إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ليلة في القبر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ليلة في القبر

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ليلة في القبر



    منذ اللحظات الأولى التي يولد فيها الإنسان ويطأ فيها الوجود؛ يبدأ العد التنازلي لحياته، ويوما بعد يوم يقترب من أجله، إلى أن يلاقي الموت مع آخر ورقة في عمره... ولا يستطيع الإنسان –أي إنسان– مهما بلغت قدراته وإمكاناته وسلطانه أن يفر من الموت {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} [الجمعة: 8]. فالموت آية من آيات الله قهر بها عباده { نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} [الواقعة: 60].. بل وتحداهم سبحانه وتعالى بها فقال: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الواقعة: 83 - 87]..
    ولا يزال التحدي مستمرا لجميع البشر، فلو لم نكن عبيدا مقهورين بإرادة الله عز وجل الكونية لاستطعنا أن نعيد الروح إلى الجسد ولمنعنا ملك الموت من أخذها..
    إن عجلة الزمن تتحرك بنا جميعا نحو أجلنا وسيأتي علينا -لا محالة- يوم نعاين فيه سكرات الموت.
    لحظة عصيبة:
    إنها لحظات عصيبة تلك التي يرى الواحد منا فيها ملك الموت، وقد جاء لقبض روحه، ومن خلفه إما ملائكة الرحمة وإما ملائكة العذاب... عندها سيتأكد أن الأمر جدٌ لا هزل فيه {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} [الطارق: 13، 14] .. وستصبح أمنيته الوحيدة العودة مرة أخرى إلى الدنيا لا لشيء إلا للتوبة والعمل الصالح {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99، 100].
    بين النوم واليقظة:
    ليتخيل كل منا نفسه في هذا الموقف الرهيب وهو يتمنى أن يُمنح مهلة للعودة إلى الدنيا - ولو للحظات - ليصلح فيها ما أفسده، ويعيد فيها كل حساباته.. فيُرفض طلبه، وتُقبض روحه، ويأتي المغسل فيغسله ويكفنه، ثم يحمله الأهل والأصحاب إلى المسجد فيصلون عليه، وبعدها يذهبون به إلى قبره فيضعونه في حفرة ضيقة، ثم يغلقونها عليه بالتراب وينصرفون عنه فيصبح وحيدًا في بيته الجديد الذي كان ينادي عليه كل يوم قائلًا: أنا بيت الدود، أنا بيت الوحدة، أنا بيت الوحشة... هذا ما أعددت لك فماذا أعددت لي؟!
    وكأن لسان حاله يقول: هذا المكان الموحش سيكون بيتي؟! وسأظل فيه إلى قيام الساعة؟! كيف سأعيش فيه هذه المدة أم كيف سأطيقه؟!
    عندها يتذكر ما كان يسمعه في الدنيا من أن تجهيز القبر وتعميره لا يكون إلا بالأعمال الصالحة، وبقدر رصيد العبد منها يكون مستوى التجهيز والتعمير كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} [الروم: 44]..
    شريط الذكريات:
    ليتخيل كل منا نفسه بعد أن فوجئ بالظلمة والوحشة والضيق، وهو يستعرض شريط ذكرياته في الدنيا وحجم الأعمال الصالحة التي قام بها ولماذا لم يجد لها أثرًا واضحًا في حياته البرزخية؟
    يبدأ بالصلاة فيقول: أين أثر صلاتي؟!
    لقد صليت كثيرًا فلماذا لا أكاد أجد أثرًا لذلك؟! فيتذكر أنه كان لا يحافظ عليها في أول وقتها، بل كان يصلي أغلبها وسط ضجيج الأطفال وصوت المذياع والتلفاز، وفي حالة أدائها بالمسجد يكون الذهن مشغولًا بموضوعات شتى، وكم من المرات كان يُفاجأ بالإمام وهو يسلم تسليمة الختام؟
    فإذا به يخاطب نفسه:
    إذن فما سمعته عن الصلاة كان صحيحًا من أنه: ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها[1]..
    فالله عز وجل لا يريد حركات الجوارح من قيام وقعود دون حضور القلب وخشوعه فيها، وكذلك في كل العبادات {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ} [الحج: 37].
    فالقلب هو محل نظره سبحانه وتعالى كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"[2].
    أين أثر الصيام؟
    فإذا كان هذا هو حال الصلاة، فماذا عن الصيام؟ أين أثره في قبري؟
    فيتذكر الواحد منا كيف كان يمر عليه شهر رمضان وكيف كان مفهومه للصيام فيقول: لقد كان همي وفكري في كيفية انقضاء ساعات اليوم، فالامتناع عن الطعام والشراب كان أمرًا شاقًّا عليّ، لذلك كنت أعمل جاهدًا على شغل وقتي بما يلهيني عن التفكير فيهما، فأنام أغلب النهار، وأقضي الوقت المتبقي في مشاهدة التلفاز وما فيه من أعمال تُغضب الله عز وجل.

    لقد سمعت كثيرًا وأنا في الدنيا أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم من أنه "رُبَّ صائم حظُّه من صيامه الجوع والعطش"[3].
    و"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"[4].
    وكأني تناسيت هذا كله، فلم أترك الغيبة والنميمة في رمضان، ولم أغض بصري عما حرم الله.
    القرآن هو الأمل:
    إذا كان هذا هو حال الصلاة والصيام فليكن أملي في القرآن..
    أين هو؟!! لقد قرأته وختمته مرات ومرات.. فلماذا لا أجد أثره؟!
    نعم تذكرت، لقد كنت أقرأه وأنا مشغول البال، شارد الذهن، فلم أتدبر معانيه، ولم أقف عند أحكامه وحدوده، ولم أتخذه مصدرًا للهداية والشفاء.
    ومما يزيدني ألمًا وحسرة؛ أنني كنت أسمع وأنا في الدنيا الكثير من الآيات والأحاديث التي تحثني على تدبر القرآن والتأثر به لتحصيل الهدى والشفاء، وتذُم من يقرؤه وهو غافل، كقوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص: 29]، وقوله: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فلينصرف فليضطجع"[5]، وقوله لعبد الله بن عمرو بن العاص وهو يوضح له سبب نهيه عن قراءة القرآن في أقل من ثلاثة أيام: "لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث"[6].
    لقد كنت أسمع وأقرأ هذه الآيات والأحاديث وغيرها ولا أتفاعل معها، وكنت دوما اجتهد في إقناع نفسي بأن قراءة القرآن ما هي إلا وسيلة لتحصيل الأجر والثواب فقط، ومِن ثَم فلا بأس من تلاوته دون فهم ولا تعقل. ولكني اليوم أُسأل: لماذا لم يُر لقراءتك أثرا في قولك ولا سلوكك..

    رصيد الحسنات:
    ثم ليتخيل كل منا نفسه وهو يحاول أن يتذكر أي عمل صالح قام به فلا يجد إلا اليسير، وفي المقابل؛ يجد أن رصيده من السيئات كبيرًا، فيتذكر حاله مع والديه، كيف كان يعاملهما، وبخاصة عند كبر سنهما، وازدياد حاجتهما إليه...
    لقد نسينا ما فعلوه من أجلنا ونحن صغار حتى أصبحنا رجالًا ونساء نحمل الشهادات ويُشار إلينا بالبنان، ولولاهما – بعد فضل الله عز وجل – لكنا غير ما كنا.. وبدلًا من برهما، والعمل على رد بعض جميلهما كان جزاؤهما غلظة في الكلام وسرعة الضجر والضيق من أفعالهما، وعدم تلبية طلباتهما.. لنتذكر ذلك وليقل كل واحد منا لنفسه: أنا لم أفكر يومًا في إدخال السرور عليهما، بل أسقطهما من حساباتي، وتناسيت حقوقهما عليَّ... لقد أغلقت بيدي بابًا عظيما من أبواب الخير[7].
    ثم لنتذكر الأقارب من أشقاء وأخوال وأعمام وفروعهم، ونتذكر كيف كانت صلتنا بهم محدودة، إن لم تكن مقطوعة، فيقول الواحد منا لنفسه: لقد كنت أسمع كثيرًا عن أهمية صلة الرحم، وأنها تُبارك العمر وتُنمي الرزق، ولكني تغافلت عن ذلك الخير العميم، خوفًا مما قد يكلفني من مال ووقت، وياليتني ما فعلت ذلك.. لقد كانت مقاييس السعادة مختلة عندي.. كنت أظنها في جمع المال والاستمتاع بالحياة دون النظر للوظيفة العظيمة التي خلقنا الله عز وجل من أجلها.
    لقد لهثت وراء الدنيا أجمع المال.. لم أفكر يومًا في الإنفاق على الفقراء والمساكين والمجاهدين خوفًا من الفقر.
    كانت خواطري تدور حول كيفية الاستمتاع بالحياة، وكنت دائم السهر مع زوجتي وأولادي أمام الفضائيات وما تبثه من مشاهد تغضب الله جل شأنه، ولا نتركه إلا في ساعة متأخرة من الليل.. لقد كنت أظن أنني بذلك أُسعد نفسي وأهلي ولكنني تأكدت الآن بأني قد ظلمتهم أيما ظلم.
    ولم يقتصر الأمر على هذا وفقط، بل كنت أُنفق الكثير من المال في الاحتفال بالمناسبات التي لا تمت للإسلام بصلة كرأس السنة وشم والنسيم وغيرها..
    ذكريات مريرة:
    .. لم أتزوج من تعينني على أمر ديني، بل بحثت على من هي على شاكلتي فأعانتني على أمر دنياي، وقامت بتربية أولادي على أمر الدنيا، والحرص على مصالحهم الشخصية فقط، فلا بأس من الكذب إن كان يؤدي إلى تحقيق منفعة أو دفع مضرة، ولا مانع من وضع المال الزائد عن حاجتنا في بنك ربوي طالما أن ذلك يصب في مصلحتنا ويزيد من رأس مالنا..
    .. لم أفكر يومًا في أمر زوجتي بالزي الشرعي السابغ الفضفاض الذي لا يصف ولا يشف.. لم أمنعها من الاختلاط بالرجال، وكثيرًا ما كانت تستقبل معي الأقارب والأصدقاء.
    .. حبي الشديد للدنيا وحرصي على تحصيل أكبر قدر منها جعلني أحسد الآخرين على ما أوتوه منها، فكلما ذهبت إلى الفراش أجد ذهني مشغولًا بأحوال غيري، وأجد في نفسي ضِيقًا وغمًّا كلما أصاب الخير أحدًا حولي، وأُسَرُّ وأفرح إذا فقدوا هذا الخير أو أصابهم مكروه.
    .. يسرت لأولادي الكثير من أسباب الراحة والنعيم ظنًّا مني أني بذلك أسعدهم.. أدخلتهم مدارس اللغات الأجنبية التي تهمل تعليم اللغة العربية كلغة أساسية.. ألحقتهم بالنوادي وكنت أُقاتل من أجل إشراكهم في أكبر قدر من أنشطتها المفيدة وغير المفيدة، ولم أهتم كثيرًا بالذهاب بهم إلى المساجد، وربطهم بها، وتحبيبهم فيها..
    .. كنت أنام حزينًا مكتئبًا عندما ينهزم الفريق الذي أشجعه، ولم تهتز لي شعرة أو تسقط مني دمعة عندما تبلغني مصيبة من المصائب التي حلَّت بالمسلمين في فلسطين أو كشمير أو بورما أو تركستان أو ... .
    كنت معجبًا بنفسي وقدراتي ولا أكاد أترك مجلسًا إلا وتحدثت فيه عن أمجادي وتاريخي وقدراتي وعائلتي ونسبي..
    .. لم أفكر يومًا في أحوال المسلمين، وما يعانون من ظلم واضطهاد وقتل وتشريد، مع أن الأبواب كانت أمامي مفتوحة لمد يد العون إليهم..
    لم أضع يدي في يد العاملين للإسلام، فخوفي من التبعات – بكل أشكالها - جعلني أنصرف عنهم، بل وكثيرًا ما كنت أستهزئ بهم مع المستهزئين وأرميهم بالتهم كي أبرر لنفسي القعود عن نصرة الإسلام..
    أي غفلة كنت غارقًا فيها؟ والملكان الموكلان بي يسودان الصفحات، ويحصيان عليَّ كل شيء لحظة بلحظة، ويوما بيوم، وإذا ما ذكَّرني أحد بذلك غرقت في بحر الأماني بأن الله غفور رحيم، ويكفيني أن أحج البيت الحرام بعد بلوغي سن التقاعد فأعود من ذنوبي كيوم ولدتني أمي.... ويالها من سذاجة.

    [1] عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الرجل لينصرف وما كُتب له إلا عُشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها" صحيح: رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه، وأورده الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ح(535).

    [2] أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة.

    [3] صحيح الترغيب والترهيب (1076).

    [4] رواه البخاري.

    [5] صحيح الجامع الصغير (717).

    [6] صحيح الجامع الصغير (1157).

    [7] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رغِم أنف، رغِم أنف، ثم رغِم أنف من أدرك أبويه عند الكِبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة" رواه مسلم، ورغِم أنف: أُلصِق بالتراب.





  • #2
    رد: ليلة في القبر

    بارك الله فيكِ أختي
    معذرة ينقل للقسم الأنسب
    الرقائق والمواعظ تُكتب في قسم فضفضة الأخوات الإيمانية
    سلسلة على فين يا شباب؟!!
    http://way2allah.com/khotab-series-638.htm
    سلسلة منايا أوصلك يا رب
    http://way2allah.com/khotab-series-612.htm

    تعليق


    • #3
      رد: ليلة في القبر

      رااائع ماشاء الله لا قوة إلا بالله ،زادك الله علما ورفعكِ إلى أعلى عليين آميين .

      اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين وأرحما إذا صرنا إلى ما صاروا إليه
      قال سهل التستري: ليس بين العبد وبين ربه طريق أقرب إليه من الافتقار


      تعليق


      • #4
        رد: ليلة في القبر

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جزاكم الله خيرا ونفع بكم
        أسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول
        لا تنسوا ذكر الله
        والصلاة على رسول الله
        صلى الله عليه وسلم


        تعليق


        • #5
          رد: ليلة في القبر

          وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
          ------------------------------------
          جزاكِ الله خيرا اختى ام عبد المنعم
          موضوع فى غاية الاهمية
          الله المستعان وهو خير معين

          ------------------------------------
          اللهم انى اعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر
          اللهم انى اعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر
          اللهم انى اعوذ بك من عذاب النار وعذاب القبر

          تعليق


          • #6
            رد: ليلة في القبر

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            جزيتِ الجنة رفيقه دربى ونفع ربى بك
            ونجانا والمسلمين جميعا منها يارب
            لديا اضافه
            سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
            بسم الله الرحمن الرحيم
            أول ليلة في القبر.
            فضيلة الشيخ / عائض بن عبد الله القرني.
            ………………………………………
            الحمد لله رب العالمين.
            ( الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)
            (الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير).
            أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
            وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بأذنه وسراجا منيرا.
            بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين.
            صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
            فارقتُ موضعَ مرقدي يوماً ففارقني السكون…….القبرُ أولُ ليلةٍ بالله قلي ما يكون
            ليلتانِ اثنتان يجعلها كلُ مسلمٍ في مخيلته.
            ليلةٌ وهو في بيته مع أطفاله وأهله.
            منعما سعيدا، في عيشٍ رغيد في صحة وعافية، يضاحكُ أطفاله ويضاحكونه.
            والليلةُ التي تليها مباشرةً ليلةٌ أتاه الموت فوضع في القبر، أي ليلتين ؟
            ليلةٌ ثانيةٌ وضع في القبر لأولِ مرة، وذاك الشاعرُ العربيُ يقول:
            فارقتُ موضعَ مرقدي يوماً ففارقني السكون، يقول:
            انتقلتُ من مكانٍ إلى مكان، وذهبتُ من موضع نومي في بيتي إلى بيتٍ آخر فما أتاني النوم.
            فبالله كيف تكونُ الليلةُ الأولى في القبر ؟
            يومَ يوضعُ الإنسانَ فريداً وحيداً مملقاً إلا من العمل، لا زوج ولا أطفال ولا أنيس:
            (ثم ردو إلى اللهِ مولاهم الحق، ألا لهُ الحكمُ وهو أسرع الحاسبين).
            أولُ ليلةٍ في القبر بكاء منها العلماء، وشكاء منها الحكماء، ورثاء إليها الشعراء، وصنفت فيها المصنفات.
            أولُ ليلةٍ في القبر.
            أُتيَ بأحد الصالحين وهو في سكراتِ الموت لدغته حيه.
            وكان في سفر، نسي أن يودع أمه وأباه وأطفالهُ وإخوانه، فقال قصيدةً يلفظُها مع أنفاسه هيَ أم المراثي العربيةِ في الشعر العربي. يقولُ وهو يُزحفُ إلى القبر:
            فلله دري يوم اُتركُ طائـعاً ……… بنيَ بأعلى الرقمتينِ وداريا
            يقولون لا تبعد وهم يدفنونني …….و أين مكانُ البعد إلا مكانيا
            يقول كيف أفارقُ أطفالي في لحظة ؟
            لماذا لا أستأذنُ أبوي ؟
            أهكذا تُختلسُ الحياة، اهكذا أذهب ؟
            أهكذا أفقدُ كل ممتلكاتي ومقدراتي في لحظة ؟
            ويقولُ عن نفسه:
            يقولُ لي أصحابي واللذينَ يتولونَ دفني، لا تبعد أي لا أبعدك الله.
            وأين مكانُ البعد إلا هذا المكان ؟
            وأين الوحشةُ إلا هذا المنقلب ؟
            وأين المكان المظلم إلا هذا المكان ؟
            فهل تصورَ متصورٌ هذا.
            (حتى إذا جاء أحدهم الموتُ قال ربي ارجعون لعلي أعمل صالحا في ماتركت، كلا إنها كلمة هو قائلها، ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون).
            كلا‍، آلان تراجع حساب ‍‍‍‍‍‍‍‍، آلان تتوب، آلان تنتهي عن المعاصي.
            يا مدبرا عن المساجد ماعرف الصلاة.
            يا معرضا عن القرآن، يا متهتكا في حدود الله.
            يا ناشئا في معاصي الله.
            يا مقتحما لأسوار حرمها الله.
            آلان تتوب، أين أنت قبل ذلك ؟
            أو ليلية في القبر.
            قال مؤرخوا الإسلام:
            مات الحسنُ ابن الحسنِ من أولادِ علي ابنَ أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه.
            كان عنده زوجةٌ و أطفال وكان في الشباب،
            والموتُ لا يستأذنُ شاباً ولا غنياً ولا فقيراً ولا أميراً ولا ملكاً ولا وزيراً ولا سلطانا،
            الموتُ يقصمُ الظهور ويخرجُ الناسَ الدور وينزلهم من القصور ويسكنهم القبور بلا استئذان.
            الحسن ابنُ الحسن مات فجأة، نقلوه إلى المقبرةِ.
            فوجدت علية امرأتُه وحزِنت حزناً لا يعلمه إلا الله.
            أخذت أطفالها وضربت خيمةًَ حول القبر.
            ( وهذا ليس من عمل الإسلام ولولا أن مؤرخو الإسلام ذكروه ما ذكرته).
            ضربت خيمةً حول القبر وأقسمت بالله لتبكينا هي و أطفالها على زوجِها سنةً كاملة.
            هلعٌ عظيم وحزنٌ بائس.
            وبقيت تبكي فلما وفت سنة أخذت إطناب الخيمةِ وحملتها و أخذت أطفالها في الليل.
            فسمعت هاتفاً يقول لصاحبه في الليل:
            هل وجدوا ما فقدوا ؟، هل وجدوا ما فقدوا ؟
            فردَ عليه هاتفٌ أخر قال :
            لا، بل يئِسوا فانقلبوا.
            ما وجدوا ما فقدوا، ما وجدوا ضعيتهم، ولا وديعتهم:
            كنزُ بحلاون عند الله نطلبُه…..خير الودائعِ من خير المؤدينا
            (قال لا، بل يئِسوا فانقلبوا).
            ما كلمَهم من القبر، ما خرج إليهم ولو في ليلةٍ واحدة، ما قبل أطفاله، ما راى فتاته، لا.
            ولذلك هذه هي أولُ ليلةٍ ولكن لها لياليٍ أخرى إذا احسن العمل.
            قل الله، جل الله :
            (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ).
            أتى أبو العتاهية يقول لسلطانٍ من السلاطينِ غرتُه قصوره، وما تذكرَ أولَ ليلةٍ ينزل فيها القبر.
            ونحن نقول لكل عظيم ولكل متكبر، متجبر أما تذكرت أو ليلة ؟
            هذا السلطان بناء قصوراً في بغداد، فدخل عليه الشاعر يهنئه بالقصور يقول له:
            عش ما بدا لك سالماً في ظل شاهقةِ القصور
            عش ما بدا لك سالماً عش ألف سنه، عش مليون سنه سالماً معافاً مشافا.
            يجري عليكَ بما أردتَ مع الغدوِ مع البكور
            ما تريدُ من طعام، ما تريدُ من شراب هو عندك، ولكن أسمع ماذا يقول:
            فإذا النفوسُ تغرغرت بزفيرِ حشرجةِ الصدور…….. فهناك تعلمُ موقناً ما كنت إلا في غُرور
            فبكى السلطان حتى أغمي عليه: فهناك تعلمُ موقناً ما كنت إلا في غُرور.
            أولُ ليلةٍ في القبر.
            وأنا أطالبُ نفسي و إياكم آيامعاشر المسلمين أن نهياء لنا نوراً في القبر أولُ ليلة.
            و ولله لا ينورُ لنا القبر إلا العملُ الصالحِ بعد الإيمان.
            لنقدمَ لنا ما يؤنسُنا في القبر يوم ننقطعُ عن الأهل المال الولد والأصحاب.
            خرج عليه الصلاة والسلام إلى تبوك:
            وفي ليلةٍ من الليالي نامَ هوَ الصحابة، وكانوا في غزوةٍ في سبيل الله.
            قال ابنُ مسعود رضي الله عنه و أرضاه:
            قمتُ أخرَ الليل فنظرتُ إلى فراش الرسولِ (صلى الله عليه وسلم) فلم أجده في فراشه.
            فوضعتُ كفي على فراشهِ فإذا هوَ بارد.
            وذهبتُ إلى فراشِ أبي بكر فلم أجده على فراشه.
            فألتفت إلى فراش عمر فما وجدته،
            قال وإذا بنورٍ في أخر المخيم وفي طرف المعسكر، فذهبتُ إلى ذلك النور ونظرتُ.
            فإذا قبرٌ محفور، والرسولُ عليه الصلاة والسلام قد نزلَ في القبر.
            وإذا جنازةٌ معروضةٌ، وإذا ميتُ قد سجي في الأكفان.
            وأبو بكرٍ وعمر حول الجنازة، والرسولُ(صلى الله عليه وسلم) يقول لأبي بكر وعمرَ دليا لي صاحَبكما.
            فلما أنزلاهُ، نزلهُ (صلى الله عليه وسلم) في القبر، ثم دمعت عيناه عليه الصلاة والسلام ثم التفتَ إلى القبلةِ ورفع يديه وقال:
            ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه)، ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه)،
            قال: قلت من هذا ؟
            قالوا هذا أخوك عبد الله ذو البجادين مات في أولِ الليل.
            قال ابنُ مسعود فوددت واللهِ أني أنا الميت : ( الهم إني أمسيتُ عنه راضٍ فأرضَ عنه).
            وإذا رضي اللهُ عن العبدِ أسعده.
            وإنما هي مسألةٌ لمن نسيَ اللهَ و أوامرَ الله وانتهكَ حدودَ الله.
            نقولُ له هل تذكرتَ يا أخي أولُ ليلةٍ في القبر ؟
            كان عمر بن عبد العزيز أميراَ من أمراء الدولةِ الأموية، يغيرُ الثوبَ من حرير في اليومِ اكثرَ من مرة، الذهبُ والفضةُ عنده.
            الخدم القصور، المطاعم المشارب كلَ ما اشتهى وكل ما طلبَ وكلَ ما تمنى.
            ولما تولى الخلافة، مُلك الأمة الإسلامية انسلخَ من ذلك كلِه لأنه تذكرَ أولَ ليلةِ في القبر.
            وقف على المنبرِ يوم الجمعةِ فبكى وقد بايعتهُ الأمة.
            وحولَه الأمراء الوزراء والشعراء والعلماء وقوادَ الجيش، فقال:
            خذوا بيعتَكم.
            قالوا ما نريدُ إلا أنت.
            فتولاها فما مرَ عليه أسبوعٌ أو أقل إلا وقد هزُل، وضعف وتغير لونه ما عنده إلا ثوبٌ واحد.
            قالوا لزوجتهِ مالِ عمرَ تغير ؟
            قالت واللهِ ما ينامُ الليل، والله إنه يأوي إلى فراشه فيتقلبُ كأنه ينامُ على الجمر ويقول:
            آه توليت أمر أمةِ محمد، يسألني يوم القيامةِ الفقير والمسكين والطفلُ والأرملة.
            يقولُ له أحد العلماء يا أمير المؤمنين:
            رأيناك قبل أن تتولى الملك وأنت في مكة في نعمةٍ وفي صحة وفي عافيه، فمالك تغيرت؟
            فبكى رضي الله عنه حتى كادت أضلاعَه تختلف، ثم قال للعالم وهو أبن زياد:
            كيف بك يا ابن زياد لو رأيتني في القبرِ بعد ثلاثةِ أيام.
            يومَ اجرد عن الثياب، و أوسد التراب، وأفارقُ الأحباب وأترك الأصحاب.
            كيف لو لرأيتني بعد ثلاث والله لرأيت منظراً يسوءك.
            فنسأل اللهَ حسن العمل.
            والله، والله لو عاش الفتى في عمرهِ …. أسمع
            والله لو عاش الفتى في عمرهِ …….ألفاً من الأعوامِ مالكَ أمره
            متنعماً فيها بكلِ لذيذةٍ ………….متلذذاً فيها بسكناَ قصره
            لا يعتريه الهمُ طول حياته ………. كلا ولا تردٌ الهمومُ بصدره
            ما كان ذلك كلُه في أن يفي……. فيها بأولِ ليلةٍ في قبره
            واللهِ لو عاش ألف سنه، وما طرقَه همٌ ولا غم ولا حزن.
            واللهِ لا يفي بأولِ ليلةٍ في القبر.
            و واللهِ لننزلنَها جميعاً، أولُ ليله.
            فيا عباد الله، أسألُ الله لي ولكم الثبات، ما ذا أعددنا لضيافةِ تلك الليلة ؟
            يقول رسولُنا (صلى الله عليه وسلم) :
            ( القبرُ روضةٌ من رياض الجنةِ أو حفرةٌ من حُفرُ النار).
            كان عثمانُ بنُ عفانُ الخليفةَ رضي الله عنه إذا شيعَ جنازةٍ بكى حتى يغمى عليه فيحملونَه إلى بيتهِ كالجنازة إلى بيته. قالوا مالك ؟ قال سمعتُ الرسولَ (صلى الله عليه وسلم):
            ( يقول القبرُ أولُ منازلِ الآخرة فإذا نجا العبدُ فيه أفلح وسعُد، وإذا خسرَ والعياذُ بالله خسرَ أخرتَه كلها).
            والقبرُ روضةٌ من الجنانِ ………..أو حفرةٌ من حُفر النيرانِ
            إن يكو خيراً فالذي من بعده…. أفضلُ عند ربنا لعبده
            وإن يكن شراً فما بعدُ أشد………….. ويلٌ لعبدٍ عن سبيلِ اللهِ صد.
            أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين.
            فأستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم.
            ……………………………………………
            الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدونا إلا على الظالمين.
            والصلاة والسلام عل إمام المتقين وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
            أتيتُ القبورَ فناديتُها ….. أين المعظمُ والمحتقر ؟
            أتيتُ القبور. قبور الرؤساءِ و المرؤوسين.
            قبور الملوك والمملوكين
            قبور الأغنياءِ والفقراء فناديتُها أين المعظمُ والمحتقر ؟
            تفانوا جميعاً فما مخبرٌ.. وماتُوا جميعاً ومات الخبر
            فيا سائلي عن أناسٍ مضوا.. أما لك في ما مضى معتبر
            تروحُ وتغدو بناتُ الثرى….. فتمحو محاسنَ تلك الصور.
            أريت قبراً ميز عن قبر ؟
            أ أنزل الملكُ في قبرٍ من ذهبٍ أو فضه ؟
            والله لقد ترك ملكَهُ وقصوره وجيشهُ وكلَ ما يملك، ولبسَ قطعةً من القماش كما نلبس واُنزل التراب.
            ولدتك أمك باكيا مستصرخا…….والناس حولك يضحكون سرورا
            فأعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا…….في يوم موتك ضاحكا مسرورا
            لكن كثيرا من الناس علموا بالقبر، وأول ليلة في القبر فأحسنوا العمل، ولذلك متهيئون دائما.
            يريدون الله والدار الآخرة، ثبتهم الله في الليلِ والنهار.
            يترقبون الموت كل طرفة عين.
            خرج رجلُ من الصالحين وشيخُ من المشائخ أعرفه من مدينة الرياض.
            خرج بزوجته وكانت صائمة قائمة وليّة من ولياء الله نحسبها على خير، خرج يريد العمرة، والغريب في تلك السفرة أنها ودعت أطفالها، وكتبت وصيتها، وقبلت أطفالها وهي تبكي. كأنها ألقي في خلدها أنها سوف تموت.
            (ثم ردوا إلى لله مولاهم الحق، ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين).
            ذهب وأعتمر بزوجته وهو وإياها في بيت أسس على التقوى، إيمان وقرآن وذكر وصيام وقيام وعبادة.
            لا يعرفون الغيبة ولا الفاحشة ولا المعاصي.
            عاد معها فلما كان في الطريق إلى الرياض، أتى الأجل المحتوم إلى زوجته.
            (وعد الله الذي لا يخلف الله وعده، ولكن كثر الناس لا يعلمون…)
            (.. يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون).
            ذهب إطار السيارة فأنقلبت ووقعت المرأة على رأسها، لكنها إن شاء الله شهيدة.
            (أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون).
            خرج زوجها من الباب الآخر، ووقف عليها وهي في سكرات الموت تقول:
            لا إله إلا الله محمد رسول الله، الله، الله، الله.
            وتقول لزوجها: عفى الله عنك، اللقاء في الجنة، بلغ أهلي السلام.
            (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امريء بما كسب رهين). إي والله.
            أسأل الله أن يجمع تلك الأسرة في الجنة، وأن يجمعنا وأحبابنا وأقاربنا في الجنة.ءآآآآآآآآآآآآآمين
            بنتم وبنا فما أبتلت جوانحنا….…شوقا إليكم ولا جفت ماقينا
            تكادُ حين تناجيكم ضمائنا………....يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
            إن كان عز في الدنياء اللقاء ففي…..مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
            عاد الرجل إلى الرياض و دفن زوجته، دخل بيته وحده بلا زوجة، دخل بيته واستقبله الأطفال، لكن حياة سهلة وبسيطة.، ولكن الموقف المرعب أن واحدة من الطفلات بنت، قامت تقول أين أمي؟
            قال سوف تأتي.
            قالت لا والله لا بد أن أرى أمي.
            وإنهار الرجل.
            ونقول لتلك الطفلة سوف ترينها بإذن الله في جنة عرضها السماوات والأرض.
            يعمل لها العاملون، ليست كدنيانا الحقيرة، السخيفة التي يعمل لها الذين لا يريدون الله والدارالآخرة.
            ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين).
            فاعمل لدار غدا رضوان خازنها……..الجار أحمد والرحمن بانيها
            قصورها ذهب والمسك طينتها……والزعفران حشيش نابت فيها
            يا أخوتي في الله:
            يا شيخاً كبيراً احدودب ظهرُه ودنى أجلُه، هل أعدت لأولِ ليله ؟
            يا شاباً مصطحاً متنعماً غره الشباب والمالُ والفراغ هل أعدت لأولِ ليله ؟
            إنها أولُ الليالي:
            و إنها إما أولُ ليلةٍ من ليالي الجنةِ.
            أو أولُ ليلةٍ من ليالي النار.
            عباد الله:
            صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه.
            وصلوا على أصحابه، وترضوا على أحبابه.
            أسأل الله لي ولكم الرضوان، والسعادة في الدنيا والآخرة.
            أسال الله أن يصلح ولاة الأمر، وأن يهديهم سواء السبيل.
            أسأل الله أن يصلح شباب الإسلام، وأن يخرجهم من الضلمات إلى النور، وأن يكفر عنهم سأيتهم.
            وأن يهيئهم بعمل صالحا لأول ليلة من ليالي القبر
            أسأل أن يثبتَنا و إياكم بالقول الثابت.
            وولا يظلم ابصارنا وبصائرنا.
            ولا يجعلنا قوماً انحرفوا عن منهجِ الله و اشتروا معاصِ الله، وغفلوا عن آياتِ الله، فعموا وصَموا وضلوا و ابتعدوا.
            سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
            ………………………………………………


            تعليق


            • #7
              رد: ليلة في القبر

              تعليق


              • #8
                رد: ليلة في القبر

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                أسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول
                لا تنسوا ذكر الله
                والصلاة على رسول الله
                صلى الله عليه وسلم


                تعليق

                يعمل...
                X