الحمد لله الذى امرنا بالمسارعه والمسابقه الى الخيرات وحذرنا من
التكاسل والتشاغل عن الطاعات وامرنا بالاستعداد ليوم لا ينفع
فيه لامال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم واشهد ان لا اله الا الله
وحده لا شريك له واشهد ان محمداً عبده ورسوله حثنا على المبادره
بالاعمال قبل حلول الاجال واغتنام الاوقات قبل هجوم الافات
وكان اول المبادرين الى الطاعات والسابقين الى الخيرات
اما بعد:
هناك اشياء كثيرة تجلب الخشوع وتقويه منها
1ـ الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها : ويحصل ذلك بامور منها الترديد مع المؤذن
والإتيان بالدعاء المشروع بعده وللدعاء بين الاذان والاقامه
واحسان الوضوء والتسميه قبلها والذكر والدعاء بعده والاعتناء
بالسواك واخذ الزينه بالباس الحسن والذكر والمشى الى المسجد
بسكينه ووقار وانتظار الصلاة وكذلك تسوية الصفوف والترص فيها.
2ـالطمأنينه فى الصلاة: كان النبى {صلى الله عليه وسلم }يطمئن حتى
يرجع كل عظم الى موضعه.
3ـ تذكر الموت فى الصلاة : لقوله {صلى الله عليه وسلم}اذكر الموت
فى صلاتك فإن الرجل اذا ذكر الموت فى صلاته وصل صلاة رجل
لا يظن انه يصلى غيرها.
4ـ تدبر الايات المقروءة وبقية اذكار الصلاة والتفاعل معها:
ولا يحصل ذلك الا بالعلم بمعنى ما يقرأ فيستطيع المصلى التفكر فينتج الدمع والتأثر
قال تعالى {وَالذيِنَ إذَا ذكِِّروا باَيات ربِهِمْ لَمّ يَخِرٌوا عَلَيهَاَ صُمَاُّ وعُميْانَا} الفرقان 73 ومما يعين على التدبر التفاعل مع الايات بالتسبيح
عند المرور بايات التسبيح والتعويذ عند المرور بايات التعويذ وهكذا
ومن التجاوب مع الايات بالتإمين بعد الفاتحه فيه اجراً عظيم قال
الرسول {صلى الله عليه وسلم }{ اذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق
تأمينه تأمين الملائكه غفر له ما تقدم من ذنبه }رواه البخارى
وكذلك مع التجاوب مع الإمام اذا قال سمع الله لمن حمده فيقول
المأموم ربنا ولك الحمد فيه اجراً عظيم
5ـ ان يقطع قراءته اية اية :وذلك ادعى للفهم والتدبر وهى سنة النبى
{ صلى الله عليه وسلم}فكانت قراءته مفسره حرفاً حرفاً.
6ـ ترتيل القرأن وتحسين الصوت به :لقوله تعالى {وَرَتلِ الْقُرْاَنَ ترْتِيِلاْ}المزمل 40
ولقوله{صلى الله عليه وسلم }{زينو القرأن باصواتكم فإن الصوت الحسن
يزيد القرأن حسناً}اخرجه الحاكم
7ـ ان يعلم ان الله يجيبه فى صلاته :قال صلى الله عليه وسلم قال عز وجل { قسمت الصلاة بينى وبين عبدى نصفين ولعبدى ما سأل فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدنى عبدى
فإذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله اثنى على عبدى فإذا قال مالك يوم الدين قال الله مجدنى عبدى فإذا قال اياك نعبد واياك نستعين
قال الله هذا بينى وبين عبدى ولعبدى ما سأل فإذا قال اهدنا الصراط
المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
قال الله هذا لعبدى ولعبدى ما سأل .
الشيخ محمد صالح المنجد
متجدد بإذن الله
تعليق