حَياتي عَذاب .. أحلامي سراب .. أُغلِقَت في وَجهي كُلُّ الأبواب .
لا صَدِيقَ يُؤنِسُني ويَنصَحُني .. ولا قَريبَ يُرشِدُني ويُوَجِّهُني ..
ولا جَارَ يُحسِنُ إليَّ .
هَدَّنِي المَرضُ .. وهَرَبَ مِنِّي الأمَلُ .. وضَاقَت علَيَّ الدُّنيا .
لا أملِكُ سِوَى الدُّمُوعَ رفيقًا .. والآلامَ صَدِيقًا .. والعُزلَةَ مأوَى .
لا أعرِفُ مِنَ السَّعَادةِ إلَّا اسْمَها .. ولا مِنَ البَسْمَةِ إلَّا رَسْمَها .
أعمالِي كُلُّها ذُنُوب .. وشَخصِيَّتِي تَملؤها العُيوبُ ..
وحَياتي كُلُّها كُروبٌ .
الكُلُّ يُبغِضُني .. وعن طَريقِهِ يُبعِدُني .
فإنْ حَدَّثتُ أحدَهم لم يَفهمنِي .. وإنْ سألتُه لم يُجِبني ..
وإنْ طلبتُ عَونَهُ لم يعاوِنّني .
حَياتي مُظلِمَة .. وتَصَرُّفاتُ النَّاسِ حَولِي مُؤلِمَة .
كأنِّي شئٌ لا قِيمةَ له في هذه الحَياة .
سَئِمْتُ النَّاسَ .. وكَرهتُ نَفسِي .. ولم أَعُدْ أُطِيقُ الحَياةَ .
فقط أُرِيدُ أنْ تَنتَهِيَ حَيَاتِي في هذه الدُّنيا .
أُرِيدُ أنْ أُرِيحَ النَّاسَ مِنِّي .
أُرِيدُ أنْ أنتحِـرَ .. أُرِيدُ أنْ أنتحِـرَ .
أختي في اللهِ ، لِمَ كُلُّ هذا اليأس ؟! لِمَ كُلُّ هذا الحُزن ؟!
لِمَ كُلُّ هذا الألَم ؟!
كأنَّ الحياةَ عِندكَ قد انتهت ، فلَم تَعُد تَراها سِوَى سَوداءَ مُظلِمَة .
كأنَّكَ أغلقتَ على نَفْسِكَ بابًا ، فلم تَعُد تسمَعُ لأحدٍ ، ولم تَعُد تُكَلِّمُ أحدًا .
أختي في اللهِ ، كُلُّ شئٍ في هذا الكَونِ يَجري بقضاءِ اللهِ وقَدَرِهِ .
فما أصابَكَ مِن خيرٍ فمِنه سُبحانه ، وما أصابَكَ مِن بلاءٍ ،
فلَعلَّه تمحيصٌ لَكَ ، وتَطهيرٌ لَكَ مِنَ الذّنوبِ .
فاصبِري أختي ، واحتَسِبي الأجرَ .
إنْ كانت الأبوابُ قد أُغلِقَت في وَجهِكَ ، فلا زالَ أمامَكَ
بابٌ واحِدٌ لم يُغلَق ، ولا يُغلَقُ أبدًا حتَّى انتهاءِ أجَلِكَ ،
بل حتَّى قِيَامِ السَّاعةِ .
بابٌ لا يَقِفُ عليه بَوَّابٌ ، ولا يَمنعُكَ مِن دخُولِهِ أحد .
إنَّه التَّوَجُّهُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ ، والُّلجوءُ إليهِ ، والاستعانةُ بهِ .
لَعَلَّ اللهَ – عزَّ وجلَّ – أرادَكَي أن تلجأَ إليهِ ، وأن تتقرَّبَي مِنه ،
وألَّا تُعلِّقي قلبَكَ بالنَّاسِ ، بل تُعلِّقيه بهِ وَحدَه سُبحانه وتعالى .
هو اللهُ وَحدَه القادِرُ على إزالةِ هُمُومِكَ وغُمُومِكَ .
هو وَحدَه القادِرُ على إسعادِكَ في الدُّنيا والآخِرة .
لا تَحزَن لِمَرضٍ أصابَكَ ، لا تَحزَن لِهَمٍّ يُؤرِّقُكَ ،
لا تَحزَن لِصَدِيقٍ فارقَكَ ، لا تَحزَن لِوِحدَةٍ تَعِيشُها .
فإنْ كُنتَ وَحِيدًا لا تَجِدُ مَن يُؤنِسُكَ ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ –
رَبَّكَ وخالِقَكَ ومُدَبِّرَ أمرِكَ – مَعَكَ ، يَعلَمُ حالَكَ ، ويَرَى
مَكانَكَ ، فتوجَّه إليهِ بالدُّعاءِ ، واجعل الرَّجاءَ مُلازِمًا لَكَ .
أختي في اللهِ ، أسمِعتَي عن رُجُلٍ يَمشِي كُلَّ يَومٍ مَسافةً
طويلةً مِن بيتِهِ لِمَكانِ عملِهِ ؛ لأنَّه لا يَجِدُ ما يَدفَعُهُ في
وسيلةِ مُواصلاتٍ ..؟!
أتدري كم مِقدارُ المالِ الذي لا يَجِدُهُ كَيْ يَدفَعَهُ في ذلك ..؟!
إنَّه ( خَمْسُونَ قِرْشًا ) .
الخَمْسُونَ قِرْشًا هذه لا تُساوي شيئًا ، فمَصروفُ الطِّفلِ اليوميِّ
لا يَقِلُّ عن خَمْسَةِ جُنَيْهَاتٍ .
وهو صابِرٌ راضٍ .
لم يَشُكُ هَمَّهُ لأحدٍ ، رغم أنَّ امرأتَه مريضَةٌ ، ولا يَجِدُ لها
ثَمَنَ العِلاج . ورغمَ أنَّ عِندَهُ أولادٌ بحَاجةٍ لِمَصاريف ومُتطلَّباتٍ
مدرسيَّةٍ ، وغيرِها .
فاحمَدي رَبَّكَ على ما أنتَ فيه .
وهذا رجلٌ قد أُصيبَ بالسَّرَطَانِ ، وصَبَرَ وتَحَمَّلَ ، ومع ذلك
كان مُتفائِلاً ، عِنده أملٌ في الشِّفاءِ ، ويدعوا مَن حولَهُ
للتفاؤلِ ، ويُهَوِّنُ عليهِم .
إنْ وَجَدَ أحَدَ أبنائِهِ أو أحفادِهِ يائِسًا أو حَزِينًا ، بَشَّرَهُ بالخَيْرِ ،
وحاوَلَ التَّخْفِيفَ عنه ، ودعاه لأن يكونَ مُتفائِلاً ، وعِندَهُ
أملٌ في غَدٍ مُشرِقٍ ، حتَّى تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى ، فلَم
يَذكُرُهُ النَّاسُ إلَّا بِخَيْرٍ .
بابٌ واحِدٌ لم يُغلَق ، ولا يُغلَقُ أبدًا حتَّى انتهاءِ أجَلِكَ ،
بل حتَّى قِيَامِ السَّاعةِ .
بابٌ لا يَقِفُ عليه بَوَّابٌ ، ولا يَمنعُكَ مِن دخُولِهِ أحد .
إنَّه التَّوَجُّهُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ ، والُّلجوءُ إليهِ ، والاستعانةُ بهِ .
لَعَلَّ اللهَ – عزَّ وجلَّ – أرادَكَي أن تلجأَ إليهِ ، وأن تتقرَّبَي مِنه ،
وألَّا تُعلِّقي قلبَكَ بالنَّاسِ ، بل تُعلِّقيه بهِ وَحدَه سُبحانه وتعالى .
هو اللهُ وَحدَه القادِرُ على إزالةِ هُمُومِكَ وغُمُومِكَ .
هو وَحدَه القادِرُ على إسعادِكَ في الدُّنيا والآخِرة .
لا تَحزَن لِمَرضٍ أصابَكَ ، لا تَحزَن لِهَمٍّ يُؤرِّقُكَ ،
لا تَحزَن لِصَدِيقٍ فارقَكَ ، لا تَحزَن لِوِحدَةٍ تَعِيشُها .
فإنْ كُنتَ وَحِيدًا لا تَجِدُ مَن يُؤنِسُكَ ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ –
رَبَّكَ وخالِقَكَ ومُدَبِّرَ أمرِكَ – مَعَكَ ، يَعلَمُ حالَكَ ، ويَرَى
مَكانَكَ ، فتوجَّه إليهِ بالدُّعاءِ ، واجعل الرَّجاءَ مُلازِمًا لَكَ .
أختي في اللهِ ، أسمِعتَي عن رُجُلٍ يَمشِي كُلَّ يَومٍ مَسافةً
طويلةً مِن بيتِهِ لِمَكانِ عملِهِ ؛ لأنَّه لا يَجِدُ ما يَدفَعُهُ في
وسيلةِ مُواصلاتٍ ..؟!
أتدري كم مِقدارُ المالِ الذي لا يَجِدُهُ كَيْ يَدفَعَهُ في ذلك ..؟!
إنَّه ( خَمْسُونَ قِرْشًا ) .
الخَمْسُونَ قِرْشًا هذه لا تُساوي شيئًا ، فمَصروفُ الطِّفلِ اليوميِّ
لا يَقِلُّ عن خَمْسَةِ جُنَيْهَاتٍ .
وهو صابِرٌ راضٍ .
لم يَشُكُ هَمَّهُ لأحدٍ ، رغم أنَّ امرأتَه مريضَةٌ ، ولا يَجِدُ لها
ثَمَنَ العِلاج . ورغمَ أنَّ عِندَهُ أولادٌ بحَاجةٍ لِمَصاريف ومُتطلَّباتٍ
مدرسيَّةٍ ، وغيرِها .
فاحمَدي رَبَّكَ على ما أنتَ فيه .
وهذا رجلٌ قد أُصيبَ بالسَّرَطَانِ ، وصَبَرَ وتَحَمَّلَ ، ومع ذلك
كان مُتفائِلاً ، عِنده أملٌ في الشِّفاءِ ، ويدعوا مَن حولَهُ
للتفاؤلِ ، ويُهَوِّنُ عليهِم .
إنْ وَجَدَ أحَدَ أبنائِهِ أو أحفادِهِ يائِسًا أو حَزِينًا ، بَشَّرَهُ بالخَيْرِ ،
وحاوَلَ التَّخْفِيفَ عنه ، ودعاه لأن يكونَ مُتفائِلاً ، وعِندَهُ
أملٌ في غَدٍ مُشرِقٍ ، حتَّى تُوُفِّيَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى ، فلَم
يَذكُرُهُ النَّاسُ إلَّا بِخَيْرٍ .
أختي في اللهِ ، لا تَظُنّي نَفْسَكَي المُبتلَاة الوحِيدَة في هذه الدُّنيا ،
فغَيْرُكَ كثيرٌ مُبتلًى بأعظمَ مِن بلاءِكَ ، وهُم صابِرُونَ
مُحتَسِبُونَ ، وكُلُّ ما يَجري على ألسنَتِهِم هو حَمْدُ اللهِ ،
وذِكرُهُ ، وشُكرُهُ .
انظُري أختي في اللهِ ، كم مِن إنسانٍ فَقَدَ عَيْنَيْهِ أو أحدَهُما ،
أو يَدَيْهِ أو أحدَهُما ، أو رِجلَيْهِ أو أحدَهُما !
كم مِن إنسانٍ فَقَدَ سَمْعَهُ ، فيتكلَّمُ النَّاسُ مِن حولَهِ ، ولا
يَدري عَمَّ يتكلَّمُونَ ، ولا في أىِّ شئٍ يتناقَشُون !
وكم مِن إنسانٍ لا يَستطيعُ أن يُعَبِّرَ عن حاجَتِهِ ، فهو أبْكَم !
وكم ..... ! وكم ..... !
ومع ذلك لا يَشكُونَ هُمُومَهُم لأحَدٍ ، بل يقولون بلِسانِ
حالِهم أو مقالِهم : ( الحَمْدُ للهِ ) .
فكُن مِثْلَهُم .
تذكَّري – أختي في اللهِ – نِعَمَ اللهِ عليكَ .
فكم مِن نِعمةٍ تتقلَّبي فيها لَيْلَ نَهارٍ وأنتَ لا تَشعُري .
ألَا تكفيكي نِعمةُ الإسلامِ ..؟!
فأنتَي مُسلِمٌة وحولَكَ أٌناسٌ كثيرٌ لا يَعرِفُونَ عن
الإسلامِ إلَّا اسمَه .
أنْ تكوني مُسلِمة لَكَ رَبٌّ تَعبُدُينه وتُوَحِّدُينهُ ، تُصلِّين له كُلَّ
يَومٍ خَمْسَ صلواتٍ ، وتتوجَّهُين إليهِ بالذِّكْرِ والشُكْرِ
والدُّعاءِ ، فهذه نِعْمَةٌ حُرِمَها الكثير .
أنْ يكونَ لَكِ كِتابٌ تَحتَكِمين إليهِ ؛ وهو كِتابُ رَبِّكَ
سُبحانه ( القُرآنُ الكَرِيمُ ) ، وتقرأينه فيكونُ لَكَ بِكُلِّ
حَرفٍ حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمثالِها إلى سَبْعِمَائةِ
ضِعْفٍ، فهذا فضلٌ مِنَ اللهِ يَحتاجُ لِشُكرٍ .
أنْ يكونَ لَكَ نَبِيٌّ تتأسَّين به ، وتَسيرين على نَهْجِهِ وسُنَّتِه ،
فهذه نِعمةٌ تَحتاجُ لِشُكرٍ ، ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ
أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ الأحزاب/21 .
فمِنَ النَّاسِ مَن يَعبُدُ الشَّجَرَ ، ومِنَ النَّاسِ مَن يَعبُدُ
الحَجَرَ ، ومِنَ النَّاسِ مَن يَعبُدُ البَقَرَ ، ومِنهم مَن يَعبُدُ
النَّارَ ، بل مِنهم مَن يَعبُدُ الفأرَ .
ومِنَ النَّاسِ مَن يَحتكِمُ لِكُتُبٍ مِن صُنعِ البَشَرِ ، ويَنسبُونها
لِشَرائِعهم . وقد حَسَدتنا اليَهُودُ على شَيْئَيْنِ . أتدرين ما هما ؟
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( مَا حَسَدَتكُم اليَهُودُ على شيءٍ مَا حَسَدَتكُم على السَّلامِ والتَّأمِينِ )) صحيح الجامع .
أختي في اللهِ ، أليس لَكِ عقلٌ تُفكِّرين بهِ ، وتُمَيِّزين بِهِ بين
الحَقِّ والباطِلِ ، والصَّوابِ والخطأ ؟!
أليست هذه نِعمةٌ تَستَحِقُّ الشُّكرَ ؟!
فكَم مِن إنسانٍ فَقَدَ عقلَه !
أختي في اللهِ ، بالإضافةِ إلى كلامي السَّابق ، هذه
نصائح سريعة ، تُخَفِّفُ عنكِ ما تَجِدين :
- أخلِصي نِيَّتَكَ للهِ – عزَّ وجلَّ – في كُلِّ عملٍ تقومين بِهِ ،
واستعِيني بِهِ وَحدَهُ ، فهُو القادِرُ على إعانَتِكَ ، يقولُ رَبُّكَ
سُبحانه : ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ الزمر/2 ،
ويقولُ سُبحانه : ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ الفاتحة/5 .
- انظُري للحياةِ بنظرةٍ مُتفائِلَةٍ مُشرِقةٍ ، ولا تلبَسي نظَّارةً
سَوداءَ ، فتسوَدّ حياتُكَ ، ويملؤها اليأسُ ، وقد كان نبِيُّنا
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( يُعجِبُه الفألُ الحَسَنُ ))
صحيح الجامع .
- اعلمي أنَّ الحياةَ الدُّنيا مَتاعٌ زائِلٌ ، فلا تَحزَني لها ،
﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ آل عِمران/185 .
- واعلمي أنَّها لا تَخلو مِن المُنَغِّصاتِ والمُكَدِّراتِ ، وأنَّ
الإنسانَ دائمًا فيها في تَعَبٍ ، ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ البلد/4
. فلا راحةَ إلَّا في الجَنَّةِ ، ﴿ وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ الضحى/4 ،
﴿ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾الأعلى/17 .
- اعلمي أنَّ أمرَ المُؤمِنِ كُلَّه خَيْرٌ ، كما أخبرَ بذلك نبيُّنا
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( إنْ أصابته سَرَّاءُ شَكَرَ ، فكان
خيرًا له . وإنْ أصابته ضَرَّاءُ صَبَرَ ، فكان خيرًا له ))
رواه مُسلِم . فاشكُري رَبَّكَ على ما أنتَ فيه مِن نِعَمٍ ،
واصبِري على ما أصابَكَ مِن بلاءٍ .
- أتدرين ما جزاءُ الصَّابِرين ؟
﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ الزمر/10 .
- حافظي على صلاتك في أوقاتها، وصاحِبي ذَوِي الخُلُقِ والدِّينِ ،
فسيكونونَ عونًا لَكَ في طَرِيقِكَ بإذن الله ؛ إنْ أحسنتي
أعانُوك وشَجَّعُوك ، وإنْ أسأتَ صَوَّبُوك وَوَجَّهُوك.
و (( المَرءُ على دِينِ خليلِهِ ، فليَنظُر أحدُكم مَن يُخالِلْ )) حَسَّنه الألبانِيُّ .
- ابديي في حِفظ كِتابِ رَبِّكَ ( القُرآن الكريم ) ، وقِراءةِ كُتُبِ
العِلم النَّافِعةِ ، وحُضورِ مَجالِسِ العِلمِ ، يقولُ نبيُّنا صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم : (( مَا اجتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ ، يَتلُونَ
كِتابَ اللهِ ، ويَتدارَسُونَهُ بينهم ، إلَّا نَزَلَت عليهم السَّكِينةُ ،
وغَشِيَتهُمُ الرَّحْمَةُ ، وحَفَّتهُمُ المَلائِكةُ ، وذَكَرَهُمُ اللهُ فيمَن عِندَه )) صحيح الجامع .
- أشغِلي وَقتَكَ بِكُلِّ مُفيدٍ ؛ مِن بِرِّ والِدَيْنِ ، وصِلَةِ رَحِمٍ ،
واجتماعٍ بصُحبةِ الخَيْرِ ، وتَعَاونٍ على البِرِّ والتَّقْوَى ، وأمرٍ
بالمَعروفِ ، ونَهْيٍ عن المُنكر ، إلى غَيْر ذلكَ مِن أعمالٍ
صالِحَةٍ .
- اعلمي أنَّ الشيطانَ يُريدُكَ أن تكوني قريبة منه ، بعيدةً
عن الله ، مُرتكِبةً للمَعاصي ، يائِسةً بائِسةً، فلا تَستجِيبي
له ، ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ ص/82-83 .
- واعلمي أنَّ الابتلاءَ يكونُ بالشَّرِّ ، ويكونُ أيضًا بالخَيْرِ ،
﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ الأنبياء/35 .
- خالِطي النَّاسَ ، واصبِري على أذاهُم ، وادعيهم ، وانصحيهم ،
فـ (( الدِّينُ النَّصِيحة )) رواه مُسلِم . واعلمي أنَّك مأجُورة
على ذلكَ بإذن اللهِ .
- لا تُكَرِّري كلمةَ الانتحارِ مرةً أخرى ، فليس هذا حَلًّا ، ولا
تدرين ما تَجُرُّه عليكِ هذه الكلمةُ ، وإنْ لَم تَتَحَقَّق . يقولُ
نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( إنَّ العَبْدَ لَيَتكلَّمُ بالكَلِمَةِ
مِن رِضوانِ اللهِ ، لا يُلقِي لَها بالاً ، يَرفَعُ اللهُ بِها دَرَجَات ،
وإنَّ العَبْدَ لَيَتكلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللهِ ، لا يُلقِي لَها بالاً ،
يَهوِي بها في جَهَنَّمَ )) رواه البُخاريُّ .
- واعلمي أنَّ الدُّنيا لا تُساوي عِندَ اللهِ جَناحَ بَعوضةٍ ،
يقولُ نَبِيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( الدُّنيا مَلْعُونَةٌ ،
مَلْعُونٌ مَا فِيها ، إلَّا ذِكْر اللهِ ومَا والاه ، أو عالِمًا
أو مُتَعَلِّمًا )) السلسلة الصحيحة .
- وأخيرًا ، لا تَنسي التَّوبَةَ للهِ عَزَّ وجلَّ ، فقد دعاكَ رَبُّكَ –
سُبحانه – للتَّوبَةِ ، فقال : ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ النور/31 .
فليس مِن إنسانٍ خالٍ مِنَ العُيُوبِ ، وطاهِرٍ مِنَ الذَنُوبِ ،
يقولُ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( والذي نَفْسِي بِيَدِهِ ،
لو لَم تُذنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكم ، ولَجَاءَ بِقَومٍ يُذنِبُونَ ،
فيَستغفِرُونَ اللهَ ، فيَغفرُ لهم )) رواه مُسلِم .
أسألُ اللهَ - جَلَّ وعَلا - أن يَهدِينا وجميعَ المُسلمين ، وأن
يُذهِبَ هُمُومَنا وغُمُومَنا ، وأن يُدخِلَنا الفِردوسَ الأعلى .
نصائح سريعة ، تُخَفِّفُ عنكِ ما تَجِدين :
- أخلِصي نِيَّتَكَ للهِ – عزَّ وجلَّ – في كُلِّ عملٍ تقومين بِهِ ،
واستعِيني بِهِ وَحدَهُ ، فهُو القادِرُ على إعانَتِكَ ، يقولُ رَبُّكَ
سُبحانه : ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ الزمر/2 ،
ويقولُ سُبحانه : ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ الفاتحة/5 .
- انظُري للحياةِ بنظرةٍ مُتفائِلَةٍ مُشرِقةٍ ، ولا تلبَسي نظَّارةً
سَوداءَ ، فتسوَدّ حياتُكَ ، ويملؤها اليأسُ ، وقد كان نبِيُّنا
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( يُعجِبُه الفألُ الحَسَنُ ))
صحيح الجامع .
- اعلمي أنَّ الحياةَ الدُّنيا مَتاعٌ زائِلٌ ، فلا تَحزَني لها ،
﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ آل عِمران/185 .
- واعلمي أنَّها لا تَخلو مِن المُنَغِّصاتِ والمُكَدِّراتِ ، وأنَّ
الإنسانَ دائمًا فيها في تَعَبٍ ، ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ البلد/4
. فلا راحةَ إلَّا في الجَنَّةِ ، ﴿ وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ الضحى/4 ،
﴿ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾الأعلى/17 .
- اعلمي أنَّ أمرَ المُؤمِنِ كُلَّه خَيْرٌ ، كما أخبرَ بذلك نبيُّنا
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( إنْ أصابته سَرَّاءُ شَكَرَ ، فكان
خيرًا له . وإنْ أصابته ضَرَّاءُ صَبَرَ ، فكان خيرًا له ))
رواه مُسلِم . فاشكُري رَبَّكَ على ما أنتَ فيه مِن نِعَمٍ ،
واصبِري على ما أصابَكَ مِن بلاءٍ .
- أتدرين ما جزاءُ الصَّابِرين ؟
﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ الزمر/10 .
- حافظي على صلاتك في أوقاتها، وصاحِبي ذَوِي الخُلُقِ والدِّينِ ،
فسيكونونَ عونًا لَكَ في طَرِيقِكَ بإذن الله ؛ إنْ أحسنتي
أعانُوك وشَجَّعُوك ، وإنْ أسأتَ صَوَّبُوك وَوَجَّهُوك.
و (( المَرءُ على دِينِ خليلِهِ ، فليَنظُر أحدُكم مَن يُخالِلْ )) حَسَّنه الألبانِيُّ .
- ابديي في حِفظ كِتابِ رَبِّكَ ( القُرآن الكريم ) ، وقِراءةِ كُتُبِ
العِلم النَّافِعةِ ، وحُضورِ مَجالِسِ العِلمِ ، يقولُ نبيُّنا صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّم : (( مَا اجتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ ، يَتلُونَ
كِتابَ اللهِ ، ويَتدارَسُونَهُ بينهم ، إلَّا نَزَلَت عليهم السَّكِينةُ ،
وغَشِيَتهُمُ الرَّحْمَةُ ، وحَفَّتهُمُ المَلائِكةُ ، وذَكَرَهُمُ اللهُ فيمَن عِندَه )) صحيح الجامع .
- أشغِلي وَقتَكَ بِكُلِّ مُفيدٍ ؛ مِن بِرِّ والِدَيْنِ ، وصِلَةِ رَحِمٍ ،
واجتماعٍ بصُحبةِ الخَيْرِ ، وتَعَاونٍ على البِرِّ والتَّقْوَى ، وأمرٍ
بالمَعروفِ ، ونَهْيٍ عن المُنكر ، إلى غَيْر ذلكَ مِن أعمالٍ
صالِحَةٍ .
- اعلمي أنَّ الشيطانَ يُريدُكَ أن تكوني قريبة منه ، بعيدةً
عن الله ، مُرتكِبةً للمَعاصي ، يائِسةً بائِسةً، فلا تَستجِيبي
له ، ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ ص/82-83 .
- واعلمي أنَّ الابتلاءَ يكونُ بالشَّرِّ ، ويكونُ أيضًا بالخَيْرِ ،
﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾ الأنبياء/35 .
- خالِطي النَّاسَ ، واصبِري على أذاهُم ، وادعيهم ، وانصحيهم ،
فـ (( الدِّينُ النَّصِيحة )) رواه مُسلِم . واعلمي أنَّك مأجُورة
على ذلكَ بإذن اللهِ .
- لا تُكَرِّري كلمةَ الانتحارِ مرةً أخرى ، فليس هذا حَلًّا ، ولا
تدرين ما تَجُرُّه عليكِ هذه الكلمةُ ، وإنْ لَم تَتَحَقَّق . يقولُ
نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( إنَّ العَبْدَ لَيَتكلَّمُ بالكَلِمَةِ
مِن رِضوانِ اللهِ ، لا يُلقِي لَها بالاً ، يَرفَعُ اللهُ بِها دَرَجَات ،
وإنَّ العَبْدَ لَيَتكلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللهِ ، لا يُلقِي لَها بالاً ،
يَهوِي بها في جَهَنَّمَ )) رواه البُخاريُّ .
- واعلمي أنَّ الدُّنيا لا تُساوي عِندَ اللهِ جَناحَ بَعوضةٍ ،
يقولُ نَبِيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( الدُّنيا مَلْعُونَةٌ ،
مَلْعُونٌ مَا فِيها ، إلَّا ذِكْر اللهِ ومَا والاه ، أو عالِمًا
أو مُتَعَلِّمًا )) السلسلة الصحيحة .
- وأخيرًا ، لا تَنسي التَّوبَةَ للهِ عَزَّ وجلَّ ، فقد دعاكَ رَبُّكَ –
سُبحانه – للتَّوبَةِ ، فقال : ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ النور/31 .
فليس مِن إنسانٍ خالٍ مِنَ العُيُوبِ ، وطاهِرٍ مِنَ الذَنُوبِ ،
يقولُ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( والذي نَفْسِي بِيَدِهِ ،
لو لَم تُذنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكم ، ولَجَاءَ بِقَومٍ يُذنِبُونَ ،
فيَستغفِرُونَ اللهَ ، فيَغفرُ لهم )) رواه مُسلِم .
أسألُ اللهَ - جَلَّ وعَلا - أن يَهدِينا وجميعَ المُسلمين ، وأن
يُذهِبَ هُمُومَنا وغُمُومَنا ، وأن يُدخِلَنا الفِردوسَ الأعلى .
أحبكم الله ورضي عنكم
تعليق