السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعائض القرنى
* كان ابن المسيب ، إذا جن ليله، تقلب في فراشه كالطائر الخائف، فإذا انتصف الليل قام رحمه الله فقال لنفسه : قومي يا مأوى كل شر ، ثم صلى حتى الفجر .
ومما يذكر لابن المبارك في هذا الباب باب التواضع وهضم النفس أنه قال : ( أكره العصاة وأنا شر منهم ، وأحب الصالحين ولم أعمل بعملهم ) .
بل هو من أصلح الصالحين ، رضي الله عنه وأرضاه ، وما بلغ هذه المنزلة إلا بمثل هذه المبادئ .
* حفظ عن الشافعي كلمات ، من أروع الكلمات ، قالوا : تفرد بها عن الناس ، يقول فيها : ( ما جادلت أحداً إلا أحببت أن تكون له الغلبة ) فأتنا يستطيع ذلك ؟
ويقول : ( لو أعلم أن الماء يفسد مروءتي ما شربته ) فكيف بمن يفسد دينه ومروءته بغير شرب الماء ، بل بشرب شيء آخر ؟ !
ويقول : ( وددت لو أن الناس استفادوا من علمي ، ولم ينسبوه لي ) .
وهذا منتهى الصدق والإخلاص مع الله .
* قال عبد المؤمن بن علي ( سلطان الموحدين ) : أصولنا ثلاثة :
1- المصحف : كتاب الله .
2- وسنن أبي داود
3- وأخرج السيف وقال : وهذا .
فقال فيه الشاعر :
ما هز عِطفَيهِ بَيْن البيضِ والأسل مثلُ المؤيدِ عبدِ المؤمنِ بنِ علي
* قال أبو معاذ الرازي لأصحابه : ما هو الدليل من القرآن على أن الحبيب لا يعذب حبيبه ؟ فسكتوا ، فقال : من قوله سبحانه وتعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ) (المائدة: من الآية18).
* قال البخاري رحمه الله : ( منذ احتلمت ما اغتبت مسلماً ) .
فجزاك الله ، يا بخاري ، عن أمة محمد ، أفضل ما جزى عالماً عن أمته .
* قال أحدهم : من ملك ثلاثمائة وخمسة وستين رغيفاً ، وجرة خل كبيرة ، وثلاثة آلاف واثنتي عشرة تمرة ، استغنى عن الناس ، ولم يستعبده الطغاة !
فلماذا يذل المسلم رقبته لخلق من خلق الله من أجل لقمة عيش ؟
* يا فاروق مصر إنك لن تشبه الفاروق ، حتى تنام في العراء ، وتمشي بلا حذاء ، وتجوع ليشبع الفقراء ، فإن لم تفعل ، فو الذي نفسي بيده ، لو شهد مجلس الأمن ، حقوق الإنسان ، وجمعية الرافة بالحيوان لن تكون كالفاروق ، لأنك أنت فاروق مصر ، وهو الفاروق ، وأل التعريف عند عمر ، وأنت لم تدخل عليك أل ، وفاروق نكرة ، وعمك : ابن مالك يقول : ( ولا يجوز الابتداء بالنكرة ) .
وأنا قلت : من أجاز ذلك فهو بقرة .
* فرق بين الطفيل بن عمرو ، وعامر بن الطفيل ، فالطفيل بن عمرو جميل الذكر ، عظيم الصبر ؛ لأنه أجاب الأمر .
وعامر بن الطفيل : عميل ، ذليل ، ثقيل .
* قالوا لأحد الفضلاء :
لماذا سمي العصفور عصفوراً ؟
قال : لأنه عصى .. وفر .
وفرعون .. لماذا سمى فرعون ؟
قال : لأنه فر ممن يدعون وهذه من الملح .
وما جزاء من سأل هذه الأسئلة ، إلا أن يجاب بمثل هذه الأجوبة .
* الحقير : لا يؤبه ، ولا يسب ، ولا يشتم ، ولا يهجر ، ولا يتعرض له ، ولا ينتقد ؛ لأنه أهون من الكلب الميت .
بعض الناس مثل الميتة ، لا لحم ، ولا مرق ! ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ) (المائدة: من الآية3)
* صلى أحد العلماء على جنازة أحد الطغاة الظلمة ، فقيل له : أتصلي عليه وقد كان يفعل ، ويفعل ، قال : لقد كبرت الأولى فقلت : الله أكبر منك ، وقلت في الثانية الله أكبر عليك ، وقلت في الثالثة : الله أكبر ينتقم لنا منك .
تعليق