السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعائض القرنى فى كتابه مصارع العشاق
v توبة الفنانين :
أما توبة المغنين في بلادنا ، فقد كنت قبل أسبوع في محاضرة وهي موجودة بعنوان ( رسالة إلى المغنين والمغنيات ) وقد حضرها جمع هائل منهم ، سبعة تابوا وعادوا إلى الله في أشهر معدودة .
حضر المحاضرة : المغني الشهير ، والذي أصبح اليوم عابداً داعية : مسفر القثامي رحمه الله ويحيي أبو الكرم ، صاحب الصوت الجميل ، الذي قام بعد المحاضرة ؛ ليتكلم عن مرحلتين ، يومين ، وليلتين في حياته : مرحلة ما قبل الهداية ، ومرحلة ما بعد الهداية .
مرحلة : يوم كان يأخذ العود ، ويعزف على الموسيقى ، وكان عنده فرقة ، وكان عنده ناي ، وطبل ، ودف ، ووتر ، وسهر ، وضياع ، وكأس ، وسيجارة ، وجمهور ، ولغو ، ولهو
( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا )
(الأنعام: من الآية70) .
ومرحلة : يوم هداه الله ، ووجهه قد أشرق ، فعليه لحية جميلة من لحى أهل السنة والجماعة ، وثيابه من ثياب أهل السنة ، وعنده سواك وقام أمام الألوف من الناس ليقول : أنا أبو الكرم ، وقد كنت مغنياً ، وأصبحت عابداً لله ، ثم اندفع يبكي ، وتحدث عن روعة الإيمان ونور الإيمان ، وإشراق القرآن .
فسأله الناس أن يقرأ بصوته الجميل ، الذي كان يغني به
(إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)
(هود: من الآية114) فقام واندفع واختار بصوته الجميل سورة (ق)
( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)
(قّ:16) وما كأني سمعت في حياتي صوتاً أجمل من صوته .
فماذا فعل الجمهور ؟ انفجر الناس يبكون ، وتردد المسجد بالبكاء حتى صوروا لنا يوم القيامة .
وكان هو يؤدي القرآن تأدية بالغة ومؤثرة ، وتنسكب دموعه مع القرآن لأنه عاش القرآن .
وفي المحاضرة : سبعة تابوا ، منهم من أعلن أنه كسر العود وعاد ، وترك الموسيقى وأصبح من حمتم المسجد ، وأنه لا يرد أن ينشأ ابنه على الغناء ، وعلى الوتر ، ولا على الموسيقى .
وقال تفكرت في الغناء ، فإذا هو شهرة ، ثم ماذا ؟
( ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ)
(الأنعام:62) وآخر اسمه مشاري شري نفسه من الله ، كان مغنياً ثم عاد إلى الواحد الأحد له أكثر من خمسين ، أغنية طافت العالم العربي ، وعاد ، وتركها وطلب من القائمين على الإعلام : أن يمسحوها وأن يدمروها لأنه أسس بنيانه على تقوى الله
( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
(التوبة:109) .
عاد ، واشترى نفسه من الله
( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ )
(التوبة:111) .
وهذا : عودة العودة ، عاد إلى الله ، وليس بغريب
( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
(آل عمران:135) كان له جمهور ، ولكنه طلب أن تمحى أشرطته المرئية والمسموعة ، وقال : تبت إلى الله ، وحياتي لا يمكن أن تكون حياة غناء ، حياتي أغلى وأرفع ، وسوف أكون من اليوم عبداً للواحد الأحد .
وبالخياط تاب ، وغيرهم كثير .
وسوف تسمعون قريباً : الكثير عن الذين تركوا الغناء ، وأقبلوا إلى المساجد ، واهتدوا بهدى الله ، لأن الغناء هذا يحطم الإرادات ، ويمحق العزائم ، ويطفئ النور ، ويطرد القرآن ، ويحارب الفضيلة ، وينشر الرذيلة ، ويبني للفحشاء صروحاً .
والحمد لله ، فقد عاد الشباب والمغنون زرافات ووحداناً إلى الله .
شباب الحق للإسلام عودا فأنتم فجره وبكم يسود
وأنتم سر نهضته قديماً وأنتم فجره الباهي الجديد
وأنتم سر نهضته قديماً وأنتم فجره الباهي الجديد
تعليق