إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فقه الصيام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فقه الصيام

    بِسْمِ اْللهِ اْلْرَّحْمَنِ اْلْرَّحِيْمِ


    1- الصوم ودليل مشروعيته



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


    إخوتي في الله.. مع اقتراب شهر رمضان –بلغنا الله إياه-، أقدم لكم مجموعة فقه الصيام،فالله أسأل أن ينتفع بها كل من يقرأها ، وأن يجعل عملنا خالصًا لوجهه الكريم ، وأن يجعله نجاةً لنا من النار.


    ------------


    الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، وعلى آله وصحبه ، ومن استن بسنته ، واهتدى بهديه ، وسار على نهجه إلى يوم الدين.
    ثم أما بعد...
    فهاهو شهر رمضان قد قارب على المجيء ، وقد بدأ الكثير منا التجهيز لذلك الغائب المنتظر ، فهذا ينتوى قياما ، وذاك ذِكراً ، وآخر اعتكافاً...إلخ ، أسأل الله تعالى أن يبلغنا إياه ، وأن يوفقنا فيه لحسن عبادته ، وألا يخرجنا منه إلا بذنب مغفور ، وتجارة لن تبور ، اللهم آمين.
    ولأجل ذلك أيها الكرام أحببت أن نُعِدَّ لهذا الشهر إعداداً وافياً ، وذلك بتناول فقه الصيام، كى يستطيع كلٌ منا أن يجتاز الشهر بسلام.
    هذا وقد رأيت أنه من الأيسر جعله فى صورة سؤال وجواب ، وسأقتصر فيه بأمر الله على القول الراجح فى المسألة ، مع مزيد بيان – إن احتاج الأمر لذلك- ، وذكر الدليل الصحيح من الكتاب أو السنة الصحيحة (إن توفر ذلك) ، أسأل الله العليم القدير أن يفقهنا فى ديننا ، فهو ولى ذلك والقادر عليه.


    س1: ما هو تعريف الصيام لغة واصطلاحاً؟!ـ

    ج1: الصيام: لغة: هو الإمساك والامتناع عن الشيء ، لذا يقال: خيل صائم إذا أمسكت وامتنعت عن الصهيل ، ومنه قول المولى – عز وجل-: ((فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَدًا فَقُولِىۤ إِنِّى نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ اليَوْمَ إِنْسِيًّا)) [مريم:26] ، والمعنى أي: أمسَكْتُ عن الكلام.
    اصطلاحاً (أو شرعًا): هو التعبد لله –عز وجل- بالإمساك عن سائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق ، إلى غروب الشمس ، أو/ هو إمساك بالنية من المكلف عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.


    س2: ما هو دليل مشروعية الصوم؟!ـ


    دليل المشروعية هام جداً، إذ أن الأصل فى العبادة الحظر والمنع –يعني عدم الإباحة ، فلا يجوز لكَ أن تعبد الله بعبادة لم يُشرعها- ، إلا ما قام الدليل على مشروعيته –يعني العبادة التي جاءت نصوص الشرع في الأمر أو الندب إليها ، فهذه التي يمتثلها المسلم-

    ج2: أولاً: من الكتاب:
    قول المولى – عز وجل-: ((يَاۤ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقٌونَ)) [البقرة:183].
    ثانياً: من السنة الصحيحة:
    & بالنسبة لصيام الفرض: عن ابن عمر –رضى الله عنهما-، قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((بُني الإسلام على خمس ؛ ....... وصوم رمضان))الحديث [متفق عليه].
    & وأما صيام التطوع:
    ?صيام يوم ويوم: عن عبد الله بن عمرو بن العاص–رضى الله عنهما- ، عن النبي–صلى الله عليه وسلم-أنه قال: (( خير الصيام صيام داود ، كان يصوم يوماً ويُفطر يوماً)) [متفق عليه].
    ?الثلاثة أيام البيض (15،14،13 من كل شهر قمري): قول النبي –صلى الله عليه وسلم- في حديث ابن عمرو بن العاص السابق: ((...صم من كل شهر ثلاثة أيام ، فذلك صوم الدهر-أو كصوم الدهر-)) [البخاري ومسلم ، واللفظ للبخاري].
    ?الستة التوابع (من شوال): عن أبي أيوب الأنصاري–رضي الله عنه-أن النبي–صلى الله عليه وسلم-قال: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)) [مسلم].
    ?الاثنين والخميس: عن أسامة بن زيد–رضى الله عنهما-قال: "... فقلت: يا رسول الله إنك تصوم حتى لا تكاد تفطر ، وتفطر حتى لا تكاد أن تصوم ، إلا يومينإن دخلا في صيامك ، وإلا صمتهما ؟ قال : (( أي يومين ؟)) ، قلت: يوم الاثنين ، ويومالخميس . قال: ((ذانك يومان تعرض فيهما الأعمال على رب العالمين ، فأحب أن يعرض عملي،وأنا صائم))"[حسنه شيخنا الألباني –رحمه الله تعالى-].
    ?يوم عاشوراء ويوم قبله أو بعده: عن عبد الله بن عباس –رضى الله عنهما- قال: قال رسول الله–صلى الله عليه وسلم-: (( لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع)) [مسلم] ، يعني يصوم يومًا مع عاشوراء ، إن أدرك العام المقبل ، ولكن مات النبي –صلى الله عليه وسلم- قبل أن يدركه.
    ?يوم عرفة: عن أبي قتادة–رضي الله عنه- ، وفيه قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (( ...صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التى بعده ، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)) [مسلم].
    ثالثاً: بالإجماع:
    أجمعت الأمة بلا نكير على مشروعية صوم رمضان وفرضيته ، لذا فمن خالف في ذلك فقد أنكر معلوماً من الدين بالضرورة ، وهو كافر إن اسْتَحَلَّ ذلك ، أما إن لم يكن مُستَحِلاً ، إنما متكاسلاً أو غير ذلك ، مع إقراره بفرضيته فلا يُكَفَّر ، وإنما يكون مسلمًا فاسقًا عاصيًا ، تجب عليه التوبة إلى الله تعالى من ذلك ، وأداء ما عليه.


    هذا.. وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما يحب ويرضى ، وأن يرزقنا الإخلاص في أقوالنا وأفعالنا.

    موضوعنا القادم إن شاء الله تعالى: ((مراحل تشريع الصوم)).
    أخي لن تنال العلم إلا بستة ******* سأنبيك عن تفاصيلها ببيان
    ذــكاء وحــرص واجتهاد وبلاغة ******* وصحبة استــاذٍ وطــول زمان

يعمل...
X