إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

    جزاكِ الله خيراً اخيتي طائعة علي مرورك

    إن شاء الله الحلقة القادمة بعد قليل .....
    اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

    تعليق


    • #32
      رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»


      هو من تطيب المجالس بذكره ، يصدق فيه أن من خاف الله أخاف الله منه كل شيء .. والجزاء من جنس العمل .

      فقد كان يسمع القرآن فيغشي عليه فيحُمل صريعاَ إلي منزله ، فيُعاد أياماَ ليس به مرض إلا الخوف .

      بلغ من خوفه أن حفرت الدموع خطين أسودين في وجهه من كثرة بكائه .

      إنه من أظهر إسلامه يوم كانوا يخفونه ، إنه مرقع القميص وبين يديه الغالي والنفيس .

      إنه من يسلك الشيطان فجا غير فجه .

      هو من سهر لينام الناس وجاع ليشبع الناس ، هو من لا تأخذه في الله لومة لائم .

      إنه الزاهد العالم ..العابد الغيور .. الخائف من الله .

      إنه الذي زلزل عروش الظالمين ..ودك قلاع الأكاسرة والقياصرة ، وخضعت لعدالته الجبابرة والأباطرة ، وهوت عناكب الظلام أمام رايات عدله الخفاقة وفتوحاته المظفرة .. فأرغم أنوف الروم وحطم كبرياء الفُرس وأخرج المغضوب عليهم (اليهود ) من جزيرة العرب .

      إنه الرجل الكبير في بساطة ..البسيط في قوة .. القوي في عدل ورحمة .

      إنه الرجل الذي أعطي دنيا الناس كافة قدوة لا تبلي .. قدوة تتمثل في عاهل قد بركت الدنيا علي عتبة داره مُثقلة بالغنائم والطيبات فسرحها سراحا جميلاَ ، وساقها إلي الناس سوقاَ كريماَ..يقدم إليهم طيباتها ، ويدرأ عنهم مضلاتها ، حتي إذا نفض يديه من علائق هذا المتاع الزائل ..استأنف سيره ، ومسراه مهرولاَ في فترة الظهيرة الحارقة ، وراء بعير من أموال الصدقة يخشي عليه الضياع ، أو منحنياَ فوق قدر ليطبخ فيه طُعمة طيبة لامرأة غريبة أدركها كرب المخاض أو لأطفال يتضورون جوعاَ في ظلام الليل الدامس !!

      هل عرفتموه ؟؟؟؟؟






      إنه فــــــــــاروق الأمـــــــة





      عمـــــــــــــــــــر بن الخطـــــــــــاب
      رضي الله عنه وأرضاه .


      قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: إن إسلام عمر كان فتحاَ ، وإن هجرته كانت نصراَ ، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنا ما نصلي عند الكعبة حتي أسلم عمر ، فلما أسلم قاتلَ قريشاً حتي صلي عند الكعبة ، وصلينا معه .


      وعندما أراد أن يهاجر عمررضي الله عنه خلف الحبيب صلي الله عليه وسلم ، وقف أمام المشركين موقفاً أذل فيه أُنوفهم وأظهر عجزهم وألقي الرعب في قلوبهم .

      فعن ابن عباسرضي الله عنهما- قال : قال لي علي بن الخطاب –رضي الله عنه - : ماعلمت أن أحداً من المهاجرين هاجر متخفياً إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فإنه لما همّ بالهجرة تقلد سيفه وتنكب قوسه وانتضى فى يده أسهُما ,واختصر عنزته ومضى قبل الكعبة , والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعاً متمكناَ ، ثم أتى المقام فصلى ركعتين , ثم وقف على الحلق واحدة واحدة ، وقال لهم : شاهت الوجوه, لا يُرغمُ الله إلا هذه المعاطس , من أراد أن تثكله أمه و يُوتم ولده ,
      و يرمل زوجته فليلقنى وراء هذا الوادى .
      قال علي : فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم ، وأرشدهم ومضي لوجهه. "أسد الغابة لابن الأثير بسند صحيح "


      وهاهي باقة عطرة من مناقب فاروق الأمة –رضي الله عنه - :

      عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " إن أهل الدرجات العُلي ليراهم من تحتهم ، كما ترون النجم الطالع في أفق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما " صحيح الجامع .

      وعن أبي هريرة رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناس محدثون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر " صحيح الجامع .

      وعن أنس بن مالك وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما – أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر :" هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين .. لا تُخبرهما ياعلي " صحيح الجامع .

      وعن أنس بن مالكرضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب ، فقلت لمن هذا ؟ فقالوا : لشاب من قريش ، فظننت أني أنا هو ، فقلت : ومن هو ، قالوا : عمر بن الخطاب " صحيح الجامع .

      وعن أبي هريرةرضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ إلي جانب قصر ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر ، فذكرت غيرته فوليت مدبراً ، فبكي عمر وقال : أعليك أغار يارسول الله ؟! . البخاري ومسلم .

      ويالها من منقبة جليلة ومنزلة عظيمة أكرم الله بها فاروق الأمة – رضي الله عنه – حيث وافقه في كثير من المواقف .

      عن أنس رضي الله عنه – قال عمر : وافقت ربي في ثلاث : فقلت يارسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مُصلي فنزلت : "وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى " ، وآية الحجاب ، قلت : يارسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يُكلمهن البر والفاجر ، فنزلت آية الحجاب ، واجتمع نساء النبي صلي الله عليه وسلم في الغيرة عليه ، فقلت لهن : عسي ربه إن طلقكن أن يبدله أزوجاً خيراً منكن ، فنزلت هذه الآية " البخاري


      كان من بديع كلامه – رضي الله عنه – أنه كان يقول : من قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه .

      ويقول : " من استحيا استخفي ، ومن استخفي اتقي ، ومن اتقي وُقي ".

      وهذه نصيحته – رضي الله عنه – لعموم الأمة يقول : إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن ، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا .


      إن الإنسان كلما ازادا خوفه من ربه – عز وجل- فإن الله يُلقي هيبته في قلوب من حوله .. وهاهو فاروق الأمة – رضي الله عنه – يُلقي الله هيبته في قُلوب الشياطين ، فما إن تراه حتي تهرب خوفاً منه !!!

      عن سعد بن أبي وقاصرضي الله عنه- قال : استأذن عمر علي النبي صلي الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يُكلمنه – وفي رواية يسألنه ، ويستكثرنه – عالية أصواتهن علي صوته ، فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب ، فأذن له النبي صلي الله عليه وسلم ، فدخل عمر والنبي صلي الله عليه وسلم يضحك ، فقال عمر : أضحك الله سنك ، بأبي وأمي ما أضحكك؟
      قال : " عجبت من هؤلاء اللاتي كُن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن بالحجاب "
      قال عمر : فأنت يارسول الله أحق أن يهبن ، ثم قال : أي عدوات أنفسهم ، أتهببني ولا تهبن النبي صلي الله عليه وسلم ؟!
      قلن : نعم ، أنت أفظ ، وأغلظ من النبي صلي الله عليه وسلم .
      فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " إيه يابن الخطاب ، والذي نفسي بيده ، مالقيك الشيطان سالكاً فجاً إلا سلك فجاً غير فجك " البخاري ومسلم .


      ومع أن الفاروق – رضي الله عنه- كان يحمل أعباء الأمة بأسرها إلا أنه لم ينس أبداً حظه من العبادة التي يتزود بها في سفره إلي ربه جل وعلا .

      عن أبي قتادة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لأبي بكر : " متي توتر ؟ قال : أوتر من أول الليل ، وقال لعمر : متي توتر ؟ قال : آخر الليل ، فقال لأبي بكر : أخذ هذا بالحذر ، وقال لعمر : أخذ هذا بالقوة " سنن أبي داوود .

      قال الحافظ بن كثير عن ليل عمر : " كان يصلي بالناس العشاء ثم يدخل بيته ، فلا يزال يصلي إلي الفجر "
      وقال لمعاوية بن خديج : "لئن نمت بالنهار لأضيعن الرعية ، ولئن نمت بالليل لأضيعن نفسي ، فكيف بالنوم مع هذين يامعاوية " !!!


      ومن حسن اتباعه – رضي الله عنه – أنه استلم الحجر الأسود وقال : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يُقبلك ما قبلتك .
      وقال نافع : كان الناس يأتون الشجرة ، التي بايع رسول الله صلي الله عليه وسلم تحتها بيعة الرضوان فيصلون عندها ، فبلغ ذلك عمر فأوعدهم فيها ، وأمر بها فقطعت .


      أمنية عمرية

      إلي أصحاب الأماني الدنيوية الزائلة .
      أهدي إليكم جميعا تلك الأمنية العُمرية .
      عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه – أنه قال لأصحابه : تمنوا .
      فقال بعضهم :أتمني لو أن هذه الدار مملوءة ذهباً أُنفقه في سبيل الله وأتصدق .
      وقال رجل :أتمني لو أنها مملوءة زبرجداً وجوهراً فأنفقه في سبيل الله وأتصدق .
      ثم قال عمر تمنوا .
      فقالوا : ما ندري ياأمير المؤمنين .
      فقال عمر : أتمني لو أنها مملوءة رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح ، ومعاذ بن جبل ، وسالم مولي أبي حذيفة ، وحذيفة بن اليمان .


      وبعد حياة طويلة مليئة بالكفاح والطاعة والبذل والتضحية أحس فاروق الأمة باقتراب أجله فقام يدعو بهذا الدعاء راجياً من الله أن يحقق له تلك الأمنية الغالية .
      قال – رضي الله عنه - : " اللهم ارزقني شهادة في سبيلك ، واجعل موتي في بلد رسولك " البخاري .

      بل أنه رأي رؤيا بتلك الشهادة .

      فعن معدان بن أبي طلحة العمري أن عمر بن الخطابرضي الله عنه – قام علي المنبر يوم الجمعة ، فحمد الله وأثني عليه ، ثم ذكر النبي صلي الله عليه وسلم وذكر أبا بكر – رضي الله عنه – ثم قال : رأيت رؤيا لا أراها إلا بحضور أجلي ، ورأيت ديكاً نقرني نقرتين ، فقصصتها علي أسماء بنت عميس فقالت : يقتلك رجل من العجم . رواه مسلم .

      ولقد بشره الحبيب صلي الله عليه وسلم بتلك الشهادة .

      فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن رسول الله صلي الله عليه وسلم صعد أُحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف فضربه برجله وقال : " اثبت أُحُد ، فما عليك إلا نبي ، وصديق ، وشهيدان " . رواه البخاري .


      وفي اللحظات الأخيرة من حياة الفاروق – رضي الله عنه – قال لابنه : ياعبد الله بن عمر ، انظر ما علي من الدين ، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفاً أو نحوه ، قال : إن وفي له مال عمر فأده من أموالهم ، وإلا فسل من بني عدي بن كعب ، فإن لم تف أموالهم فسل في قريش ، ولا تعدهُم إلي غيرهم ، فأد عني هذا المال .
      انطلق إلي عائشة أم المؤمنين فقل : يقرأ عليك عمر السلام – ولا تقل أمير المؤمنين ، فإني لست اليوم أميراً – وقل : يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه ، فسلم فاستأذن ، ثم دخل عليها فوجدها قاعدة تبكي . فقال : يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ، ويستأذن أن يُدفن مع صاحبيه ، فقالت : كنت أريده لنفسي ، ولأوثرنه به اليوم علي نفسي .

      ومات – رضي الله عنه – ودُفن مع صاحبيه .


      ولا نملك إلا أن نقول له : جزاك الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ، ورضي الله عنك وأرضاك وجمعنا بك في جنته ومستقر رحمته إخواناً علي سرر متقابلين .

      اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

      تعليق


      • #33
        رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

        جزاكـِ الله خيرا اختى غفرانك واسال الله ان يجعل هذا الموضوع فى ميزان حسناتك وان يحشرنا مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فى الفردوس الاعلى

        وكالعادة جيت ماتاخرة
        التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤه بنقابى; الساعة 18-04-2011, 09:42 PM.
        اللهم آرحم أمي رحمه واسعه واغفر لها وآنر قبرها واعفُ عنها وآنس وحدتها ف القبر ووحشه قبرها واجعله روضه من رياض الجنه يارب
        لا تحرمونى وأمى رحمها الله من دعائكنّ


        تعليق


        • #34
          رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

          جزاكِ الله خيرا اختي الحبيبة علي مرورك

          وكالعادة جيت ماتاخرة


          ولا يهمك المهم تتابعي معانا متسبناش وتمشي

          إن شاء الله الحلقة القادمة قريبا جداا

          انتظروني .....
          التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤه بنقابى; الساعة 18-04-2011, 09:42 PM.
          اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

          تعليق


          • #35
            رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            ماشاء الله ولاحول ولا قوة الا بالله
            جزاكى الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك
            انا جيت متاخره بس ان شاء الله متابعه
            :LLL:
            الم يان للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق

            تعليق


            • #36
              رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

              ماشاء الله جزاكى الله خيرااااااا
              اسجل متابعه
              التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤه بنقابى; الساعة 18-04-2011, 09:43 PM.
              اللهمَّ لا أرَى شَيٌئاً مِن الدُّنيَا يَدوم, ولا أرَى فيٌها حَالاً يَسٌتقيم, فاجعلني أنُطق فِيٌها بعلم, وأصٌمت فيٌها بِحلٌم !
              [ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ]

              تعليق


              • #37
                رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

                جزاكم الله خيرا حبيباتي
                نستكمل قريبا إن شاء الله
                اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

                تعليق


                • #38
                  رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

                  جزاكم الله خيرا وبارك فيكم........اتابع ان شاء الله


                  سبحان الله وبحمده ..عدد خلقه ومداد كلماته وزنة عرشه
                  استثمر عمرك بمضاعفة ذكرك


                  تعليق


                  • #39
                    رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

                    جزاك الله خيراا اختي

                    تعليق


                    • #40
                      رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

                      جزاكم الله مثله اخواتي
                      نتابع بعد قليل إن شاء الله تعالي
                      التعديل الأخير تم بواسطة لؤلؤه بنقابى; الساعة 18-04-2011, 09:43 PM.
                      اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

                      تعليق


                      • #41
                        رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»



                        ها نحن علي موعد مع الرجل الذي أشبه خلقُه وخُلقُه خلق وخُلق رسول الله صلي الله عليه وسلم ..

                        إنه الرجل الذي كان المساكين يفرحون برؤيته لرحمته بهم وعطفه عليهم ..

                        إنه الرجل الذي يطير في الجنة مع الملائكة بجناحين ..

                        إنه صاحب النسب الكريم ...

                        إنه ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم ...



                        إنه









                        جعفــر بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه






                        تعالوا لنبدأ القصة من أولها



                        لما أسلم أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – علم أن الإسلام أمانة عظيمة فخرج من عند النبي صلي الله عليه وسلم داعياً إلي الله عز وجل يدعو الناس جميعاً إلي جنة الرحمن التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر ..

                        فكان من جملة من أسلموا علي يديه – جعفر بن أبي طالب وزوجه أسماء بنت عُميس وكان إسلامهما مبكراً قبل أن يدخل الرسول صلي الله عليه وسلم دار الأرقم ..

                        ولما أسلم جعفر وزوجه علمت قريش بخبر إسلامهما ، فلقي جعفر وزوجه من أذي قريش ونكالها مالا يعلمه إلا الله ، ولكنهما صبرا علي الاذي والإبتلاء ، لأنهما يعلمان أن البلاء سنة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير وأن طريق الجنة محفوف بالمكاره ، وماهي إلا ساعات معدودة ثم يجبر الله لهما كسرٍ في جنته ومستقر رحمته ..

                        فيامن ابتليت في اهلك أو زوجك أو وولدك أو في مرض أو أو مهما كان عظم البلاء إليكم هذا الحديث ::

                        قال صلي الله عليه وسلم : "يؤتي بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في جهنم صبغة ، ثم يقال له : يابن آدم هل رأيت خيراً قط ؟هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يارب ، ويؤتي بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة ، فيقال له : يابن آدم ! هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟؟ فيقول : لا والله يارب! مامر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط " رواه مسلم .

                        فيا أخوات الإسلام : ماهي إلا ساعات معدودة وسنكون إما في روضة من رياض الجنة (اللهم آمين يارب ) وإما في حفرة من حفر النار ( اللهم أعذنا منها يارب )
                        فاغتنموا هذه الساعات في مايرضي ربنا جل وعلا ...

                        نعود إلي جعفر رضي الله عنه وأرضاه ....



                        فلما رأي الرسول صلي الله عليه وسلم مايصيب أصحابه من البلاء ، وماهو فيه من العافية ، لمكانه من الله ومن عمه أبي طالب ، وأنه لا يقدر أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء قال لهم :" لو خرجتم إلي أرض الحبشة ، فإن فيها ملكاً لا يظلم عنده أحد ، وهي أرض صدق حتي يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه " فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فراراً بدينهم ،،

                        ولما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة ائتمروا بينهم أن يبعثوا فيهم منهم رجلين من قريش جلدين إلي النجاشي ،ليفتنوهم في دينهم ويخرجوهم من ديارهم التي اطمأنوا بها وأمنوا فيها ، فبعثوا عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص بن وائل وجمعوا لهما هدايا للنجاشي وبطارقته ..

                        وهاهو موقف عظيم لجعفر بن أبي طالب يقفه أمام النجاشي ليصدع بكلمة الحق التي أثمرت للمسلمين الخير كله ...

                        حطّ الرسولان رحالهما بالحبشة، وقابلا بها الزعماء الروحانيين كافة، ونثرا بين أيديهم الهدايا التي حملاها اليهم.. ثم أرسلا للنجاشي هداياه..

                        ومضيا يوغران صدور القسس والأساقفة ضد المسلمين المهاجرين، ويستنجدان بهم لحمل النجاشي، ويواجهان بين يديه خصوم قريش الذين تلاحقهم بكيدها وأذاها.

                        ووقف رسولا قريش عمرو وعبد الله أمام النجاشي فقالا له: أيها الملك! إنه قد ضوىإلى بلادك غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك ، بل جاءوا بدين ابتدعوه، لانعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم، وأعمامهم، وعشائرهم لتردهم إليهم.
                        فغضب النجاشي وقال : لاها الله ، إذا لا أسلمهم إليهما ولا يكاد قوم جاوروني واختاروني علي من سواي ، حتي أدعوهم فأسألهم عما يقول هذا في أمرهم ، فإن كانوا كما يقولان أسلمتهم إليهما ورددتهم إلي قومهم وإن كانوا علي غير ذلك منعتهم منهما وأحسنت جوارهم ماجاوروني .

                        ثم أرسل إلي أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فدعاهم .

                        وتوجَّه النجاشي بوجهه ناحية المسلمين وسألهم: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، واستغنيتم به عن ديننا؟

                        فقام جعفر وتحدث إلى الملك باسم الإسلام والمسلمين قائلاً: أيها الملك، إنا كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام،ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي مناالضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعاناإلى عبادة الله وحده، وخَلْعِما كنا نعبد نحنوآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم،( وعدد عليه أمور الإسلام ) ، فصدقناه وآمنا به، فعذبنا قومنا وفتنونا عن ديننا؛ ليردونا إلى عبادةالأوثان، فلما ظلمونا، وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك،ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك..

                        استمع النجاشي إلى كلمات جعفر ثم سأله: هل معك شيء مما أنزل على رسولكم؟ قال جعفر: نعم،فقال النجاشي: فاقرأه علي. فقرأ جعفر من سورة مريم، فبكى النجاشي،وبكت أساقفته ثم توجه إلى عمرووعبد الله وقال لهما: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدةانطلقا فوالله لا أسلمهم إليكما..

                        فأخذ عمرو يفكر في حيلة جديدة، فذهب في اليوم التالي إلى الملك وقال له: أيها الملك، إنهم ليقولون في عيسى قولاًعظيمًا، فاضطرب الأساقفة لما سمعوا هذه العبارة وطالبوا بدعوة المسلمين، فقال النجاشي: ماذا تقولون عن عيسى؟فقال جعفر: نقول فيه ماجاءنا به نبينا "صلى الله عليه وسلم": هو عبد الله ورسوله،وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه. عند ذلك أعلن النجاشي أن هذا هو ما قاله عيسى عن نفسه، ثم قال للمسلمين: اذهبوا، فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبكم أو آذاكم فعليه ما يفعل، ثم رد إلى قريش هداياهم.

                        وعاد جعفر والمسلمون من الحبشة بعد فتح خيبر مباشرة، ففرح الرسول صلى الله عليه وسلم فرحًا كبيرًا وعانقه وهو يقول: " ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحًا؛ أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟"



                        وحان وقت الرحيل ...

                        سمع جعفر من إخوانه الذين خاضوا مع النبي صلي الله عليه وسلم غزوة بدر وأًحد وغيرهما من المشاهد الكثير والكثير مما جعله يتلهف شوقاً إلي الجهاد في سبيل الله وللفوز بالشهادة .
                        ولم يطل انتظاره فقد بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم سرية إلي مؤتة ، واستعمل عليهم زيد بن حارثة ، وقال صلي الله عليه وسلم : " إن أُصيب زيد فجعفر بن أبي طالب ، فإن أصيب جعفر ، فعبد الله بن رواحة علي الناس "
                        فالتقي الناس فاقتتلوا ، فقاتل زيد بن حارثة براية رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي شاط في رماح القوم ثم أخذها جعفر فقاتل القوم حتي قُتل .
                        قال ابن هشام : حدثني من أثق به من أهل العلم أن جعفراً أخذ اللواء بيمينه فقطعت ، فأخذه بشماله فقطعت ، فاحتضنه بعضديه حتي قُتل ، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث يشاء .



                        عن ابن عباس –رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها ، فإذا جعفر يطير مع الملائكة ، وإذا حمزة متكيء علي سريره " صحيح الجامع .



                        فرضي الله عن جعفر وعن سائر الصحابة أجمعين
                        وجمعنا بهم وبنبينا في الفردوس الأعلي .

                        اللهم آميين








                        اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

                        تعليق


                        • #42
                          رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

                          جزاكم الله خيرا ً أختنا غفرانك

                          تعليق


                          • #43
                            رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

                            وإياكم يمامة وبارك الله فيكم
                            اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

                            تعليق


                            • #44
                              رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

                              جزاكي الله خيرا أخيتي غفرانك ربي
                              وأنا آسفة على التأخير وسأسجل المتابعة بإذن الله


                              إيه يا غزة الأمجاد صبرا أنت علمتنا البطولة دهرا

                              إن يكن أظلم المساء عليكم فاشتداد الظلام ينجب فجرا

                              تعليق


                              • #45
                                رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»

                                جزانا الله واياكِ اختنا فتاة الجنة
                                وأعاننا الله علي المواصلة
                                اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك يارب

                                تعليق

                                يعمل...
                                X