بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين و بعد
خلق الله عز و جل الإنسان و كرمه أحسن تكريم و فضله على سائر المخلوقات «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً »(الإسراء:70).
فسخر له الكون كله و جعل له الأرض مهدا و سلك له فيها كل السبل ليعبُدَه وحده - سبحانه – حق عبادته و أقام السموات والأرض على العدل وحرّم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما فقال: «يا عبادي! إني حرَّمتُ الظلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم مُحرَّمًا؛ فلا تَظَالَموا» رواه مسلم.
فكما نرى أن أساس الدين كله هو العدل فيما بين العباد وبين خالقهم بعدم الإشراك به وبينهم وبين المخلوقين بعدم بغيِ بعضِهم على بعضٍ، إذ الظلمُ أصلُ كلِّ شرٍّ، وفسادٌ للدين والدنيا، والله متصف بالعدل على التمام و الكمال فنزَّهَ نفسَه عن الظلمِ حق تنزيه
قال عز و جل:«وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا»( الكهف49) وقال جل في علاه:«وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ»(فصلت46)
ولكن هناك من يحصل منهم الظلم، سواء في حق الله عز و جل بأن يشرك به و يكفره و هذا أعظم ظلم، وأشده كما قال سبحانه و تعالى في سورة لقمان: «إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ » أو في حق نفسه، وذلك بأن يهلك نفسه بالذنوب و المعاصي و هذه تعود مضرتها على نفسه أوفي حق غيره، و ذلك بأن يؤذيهم أويضرهم ، أو يتجنى عليهم ، أويعتدي على حقوقهم، أو يبخسهم أشيائهم أو يسفك دماءهم و يستحل أعراضهم و محارمهم
و الظلم في حق العباد عقوبته وخيمة في الدنيا و في الآخرة فقد هدد الله سبحانه و تعالى الظالمين بسوء العاقبة: «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ» (الشعراء227 )
وعاقبته أشد إذا صدر من ولاة الأمر نحو رعاياهم، نجد اليوم بعض الحكام الظلمة ينالون من شعوبهم بكل أنواع الظلم و التي يدمي لها القلب قبل العين
وعاقبته أشد إذا صدر من ولاة الأمر نحو رعاياهم، نجد اليوم بعض الحكام الظلمة ينالون من شعوبهم بكل أنواع الظلم و التي يدمي لها القلب قبل العين
ولكن الظلم لا يدوم ، وسرعان ما ينتهي ويزول، وسيعلم الظالمون عاقبة غرورهم يقول الله سبحانه وتعالى: «وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّإِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء» (ابراهيم42-43)
وقال عليه الصلاة و السلام: ((إنَّ الله ليملِي للظالم حتى إذا أخَذَه لم يُفلِته)) أخرجه البخاري،
و قال تعالى: «وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ » (هود102).
والظالمُ أيامُه في الدنيا معدودةٌ، ولكنَّ الله يُمهِلُه؛ قال - جلَّ شأنه: «فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا » (مريم 84).
قال ابن القيم - رحمه الله -: "إذا أراد اللهُ أن يُهلِكَ أعداءَه ويمحقَهم قيَّضَ لهم الأسبابَ التي يستوجِبُون بها هلاكَهم ومحقَهم، ومن أعظمها - بعد كُفرهم -: بغيُهم وطغيانُهم ومُبالغتُهم في أذى أوليائه، ومُحاربتهم وقتالهم والتسلُّط عليهم".
و ذكرَالله لنا في كتابه المبين الظالمين وسُوءَ عاقبتِهم، و كيف جعلهم عبرةً لغيرهم، فهذا فرعون طغَى وعاثَ في الأرض فسادًا، قال - سبحانه - عنه: «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ » (القصص 4).
بل تطاوَلَ على الربِّ وأنكرَه وقال: "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى " (النازعات 24)، وافتخرَ بجرَيَان الماء من تحت قدمَيْه وكان يقول: "أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي" (الزخرف 51)
والله له بالمِرصاد، يُمهِلُه ولم يُهمِله، فأجرَى الماءَ من فوقه وأغرقَه به، وقال له ساعةَ هلاكه: "فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً" (يونس92)
وهكذا قارون لما بغى وطغى: "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ" ( القصص81).
وشُعيبٌ - عليه السلام - دعا قومَه إلى الإسلام، ونهاهُم عن ظُلم الناس، وقال لهم: "أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (هود85) ، فسخِروا منه فأرسلَ الله عليهم نارًا أحرقَتهم وأحرقَت أموالَهم التي اكتسبُوها بالظُّلم، قال - سبحانه -: "فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ " (الشعراء 189) أي النار المُحرِقة النازلةِ عليهم من السماء إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ .
وثمودُ كان ذنبُهم مع الشركِ عقرَ بهيمةٍ جعلَها الله لهم آيةً، فأرسلَ عليهم صيحةً قطَّعَت قلوبَهم.
قال شيخُ الإسلام - رحمه الله -: "فمن انتهَكَ محارِمَ الله واستخفَّ بأوامره ونواهيه، وعقرَ عبادَه وسفكَ دماءَهم كان أشدَّ عذابًا منهم".
و بالأمس القريب أرانا الله سبحانه وتعالى مصرعاً من مصارع الطغاة الظالمين بسبب ظلمهم و تجبرهم و طغيانهم و فسادهم في الأرض وأرانا سبحانه و تعالى بطشه بالمجرمين وانتقامه من الظالمين
- والله عزيز ذو انتقام وأنه يمهل ولا يهمل-.
- والله عزيز ذو انتقام وأنه يمهل ولا يهمل-.
فهل سيتعظ الظالمون و ينتهون عن غيهم و غطرستهم قبل أخذهم في اليوم العصيب الذي تشخص فيه الأبصار
أما والله إن الظلـــم لــــؤم *** ومازال المسيء هو الظلــــوم
إلى ديان يوم الدين نمضي *** وعند الله تجتمع الخصـــوم
لأمر ماتصرفت الليالــــــــي *** وأمـر ماتوليت النجــــــــــوم
ستعلم في الحســـاب إذا *** التقيناغدا عند الإله من الملوم
سينقطع التروح عن أنــاس *** من الدنيا وتنقطع الغموم
تلوم على السفاه وأنت فيه *** أجل سفاهة ممن تـــلوم
وتلتمس الصلاح بغيـــر حلم *** وإن الصالحين لهم حلوم
تنام ولم تنم عنهك المنـــايا *** تنــبه للمنية يانؤووم
تموت غدا وأنت قريــــر عين *** من الغفلات في لجج تعوم
لهوت عن الفناء وانت تفنـى *** وماحـــي على الدنيا يدوم
تروم الخلد في دار المــــنايا *** وكم قد رام غيرك ماتروم
سل الأيام عن أمم تقضــت *** ستخبرك المعالم والرسوم
وماتنفك من زمـــــــن عقور*** بقلبك من مخالبه كلوم
إذا ماقلت قد زجيــت غمــا *** فمـــر تشعبت منه غموم
وليس يذل بإلإنصــــاف حي *** وليس يعز بالغشم الغشوم
وللمعتاد مايجـــري عليـــــه *** وللعادات ياهذا لزوم
إلى ديان يوم الدين نمضي *** وعند الله تجتمع الخصـــوم
لأمر ماتصرفت الليالــــــــي *** وأمـر ماتوليت النجــــــــــوم
ستعلم في الحســـاب إذا *** التقيناغدا عند الإله من الملوم
سينقطع التروح عن أنــاس *** من الدنيا وتنقطع الغموم
تلوم على السفاه وأنت فيه *** أجل سفاهة ممن تـــلوم
وتلتمس الصلاح بغيـــر حلم *** وإن الصالحين لهم حلوم
تنام ولم تنم عنهك المنـــايا *** تنــبه للمنية يانؤووم
تموت غدا وأنت قريــــر عين *** من الغفلات في لجج تعوم
لهوت عن الفناء وانت تفنـى *** وماحـــي على الدنيا يدوم
تروم الخلد في دار المــــنايا *** وكم قد رام غيرك ماتروم
سل الأيام عن أمم تقضــت *** ستخبرك المعالم والرسوم
وماتنفك من زمـــــــن عقور*** بقلبك من مخالبه كلوم
إذا ماقلت قد زجيــت غمــا *** فمـــر تشعبت منه غموم
وليس يذل بإلإنصــــاف حي *** وليس يعز بالغشم الغشوم
وللمعتاد مايجـــري عليـــــه *** وللعادات ياهذا لزوم
نسأل الله ان يخلص المسلمين من جور الظلمة وأن يولي عليهم خيارهم ويجنبهم شر شرارهم
اللهم اعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين
اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان لجميع بلاد المسلمين يا أرحم الراحمين.
اللهم اعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداءك أعداء الدين
اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان لجميع بلاد المسلمين يا أرحم الراحمين.
بقلمي /
نسأل الله الإخلاص و القبول
نسأل الله الإخلاص و القبول
تعليق