إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أين قلبى..؟ حديث من الروح إلى الروح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أين قلبى..؟ حديث من الروح إلى الروح

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    أين قلبي ؟ حديث من الروح إلى الروحـ




    الحمد لله غافر الذنب و قابل التوب , شديد العقاب ذي الطول .. لا إله إلا هو إليه المصير


    و الصلاة و السلام على البشير النذير و السراج المنير إمام التائبين و سيد المُستغفرين و الناس أجمعين القائل :


    ( يا أيها الناس توبوا إلى الله و استغفروه فإني أتوب في يوم مئة مرة )


    رواه مسلم


    إخوة الإيمان .. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



    يحكى أن أهل قرية كانوا يعانون من حفرة كبيرة حيث لا يكاد يمر يوم إلا و يسقط فيها أحد أبناء القرية


    اجتمع أهالي القرية لمناقشة وضعها فقال كبيرهم :


    عليكم أن تختاروا أحد الأمور الثلاثة :


    إما ان تشتروا سيارة إسعاف و تضعوها بجانب الحفرة أو أن تبنوا مستشفى بجانبها


    أو أن تدفنوا الحفرة و تحفروا بدلا منها واحدة بجانب المستشفى


    أحباءنا في الله .. ما أجمل أن يرتع النظر و يبهج القلب بمرأى الرياحين


    و لكم ريحانتنا أتت تستقي منكم لتلمع نَضْرة و بهاء


    و لكنها ريحانة ندت عن مثيلاتها بحديث مع أرواحكم


    جاءت بشوق لقلوبكم تزهر فيها روح الحياة فتكسرعنها الأشواك الآسنة


    بهذه القصة الرمزية كمدخل لنا ,,


    و تلك الحفرة هي التي ترويها لكم ريحانتنا


    و العبرة منها لقلوبكم الواعية .. يدلكم عليها ما سنخوض في الحديث عنه بإذن الله و أي حديث


    و هل أجمل في الدنيا من سعادة الأرواح و ابتهاج القلوب و هناء الضمائر


    فانضموا الينا يا كرام .. لقصتنا تفصيل و كلام .. فيها من العبر و الأحكام ما يمحي التعاسة و الآلام ..


    و ينسي الأرق و الأوهام .. و ينير الدرب و يبيد الظلام ...


    تحدثنا عن حفرة كانت مشكلة .. فقُدِّمَت لها حلول باطلة .. لا يستوعبها عقل و لا يقبلها منطق سليم


    و ما كان عكس السليم الا السقيم .. أجل .. فهو سقم حال دون التذكر و التدبر .. و حجب الألباب عن التفكر


    وُصِف بالعجيب و المثير و من هنا أتينا لكم بالتقرير




    مرض خطير .. اِنتشر في كل أرجاء المعمورة .. و إمكانية العدوى به أوصلته بلاغة الخطورة


    ما صعَّبَ اِكتشافَه مراكزه المستورة .. و ما عسَّر علاجَه غياب المريض عن الصورة



    داء عُضال .. لم يترك لأعضاء الجسم مجال


    كلها تأثّرت لضعفه .. و تدهورت لفشله .. و تدمّرت لتلفه


    لم تعَد تطيق الاستمرار بدونه .. فلا جهاز آخر يتحمّلُ عبءَ شؤونِه



    وباء فتاك.. ينتقل بتدميره من خلية الى أُخرى .. حتى يفتك بالنسيج كلِّه


    و أيُّ نسيج .. ؟


    إِنّه القلب .. منبع الحياة .. موطن المشاعر .. محراب الأمل و التفاؤل




    لعلكم بعد وصفنا الدقيق لهذا المرض الخبيث قد تعرفتم عليه


    و أخذتم فكرة عن أخطاره و نبذة عن أضراره


    نـــــــــعــــــم ....... إنّه


    الغفلة ... سرطان القلوب


    فهي ما إن تدخل قلب اِمرئ إلّا عشعشت في جوفه


    و بدأت تفرز السموم للقضاء على رجائه و خوفه


    فتنهشه نهشا و تغير من عاداته و عُرفه


    تصلِّبُه بعد أن كان لينا .... و تظلمه بعد ان كان نيِّرا


    تنتنُه بعد أن كان زاكيا ... و تُبْهِتُه بعد أن كان باهيا


    هي الغفلة ........ تقطع عنا الأخبار و حروفها كشفت الأسرار


    فالغين : غياب عن التفريق بين العدو و الصديق


    الفاء : فرار من الواقع و هيام في عالم ضائع


    اللام : لهو و لعب و بعد عن آداء الواجب



    بعدما كشفنا الأسرار تعالوا لتفصيل الأفكار و عرض المساوئ و الأضرار



    فـالغفلة هي السهو و غيبة الشيئ عن بال الانسان و عدم تذكره له إهمالا و إعراضا عنه


    لقلة التحفظ و التيقظ و هي فقد الشعور بما حقه الشعور به


    قد نغفل عن أشياء في حياتنا فننساها أو نتناساها و لا ضير ..


    لكن المصيبة الكبرى و المشكلة العظمى أن نغفل عن خالقنا .. أن نتناسى أوامره و نتجاهل نواهيه ..


    أن نفتر عن ذكره و نتماطل عن عبادته


    فقد قال سبحانه :

    (( اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (1) مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (2) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ .. ))

    - الأنبياء -


    فهذا هو حال بعض الناس لا ينجع فيهم تذكير، ولا يرعون إلى نذير، قد قرب حسابهم،


    ومجازاتهم على أعمالهم الصالحة والطالحة، والحال أنهم في غفلة معرضون، أي: غفلة عما خلقوا له،


    وإعراض عما زجروا عنه . كأنهم للدنيا خلقوا، وللتمتع بها وُلدوا، وأن الله تعالى لا يزال يجدد لهم التذكير و الوعظ


    ولا يزالون في غفلتهم وإعراضهم .. يتخبطون في الدنيا و تلطمهم أمواج الغفلة لا يدرون لأي شاطئ ستلقي بهم ..


    شاطئ الأمان أم الأحزان





    الغفلة أيها الكرام أنواع و درجات و مراتب


    فقد نجد بعضنا غافلا عن سبب خلقه و ايجاده في هذه الدنيا .. أي


    الغفلة عن الغاية التي من أجلها خلق الله عباده


    نعم فهذا واقع .. قد نجد من لا يدري و لا يعقل الغاية التي من أجلها ربنا جل و علا خلق الارض و السماوات


    و أرسل الرسل و أنزل الكتب و بعث هذه الأمة جمعاء ..


    و قد لا يأْبه حتى بالسؤال و البحث عن الجواب فنجده تائه الوعي شارد الذهن عن الأمر


    ما اهمه و ما شغل باله و سكن مشاعره ..


    حب الدنيا .. كسب المال .. الربح .. الجاه .. الشهرة ... و غير ذلك من الملهيات المهلكات عافانا الله جميعا


    نجد بعض الناس يركضون .. يشقون و يتعبون .. بل يمرضون و يتألمون و يتحسرون على ما قد يضيع


    من عمرهم في غير رضى أنفسهم و شهواتهم


    الا نرى باعيننا هذا من حولنا يا رعاكم الله .. بالله عليكم .. ألا نرى اليوم اصحاب الأعمال و رواد البورصات


    بل و التجار الكبار منهم و الصغار.. يتسابقون لجني الدرهم و الدينار .. و ما غير ذلك يفنون فيه الاعمار


    و هم يتمتعون و يتلذذون و بالاموال و الخيرات ينعمون لم يعتبروا من قصة قارون و ما رواه السابقون


    فقد روي عن شاعر قال " جئت .. لا أعلم من اين و لكني أتيت .. و لقد أبصرت قدامي طريقا


    فمشيت ..وسابقى سائرا ان شئت هذا ام ابيت .. كيف جئت .. كيف أبصرت طريقي لست أدري .. "


    و لا حول و لا قوة الا بالله مصرف القلوب و مقلبها


    فسبحان ربي القائل :

    (( و ما خلقت الجن و الانس الا لعبدون ))


    أجل .. عبادته سبحانه وحده لا شريك له فهو خلقنا و ما جعل لنا من وظيفة الا طاعته و عبادته لا اله الا هو


    أنعم علينا بالصحة و القوة و الأموال و الارزاق , إعانة لنا على ذلك , منة و كرما منه جل و علا


    أفنغفل عنه و نتناساه سبحانه !؟ .. ربنا الرحيم الودود .. العزيز الكريم


    أفنجعل الخضوع و الإنابة اليه و الخشوع و البكاء بين يديه آخر شيئ قد يخطر على بالنا !؟


    قد نعتقد أن الله قد أحيانا للعيش و الدراسة ثم العمل و المال و الزواج و الأولاد


    ثم ماذا .. بالله عليكم ماذا بعد هذا كله ؟ .. ماذا ؟


    أين الله سبحانه في حياتنا .. كم جزءا نجعله لله تبارك و تعالى في قلوبنا .. كم ؟


    لاشيئ !؟ .. القليل .. الثمن .. الربع !؟ .. كم بالله علينا .. كم ؟


    هل نرضى لأنفسنا أن نحيى حياة الأنعام ؟ كما وصف رب العالمين صنفا من الناس في القرآن الكريم


    فقال عز من قائل :

    (( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ)) -محمد-


    و قال أيضا

    (( لَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ

    لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُون))

    -الأعراف 179-َ



    أفلا يُعتبر اهمالنا و جهلنا بالغاية التي من أجلها ابتعثنا الله سبحانه في هذه الدنيا كفرا و إجحافا بحقه سبحانه و بحق أنفسنا ؟


    و من الأمثلة و العبر الكثير و المثير للتعجب و التحسر


    فقد حكى أستاذ جامعي عن شاب في ربيع عمره .. وقف في المدرج و كله ثقة و جرأة قائلا " إن كان الله موجودا فليُمتني بعد دقيقة "


    و همَّ يعد الثواني .. مضت ستون ثانية .. لم يحصل شيئ .. صُعِقً الحاضرون من كلامه و من جرأته على الله سبحانه


    و انفضوا و هم في حيرة من أنفسهم و علامات الذهول بادية على وجوههم ..


    انصرف كل من الحاضرين بمن فيهم ذلك الشاب و لما وصل لبيته استعد لتناول الغداء ذهب ليغسل وجهه


    و أثناء ذلك دخلت قطرات من الماء في أذنيه فسقط ميتا ..


    أتعلمون ما قيل إخوة الإيمان عن ميتته تلك ؟ ... قيل أنها ميتة الحمير أكرمكم الله .. حيث أن الحمار لو دخل الماء في أذنيه مات


    لا حول و لا قوة الا بالله


    و في نفس السياق روى صدقة بن إبراهيم البكري عن أبي الهندي فقال : كان أبو الهندي يشرب معنا


    وكان إذا سكر يتقلب تقلباً قبيحاً في نومه، فكنا كثيراً ما نشد رجليه لئلا يسقط، فسكرنا ليلة في سطح


    وشددنا رجله بحبل طويل فتقلب فسقط من السطح فأمسكه الحبل و بقي معلقاً منكساً، فأصبحنا فوجدناه ميتاً،


    فمررت على قبره بعد حين فوجدت عليه مكتوباً


    اجعلوا إن مت يوماً كفني ... ورق الكرم وقبري المعصره

    إنني أرجو من الله غداً ... بعد شرب الراح حسن المغفره


    وكان الفتيان يجيئون إلى قبره فيشربون ويصبون القدح إذا وصل إليه على قبره.


    وكان من شعره ..


    إذا صليت خمساً كل يوم ... فإن الله يغفر لي فسوقي

    ولم أشرك برب الناس شيئاً ... فقد أمسكت بالحبل الوثيق

    وجاهدت العدو ونلت مالاً ... يبلغني إلى البيت العتيق

    فهذا الحق ليس به خفاء ... دعوني من بنيات الطريق


    أنظروا أيها الكرام لأي مآل قد توصل غفلة القلب عن الرب


    اللهم لا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين ..




    أما البعض قد تكون غفلتهم عن أوامر الله سبحانه و نواهيه فيستخفون بها بل و يحاربونهاا


    أما نرى في واقعنا اتباع الناس لأهوائهم دون اكتراث بأمر أو نهي أو ردع أو وعظ ؟


    أما وعينا أن الهوى أصل الضلال ؟ قال سبحانه و تعالى

    ((إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ")) [النجم:23]


    لنوجه لأنفسنا جميعا سؤالا واحدا .. هل حقا نمتثل لأوامر الله و ننتهي بنواهيه سبحانه ؟


    أم أنه مجرد كلام و زعم و ما أسهل الكلام و ما أرخص الزعم


    هل لو امتثلنا جميعا لأوامر خالقنا عز و جل كان حال أمتنا في هذا الواقع الذي يدمي القلوب و يضيق الصدور


    (( أفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ )) - محمد -


    قال بن القيم رحمه الله " اتباع الهوى يفسد القلب، ويحول بينه وبين السلامة. قال ابن القيم رحمه الله :

    إن سلامة القلب لا تتم إلا لخمسة أشياء، يعني: لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله بقلب سليم، فما هو القلب السليم؟ وسليم من ماذا؟

    سليم أي: سالم، قال: حتى يسلم من شرك يناقض التوحيد، وبدعة تخالف السنة، وشهوة تخالف الأمر، وغفلة تناقض الذكر، وهوى يناقض الاتباع، وهذه الخمسة حجبٌ عن الله، وتحت كل واحد منها أنواع كثيرة لا تحصى أفرادها، ولذلك اشتدت حاجة العبد بل ضرورته إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم."


    أما كان خيرا لنا سبيل الهدى من الضلال ؟


    فاتµCباعنا لأهوئنا و عدم امتثالنا لأوامر ربنا سبحانه لهو من المفسدات المهلكات المبعدات عن رحمة الله


    و توفيقه فقد قال الفضيل بن عياض:

    "من استحوذ عليه الهوى واتباع الشهوات انقطعت عنه موارد التوفيق"


    و من بين ما ورد عن غفلة القلب و اتباع الهوى قصة رجل كان مجاهداً مع الجيش الإسلامي وهم يحاصرون حصناً للكفار


    فاطلعت امرأة من الحصن نصرانية فعشقها من أول نظرة، فدعته فطلب الدخول فأدخلته، فطلب أن يتزوجها،


    قالت: حتى تتنصر، فتنصر ودخل في النصرانية و إنا لله و إنا إليه راجعون


    فلنتذكر و لنتعتبر يا بارك الله فيكم قول خالقنا سبحانه :


    (( إنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51)

    وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ(52) )) - النور -


    فما لنا بعد هذا نأبى إلا الانحراف و الالتفاف عن أوامر الله فنُعرض و ندبر عن طريق الهدى و نستمسك بالضلال و الهوى


    لنعصي أهواء قلوبنا و لنقل لها لا .. و ألف لا .. ليس بالتناسي و التغافل و العصيان و التماطل نفوز بالخير و نأمن من السوء و الشر


    قال عز و جل :

    (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)


    وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) - الحشر -



    إخوة الايمان .. ليعلم كل منا أن الإنسان ليس له قلبان في جوفه، بل إما أن يطيع ربه وإما أن يطيع نفسه وهواه والشيطان.


    أفنعصي الله و هو يرانا .. نعصيه و هو ينعم علينا .. نعصيه فوق أرضه و نحارب أوامره بنعمه !!؟


    ما أقسانا من عباد .. ما أجرأنا على الله الرحمان الرحيم


    و الله ما كانت قسوتنا و جرأتنا إلا على أنفسنا


    فما أضعفك أيتها النفس المسكينة .. و ما أوهنك أيها القلب التعيس


    حرمناك من لذة الايمان و متعة عبادة الرحمن


    وا أسفاه عليك يا نفسُ .. وا حسرتاه عليك يا قلبُ


    ما بالنا بالجهالة نعبد الكريم .. بلا حياء نطرق بابه للحاجة و عند الحزن ..


    و عند الفرح و النعم ننساه و نجحد كل خير هو به متفضل ,,


    نطلب النصر و غفلنا أنه بيد النصير ..ننشد العزة و نسينا أنها بالله العزيز


    ما قدرنا الله حق قدره

    ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون))

    - الزمر 67-


    أفيقي يا نفوس الهوى قبل أن تفيقي و الروح تغرغر ,,


    حينها لا مناص و لا احتيال .. إلا رحمة الجبار وعدله فهو أحكم الحاكمين و أسرع الحاسبين سبحانه


    يا أمة الإسلام .. لا عزة و لا كرامة .. و لا سيادة و لا سعادة الا بالعودة للعزيز الحكيم و امتثال أوامر السميع العليم


    فقوموا إخوة الاسلام و رددوا معنا ...


    ((سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير))





    و من أخطر أنواع الغفلة أخوتنا الأعزاء ..


    الغفلة عن الموت و الآخرة


    الناس في غفلاتهم و رحى المنية تطحن


    فالموت يحصد الأرواح دون تمييز يتهددنا في كل مكان و زمان.. خصوصاً في عصرنا هذا لايمر أسبوع دون أن نسمع


    عن وفيات شباب و فتيات في ربيع العمر ..و أطفال لا يعون معنى الموت و لم يروا الدنيا .. والمقابر لم تعد تتسع


    و في كل هذا تذكير و مواعظ .. فهل من مدكر ؟؟


    ما لنا نُذكَّر فلا نتذكر و نوعظ و لا حياة لمن تنادي !


    نشيع الجنائز .. نرى الموتى و هم يوارون تحت التراب بل نرى الموت بأعيننا و لا تفصلنا عنه


    الا هنيهات من زمن و ماذا بعد ذلك .. لا نتفكر و لا نتأثر !!


    و ان حصل فلن يطول عن دقائق قليلة ثم نعود لغفلتنا و نرجع للدنيا الفانية و نتصارع لجني


    الجاه و المال و ما وعينا الى أين المآل ..


    ألهتنا المشاغل و كبلتنا المشاكل و الزمن يمضي بنا


    الدقائق لم تعد تحسب و الساعات و كأنها تُسْحَب


    متى نعي يا ترى .. متى ؟؟


    يوم تغرغر النفوس .. يوم تبلغ الحلقوم ؟


    أخي .. أختي .. ما لنا لا نتعظ بأبلغ المواعظ


    بالموت و سكرته .. و القبر و ظلمته


    إلى متى نفر من الموت .. إلى متى ؟؟


    (( قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )) الجمعة:8


    كلنا سنموت و نرحل عن الدنيا و نفارق الأهل و المال و الديار و ننتقل من سعة القصور إلى ضيق القبور


    (( كلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ )) آل عمرن..


    إخوة الإيمان فلنعتبر .. فلنتعظ .. قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه و لا خلال يوم نطلب العودة والرجوع و ما لنا الى ذلك من سبيل


    فقد مضى وقت الندم و الأماني .. و فات زمن الدعاء و التمني


    (( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) )) -غافر-


    لن يفيدنا ها هنا الندم و لا البكاء و لا التوسل و لا حتى الدعاء


    قد حان وقت الرحيل .. سنغادر معسكر الأحياء لنزور الأموات .. سنزور تلك المقابر التي مررنا بها مرارا.. و لم نعن لها اعتبارا


    و أيتها زيارة ؟ .. نزهة في رياض الجنان أم ظلمة و عذاب و أحزان


    روضة كان القبر أم ظلمة .. فسوف نغادره الى يوم الطامة


    فلابد للزائر من عودة إلى الديار .. ليس الى الدنيا و لكن الى دار القرار.. فإما جنة أو نار


    قد بدأت النفوس تحشرج في الصدور و بلغت القلوب الحناجر و التفت السيقان و شخصت الأبصار


    إنها ساعة الاحتضار وخروج الروح ، وهي ساعة صدق يصْدُق فيها الكاذب ، ويظهر فيها المستور ،


    وينكشف فيها المخبوء ، فلا تقبل عندها التوبة ، ولا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً .


    تنتظر خروج الروح و كيف يا ترى سيكون الخروج كاستنشاق عطر الريحان أم كالاشواك في ثنايا الأغصان ؟


    ((وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِىَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَاوَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَة مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ ))


    و يقول - صلى الله عليه وسلم - :

    ( إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، معهم كفن من أكفان الجنة ، وحنوط - وهو ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم - من حنوط الجنة ، حتى يجلسوا منه مد البصر ، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام ، حتى يجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة - وفي رواية المطمئنة - اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان ، قال فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء ، .........، وإن العبد الكافر - وفي رواية الفاجر - إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة ، نزل إليه من السماء ملائكة ، سود الوجوه - وفي رواية غلاظ شداد - معهم المسوح (من النار) - وهو كساء غليظ من الشعر والمراد الكفن - ، فيجلسون منه مدَّ البصر ، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه ، فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب ، قال فتفرق في جسده ، فينتزعها كما ينتزع السفود - وهي حديدة ذات شعب متعددة - من الصوف المبلول ( فتقطع معها العروق والعصب ) رواه أحمد .


    اللهم اجعلنا منقطعين عن الدنيا مقبلين على الآخرة يا أرحم الراحمين ..


    الدنيا .. ما هي الا دار صدق لمن صدقها و حتما سنغادرها يوما


    و هي مزرعة الآخرة .. فماذا زرعنا لنحصده في اليوم الموعود ؟


    هل تذوقنا قرب السجود يوما بل هل سجدنا لله أصلا ؟


    هل أنينا لرب الجلال بدمعة في خلوة أو إبّان ركعة ؟


    هل أحسسنا بفرحة الإحسان فمسحنا على رأس يتيم و أكرمنا الجيران ؟


    بل هل نحن مستعدون للموت الآن في هذه اللحظة ؟؟؟


    هل سنسعد إن آتانا ملك الموت و نحن على هذه الحال ؟؟


    ألهذه الدرجة كرهنا رؤية مالك الملك ذي الجلال و الإكرام !! ؟؟


    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :


    ( قال الله : إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه ، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه ) . رواه البخاري


    كفانا غفلة أرجوكم .. كفانا


    قبورنا تنادي .. و قد تكون تُحفر و تُجَهَّز لنا الآن


    قبورنا تُبْنى و نحن ما تُبْنا ... فيا ليتنا تُبْنَى من قبل أن تُبْنى


    متى تلين قلوبنا .. متى ؟؟؟


    متى نبيع الدنيا و نشري الآخرة ؟؟


    دعونا من التسويف .. سوف و سوف و غدا و بعده


    فوالله ما أهلكتنا سوي هذه العبارات


    عجبا لنا عجبا !!!


    نمسي فننتظر الصباح .. نخطط و ندبر و نقرر و ما خطر على بالنا أننا قد لا نصبح


    نصبح فننتظر المساء لنفعل و نعمل و .. و ما قلنا في أنفسنا أننا قد لا نمسي


    كبلت الدنيا قلوبنا و غير حبها ظنوننا


    أنضمن أننا قد نلبس ثيابنا الجديدة غدا أم سنلبس بدلها الكفن ؟


    أنضمن أن نسكن ما نبنيه من قصور أم ستغطينا بدلها القبور ؟


    أما آن الأوان لنا أن نُطلِق الدنيا من دون رجعة !؟


    إن لله عبادا فُطَنا طلَّقوا الدنيا و خافو الفِتنا

    نظروا فيها فلما علموا أنها لحي وطنا

    جعلوها لُجَّة و اتخذوا صالح الأعمال فيها سُفُنا


    لنكن من الفطنين الواعين و لنهجر مزايا الغافلين


    ما الدنيا الا متاع الغرور و ما طالبها الا بجاهل مغرور


    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    ( إن الدنيا حلوة خضرة. وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء) رواه مسلم.


    و قال أيضا

    ( والله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم ) رواه البخاري .


    لنبحث عن قلوبنا يا رعاكم الله .. فحتى نطهرها و نداويها يتوجب علينا أولا أن نعرفها و نشخص حالها


    فلنبحث و لنجتهد لايجاد نبض قلوبنا


    و ليسأل كل واحد منا نفسه " أين ينبض قلبي الآن ؟ في أي مكان و أي زمان ؟ "


    هل هو هنا في هذه الدائرة السوداء تغشاه حجب الضباب الكثيف و تمنعه من الإبصار و الإدراك :


    الغناء

    الافلام

    الأسواق

    الأموال

    الأزياء

    الأهواء


    أم هو ينبض الآن هنا


    .. في هذه الحديقة الغناء في لطف النسيم و بهاء الأزهار و حلاوة أنواع الثمار :


    الصلاة

    القرآن

    الصدقة

    مجالس الذكر

    طلب العلم



    وقد يكون هنا في صحراء خالية .. يجوب الأرجاء الخاوية

    لا يعرف الا لون الرمال و لم ير للطبيعة من أشكال

    إن سألتموه عن الخضار فلا يفقه و إن ذكرتم له الأزهار فلا يأبه




    أجل .. قد نجد بعض الناس قلوبهم جوفاء لا عن الشر ينهون و لا إلى الخير هم يسعون


    غفلتهم عميقة .. لا الدنيا لهم صديقة و لا أنفسهم من الآخرة شفيقة





    بحثنا عن قلوبنا الآن فوجدناها .. لكن ما الذي أوصلها لهذه الحال


    من ذا الذي أغراها و لربها أنساها و عن أوامره نهاها و للدنيا هداها و عن الحقيقة أعماها


    من كان سبب الضياع ..و اللؤم و الخداع ..و الغرق في الأوحال و الاستمتاع.. بما للغرور من متاع


    أبرز المتهمين في ذلك


    آفة الأمل :


    الأمل في طول العمر و هو ما حذرنا ربنا عز وجل منه إذ قال:


    (( ألَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ )) الحديد 16


    قال الإمام القرطبي : "طول الأمل هو الحرص على الدنيا والانكباب عليها ! والحب لها ! والإعراض عن الآخرة !"


    و كان من صفات أعداء الله طول الأمل فقد ذمهم جل و علا و قال فيهم


    (( ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )) [الحجر:3].


    و قال أيضا : (( وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ )) [البقرة:96].


    وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين: في حب الدنيا، وطول الأمل ) [رواه البخاري ومسلم].





    الفتن ما ظهر منها و ما بطن :



    و من أجلى الفتن و أظهرها و أخطرها فتنة النساء كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم قائلا


    (ما تركت من بعدي فتنة أخطر على الرجال من النساء ) متفق عليه



    فالمرأة إذا خرجت استشرفها الشيطان فزينها للرجال الذين قد تجرفهم أمواج الغفلة فيضعفون و يحكمون أهواءهم


    ففتنة النساء اليوم اكتست بأبهى الحلي و تلونت بشتى ألوان السفور و الفجور و العياذ بالله


    هاهي تلك القنوات الخليعة و الأفلام الهابطة و المجلات العاهرة


    و غير بعيد .. تلك الأسواق المختلطة و المنتديات السائبة التي جرفت فتيات كن شريفات


    فكسرت في خلقهن الحياء و هدمت في نفوسهن الفضيلة و و حطمت في أرواحهن العفاف و النقاء


    فمكر الأعداء عظيم ((وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ)) - إبراهيم 46-


    فأصبحنا نسمع اليوم ما يعرف بالحرب الإعلامية على الأمة الإسلامية فلم تعد حرب أفراد أو جماعات


    بل صارت تعني منظمات و مؤسسات مسلطة على النساء المسلمات بنية إفسادهن عبر النت و القنوات


    حيث صار التنافس على أي منها أكثر عهرا و حقارة و قذارة و مجونا و خلاعة


    فاحذروا عباد الله .. الله الله بغض الأبصار .. الله الله بمقاطعة القنوات و المواقع السافلة


    أيتها اللؤلؤة المكنونة والدرة المصونة ..


    لا تتركي حياءك و لا تبيعي شرفك و اعلمي أن الشرف كعود الكبريت لا يشتعل إلا مرة واحدة


    أضيئي حياتك بالعفاف و الطهر و الستر


    فما بعد التبرج و التغنج و التمايل و التحايل إلا ظلام الأسى و حرقة الندامة





    المحيط و الصحبة :


    لننظر إلى محيطنا و إلى من نصاحبهم و نخاللهم و نعايشهم


    و لنعطي كل مفهوم تسميته دعونا من المصطلحات المريبة و التي لا تدل على محتوى قضيتنا


    نسأل الشخص من تصاحب فيجيب :


    الشلة .. الجماعة .. الأحباب .. الفرندز


    و غيرها من المسميات العامة .. فدعونا لا نخادع أنفسنا و لنحدد صحبتنا أهي من أهل الغفلة


    فتجعلنا من الغافلين أم من أهل الذكرى فتجعلنا من الذاكرين


    فهل إذا جالسنا هؤلاء الأصحاب ذكرنا الله أم عصيناه ؟؟


    حضرنا مجالس القرآن أم رتعنا بمجالس الشيطان ؟؟


    فمن تعود على المعصية في بيئته و شغله و سيارته و مجالسه و حركاته و كلماته


    كيف يريد قلبا سليما معافى من الغفلة و الضلال .. فحتما ستغرقه الأوحال و تكبله الأغلال


    ليعرف كل منا نفسه أين يرعرعها و أي أمور يعلمها و بأي قوت يزودها و على أي طريق يقودها و يسيرها




    الفتور عن ذكر الله :


    تحدثنا عن النفس و جاء دور اللسان و كله موثوق بالقلب


    فغفلة القلب تجر غفلة كل الحواس و منها اللسان و ما كان ذلك الا بسبب استحواذ الشيطان علينا


    ((اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ الَّلهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ)) المجادلة -19-


    أغرانا الشيطان فألهانا عن ذكر الرحمن و غفلنا عنه سبحانه و تغلفت غفلتنا بنعمه و إحسانه


    فقد قال عز و جل :

    ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ الَّلهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ))

    -المنافقون 9 -


    أجل .. هو الرحمن الرحيم الرؤوف الودود.. ينعم علينا .. يرزقنا بالأموال و الأولاد


    فعز علينا حتى حمده و شكره .. بل غفلنا عن ذكره و حجبنا قلوبنا و ألسنتنا عن ذكره


    فيا حسرتاه على من رأى الموت حيا و لم ينطق لا إله إلا الله


    ربطت لسانه غفلته .. و ما تنفعه اليوم عودته


    قد صار الآن ممدودا على اللوح .. و جرد من ملابسه بلا روح


    ما اغتنمنا دنيانا و عشنا الشقاء .. و نعتناه بالبلاء و هو الداء و الأمَرّ ..


    أننا لم نسعى للدواء و رضينا بمرافقة الشيطان .. و اتحذناه أقرب الخِلَّان


    (( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)) -الزخرف 36 -


    فبقينا في الضنك حائرين .. و لمعانيه مغيبيه


    إنه الضنك .. الضاء للضيق و النون للنكد و الكاف للكرب

  • #2
    رد: أين قلبى..؟ حديث من الروح إلى الروح

    جزاكم الله خيرًا
    وينقل إلى قسم فضفضة الأخوات

    "اللهم إني أمتك بنت أمتك بنت عبدك فلا تنساني
    وتولني فيمن توليت"

    "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"الشورى:36

    تعليق

    يعمل...
    X