وقفة إصلاح مع قصة بنت المناكير
سرحان بن غزاي العتيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة إصلاح مع قصة بنت المناكير
قال سرحان بن غزاي العتيبي وقاه الله وإياكم الفتن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
فقد انتشر في اليومين الماضيين خبر بنت المناكير وما جرى بينها وبين رجل الهيئة في أحد الأسواق ومن زيادة الفضول وقلة العمل أحببت أن أطلع على خبرها في الأنترنت وما تتناقله المنتديات والمواقع فرأيت العجب من اختلاف آراء الناس وتحليلاتهم حول الموضوع وأعجب منه جرأتهم على الخوض في مثل هذه المسألة الشائكة وقد تكاثرت النصوص في التحذير من الخوض في أعراض المؤمنين والمؤمنات بلا يقين بل عدَّ الشارع ذلك من كبائر الذنوب فقال تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب
فمنهم من انتصر لرجل الهيئة واتهم بنت المناكير في عرضها أو عقلها وقد قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (26) سورة النــور وليس في الفيديو المتناقل ما يدل على فساد العرض وليست شراسة الطبع وقلة الأدب دليل على فساد العرض 0
ومنهم من اتهمها في دينها ونسبها إلى الليبرالية ومعلوم أن الليبرالية كفر ونفاق فاتهامها بذلك بلا بينة قول شنيع ومنكر فظيع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما )
ومنهم من انتصر لبنت المناكير واتهم رجل الهيئة بالجهل والقسوة والرجعية ونحو ذلك من العبارات التي تدل على جهلٍ أو خبث طوية وما علم المسكين أن الأمر بالمعروف وإنكار المنكر صمام الأمان لهذه الأمة وأنه إذا لم تقم به الأمة فسيحل فيها الفساد ثم العذاب ، وهذا الرجل قد قام بما أوجب الله عليه وبما كلفه به ولاة الأمر في هذه البلاد حفظهم الله من إنكار ما يراه من المنكرات ، وقد قال بعضهم لماذا لم ينصحها ويمضي ؟ والجواب أنه يستطيع أكثر من ذلك ولا يجوز لمثله مجرد النصح باللسان والمضي بل يجب عليه الإنكار باليد لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) فلا ينتقل إلى النصح باللسان إلا العاجز عن النصح باليد يعني بالقوة وقد أوكل ولي الأمر للهيئة استخدام القوة في إنكار المنكرات ، وحينئذٍ لم يعمل إلا بالواجب الديني والوطني ، فهل ينكر عليه القيام بالواجب الشرعي والوطني من المحافظة على أمن البلاد وأعراض العباد ؟
إن حلَّ مثل هذه المشكلة يكمن من وجهة نظري في أمور منها :
أولاً / نشر الوعي الديني بين أفراد المجتمع من الرجال والنساء وذلك بتكثيف المحاضرات والدروس واللقاءات عبر وسائل الإعلام المختلفة لبيان خطر ما يلي
1- إهمال القوامة التي فرضت على الرجال تجاه نسائهم وتضييع الأمانة ونقصان الغيرة وترك الرعية بلا راع ، وأشد منه الدياثة وهي السكوت على رؤية المنكر في أهل بيته 0
2- تبيين خطر التبرج والسفور من النساء وخروجهن بلا محرم إلى أماكن مختلطة وما يجره ذلك عليهن وعلى المجتمع من فساد ، وقد سمعت ورأيت ما يدمي القلب من تخضع النساء مع الباعة وربما السماح للبائع بمسك يدها ليضع عليها المناكير أو المساحيق التجميلية ورأيت بعيني امرأةً وزوجها معها وللأسف والصائغ ممسكاً بيدها ليلبسها الذهب فانظر أين ذهبت غيرة الرجال ورجولتهم وأين ذهب حياء النساء وحشمتهن 0
3- تبيين وجوب القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل على حسب استطاعته فاستطاعت رجل الهيئة ليست كاستطاعة سائر المواطنين واستطاعة الرجل في بيته وعلى رعيته ليست كاستطاعته في خارجه وعلى غير رعيته 0
4- تبيين خطورة القنوات الفضائية والأنترنت ونحوها من وسائل الأعلام على الشباب والفتيات والمراهقين والمراهقات في عقيدتهم وأخلاقهم وقد سمعتم في الآونة الأخيرة من يشكك في الذات الإلهية أو يتجرأ على الرب جل وعلا وعلى النبي صلى الله عليه وسلم ممن ينتسب لهذه البلاد ، وما ذاك إلا بسبب ما تلقفه مع نقصان عقله مما تبثه وسائل الإعلام من دول الكفر والإلحاد والزندقة من الشركيات والكفريات والتشكيك في مسلمات العقيدة وما تثيره من شبهات في الدين ، فإذا وافق ذلك جهل من المستمع تأصلت الشبهة في ذهنه ثم شبهة تتبعها ثالثة حتى ينمو زرعها في قلبه فيراها حقاً ويمرق من دينه ، ولو أنه قطع واردها أو سئل عنها أهل العلم لتبين له أنها كسراب بقيعة لا حقيقة لها ، ثم ما تبثه تلك القنوات مما يثير الغرائز والشهوات ويهون الفواحش والمنكرات ، فإن العين إذا تكررت رؤيتها لأمرٍ ألفته وصار أمراً عادياً ولو كانت تراه أول مرةٍ فظيعاً منكراً ولذلك قيل في المثل العامي ( كثرة المساس تقلل الإحساس ) وحينئذٍ لا يمانع الشباب والفتيات من تطبيق ذلك في الواقع ويرون أن من أنكر عليهم قد أنكر عليهم أمراً طبيعياً لا يستحق كل هذا الإنكار ، ونتج عن ذلك كثرة المتبرجات في الأماكن المختلطة ، وغرائب الموديلات والقصات لدى الشباب والفتيات 0
ثانياً / فرض عقوبات محددة ورادعة لكل منكر منتشر فيعاقب المعاكس بعقوبة تردعه وتردع مثله على الإقدام على مثل عمله وهكذا عقوبة للمتبرجة وعقوبة لمن يترك نساءه يخرجن بلا محرم من غير ضرورة يتسكعن في الشوارع والأسواق ، وهكذا سائر المنكرات الظاهرة فإن معرفة نوع العقوبة إذا كانت زاجرة يردع عن مواقعة الإثم وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقران 0
ثالثاً / تكثيف الهيئات وزيادة صلاحيات رجال الهيئة ليتمكنوا من إزالة المنكرات بالقوة فيسمح لهم بالضرب عند الحاجة فإن السفيه لا يرتدع إلا بالحزم ، ومع تحديد العقوبات يصبح الأمر واضحاً لدى رجال الحسبة ولدى المقترف للمنكر فيعلم أنما قام به رجل الهيئة هو وفق ما أمر به تجاه إزالة هذا المنكر ، فيمنعه ذلك من الاستمرار في السفاهة واتهام رجل الحسبة باللقافة وهي التدخل فيما لا يعنيه ونحو ذلك 0
رابعاً / تثقيف الشباب والفتيات وإيجاد أعمال تنفعهم في دينهم ودنياهم فإن الفراغ مع الجدة مفسدة للمرء أي مفسدة ، ومن ذلك تكثيف الدورات الشرعية والدروس القرآنية وإيجاد المعاهد التعليمية المسائية للجنسين ونحو ذلك 0
وفي الختام أوجه الكلام إلى ابنتي الغالية من أسمت نفسها ( بنت المناكير ) وليس كذلك بل أنتي ( بنت الإسلام الغاليه ) وأقول لها : أعلمي يا ابنتي الغالية أن الإسلام قد رفع شأنك وأعلى مكانك أنتي في الإسلام درة مصونة وجوهرة مكنونة فهل ترين أحداً يهمل في صيانة جواهره ودرره ، ولذلك أوجب الإسلام على الرجل حماية محارمه من النساء ولو قتل دونهن فهو شهيد ، ولانشغال بعض الرجال بالبحث عما يقوت به نفسه ومحارمه وذريته فقد أوجدت الحكومة وفقها الله رجالاً يحمون أعراض المؤمنين في غيابهم هم رجال الهيئة وفقهم الله ولقد قاموا بما كلفهم به ولي الأمر خير قيام ، فكم من بنت كاد أن يذهب مجرم بعرضها بعد أن خادعها بمعسول الكلام حتى حصَّل ما يبتزها به من صورٍ أو مكالمات فلجأت بعد الله إلى رجال الهيئة الذين داهموا وكر هذا المجرم وسحبوا التسجيل والصور من عنده وردعوه وأمثاله عن مثل هذا الفعل الشنيع 0
إلى غير ذلك من الأفعال التي لم يريدوا عليها ثناءً من أحد وإنما أرادوا وجه الله فجزاهم الله عن حماية أعراضنا وديننا خير الجزاء 0
ابنتي الغالية لا تتوقعين أن رجل الهيئة حاقدٌ عليك أو متغرضٌ لك أو يريد الشر بك فطريق الشر معروف وبيِّن وطريق الخير أوضح وأبين وإنما فعل ما فعل خشيةً عليك من مضايقة السفهاء وكم من فتاة خرجت إلى السوق متبرجة فتعرضت لتحرش السفهاء وكادت أن تختطف ولولا استنجادها بالهيئة ووجودهم في السوق لذهب عرضها 0
ابنتي الغالية لا تكوني عوناً لأعداء الإسلام في هدم الإسلام فإنهم يريدون أن يجعلوا الفتاة المسلمة سهماً يرمون به في نحر الأمة فإن فساد الفتاة فساد للمجتمع وفساد المجتمع إيذانٌ بهلاكه ، ولا تصدقي الشعارات البراقة التي يرفعونها كتحرير المرأة ونحو ذلك فو الله ما أرادوا العز والصلاح لك إنما أرادوا أن يجعلوك دمية يحركونها كيف شاءوا ، أنظري إلى نسائهم كيف غدون في أحقر صورة وأذل منظر أو هكذا يصورهن إعلامهم وهم مسئولون عنه لا نحن ، من ذا الذي يرضى أن يتزوج امرأة قد باعت عرضها بأبخس الأثمان تتقلب في أحضان الرجال كالمرحاض كل يقضي حاجته فيه ويمضي ، من يرضى أن تكون مثل هذه أمه أو أخته أو ابنته ، هكذا الكثير من نساء الغرب وهكذا يريدون أن تكون نساءنا ولكن خابوا وخسروا ورجعوا يجرون أذيال الخيبة والهزيمة بعد أن تصدى لهم نساء تقيات نقيات عفيفات طاهرات قد عرفن ما أرادوا فلم ينخدعن بمعسول أكاذيبهم فكوني مع أهلك وأحبابك من أهل الإسلام ولا تكوني مع الأعداء فتهلكي 0
صيد الفوائد
سرحان بن غزاي العتيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
وقفة إصلاح مع قصة بنت المناكير
قال سرحان بن غزاي العتيبي وقاه الله وإياكم الفتن
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
فقد انتشر في اليومين الماضيين خبر بنت المناكير وما جرى بينها وبين رجل الهيئة في أحد الأسواق ومن زيادة الفضول وقلة العمل أحببت أن أطلع على خبرها في الأنترنت وما تتناقله المنتديات والمواقع فرأيت العجب من اختلاف آراء الناس وتحليلاتهم حول الموضوع وأعجب منه جرأتهم على الخوض في مثل هذه المسألة الشائكة وقد تكاثرت النصوص في التحذير من الخوض في أعراض المؤمنين والمؤمنات بلا يقين بل عدَّ الشارع ذلك من كبائر الذنوب فقال تعالى {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب
فمنهم من انتصر لرجل الهيئة واتهم بنت المناكير في عرضها أو عقلها وقد قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25) الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} (26) سورة النــور وليس في الفيديو المتناقل ما يدل على فساد العرض وليست شراسة الطبع وقلة الأدب دليل على فساد العرض 0
ومنهم من اتهمها في دينها ونسبها إلى الليبرالية ومعلوم أن الليبرالية كفر ونفاق فاتهامها بذلك بلا بينة قول شنيع ومنكر فظيع وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما )
ومنهم من انتصر لبنت المناكير واتهم رجل الهيئة بالجهل والقسوة والرجعية ونحو ذلك من العبارات التي تدل على جهلٍ أو خبث طوية وما علم المسكين أن الأمر بالمعروف وإنكار المنكر صمام الأمان لهذه الأمة وأنه إذا لم تقم به الأمة فسيحل فيها الفساد ثم العذاب ، وهذا الرجل قد قام بما أوجب الله عليه وبما كلفه به ولاة الأمر في هذه البلاد حفظهم الله من إنكار ما يراه من المنكرات ، وقد قال بعضهم لماذا لم ينصحها ويمضي ؟ والجواب أنه يستطيع أكثر من ذلك ولا يجوز لمثله مجرد النصح باللسان والمضي بل يجب عليه الإنكار باليد لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) فلا ينتقل إلى النصح باللسان إلا العاجز عن النصح باليد يعني بالقوة وقد أوكل ولي الأمر للهيئة استخدام القوة في إنكار المنكرات ، وحينئذٍ لم يعمل إلا بالواجب الديني والوطني ، فهل ينكر عليه القيام بالواجب الشرعي والوطني من المحافظة على أمن البلاد وأعراض العباد ؟
إن حلَّ مثل هذه المشكلة يكمن من وجهة نظري في أمور منها :
أولاً / نشر الوعي الديني بين أفراد المجتمع من الرجال والنساء وذلك بتكثيف المحاضرات والدروس واللقاءات عبر وسائل الإعلام المختلفة لبيان خطر ما يلي
1- إهمال القوامة التي فرضت على الرجال تجاه نسائهم وتضييع الأمانة ونقصان الغيرة وترك الرعية بلا راع ، وأشد منه الدياثة وهي السكوت على رؤية المنكر في أهل بيته 0
2- تبيين خطر التبرج والسفور من النساء وخروجهن بلا محرم إلى أماكن مختلطة وما يجره ذلك عليهن وعلى المجتمع من فساد ، وقد سمعت ورأيت ما يدمي القلب من تخضع النساء مع الباعة وربما السماح للبائع بمسك يدها ليضع عليها المناكير أو المساحيق التجميلية ورأيت بعيني امرأةً وزوجها معها وللأسف والصائغ ممسكاً بيدها ليلبسها الذهب فانظر أين ذهبت غيرة الرجال ورجولتهم وأين ذهب حياء النساء وحشمتهن 0
3- تبيين وجوب القيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كل على حسب استطاعته فاستطاعت رجل الهيئة ليست كاستطاعة سائر المواطنين واستطاعة الرجل في بيته وعلى رعيته ليست كاستطاعته في خارجه وعلى غير رعيته 0
4- تبيين خطورة القنوات الفضائية والأنترنت ونحوها من وسائل الأعلام على الشباب والفتيات والمراهقين والمراهقات في عقيدتهم وأخلاقهم وقد سمعتم في الآونة الأخيرة من يشكك في الذات الإلهية أو يتجرأ على الرب جل وعلا وعلى النبي صلى الله عليه وسلم ممن ينتسب لهذه البلاد ، وما ذاك إلا بسبب ما تلقفه مع نقصان عقله مما تبثه وسائل الإعلام من دول الكفر والإلحاد والزندقة من الشركيات والكفريات والتشكيك في مسلمات العقيدة وما تثيره من شبهات في الدين ، فإذا وافق ذلك جهل من المستمع تأصلت الشبهة في ذهنه ثم شبهة تتبعها ثالثة حتى ينمو زرعها في قلبه فيراها حقاً ويمرق من دينه ، ولو أنه قطع واردها أو سئل عنها أهل العلم لتبين له أنها كسراب بقيعة لا حقيقة لها ، ثم ما تبثه تلك القنوات مما يثير الغرائز والشهوات ويهون الفواحش والمنكرات ، فإن العين إذا تكررت رؤيتها لأمرٍ ألفته وصار أمراً عادياً ولو كانت تراه أول مرةٍ فظيعاً منكراً ولذلك قيل في المثل العامي ( كثرة المساس تقلل الإحساس ) وحينئذٍ لا يمانع الشباب والفتيات من تطبيق ذلك في الواقع ويرون أن من أنكر عليهم قد أنكر عليهم أمراً طبيعياً لا يستحق كل هذا الإنكار ، ونتج عن ذلك كثرة المتبرجات في الأماكن المختلطة ، وغرائب الموديلات والقصات لدى الشباب والفتيات 0
ثانياً / فرض عقوبات محددة ورادعة لكل منكر منتشر فيعاقب المعاكس بعقوبة تردعه وتردع مثله على الإقدام على مثل عمله وهكذا عقوبة للمتبرجة وعقوبة لمن يترك نساءه يخرجن بلا محرم من غير ضرورة يتسكعن في الشوارع والأسواق ، وهكذا سائر المنكرات الظاهرة فإن معرفة نوع العقوبة إذا كانت زاجرة يردع عن مواقعة الإثم وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقران 0
ثالثاً / تكثيف الهيئات وزيادة صلاحيات رجال الهيئة ليتمكنوا من إزالة المنكرات بالقوة فيسمح لهم بالضرب عند الحاجة فإن السفيه لا يرتدع إلا بالحزم ، ومع تحديد العقوبات يصبح الأمر واضحاً لدى رجال الحسبة ولدى المقترف للمنكر فيعلم أنما قام به رجل الهيئة هو وفق ما أمر به تجاه إزالة هذا المنكر ، فيمنعه ذلك من الاستمرار في السفاهة واتهام رجل الحسبة باللقافة وهي التدخل فيما لا يعنيه ونحو ذلك 0
رابعاً / تثقيف الشباب والفتيات وإيجاد أعمال تنفعهم في دينهم ودنياهم فإن الفراغ مع الجدة مفسدة للمرء أي مفسدة ، ومن ذلك تكثيف الدورات الشرعية والدروس القرآنية وإيجاد المعاهد التعليمية المسائية للجنسين ونحو ذلك 0
وفي الختام أوجه الكلام إلى ابنتي الغالية من أسمت نفسها ( بنت المناكير ) وليس كذلك بل أنتي ( بنت الإسلام الغاليه ) وأقول لها : أعلمي يا ابنتي الغالية أن الإسلام قد رفع شأنك وأعلى مكانك أنتي في الإسلام درة مصونة وجوهرة مكنونة فهل ترين أحداً يهمل في صيانة جواهره ودرره ، ولذلك أوجب الإسلام على الرجل حماية محارمه من النساء ولو قتل دونهن فهو شهيد ، ولانشغال بعض الرجال بالبحث عما يقوت به نفسه ومحارمه وذريته فقد أوجدت الحكومة وفقها الله رجالاً يحمون أعراض المؤمنين في غيابهم هم رجال الهيئة وفقهم الله ولقد قاموا بما كلفهم به ولي الأمر خير قيام ، فكم من بنت كاد أن يذهب مجرم بعرضها بعد أن خادعها بمعسول الكلام حتى حصَّل ما يبتزها به من صورٍ أو مكالمات فلجأت بعد الله إلى رجال الهيئة الذين داهموا وكر هذا المجرم وسحبوا التسجيل والصور من عنده وردعوه وأمثاله عن مثل هذا الفعل الشنيع 0
إلى غير ذلك من الأفعال التي لم يريدوا عليها ثناءً من أحد وإنما أرادوا وجه الله فجزاهم الله عن حماية أعراضنا وديننا خير الجزاء 0
ابنتي الغالية لا تتوقعين أن رجل الهيئة حاقدٌ عليك أو متغرضٌ لك أو يريد الشر بك فطريق الشر معروف وبيِّن وطريق الخير أوضح وأبين وإنما فعل ما فعل خشيةً عليك من مضايقة السفهاء وكم من فتاة خرجت إلى السوق متبرجة فتعرضت لتحرش السفهاء وكادت أن تختطف ولولا استنجادها بالهيئة ووجودهم في السوق لذهب عرضها 0
ابنتي الغالية لا تكوني عوناً لأعداء الإسلام في هدم الإسلام فإنهم يريدون أن يجعلوا الفتاة المسلمة سهماً يرمون به في نحر الأمة فإن فساد الفتاة فساد للمجتمع وفساد المجتمع إيذانٌ بهلاكه ، ولا تصدقي الشعارات البراقة التي يرفعونها كتحرير المرأة ونحو ذلك فو الله ما أرادوا العز والصلاح لك إنما أرادوا أن يجعلوك دمية يحركونها كيف شاءوا ، أنظري إلى نسائهم كيف غدون في أحقر صورة وأذل منظر أو هكذا يصورهن إعلامهم وهم مسئولون عنه لا نحن ، من ذا الذي يرضى أن يتزوج امرأة قد باعت عرضها بأبخس الأثمان تتقلب في أحضان الرجال كالمرحاض كل يقضي حاجته فيه ويمضي ، من يرضى أن تكون مثل هذه أمه أو أخته أو ابنته ، هكذا الكثير من نساء الغرب وهكذا يريدون أن تكون نساءنا ولكن خابوا وخسروا ورجعوا يجرون أذيال الخيبة والهزيمة بعد أن تصدى لهم نساء تقيات نقيات عفيفات طاهرات قد عرفن ما أرادوا فلم ينخدعن بمعسول أكاذيبهم فكوني مع أهلك وأحبابك من أهل الإسلام ولا تكوني مع الأعداء فتهلكي 0
صيد الفوائد
تعليق