كان يا مكان , كان فيه شلّة اسمها ( شلّة الأُنس ) ,
كان أعضاء شلة الأنس دول واقفين على الكورنيش قدام البحر ,
و فجأة لقوا سفينة بتغرق في البحر قدامهم ,
و الناس كلهم اتخضوا لما لقوا السفينة بتغرق ,
ففيه ناس ما بتعرفش تعوم قعدوا يدعوا إن ربنا ينجي ركاب السفينة ,
و فيه ناس بتعرف تعوم نطت في البحر علشان ينقذوهم ,
أما أعضاء شلة الأنس دول قعدوا يتفرجوا على الناس اللي قفزت في البحر و يتكلموا عليهم :
- شايفين الراجل اللي هناك ده , المفروض ما يثنيش ركبته و هو بيعوم ,
- شايفين الراجل التاني ده , المفروض لما يرفع دراعه اليمين يبص لناحية الشمال ,
- و لا الراجل اللي هناك ده , مش بيجدف برجليه كويس ,
- يا عم الناس ده بيعوم غلط خالص ..
قعدوا ينتقدوا أخطاء السباحين و خلاص , إنما يعملوا حاجة , لأ !!
و توتة توتة خلصت الحدوتة !!
لكنها بتتكرر كل يوم , و بتتكرر من زمااااااااااان ,
من أيام الرسول صلى الله عليه و سلم , لما مرة دعا الناس إلى الصدقة ,
فكان المنافقين قاعدين ,
اللي بيتصدق بمبلغ كبير يقولوا عليه ده بيتصدق رياءاً و سمعة ,
و اللي بيتصدق بمبلغ قليل , يقولوا هو ربنا محتاج منه الشوية اللي هو بيتصدق بيهم دول ؟؟
يعني هم لم يتصدقوا بالقليل و لا بالكثير ,
و كل اللي فالحين فيه ينتقدوا الناس و يلمزوهم و خلاص
{ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [التوبة-79]
و طبعا في زماننا هذا تجدهم موجودين بكثرة ,
تلاقي اللي ناشر فيديو عنوانه : أخطاء الشيخ فلان ,
و اللي بيشير فيديو عنوانه : الشيخ فلان الجاهل ,
و غيرها الكثير
و الغريب في الأمر إنك لو شاهدت تلك الفيديوهات التي نشروها ,
تجدها تبين جهل ناشريها بما يقول الشيخ
و إنهم مش فاهمين قصد الشيخ أصلا
و حتى بفرض إن الشيخ أخطأ و هو بيحاول أن يساعد الناس ,
مش أحسن منك يا اللي قاعد مش بتساعد حد و عمال تتفرج و خلاص ؟؟
لو شايفه أخطأ , علَم انت الناس و صحح لهم أخطاؤه
بدل ما تعمل زي بتوع شلة الأنس ,
عمالين ينتقدوا الناس اللي نزلوا يساعدوا الغرقى ,
و هم :
- لم يساعدوا الغرقى
- لم يساعدوا الناس اللي راحت تنقذ الغرقى
- إنما كمان قعدوا يتريقوا عليهم !!
يبقى انت يا اللي بتتهم الشيوخ انهم بيحاولوا يساعدوا الناس بالجهل و الخطأ :
- ما بذلتش أي مجهود في تعليم الناس أمور دينهم أصلا ,
- ما ساعدتش الشيوخ دول في إنقاذ الناس و حاولت تصحح لهم خطأهم - إن وُجد - بالموعظة الحسنة ,
- قعدت تسب في الشيوخ و تسبهم و تتهمهم بالجهل وخلاص
و بعدين أصلا يعني أصلا إذا أخطأ العالم خطأً حقيقيا لا يجب أن نحكم عليه بالإعدام ,
لأنه كما قال الذهبي :
" ولو أنَّ كلَّ من أخطأ في اجتهاده ـ مع صحَّة إيمانه وتوخِّيه لاتباع الحقِّ ـ أهدرناه وبدَّعناه،
لقلَّ مَن يسلم من الأئمَّة معنا، رحم الله الجميعَ بمنِّه وكرمه." [السير (14/376).]
لأن الشيخ ده أولا و أخيرا بشر و غير معصوم
كما قال ابن رجب الحنبلي :
" ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه ،
والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير من صوابه ". [القواعد (ص:3).]
يبقى انت تغفر له الخطأ ده , لكن طبعا لا تطيعه فيه طالما انت متأكد إنه خطأ ,
زي ما الإمام الذهبي قال :
" ثم إن الكبير من أئمَّة العلم إذا كثر صوابُه ، وعُلم تحرِّيه للحقِّ، واتَّسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعُرف صلاحُه وورعه واتِّباعه،
يُغفر له زلَلُـه، ولا نضلِّله ونطرحه، وننسى محاسنه،
نعم ! ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك ". [ سير أعلام النبلاء (5/271).]
يبقى بدل ما تعين الشيطان عليه و تقعد تشتم فيه ,
ادع الله أن يريه الصواب و يتوب عليه من الخطأ
قال سعيد بن المسيب : " ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلاَّ وفيه عيب،
ولكن مَن كان فضلُه أكثرَ من نقصه ذهب نقصه لفضله،
كما أنَّه من غلب عليه نقصانه ذهب فضله. "
[ جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر (2/48).]
فنصيحة لمن يتتبع أخطاء العلماء و ينشرها ,
- إما أن تحاول أن تفعل مثلهم و تدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة,
- أو تصحح لهم أخطاءهم بالحسنى إن وجدتها
- أو على الأقل تدعو الله أن يسددهم و يهديهم للحق
نسأل الله أن يوفقنا جميعا للحق ,
و أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه
و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه
-------------------
لاتنسونا بدعوة بظهر الغيب
تعليق