هل تقبلها مدخنة؟!!!؟؟؟
ليت التعرف على أضرار التدخين يبدأ من المراحل المبكرة؛ فأضرار التدخين مدمرة ليس لصحة المدخن بل تصل هذه الأضرار للأقارب وزملاء العمل من غير المدخنين، فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن استنشاق أقارب المدخنين لدخان السجائر لا يقل ضررا عما يصيب المدخن من أضرار جراء ممارسته لعادة التدخين.
تشترط بناتنا توافر بعض الصفات في الزوج المرتقب، منها ما هو معروف ومنها ما نحاول كمجتمع السكوت عنه، إما لعدم قناعتنا بأهميتها، أو لخوفنا من لوم اللائمين!
إن فتاتنا في المجمل تأمل من الله سبحانه أن يكون زوجها ذا دين وخلق عظيم.. يراعي الله فيها، يحترم نفسه ويحترم الآخرين، وبالتالي يحترم شريكة حياته، وهناك من تشترط أن يكون مناسبا لها من حيث الدرجة العلمية، فالعواطف لم تعد المعادلة المعتمدة هذه الأيام، فبناتنا وخاصة المتعلمات منهن تعليما عاليا، يؤمن أن المودة والرحمة إذا تكونت من خلال العشرة تكون أدوم وأقوى، إضافة إلى أن عددا كبيرا منهن لا يقبلن الارتباط بمن تنحصر مؤهلاته في نسبه ويسره، فالواحدة منهن تسعى للارتباط برجل يدرك واجباته ويسعى لأدائها على أكمل وجه، فلا معنى أن تكون مواصفاته مادية ومحددة بجاه ومال، فلا ورع هناك ولا خلق، وهي لا تتصور أن تعيش حياتها مع رجل كهذا، هذه الشروط وغيرها وقفت عليها بحكم نقاش دار أكثر من مرة مع طالبات جامعة "الدمام" أثناء انعقاد محاضرات مادة (النظام السياسي والاجتماعي في الإسلام).
إلا أن هناك شرطا ما زال وإلى اليوم مدار نقاش شبابنا واستنكارهم، فهم لا يفهمون رفض فتاتنا الارتباط بالمدخن، بل يعجبون من أن الرفض قائم على هذا السبب دون غيره! إذ كيف يرفض الشاب لكونه مدخنا مع أنه مقيم الصلاة حريص عليها، مترفع على الكبائر المستوجبة لإقامة الحدود، بار بوالديه، متعلم ومستقر وظيفيا، هم يرون أن ممارسته لعادة التدخين ليست سببا كافيا لرفضه، في حين تعتقد الرافضات له أن هذه الصفات تستحق التقدير.. إلا أن عادة التدخين تعد من وجهة نظرهن انتحارا بطيئا، ومسارا مؤكدا لإفجاع الوالدين، وترمل للزوجة وتيتم الأطفال.
وإن حاولنا فتح النقاش حول هذا الموضوع مع أحد هؤلاء الشباب الرافضين لهذا الموقف الثابت من قبل بناتنا، فسيبقى مصرا على رأيه، ولكنك لو غيرت وجه النقاش وطرحت عليه الزواج بفتاة تمارس عادة التدخين، فالرفض هو جواب الأغلبية دون شك، وهنا جاز لنا الاستفسار عن المعايير المزدوجة التي يتعاملون بها مع هذه القضية، والغريب أن جوابهم لن يتطرق لصحة الزوجة وللدلائل العلمية على خطورة التدخين على صحتها، بل وعلى كل من يجالسها أثناء التدخين، فممارستها لتلك العادة، لها أضرار تطال الجنين في بطن أمه، ومبرراته لهذا الرفض محددة في إطار اجتماعي بحت؛ فالمجتمع الذي ينتمي له لا يقبل ممارسة النساء لعادة التدخين، في حين يغض الطرف عن ممارسة الرجال لذاك الإدمان.
لقد اكتشف العلماء أضرار التدخين منذ عقود، وأكدوا أن (التدخين هو السبب الرئيسي لعديد من الأمراض المزمنة والقاتلة فهو مسؤول عن وفاة شخص كل ثلاث عشرة ثانية ويقتطع التدخين لكل سيجارة إحدى عشرة دقيقة من عمر المدخن، وهو سبب رئيسي للإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب المزمنة،.. ويزيد التدخين من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية التي قد ينتج عنها الشلل أو الوفاة -معاذ الله- والتدخين مسؤول عن إصابة تسعة من بين كل عشرة من المصابين بمرض سرطان الرئة بجانب أنه يؤدى إلى الشيخوخة المبكرة)!
إن ما اكتشفه العلماء في هذا الشأن ضخم جدا، وقد حاولت اختصاره للقارئ الفاضل فالمجال لا يسمح بسرده بشكل مفصل، بل لو قامت الصحيفة "الوطن" بتخصيص عدد كامل لمحاربة التدخين وبيان أضراره، ستعجز عن الإشارة إلى النتائج المروعة لأضرار التدخين على صحة وحياة المدخن وصحة وحياة من حوله من غير المدخنين.
********
مقال : د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
تشترط بناتنا توافر بعض الصفات في الزوج المرتقب، منها ما هو معروف ومنها ما نحاول كمجتمع السكوت عنه، إما لعدم قناعتنا بأهميتها، أو لخوفنا من لوم اللائمين!
إن فتاتنا في المجمل تأمل من الله سبحانه أن يكون زوجها ذا دين وخلق عظيم.. يراعي الله فيها، يحترم نفسه ويحترم الآخرين، وبالتالي يحترم شريكة حياته، وهناك من تشترط أن يكون مناسبا لها من حيث الدرجة العلمية، فالعواطف لم تعد المعادلة المعتمدة هذه الأيام، فبناتنا وخاصة المتعلمات منهن تعليما عاليا، يؤمن أن المودة والرحمة إذا تكونت من خلال العشرة تكون أدوم وأقوى، إضافة إلى أن عددا كبيرا منهن لا يقبلن الارتباط بمن تنحصر مؤهلاته في نسبه ويسره، فالواحدة منهن تسعى للارتباط برجل يدرك واجباته ويسعى لأدائها على أكمل وجه، فلا معنى أن تكون مواصفاته مادية ومحددة بجاه ومال، فلا ورع هناك ولا خلق، وهي لا تتصور أن تعيش حياتها مع رجل كهذا، هذه الشروط وغيرها وقفت عليها بحكم نقاش دار أكثر من مرة مع طالبات جامعة "الدمام" أثناء انعقاد محاضرات مادة (النظام السياسي والاجتماعي في الإسلام).
إلا أن هناك شرطا ما زال وإلى اليوم مدار نقاش شبابنا واستنكارهم، فهم لا يفهمون رفض فتاتنا الارتباط بالمدخن، بل يعجبون من أن الرفض قائم على هذا السبب دون غيره! إذ كيف يرفض الشاب لكونه مدخنا مع أنه مقيم الصلاة حريص عليها، مترفع على الكبائر المستوجبة لإقامة الحدود، بار بوالديه، متعلم ومستقر وظيفيا، هم يرون أن ممارسته لعادة التدخين ليست سببا كافيا لرفضه، في حين تعتقد الرافضات له أن هذه الصفات تستحق التقدير.. إلا أن عادة التدخين تعد من وجهة نظرهن انتحارا بطيئا، ومسارا مؤكدا لإفجاع الوالدين، وترمل للزوجة وتيتم الأطفال.
وإن حاولنا فتح النقاش حول هذا الموضوع مع أحد هؤلاء الشباب الرافضين لهذا الموقف الثابت من قبل بناتنا، فسيبقى مصرا على رأيه، ولكنك لو غيرت وجه النقاش وطرحت عليه الزواج بفتاة تمارس عادة التدخين، فالرفض هو جواب الأغلبية دون شك، وهنا جاز لنا الاستفسار عن المعايير المزدوجة التي يتعاملون بها مع هذه القضية، والغريب أن جوابهم لن يتطرق لصحة الزوجة وللدلائل العلمية على خطورة التدخين على صحتها، بل وعلى كل من يجالسها أثناء التدخين، فممارستها لتلك العادة، لها أضرار تطال الجنين في بطن أمه، ومبرراته لهذا الرفض محددة في إطار اجتماعي بحت؛ فالمجتمع الذي ينتمي له لا يقبل ممارسة النساء لعادة التدخين، في حين يغض الطرف عن ممارسة الرجال لذاك الإدمان.
لقد اكتشف العلماء أضرار التدخين منذ عقود، وأكدوا أن (التدخين هو السبب الرئيسي لعديد من الأمراض المزمنة والقاتلة فهو مسؤول عن وفاة شخص كل ثلاث عشرة ثانية ويقتطع التدخين لكل سيجارة إحدى عشرة دقيقة من عمر المدخن، وهو سبب رئيسي للإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب المزمنة،.. ويزيد التدخين من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية التي قد ينتج عنها الشلل أو الوفاة -معاذ الله- والتدخين مسؤول عن إصابة تسعة من بين كل عشرة من المصابين بمرض سرطان الرئة بجانب أنه يؤدى إلى الشيخوخة المبكرة)!
إن ما اكتشفه العلماء في هذا الشأن ضخم جدا، وقد حاولت اختصاره للقارئ الفاضل فالمجال لا يسمح بسرده بشكل مفصل، بل لو قامت الصحيفة "الوطن" بتخصيص عدد كامل لمحاربة التدخين وبيان أضراره، ستعجز عن الإشارة إلى النتائج المروعة لأضرار التدخين على صحة وحياة المدخن وصحة وحياة من حوله من غير المدخنين.
********
مقال : د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام
تعليق