة حاملة لكتابك ومطبقة لشرعك
            اللهم احفظ زوجى من كل سوء والف بين قلوبنا واجعله قره عين لى واجعلنى قرة عينا له
            وبارك اللهم في أهلى ورفيقاتى واحفظهم من كل سوء

            تعليق


            • #7
              رد: كالنسيم في رقته

              جزاكم الله خيرا اختاه موضوع رائع لكن مكانه فضفضة اﻻخوات ارجوا منك قراءة اهداف زادالداعية

              اسئلكم الدعاء ﻻخي بالشفاء العاجل وان يمده الله بالصحة والعمر الطويل والعمل الصالح

              تعليق


              • #8
                رد: كالنسيم في رقته

                جزاكم الله خيرا

                تعليق

                يعمل...
                X