إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح تعريف شيخ الإسلام لغنى النفس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح تعريف شيخ الإسلام لغنى النفس

    شرح تعريف شيخ الإسلام لغنى النفس
    قوله فى غنى النفس- يعني شيخ الإسلام ابن تيمية- أنه: "استقامتها على المرغوب، وسلامتها من الحظوظ وبراءتها من المراءاة"، يريد استقامتها على الأمر الدينى الذى يحبه الله ويرضاه، وتجنيها لمناهيه التى يسخطها ويبغضها، وأن تكون هذه الاستقامة على الفعل والترك تعظيما لله سبحانه وأمره، وإيمانا به، واحتسابا لثوابه، وخشية من عقابه، لا طلبا لتعظيم المخلوقين له ومدحهم، وهربا من ذمهم وازدرائهم، وطلبا للجاه والمنزلة عندهم، فإن هذا دليل على غاية الفقر من الله، والبعد عنه وأنه أفقر شئ إلى المخلوق. فسلامة النفس من ذلك واتصافها بضده دليل غناها، لأنها إذا أذعنت منقادة لأمر الله طوعا واختيارا ومحبة وإيمانا واحتسابا، بحيث تصير لذاتها وراحتها ونعيمها وسرورها فى القيام بعبوديته كما كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول: "يا بلال أرحنا بالصلاة"، وقال صلى الله عليه وسلم: "حبِّبَ إِلىَّ منْ دُنياَكُم النسَاءُ والطِّيبُ وجُعِلتْ قُرَّة عَينى فِى الصلاة"

    الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن الملقن - المصدر: البدر المنير - الصفحة أو الرقم: 1/501
    خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح


    ، فقرة العين فوق المحبة، فجعل النساء والطيب مما يحب، وأخبر أن قرة العين التى يطمئن القلب بالوصول إليها ومحض لذته وفرحه وسروره وبهجته إنما هو فى الصلاة التى هى صلة بالله وحضور بين يديه ومناجاة له واقتراب منه، فكيف لا تكون قرة العين، وكيف تقر عين المحب بسواها. فإذا حصل للنفس هذا الحظ الجليل فأي فقر يخشى معه، وأي غنى فاتها حتى تلتفت إليه؟ ولا يحصل لها هذا حتى ينقلب طبعها ويصير مجانسا لطبيعة القلب، فتصير بذلك مطمئنة بعد أن كانت لوامة، وإنما تصير مطمئنة بعد تبادل صفاتها وانقلاب طبعها، لاستغناء القلب بما وصل إليه من نور الحق جل جلاله، فجرى أثر ذلك النور في سمعه وبصره وشعره وبشره وعظمه ولحمه ودمه وسائر مفاصله، وأحاط بجهاته من فوقه وتحته ويمينه ويساره وخلفه وأمامه، وصارت ذاته نورا وصار عمله نورا، وقوله نورا، ومدخله نورا ومخرجه نورا وكان في مبعثه ممن انبهر له نوره فقطع به الجسر.

    وإذا وصلت النفس إلى هذه الحال استغنت بها عن التطاول إلى الشهوات التي توجب اقتحام الحدود المسخوطة، والتقاعد عن الأمور المطلوبة المرغوبة، فإن فقرها إلى الشهوات هو الموجب لها التقاعد عن المرغوب المطلوب، وأيضا فتقاعدها عن المطلوب بينهما موجب لفقرها إلى الشهوات، فكل منهما موجب للآخر، وترك الأوامر أقوى لها من افتقرها إلى الشهوات، فإنه بحسب قيام العبد بالأمر تدفع عنه جيوش الشهوة، كما قال تعالى: (
    إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى° عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) [العنكبوت: 45] ، وقال تعالى: (
    إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) [الحج: 38] ، وفي القراءة الأخرى (يدفَعُ) ، فكمال الدفع والمدافعة بحسب قوة الإيمان وضعفه، فإذا صارت النفس حرة طيبة مطمئنة غنية بما أغناها به مالكها وفاطرها من النور الذي وقع في القلب ففاض منه إليها استقامت بذلك الغنى على الأمر الموهوب، وسلمت به عن الأمر المسخوط وبرئت من المراءاة، ومدار ذلك كله على الاستقامة باطنا وظاهرا، ولهذا كان الدين كله في قوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) [هود: 112] ، وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأحقاف: 13] .والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
    اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والاموات



    طريق الهجرتين وباب السعادتين
    التعديل الأخير تم بواسطة محبة لقاء الله; الساعة 25-11-2013, 02:25 PM.

  • #2
    رد: شرح تعريف شيخ الإسلام لغنى النفس

    جزاك الله كل خير
    أختي الكريمة
    ونفع بك
    لكن استسمحك أختي الكريمة في تعقيب بسيط :
    الذي يقصده العلامة ابن القيم رحِمَهُ الله بقوله " شيخ الإسلام " هو الهروي رحمَهُ الله أبو إسماعيل الأنصاري وليس شيخ الإسلام ابن تيمية رحمَهُ الله
    والله الموفق

    دخول متقطع لظروف الإجازة
    اللهم احفظ أهلنا في غزة

    تعليق


    • #3
      رد: شرح تعريف شيخ الإسلام لغنى النفس

      جزاكِ الله كل خير ونفع بكِ
      مواضيعي
      أسألكم الدعاء

      تعليق


      • #4
        رد: شرح تعريف شيخ الإسلام لغنى النفس

        جزاكِ الله خيراا وبارك فيكِ
        اللهم اجعل الصلاة قرة اعيننا وردنا اليك رداا جميلااا

        تعليق

        يعمل...
        X