ابتلاءُ البداية

[نُسيبة أم إبراهيم]

ابْتلاءُ البدايهْ

عادت أمة الله إلى البيت وأخذت تحدّث أهلها عن الكلام الّذي سمعته من صديقتها ،فوجدت تجهّما وعبوسا في وجوه كلّ من حولها ثمّ انهالت عليها الكلمات الجارحة الّتي تصف حجابها بأبشع الأوصاف وتصف أهل الاستقامة بالتّخلّف والرّجعيّة؛ تلاه أمر من والديها بعدم مغادرة البيت حتّى تغيّر حجابها فتلبس حجابا عصريّا يليق بسنّها حسب رأيهم،فانصرفت من أمامهم باكية وألقت بنفسها على السّرير وهي تحسّ بمرارة الظّلم وتقول في نفسها" وكأنّي لن أرتاح أبدا في هذه الدّنيا..." وفي هذه الأثناء اتّصلت بها صديقتها فأجابتها وهي تبكي : يبدو أنّه لا طريق يحملني عليه يا رفيقة ! لقد منعني والديّ من أن أستقيم فبالله عليكِ ماذا أفعل أمام هذه المصيبة! فقالت لها : هوّني عليكِ يا أختي وأبشري فإنّ من كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة ، وأوّل الطّريق لابدّ فيه من ابتلاء ليمحّص الله الصّادقين في إنابتهم. قال الله تعالى(أحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)(ولَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) هذه الابتلاءات وهذه العقبات التي ستعترضك اجعليها جسرا تمرّين عليه إلى ما عند الله من الثّواب المعجّل والمؤجّل واصبري صبر الأمة التي توقن أنّ الله لن يضيّعها وهي تريده..فقالت لها : أحبّ أن أصبر لكنّي أخشى أن أعقّ والديّ ؛فأجابت : نصيحتي هي أن تثبتي حتّى يجعل الله لكِ مخرجا وأن تحرصي على برّ والديك والإحسان إليهما ما استطعتِ لترسمي أمام ناظريهما صورة حسنة للفتاة المستقيمة ،ولاتمليّ من العطف عليها وخفض الجناح لهما حتّى إن لم تجدي أثرا عاجلا فأنتِ تعاملين الله ببرّهما فلا تلتفتي إلى ما يكون منهما في معاملتك وثقي أنّهما سيحبّان ما أنتِ عليه من صلاح عن قريب إن شاء الله.

إشراقة
يا من اعتراك ابتلاء يصدّك عن دينكِ إلى أين تفرّين ؟ اجثي على الرّكب ولكِ في كلّ يوم دعوات مستجابات قد يغيّرن ما ترينه بعيني اليأس مستحيلا !
اصبري وأيقني في أنّ نصر الله قريب،لن تعدمي الخير من ربّ سمّى نفسه الفتّاح؛واسجدي له وادعيه فإنّه سميع مجيب،ولا تستعظمي على الله شيئا فإنّه قد قال في كتابه العزيز في غير ما موضع (إنّ اللهَ على كُلّ شَيء قَدِير) أفبعد هذه الآية شكّ في أنّ الكرب مفرّج بإذن الله؟

فائدة عقديّة

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (إنّ الرُّقى والتّمائم والتّولة شرك)أخرجه أبو داود و ابن ماجه وابن حبان وأحمد ، وصححه الألباني.
الرّقى: العزائم التي فيها دعاء غير الله والاستغاثة بأسماء الملائكة والأنبياء والجنّ ويفعلها بعض المشعوذين الّذين يدّعون أنّهم رقاة فاحذري يا أخية التّمائم: ما يعلّق بأعناق الصّبيان أو في ملابسهم لدفع العين التّولة: شيء يصنعونه يزعمون أنّه يحبّب المرأة إلى زوجها والرّجل إلى زوجته .. فهذه كلّها من الشّرك ففرّي منها وانهي عنها جعلك الله من المفلحين

[أمـة الله]

رد: ابتلاءُ البداية

جزاكِ الله خيراً
ونفع بكِ

[نُسيبة أم إبراهيم]

رد: ابتلاءُ البداية

آمين ياربّ وإيّاكِ أختي أحسن الله إليك

[khadeja]

رد: ابتلاءُ البداية

بارك الله فيكم وجزاكم خيرا