السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم الطاعات
ووفقنا للثبات
تقبل الله منا ومنكم الطاعات
ووفقنا للثبات
الحمد لله ربِّ العالمين، الرّحمنِ الرّحيم، مالكِ يومِ الدّين، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريك له القويّ المتين، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيّدنا محمّدًا عبده ورسوله الصادق الوَعدِ الأمين، اللّهمّ صلّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولِك محمّد وعلى آله وصحبِه أجمعين.
أمّا بعد: فاتقوا الله ـ أيّها المسلمون ـ حقَّ التقوى، وتمسَّكوا من الإسلام بالعروةِ الوثقى، فإنَّ تقوَى الله خير زادٍ ليومِ المعاد.
واعلَموا ـ عبادّ الله ـ أنَّ عدوَّكم إبليس وذرّيّته أنهم يرصدونكم في كلِّ طريق خيرٍ كما قال الله تبارك وتعالى عن هذا العدوِّ، قال الله تبارك وتعالى: فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ[الأعراف:16، 17]، فالعابدون الطّائعون المديمون للطّاعاتِ هم الشّاكرون لله تبارك وتعالى، والتارِكونَ لعبادةِ اللهِ هم الكافِرون لنعمةِ الله عزّ وجلّ.
واللهُ تبارك وتعالى قد حذَّرنا من هذا العدوِّ فقال تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[فاطر:5، 6]، وهو لا يدخُل على الإنسانِ إلاّ مِن قِبَل نفسِه وهواه، فاحذروا النفسَ الأمّارة بالسّوء يا عبادَ الله، واحذَروا أن تتَّبِعوا أهواءَكم، وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[القصص:50]، فأدُّوا حقَّ ربّكم عليكم، وداوِموا على طاعتِه، وفي الحديثِ عن النبيِّ : ((إنَّ الشيطانَ قعَد لابن آدمَ بكلِّ أطرُقه))، فما من طريقِ خيرٍ إلاّ وقد قعَد لَه فيها؛ يريد أن يصدَّه عن ذلك.
عبادَ الله، وإنَّ أعظمَ النّعم وأجلَّها الطاعةُ بعد الطاعة، وإنَّ الله تبارك وتعالى قد فرضَ عليكم طاعات، وفتح أبوابَ الخيرات، وحثَّكم على عمَل الخير، وحذَّركم من أعمالِ السيِّئات. وإنَّ مما شرعَه رسول الله الصيامَ بعد رمضان، صيامَ ستٍّ من شوّال، وقد قال : ((مَن صامَ ستًّا من شوّال فكأنما صامَ الدهرَ كلَّه))
رواه مسلم
؛ لأنَّ الحسنةَ بعشرِ أمثالها، فرمضانُ بعشرةِ أشهر، وستّة من شوّال بصيامِ شهرين.
رواه مسلم
؛ لأنَّ الحسنةَ بعشرِ أمثالها، فرمضانُ بعشرةِ أشهر، وستّة من شوّال بصيامِ شهرين.
عباد الله، إن الله أمركم بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، فقال عزّ من قائل: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[الأحزاب:56]، وقد قال : ((من صلّى عليَّ صلاةً واحِدة صلّى الله عليه بها عشرًا)).
فصلُّوا وسلِّموا على سيّدِ الأوّلين والآخِرين وإمامِ المرسَلين.
اللّهمّ صلِّ على محمّد وعلى آلِ محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارِك على محمّد وعلى آل محمّد كما بارَكتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرا...
تعليق