إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا تعرف عن الله؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا تعرف عن الله؟



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إذا رَضي .. رضا الله منتهى السعادة

    فكيف أعرف إذا كان الله عزَّ وجلَّ راضٍ عني أم لا؟

    نعيــم الجنــة لا يوصف .. وعندما يدخل أهل الجنة الجنة يقولون "ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من العالمين"، فيقول الله تبارك وتعالى "لكم عندي أفضل من هذا"، فيقولون "يا ربنا، أي شيء أفضل من هذا؟!"، فيقول "رضاي فلا أسخط عليكم أبدًا" [متفق عليه]
    فلن تحصل على نعمةٍ أجلُّ ولا أعظم ولا أحلى من رضوان الله تعالى ..
    فكيف أعرف إذا كان الله عزَّ وجلَّ راضٍ عني أم لا؟
    بعض الناس يربط رضا الله عزَّ وجلَّ بعطـاء الدنيـا .. فإذا أُعطي أحدهم المال أو الجاه أو نجا من مصيبةٍ ما، يظن أن هذا بسبب محبة الله عزَّ وجلَّ له ..
    ولو كانت الدنيا هي علامة الرضا، لما كان أكرم الخلق ينام على الحصير ويرقع ثوبه بنفسه وتمر عليه قرابة الثلاثة أشهر دون أن يتذوق فيها سوى التمر والماء ..
    وعلامة رضا الله عليك:: أن يُيسر لك الطاعات ويُباعد عنك المحرمات .. فإذا كنت على طاعة دون أن تغتر بها، فاعلم أن الله عزَّ وجلَّ راضٍ عنـك ..
    لأن البعض إذا أحس بفضل الله ومنته عليه بالطاعة والهداية، يغترَّ بذلك ويأمن من مكر الله تعالى .. فيشعر إنه من خواص عباد الله الصالحين، وهذا من العُجب والغرور والعياذ بالله ..
    والله تعالى يقول {يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الإنفطار:6]
    فرضا الله عزَّ وجلَّ هو محض فضلٍ ومنةٍ منه تعالى علينا، وليس بجهدٍ منا .. فالله تعالى وحده هو الذي وفقك لفعل الطاعات وفعل ما يُرضيه عنك ..
    قال تعالى {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الحجرات: 17]
    وإن كنا نحتاج لمعرفة كيف نتعامل مع الله عزَّ وجلَّ إذا غَضِب؛ خشيةً من عقابه ..
    فلماذا نحتاج لمعرفة كيفية التعامل معه إذا رَضي؟!
    إنك بحاجة لتكون أكثر دقةً في تعاملك مع الله حال رضاه سبحانه وتعالى؛ لأن الوصول إلى رضا الله سبحانه وتعالى سهل أما الثبـات عليه صعب ..
    قال تعالى {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ ..} [إبراهيم: 27]
    فكيف تثبُت على رضا الله؟
    أولاً: ارض عنه كما رضي هو عنــك .. قال تعالى {.. رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [المائدة: 119]
    ارض به إلهًا لك، لا شريك له .. فأنت راضٍ بعبوديته وبطاعته وبدينه وبكتابه وبنبيه ..
    وإن رضيت بكل ذلك، صرت من أهل الجنــة .. عن أبي سعيد أن رسول الله قال "من رضي بالله ربًا، والإسلام دينًا، وبمحمد رسولاً وجبت له الجنة" [صحيح مسلم]
    فكل ما يُرضي الله عزَّ وجلَّ، يُرضيــك ..
    ارض بما قسمه الله لك .. بشكلك، بحالك، بمكانك، بمستوى معيشتك .. كُن في تمام الرضا عن الله على كل حال ..
    والرضـــا من أعمال القلوب .. التي هي أفضل وأهم من أعمال الجسد (الجوارح)، وكلاهما مطلوب.
    وإذا رضيــت عن الله، فستنعم بالسرور بالله .. يقول ابن القيم رحمه الله "ثمرة الرضا: الفرح والسرور بالربِّ تبارك وتعالى" [مدارج السالكين (2:176)]
    والرضا عن الله طريقٌ مختصرٌ جدًا للوصول إلى الله تبارك وتعالى .. فإذا كان غيرك يعمل كثيرًا للوصول إلى الله تعالى، فإن الرضا يوصلك إلى الله عزَّ وجلَّ بجهدٍ أقل وحسناتٍ أكثر.
    فإذا رضي العبد عن ربِّه بالقليل من الرزق، رضي ربُّه عنه بالقليل من العمل ..
    ثانيًا: الصبــر على رضــا الله عزَّ وجلَّ .. بأن تصبر على أوامره ونواهيه وأقداره المؤلمة ..
    وحتى لو كان الله عزَّ وجلَّ راضٍ عنك، عليك أن تستعجل على رضاه .. كما قال موسى عليه السلام {.. وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]
    فابحث عن الأشيـاء التي ترضيه وافعلها بسرعة ..
    اذهب إلى والديك وتأكد من رضاهما عنك .. يقول النبي "رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين، وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين" [رواه البزار وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2503)]
    احمد الله بعد تناول الطعام والشراب .. عن أنس قال: قال رسول الله "إن الله تعالى ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها" [رواه مسلم]
    وهكذا احرص على الحفاظ على رضا الله تعالى عنك؛ لأن رضوان الله عزَّ وجلَّ لا يُعطى لأي أحد وهو أعظم من نعيم الجنـةِ كلها ..
    قال تعالى {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 72]
    فلا تترك الشيطان يخدعك ويجعلك تخسر رضوان الله تعالى عليك؛ لأن الشيطان يُصاب بغيرةٍ شديدة ويشتعل فيه الغضب والحسد كلما رأى رضا الله على العبـد ..
    فلنتعاهد من الآن، على أن ندخل في رضوان الله تعالى الذي هو منتهى السعادة ..
    موعدنــا الجنـــة إن شاء الله تعالى،،

    لمشاهدة الحلقة

    هنا

    اذا غضب ...كيف ارفع غضب الله عنى؟

    اذا رحمك .... كيف تنال رحمة الله ؟



    التعديل الأخير تم بواسطة محبة لقاء الله; الساعة 16-09-2012, 08:19 PM.



  • #2
    ماذا تعرف عن الله؟



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    إذا غَضِب .. كيـف أرفع غضب الله عني؟



    الله سبحانه وتعالى حليـمٌ كريــمٌ عليــم، بالمؤمنين رؤوفٌ رحيـــمٌ .. لكنه سبحانه إذا غَضِب، فإن غضبه شديـــد ..
    قال تعالى {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 12]
    والله تعالى إذا غَضِبَ على عبدٍ فكل المخلوقات ستغضب عليه؛ الملائكة والسماوات حتى الجمادات والنباتات والحيوانات ستغضب عليه ..
    يقول أحد الصالحين "إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي"
    وهناك بعض الناس الذين يُغضبون الله عزَّ وجلَّ لإرضاء غيرهم من البشر .. كمن يقع فيما يُغضِب الله لإرضاء رئيسه أو عميله .. وهؤلاء أنفسهم سيغضبون من أولئك الذين يسعون لمرضاتهم بما يُغضب المولى عزَّ وجلَّ.
    يقول الرسول "من التمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس" [صحيح الجامع (6097)]
    وإذا أصرَّ الإنسان على المعصية، كان غضب الله تعالى عليه أقرب وأشد ..
    ولن يُفلح أبدًا من أغضب الله ولو فعل ما فعل، إلا إذا ارتفع عنه هذا الغضب،،
    كيـــف أرفع غضب الله عني؟
    إذا غَضِب الله سبحانه وتعالى على العبد، فإنه يُمهله ويحلُم عليه .. وهذه مرحلة الإمهال التي تكون فرصة للعبـد؛ لكي يحاول المسارعة لإرضاء ربِّه حتى يرفع عنه غضبه .. ومن يعيش في تلك المرحلة، عليه أن يستغلها حق الاستغلال وينتهز الفرصة قبل أن تنتهي ويدخل العبد بعدها في مرحلة الانتقام ..
    فإن الله تعالى لا ينتقم من العبد مباشرةً، بل يتركه يعيش فترة الإمهال والحلم مع إنه غاضبٌ عليه؛ لعله أن يرجع ويتوب إلى الله عزَّ وجلَّ ..
    فبعض الناس قد يعيش لسنوات في غضب الله دون أن يشعر، والذي يُبقيه على قيد الحياة هو حلمه وكرمه سبحانه وتعالى ..
    لعلك تتسائل الآن: كيـف أعرف إن كان الله عزَّ وجلَّ غاضبٌ عليَّ دون أن أشعر؟
    والإجابة بسيطة: إذا كان العبد مصرًا على المعصية، فيُخشى أن يكون الله عزَّ وجلَّ غاضبٌ عليه ..
    فإذا انتهت مرحلة الإمهال تبدأ بعدها مرحلة الانتقام ـ والعياذ بالله ـ وهي مرحلة شديدة الصعوبة، والله تعالى يختار لكل عاصٍ العقاب الذي يناسبه ..
    ومن أحس بوقوع غضب الله عليه، عليه أن يُسارع بإعلان حالة الطواريء التامة حتى ينال رضا الله .. ولن يُخَلصُكَ أحدًا من هذا الغضب، سوى الله تعالى .. فكل شيءٍ تفرُّ منه عنه، إلا الله تعالى فإنك تفرُّ منه إليـــــه سبحــانه ..
    قال تعالى {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ..} [الذاريات: 50]
    فالله تعالى سَيُخَلصك من غضبه، إذا لجأت إليه وحده ..
    كما كان الرسول يقول في دعائه ".. لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك .." [صحيح الجامع (1269)] ..
    فتستعيذ به سبحانه وتعالى من غضبه .. كما كان أعرف الخلق به يقول "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" [رواه مسلم]
    وهكذا تكون الدقة في اختيار الكلمات، فعليك أن تُكلمه سبحانه من كل قلبك وتشكو إليـه .. قل له: يـــا ربِّي لا تغضب عليَّ، يــا ربِّي ليس لي ســـواك، اللهمَّ إن لم يكن بك عليَّ سخطٌ فلا أبالي ..
    وإن كنت صادقًا، فبلا شك سيرضى الله تعالى عنك ..
    قال تعالى { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]
    وإذا لم تسأله أن يرضى عنك، فسوف يزيد غضبه سبحانه وتعالى .. عن النبي قال "من لم يسأل الله، غضب الله عليه" [حسنه الألباني، الأدب المفرد (658)] .. والعبد لا يُطيق هذا الغضب ولا يقدر عليه.
    والذنب وإن كان صغيرًا، فإنه يصبح أعظم وأشد في حالة الغضب .. يقول بعض الحكماء "كما أن الأجسام تعظُم بالعين في السراب، كذلك يعظم الذنب عند الإغضاب" ..
    وينبغي أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى سريع الرضـا، ولكرمه وفضله فإنه يرضى بالقليل سبحانه .. في لحظة واحدة تتوب إليه، فيتحوَّل غضبه إلى رضـا .. بل إنه سبحانه وتعالى سيفرح بك حينها، أكثر من فرح من نجا من هلاكٍ مُحقق ..
    حاول أن تُرضي ربَّك، بفعل أمور يُحبها سبحانه .. عن النبي قال "إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى" [حسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (888)]
    والله سبحانه وتعالى يريد أن يرضى عليك أكثر من رغبتك في رضاه .. يقول جلَّ وعلا {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (*) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 27,28]
    ومع ذلك بعض العباد يُصر على إغضاب الله عزَّ وجلَّ وطرد نفسه من رحمته .. والله سبحانه وتعالى لازال يدعوهم في كل يوم للعودة إلى محبته ومرضاته ..
    قال رسول الله "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" [رواه مسلم]
    ما أجمل أن تشعر برضا الله سبحانه وتعالى عليـــك، وأن تلقاه يوم القيامة وهو راضٍ غير غضبان ..
    فبنـــا نُســـارع للحصول على مرضاة الله تعالى، قبل أن يفوت الأوان،،
    لمشاهدة الحلقة


    تعليق


    • #3
      إذا رَحِمَك .. كيف تنال رحمة الله؟ماذا تعرف عن الله؟

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      إذا رَحِمَك .. كيف تنال رحمة الله؟ ماذا تعرف عن الله؟
      من المستحيـل أن تجد أي أحدٍ في العالم يوقد نارًا لمدة ثلاثة أيام ثم يُلقي فيها ابنه؛ لأن هذا يتنافى مع رحمة الإنسان بولده والتي هي جزء من 99 جزءًا من رحمة الله عزَّ وجلَّ ..
      فما بالنا برحمة الله جلَّ جلاله بعباده؟
      عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: أتى النبي رجل ومعه صبي فجعل يضمه إليه، فقال النبي "أترحمه؟"، قال: نعم، قال "فالله أرحم بك منك به، وهو أرحم الراحمين" [رواه البخاري وصححه الألباني، الأدب المفرد (377)]
      فكيف تتعامل مع رحمة الله عزَّ وجلَّ؟
      بل قبل ذلك ينبغي أن نسأل أنفسنا: كيف ننـــال رحمة الله جلَّ وعلا؟
      أبشروا إخوتي، فإن الحصول على رحمة الله عزَّ وجلَّ يسيــر؛ لأن رحمته سبحانه وتعالى قد وسعت كل شيء وأما غضبه فلم يسع كل شيء .. لأنه القائل سبحانه {.. وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ..} [الأعراف: 156]
      وهذا ما يليق برحمة أرحم الراحمين، ولولا ذلك لكنا جميعًا خاسرين هالكين ..
      فكل من رحمك من أهلك وأحبابك، فإن الله تعالى قد رحمك أكثر منهم وهو الذي أرسلهم إليك رحمةً بك ..
      ولو جمعت رحمات الخلق جميعًا، لكانت رحمة الله بك أكثر وأوسع ..
      ولن يفوق أحدٌ رحمة ربُّنا سبحانه وتعالى أبدًا، ولا يمكن للواصفين أن يعبروا عن حتى ولو جزءٍ يسيـــر من رحمته التي نشرها في أرجـاء مملكته سبحــانه ..
      وقد شرَّف الله عزَّ وجلَّ رحمته وعظمها، بأن جعلها في كتابه الذي فوق العرش .. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ: إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي" [متفق عليه]
      فإن كانت رحمة الله عزَّ وجلَّ قد وسعت كل شيء، ألا تسعك أنت؟
      وقد وسعت رحمته من قتل 99 نفسًا، وأنت لم تقتل أحدًا .. فكيف لا يرحمك؟
      فإيــــاك أن تيأس من رحمة ربِّكَ أبدًا،،
      الكون كله من أوله لآخره مملؤ برحمة الله، كامتلاء البحر بالمـاء وامتلاء الجو بالهواء ..
      وليس بينك وبين رحمة الله إلا أن تطلبها منه وسوف يعطيك إيـاها؛ لأنه هو وحده الذي يملكها ..
      قال تعالى {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر: 2]
      ومن شدة قرب رحمة الله منك، فليس عليك سوى أن تُحسن الظن بربِّك وهو سبحـانه سيكون عند حُسن ظنك ..
      فإن ظننت إنه سيرحمك، يرحمك .. وإن ظننت إنه سيعتقك من النار، يعتقك من النار .. وإن ظننت أنه سيدخلك الفردوس الأعلى، يُدخلك الفردوس الأعلى ..
      قال في الحديث القدسي "قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء" [رواه الطبراني وصححه الألباني، صحيح الجامع (4316)]
      ويجب أن تُحسن الظن بالله وأنت موقن بذلك .. قال رسول الله "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه" [رواه الترمذي وحسنه الألباني، صحيح الجامع (245)]
      فإن أحسنت الظن بربِّك، أعطاك أكثر مما تطلب وترجو .. بشرط أن يكون رجاءً وليس أمانيًا ..
      والفرق بين الرجــاء والأماني ..
      أن الرجـــاء يقترن بالعمل وامتثال الأوامر .. والرحمة مشروطة بالعمل، كما قال تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82] ..
      أما الأماني فهي مجرد ظنون، بلا عمل أو امتثال للأوامر ..
      فإن حققت تلك الشروط، تنال رحمة الله عزَّ وجلَّ في الدنيــا والآخرة ..
      أما من يصرَّ على الوقوع في الذنوب وعدم التوبة على الرغم من كل هذا الكرم، فهذا لا يستحق أن يُرحَم!
      وكيـف تقترب من رحمة الله؟
      إذا رَحِمت الناس وعطفت عليهم، ستكون رحمة الله قريبة جدًا منك .. قال رسول الله "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" [رواه أبو داوود وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2256)]
      وقال "من لا يرحَم، لا يُرْحَم" [متفق عليه]
      فلنتعاهد من الآن على الاجتهاد في تحصيل رحمة الله عزَّ وجلَّ
      بإحسان الظن بالله ورحمة الناس
      لنلتقي جميعًا بإذن الله تحت رحمته يوم القيــامة،،
      لمشاهدة الحلقة
      هنا



      ماذا تعرف عن الله؟


      قبل إجابتنا عن السؤال: كيف تتعامل مع الله؟، نحتاج أولاً أن نعرف من هو الله عزَّ وجلَّ .. فإن الإنسان كلما إزدادت معرفته وعلمه بالله، إزدادت خشيته وتحسن تعامله مع ربِّه ..
      قال تعالى {.. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ..} [فاطر: 28]
      الله سبحانه وتعالى في السماء العليا لا يعلم حقيقة ذاته إلا هو، ويكفي لتدرك مدى عظمته أن تعلم أنه لا أحدٌ يستطيع أن يراه في الحياة الدنيا، وإلا لو نظر إليه أحدٌ لانهار تمامًا ..
      وفي الآخرة لا يوجد لذة أعظم من لذة رؤية الله جلَّ جلاله في الجنـة .. فإن الله تعالى يعلم كم إن أحبابه قد اشتاقوا لرؤيته؛ ولذلك فإنه سبحانه يقوي أجسادهم ويعطيها القدرة على رؤيته جلَّ جلاله في الآخرة ..
      فمن هو الله؟
      الله سبحــانه هو إله جميع المخلوقات وليس لهم إلهٌ غيره، هو سبحانه المُتكفِّل بأمورهم وحده .. يُدبِّر شؤون مملكته الواسعة التي تشمل السموات والأرض .. فهو وحده الخالق، الرازق، المُدبِّر، المالك .. وقد أخبرنا بصفاته جلَّ وعلا، ولكن توجد صفات أخرى لا نعلمها قد استأثر الله تعالى بها في علم الغيب عنده ..
      لأن العقل البشري قدرته على الإدراك محدودة، وهناك أشياء أكبر من مقدرته على استيعابها وتخيلُها .. وأولها: الخالق جلَّ وعلا.
      فلا يمكن لبشرٍ أن يتصوَّر الله جلَّ جلاله قبل أن يراه يوم القيامة .. لأنه سبحانه {.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]
      فهو سبحــانه لديه من العظمة والجلال والجبـروت، ما لا يمكن تصوره أو تخيله .. ولم يثني أحدٌ قط عليه الثناء المكافيء لعظمته جلَّ جلاله .. وكل من يحاول الثناء عليه من خلقه وملائكته، فإنما يقتربون فقط من الثناء الذي يستحقه جلَّ وعلا.
      ولو جمعنا عبادة الخلق جميعًا من الملائكة والأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وسائر الخلق أجمعين من بدء الخلق إلى يوم القيامة، ثمَّ ضاعفناها أضعافًا مضاعفة وقدمناها لله عزَّ وجلَّ لما كافأت ولا قاربت صفةً واحدةً من صفات الله تعالى.
      قال تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الزمر: 67]
      فالفضل له سبحانه إذا تقبَّل عباداتنا على ما فيها من نقص وسرحان في الصلاة وبعض الريـاء أحيانًا .. وقد سبقنا هذه العبادة بذنـــوب وألحقناها بذنوبٍ أخرى!
      ومع هذا فهو سبحانه يتفضَّل ويقبل هذه العبادة، إذا كانت خالصةً لوجهه الكريم .. مع إن عباداتنا لا تنفعه بشيء، بل نحن الذين نحتاج أن نرتاح بأدائنا للعبادة والاستمتاع بها، ونحتاج لأن نفوز بالجنـــة؛ حتى ننال السعادة الأبديــة.
      هو الغني سبحــانه، ونحن الفقراء إليـــه ..
      ومع هذا فإنه سبحانه يُغنينــا ويسقينــا ويكرمنا ويهدينــا، وإذا احتجنــا فإنه يُعطينــا .. بل إنه سبحانه وتعالى يحب أن نطلب منه، وكلما طلبنا منه أكثر أحبنا أكثر .. لأن محبته للكرم والجود فوق ما تتصوره العقول، وهذا من جمال أفعاله سبحانه وتعالى.
      الله سبحانه وتعالى أجمل ما في الكون .. ولهذا سمى الله نفسه الجميــل، كما أخبرنا بذلك النبي "إن الله جميل يحب الجمال" [صحيح الجامع (1742)]
      ويكفي للدلالة على جماله سبحانه، أن كل جمالٍ في هذا الكون ومخلوقاته إنما هو من أثر جمال خالق هذا الكون.
      ولهذا كانت أعظم نِعَم أهل الجنة أن يكشف لهم ربهم جلَّ وعلا عن جماله .. وكل من سيُكتب له رؤيته، سيفرح ويسعد سعادةً لم تمر به في حياته أبدًا ..
      لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق السعادة وإليه منتهاها؛ ولذلك سُيعطيها لمن جاء إليه وتقرَّب بين يديه، ولن يُعطيها لمن ابتعد عنه ..
      وكلما أقتربت من الله تعالى أكثر، زادت هذه السعادة أكثر .. ولهذا كانت الجنة قريبة منه في السماء السابعة؛ لأنها مُستقر السعادة.
      وكلما أرتفعت في الجنة أكثر، أقتربت من الذات الإلهية أكثر .. حتى تصل إلى الفردوس الأعلى من الجنة، وهي أسعد مكان في الجنة مع الأنبيـــاء والرسل والشهداء والصديقين .. وسقفها عرش الرحمن.
      ومع كل هذه العظمة والجلال والجمال، فإن أكثر من يُعصى ويُخالف ويُعرض عنه هو الله جلَّ جلاله.
      ورغم ذلك فهو سبحانه حليمٌ وصبــورٌ على عبــاده .. بل لو تاب أي عاصٍ ورجع إلى الله سبحانه، فإنه يفرح به فرحًا شديدًا ويكرمه غاية الإكرام.
      فليس العجب من عبدٍ مملوكٍ يتقرَّب إلى مولاه ويتودد إليه ويبتغي رضاه، بل العجب كل العجب إذا كان السيد هو الذي يتودد إلى عبده ويتحبب إليه بأنواعٍ من العطايا والهدايا .. ومع ذلك العبد يُعْرِض ويصرُّ على الابتعاد وعدم التوبة!!
      مع أن العبد لو رفع يديه إلى الله تعالى، لاستحى أن يردهما خائبتين ..
      هذا هو إلهنا سبحانه، الذي لا نريد إلهًا غيره ..
      هذا هو ربُّنــا، الذي نُعلق آمالنا على رحمته ومغفرته يوم القيامة ..
      فإذا كان إلهنا بكل هذا الجلال والجمال، فكيــف نتعامل مع كل هذه العظمة؟
      كيـــف تتعامل مع الله؟
      تابعونا في المقالات القادمة إن شاء الله تعالى،،
      لمشاهدة الحلقة
      هنا
      التعديل الأخير تم بواسطة محبة لقاء الله; الساعة 16-09-2012, 08:12 PM.


      تعليق


      • #4
        رد: إذا رَحِمَك .. كيف تنال رحمة الله؟ ماذا تعرف عن الله؟

        وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
        ---------------------------------
        ياالله
        مااحلى ذكر الله وما احلى الكلام عن صفاته ورحمته وكرمه
        جزاكِ الله خير الجزاااااااااااء اختى أم عبد المنعم
        رزقنا الله واياكِ الفردوس الاعلى بدون حساب ولا سابقة عذاب
        ورزقنا لذة النظر الى وجهه الكريم
        اللهم آميــــــــــــــــن
        اختى الكريمة : عندى اقتراح لكِ اختنا ممكن ندمج الثلاث مواضيع عن رحمه الله ورضى الله ورفع غضب الله عنا فى موضوع واحد ويكون له فهرس بالثلاث مواضيع حتى يتمكن القارئ عن الدخول فى الموضوع من قراءة الثلاث مواضيع معاً لانه سيجدهم معاً فى الفهرس
        فما رأيك غاليتى ؟
        بوركتى اختنا

        --------------------------------------
        اللهم صل على سيدنا محمد
        اللهم صل على سيدنا محمد
        اللهم صل على سيدنا محمد

        تعليق


        • #5
          رد: إذا غَضِب .. كيـف أرفع غضب الله عني؟

          وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
          --------------------------------------
          ربنا يرضى عنك اختى الكريمة
          ربنا يرضى عنا جميعا
          بوركتى

          ---------------------------------------
          اللهم صل على سيدنا محمد
          اللهم صل على سيدنا محمد
          اللهم صل على سيدنا محمد

          تعليق


          • #6
            رد: إذا رَضي .. رضا الله منتهى السعادة فكيف أعرف إذا كان الله عزَّ وجلَّ راضٍ عني أم لا؟

            وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
            --------------------------------
            بسم الله ما شاء الله
            ما احوجنا لهذا الموضوع
            وما معنى حياتنا من غير رضا الرحمن
            اللهم ارزقنا رضاك وعفوك ورحمتك وجنتك
            رزقنا الله واياكِ اختى رضا الرحمن وجنته بدون حساب ولا سابقة عذاب
            اللهم آميـــــــــــــــــــــن

            ---------------------------------------
            اللهم صل على سيدنا محمد
            اللهم صل على سيدنا محمد
            اللهم صل على سيدنا محمد

            تعليق


            • #7
              رد: إذا غَضِب .. كيـف أرفع غضب الله عني؟

              جزاكم الله خيرا
              ورضى الله عنا وعنكم
              وعظ أعرابي ابنه فقال : أي بني إنه من خاف الموت بادر الفوت ، و من لم يكبح نفسه عن الشهوات أسرعت به التبعات ، و الجنة و النار أمامك .

              تعليق


              • #8
                رد: إذا رَحِمَك .. كيف تنال رحمة الله؟ ماذا تعرف عن الله؟

                المشاركة الأصلية بواسطة محبة لقاء الله مشاهدة المشاركة
                وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
                ---------------------------------
                ياالله
                مااحلى ذكر الله وما احلى الكلام عن صفاته ورحمته وكرمه
                جزاكِ الله خير الجزاااااااااااء اختى أم عبد المنعم
                رزقنا الله واياكِ الفردوس الاعلى بدون حساب ولا سابقة عذاب
                ورزقنا لذة النظر الى وجهه الكريم
                اللهم آميــــــــــــــــن
                اختى الكريمة : عندى اقتراح لكِ اختنا ممكن ندمج الثلاث مواضيع عن رحمه الله ورضى الله ورفع غضب الله عنا فى موضوع واحد ويكون له فهرس بالثلاث مواضيع حتى يتمكن القارئ عن الدخول فى الموضوع من قراءة الثلاث مواضيع معاً لانه سيجدهم معاً فى الفهرس
                فما رأيك غاليتى ؟
                بوركتى اختنا

                --------------------------------------
                اللهم صل على سيدنا محمد
                اللهم صل على سيدنا محمد
                اللهم صل على سيدنا محمد

                اللهم امين وجزاك بمثله غاليتي
                ربي يرفع قدرك في الدارين
                ما عندي مانع اختي لك الحريه في التصرف
                جعله الله في ميزان حسناتك


                تعليق


                • #9
                  رد: ماذا تعرف عن الله؟



                  اللهم صل على سيدنا محمد
                  اللهم صل على سيدنا محمد
                  اللهم صل على سيدنا محمد


                  تعليق


                  • #10
                    رد: ماذا تعرف عن الله؟



                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                    أسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول
                    لا تنسوا ذكر الله
                    والصلاة على رسول الله
                    صلى الله عليه وسلم


                    تعليق


                    • #11
                      رد: إذا غَضِب .. كيـف أرفع غضب الله عني؟

                      المشاركة الأصلية بواسطة ama_muslimah مشاهدة المشاركة
                      جزاكم الله خيرا
                      ورضى الله عنا وعنكم


                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      جزاكم الله خيرا ونفع بكم
                      اسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول
                      صلوا على رسول الله
                      فداك نفسي وكل ما املك يا رسول الله
                      صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم


                      تعليق

                      يعمل...
                      X