أظهرت دراسة متخصصة، أجريت على مدى 15 عاماً، ان تناول كميات أقل من الملح يُخفض فرص الاصابة بالأزمات القلبية والجلطة الدماغية واخطار ضغط الدم. ونصح الاطباء باستهلاك 6 غرامات منه على الأكثر يومياً لأنه «القاتل الخفي» الذي يتسلل الى شرايين القلب والرأس ويعرضها للتضخم والاصابة.
وتبين ان الذين يتجنبون ملح الطعام قدر الامكان فرصتهم اعلى بنسبة 25 في المئة، للنجاة من الازمة القلبية ونسبة وفاتهم اقل بنحو 20 في المئة.
وافادت الدراسة التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية (بريتيش ميديكال جورنال)، انه على رغم الحملات التي تُشرف عليها الهيئات الصحية في العالم لخفض نسب الملح في الاغذية، لا يزال متوسط استهلاك الشخص في الدول المعتدلة الحرارة يراوح بين 9 و12 غراماً.
وفي الدراسة التي اشرفت عليها نانسي كوك في المستشفى الجامعي (بريغهام آند ويمان هوسبيتل) التابع لكلية هارفارد للطب في الولايات المتحدة، تبّين أن الذين خفّضوا من مستوى استهلاكهم للملح اصبحت فرصهم اكبر لحياة اطول ولعدم تعرضهم لأمراض القلب او المنبثقة عنها.
وقالت الطبيبة التي نسقت الدراسة مع تجارب سبق ان اجريت في الثمانينات والتسعينات، ان النتائج تثبت من دون شك ان الملح هو «القاتل الخفي» الذي يُخرب شرايين القلب والدماغ ويخفض مناعتها.
وقال البروفيسور غرايم ماكغريغور، المستشار الطبي اخصائي أمراض القلب في مستشفى سانت جورج في لندن، «إن هذه الدراسة مهمة للغاية... وهي تُظهر أن الناس الذين يخفّضون استهلاكهم للملح يقلصون إمكان إصابتهم بأمراض القلب، أو الجلطات، أوالإخفاقات القلبية».
وكان جميع المشاركين في الدراسة العلمية البالغ عددهم 3126 شخصاً يعانون من ضغط دم عادي إلى مرتفع وخلال التجارب العلمية، قلّص المشاركون استهلاكهم من الملح (الصوديوم) بنسبة راوحت بين 25 و35 في المئة، أي بما يُقدر بين 7 و10 غرامات. وشدد ماكغريغور على «إننا نتحدث عن تقليص طفيف في كمية الملح المستهلكة لكن هذا له تأثير كبير في تقليص الخطر». يُشار إلى أن ثلث أرباع الملح الذي نأكله موجود في الطعام الذي نشتريه جاهزاً. وقال إن 6 غرامات من الملح نسبة سهلة البلوغ إذا ما انتقى الناس ما يستهلكونه وان العبء الآن يقع على صناعة المواد الغذائية للحد من كميات الملح المستخدمة في الاطعمة.
وحتى الآن لا يعرف الباحثون كيفية مساهمة كميات زائدة من الملح في رفع ضغط الدم وان كانوا يقدرون ان الكلى لا تستطيع تحويله الى البول والفضلات، ما يعني انه يدخل في شرايين الدم ما يستدعي اجتذاب المزيد من الماء اليها والتسبب بتضخمها.
وتحاول وزارة الصحة البريطانية وهيئات حماية المستهلك خفض معدل االملح المستهلك يومياً من 9 الى 6 غرامات يومياً في موعد اقصاه السنة 2010. وتشن الوزارة حملات توعية بين اليافعين كما تُجبر الشركات على وضع علامات تفيد بنسبة كميات الملح في الأطعمة المسبقة الاعداد.
ولم تتضمن الدراسة أي اشارة الى تناول ملح الطعام في الدول الحارة او الصحراوية وكمية الملح الواجب تناولها في البلدان التي يتصبب سكانها عرقاً.
كتبها د\\ محسن النادي ، في 22 نيسان 2007 الساعة: 13:39 م
تعليق