رد: «»«»«» سلسلة عظماء في تاريخ الإسلام «»«»«»
جزاكِ الله خيراً اخيتي طائعة علي مرورك
إن شاء الله الحلقة القادمة بعد قليل .....
إن شاء الله الحلقة القادمة بعد قليل .....

هو من تطيب المجالس بذكره ، يصدق فيه أن من خاف الله أخاف الله منه كل شيء .. والجزاء من جنس العمل .
فقد كان يسمع القرآن فيغشي عليه فيحُمل صريعاَ إلي منزله ، فيُعاد أياماَ ليس به مرض إلا الخوف .
بلغ من خوفه أن حفرت الدموع خطين أسودين في وجهه من كثرة بكائه .
إنه من أظهر إسلامه يوم كانوا يخفونه ، إنه مرقع القميص وبين يديه الغالي والنفيس .
إنه من يسلك الشيطان فجا غير فجه .
هو من سهر لينام الناس وجاع ليشبع الناس ، هو من لا تأخذه في الله لومة لائم .
إنه الزاهد العالم ..العابد الغيور .. الخائف من الله .
إنه الذي زلزل عروش الظالمين ..ودك قلاع الأكاسرة والقياصرة ، وخضعت لعدالته الجبابرة والأباطرة ، وهوت عناكب الظلام أمام رايات عدله الخفاقة وفتوحاته المظفرة .. فأرغم أنوف الروم وحطم كبرياء الفُرس وأخرج المغضوب عليهم (اليهود ) من جزيرة العرب .
إنه الرجل الكبير في بساطة ..البسيط في قوة .. القوي في عدل ورحمة .
إنه الرجل الذي أعطي دنيا الناس كافة قدوة لا تبلي .. قدوة تتمثل في عاهل قد بركت الدنيا علي عتبة داره مُثقلة بالغنائم والطيبات فسرحها سراحا جميلاَ ، وساقها إلي الناس سوقاَ كريماَ..يقدم إليهم طيباتها ، ويدرأ عنهم مضلاتها ، حتي إذا نفض يديه من علائق هذا المتاع الزائل ..استأنف سيره ، ومسراه مهرولاَ في فترة الظهيرة الحارقة ، وراء بعير من أموال الصدقة يخشي عليه الضياع ، أو منحنياَ فوق قدر ليطبخ فيه طُعمة طيبة لامرأة غريبة أدركها كرب المخاض أو لأطفال يتضورون جوعاَ في ظلام الليل الدامس !!
إنه فــــــــــاروق الأمـــــــة 
عمـــــــــــــــــــر بن الخطـــــــــــاب 


وعندما أراد أن يهاجر عمر –رضي الله عنه – خلف الحبيب صلي الله عليه وسلم ، وقف أمام المشركين موقفاً أذل فيه أُنوفهم وأظهر عجزهم وألقي الرعب في قلوبهم .
وهاهي باقة عطرة من مناقب فاروق الأمة –رضي الله عنه - :
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " إن أهل الدرجات العُلي ليراهم من تحتهم ، كما ترون النجم الطالع في أفق السماء ، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما " صحيح الجامع .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناس محدثون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن في أمتي أحد فإنه عمر " صحيح الجامع .
وعن أنس بن مالك وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال لأبي بكر وعمر :" هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين .. لا تُخبرهما ياعلي " صحيح الجامع .
وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب ، فقلت لمن هذا ؟ فقالوا : لشاب من قريش ، فظننت أني أنا هو ، فقلت : ومن هو ، قالوا : عمر بن الخطاب " صحيح الجامع .
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :" بينما أنا نائم رأيتني في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ إلي جانب قصر ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر ، فذكرت غيرته فوليت مدبراً ، فبكي عمر وقال : أعليك أغار يارسول الله ؟! . البخاري ومسلم .
ويالها من منقبة جليلة ومنزلة عظيمة أكرم الله بها فاروق الأمة – رضي الله عنه – حيث وافقه في كثير من المواقف .
عن أنس – رضي الله عنه – قال عمر : وافقت ربي في ثلاث : فقلت يارسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مُصلي فنزلت : "وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى " ، وآية الحجاب ، قلت : يارسول الله لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يُكلمهن البر والفاجر ، فنزلت آية الحجاب ، واجتمع نساء النبي صلي الله عليه وسلم في الغيرة عليه ، فقلت لهن : عسي ربه إن طلقكن أن يبدله أزوجاً خيراً منكن ، فنزلت هذه الآية " البخاري 
كان من بديع كلامه – رضي الله عنه – أنه كان يقول : من قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه .
إن الإنسان كلما ازادا خوفه من ربه – عز وجل- فإن الله يُلقي هيبته في قلوب من حوله .. وهاهو فاروق الأمة – رضي الله عنه – يُلقي الله هيبته في قُلوب الشياطين ، فما إن تراه حتي تهرب خوفاً منه !!!
ومع أن الفاروق – رضي الله عنه- كان يحمل أعباء الأمة بأسرها إلا أنه لم ينس أبداً حظه من العبادة التي يتزود بها في سفره إلي ربه جل وعلا .
ومن حسن اتباعه – رضي الله عنه – أنه استلم الحجر الأسود وقال : إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يُقبلك ما قبلتك .
أمنية عمرية 
عن عمر بن الخطاب-رضي الله عنه – أنه قال لأصحابه : تمنوا .
وبعد حياة طويلة مليئة بالكفاح والطاعة والبذل والتضحية أحس فاروق الأمة باقتراب أجله فقام يدعو بهذا الدعاء راجياً من الله أن يحقق له تلك الأمنية الغالية .
فعن معدان بن أبي طلحة العمري أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قام علي المنبر يوم الجمعة ، فحمد الله وأثني عليه ، ثم ذكر النبي صلي الله عليه وسلم وذكر أبا بكر – رضي الله عنه – ثم قال : رأيت رؤيا لا أراها إلا بحضور أجلي ، ورأيت ديكاً نقرني نقرتين ، فقصصتها علي أسماء بنت عميس فقالت : يقتلك رجل من العجم . رواه مسلم .
وفي اللحظات الأخيرة من حياة الفاروق – رضي الله عنه – قال لابنه : ياعبد الله بن عمر ، انظر ما علي من الدين ، فحسبوه فوجدوه ستة وثمانين ألفاً أو نحوه ، قال : إن وفي له مال عمر فأده من أموالهم ، وإلا فسل من بني عدي بن كعب ، فإن لم تف أموالهم فسل في قريش ، ولا تعدهُم إلي غيرهم ، فأد عني هذا المال .















تعالوا لنبدأ القصة من أولها 
لما أسلم أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – علم أن الإسلام أمانة عظيمة فخرج من عند النبي صلي الله عليه وسلم داعياً إلي الله عز وجل يدعو الناس جميعاً إلي جنة الرحمن التي فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر ..
ولما أسلم جعفر وزوجه علمت قريش بخبر إسلامهما ، فلقي جعفر وزوجه من أذي قريش ونكالها مالا يعلمه إلا الله ، ولكنهما صبرا علي الاذي والإبتلاء ، لأنهما يعلمان أن البلاء سنة ثابتة لا تتبدل ولا تتغير وأن طريق الجنة محفوف بالمكاره ، وماهي إلا ساعات معدودة ثم يجبر الله لهما كسرٍ في جنته ومستقر رحمته ..
نعود إلي جعفر رضي الله عنه وأرضاه ....
فلما رأي الرسول صلي الله عليه وسلم مايصيب أصحابه من البلاء ، وماهو فيه من العافية ، لمكانه من الله ومن عمه أبي طالب ، وأنه لا يقدر أن يمنعهم مما هم فيه من البلاء قال لهم :" لو خرجتم إلي أرض الحبشة ، فإن فيها ملكاً لا يظلم عنده أحد ، وهي أرض صدق حتي يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه " فخرج عند ذلك المسلمون من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم فراراً بدينهم ،،
ولما رأت قريش أن أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة ائتمروا بينهم أن يبعثوا فيهم منهم رجلين من قريش جلدين إلي النجاشي ،ليفتنوهم في دينهم ويخرجوهم من ديارهم التي اطمأنوا بها وأمنوا فيها ، فبعثوا عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص بن وائل وجمعوا لهما هدايا للنجاشي وبطارقته ..
وهاهو موقف عظيم لجعفر بن أبي طالب يقفه أمام النجاشي ليصدع بكلمة الحق التي أثمرت للمسلمين الخير كله ...
فأخذ عمرو يفكر في حيلة جديدة، فذهب في اليوم التالي إلى الملك وقال له: أيها الملك، إنهم ليقولون في عيسى قولاًعظيمًا، فاضطرب الأساقفة لما سمعوا هذه العبارة وطالبوا بدعوة المسلمين، فقال النجاشي: ماذا تقولون عن عيسى؟فقال جعفر: نقول فيه ماجاءنا به نبينا "صلى الله عليه وسلم": هو عبد الله ورسوله،وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه. عند ذلك أعلن النجاشي أن هذا هو ما قاله عيسى عن نفسه، ثم قال للمسلمين: اذهبوا، فأنتم آمنون بأرضي، ومن سبكم أو آذاكم فعليه ما يفعل، ثم رد إلى قريش هداياهم.
وعاد جعفر والمسلمون من الحبشة بعد فتح خيبر مباشرة، ففرح الرسول صلى الله عليه وسلم فرحًا كبيرًا وعانقه وهو يقول: " ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحًا؛ أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟"
وحان وقت الرحيل ...
عن ابن عباس –رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "دخلت الجنة البارحة فنظرت فيها ، فإذا جعفر يطير مع الملائكة ، وإذا حمزة متكيء علي سريره " صحيح الجامع .

تعليق