" وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا "
عندما تتدبر هذه الأية الكريمة فلربما تتخيل نفسك وأنت مع اخوانك وأحبابك وأصحابك ايديكم بيد بعض مجتمعين على باب
الجنة الذي يوشك ان يُفتح لكم لتنعموا بعدها نعيما لا شقاء بعده أبدا ..
ولكن ترى ما هو مفهوم التقوي الذي يؤدي بنا إلى هذا العالم الجميل عالم الحب والراحة والسعادة الأبدية , ؟
هل سألت نفسك أخي , وهل سألتِ نفسك أختي " هل أنا من المتقين " ؟
لا ادري لم يتضايق كثيرٌ منا إذا ما قال له أحد " اتقي الله " وكأنه بهذا يشتمه أو يحقر من شأنه أو يتهمه بأنه لا يتقي الله ؟
إذا فلم لم يغضب الصحابة من رسولنا الحبيب ص عندما ينصحهم بتقوي الله ؟ وهم اصحابه واحبابه واخوانه ورفقاءه بالجنة ؟!
إذا فهناك مفهوم آخر لتقوي الله غير ذلك الذي نتخيله , فتقوي الله لا نوصي بها المقصر المذنب والبعيد عن الله فقط ولكن ..
نوصي بها المؤمن قبل العاصي
المسلم قبل الكافر
القريب قبل البعيد
ولكن ترى ماذا تعني كلمة "التقوي
"
؟!
أصل هذه الكلمة هي .. " وقي " اي انك تقي وتحفظ نفسك من سوء الذنوب وفحش المعاصي ومن كل ما لا يرضي الله تعالي لكي تصل الى الغاية التي تعيش من أجلها وتحلم بها وتتمناها طوال عمرك ألا وهي " الجنة "
وقد عرف سيدنا على بن ابي طالب التقوي في كلمات قليلة فقال ;" التقوى هي: العمل بالتنزيل، والخوف من الجليل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل "
العمل بالتنزيل
فاعمل كل ما يأمرني به الله -سبحانه وتعالي - في كتابه الكريم وسنة نبيه الحبيب صلى الله عليه وسلم , فزعم الحب لله لا يصدق ابدا الا وان نفذت ما أمرني به
المحبوب " تعصي الأله وأنت تُظهر حبه هذا لعمري في الفعال بديعٌ
ان كان حبك خالصا لأطعته ان المحب لمن يحب مطيع "
فلا يكفي ان اقول اني احب الله واتقيه ويقول لي " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " .. وأنا لا أصلي؟
ويقول لي " وليضربن بخمورهن على جيوبهن " وأنا غير محجبة
ويقول لي
وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ
وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ
وأنا لي ما لا يعد ولا يحصي من الاصحاب من غير بني جنسي سواء عن طريق الدراسة أو العمل أو حتى الشبكة المعلوماتية "النت"
ان معيار التقوي يقاس بمدي اتباعك لمنهج لذلك المنهج الألهي الذي أمرك به وارشدك اليه ولكنت ضعت في غيابات الجهل والتخلف لولا انه هداك اليه
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
"والخوف من الجليل "
ان أصل العلاقة بيننا وبين الخالق الرحمن الرحيم هو ( الحب ) فالحب هو عنصر اساسي في حياة أي انسان , ولكنك أيضا قد تحتاج أحيانا لأن تشعر بهذا المعني
"الخوف من الجليل " وتكون مخطئا إذا ما ظننت أن الحب يناقض الخوف او ان الحب لا يجتمع مع الخوف مع ان الخوف نتيجة طبيعية من نتائج الحب
فأنت إذا ما أحببت أحد ستجد نفسك دائم القلق والتوتر من الخوف عليه والحرص عليه أثناء معاملته حتى لا يتضايق منك فتسعي وتجتهد لأن تطيعه حتي لا يغضب منك
ولله المثل الأعلى أحيانا لا ينصلح حال الانسان الا عندما يشعر بمعني الخوف من الله الجليل العظيم الرقيب فتجد يبذل كل ما في جعبته من مقدرة ومجهود لكي يرضي الجليل ويتقي غضبه ويرضي عنه .. فهذا قمة الحب
" الرضا بالقليل "
" مالي و الدنيا و مال الدنيا و مالي، إنما مثلي و مثل الدنيا كمثل رجل سار في يوم شديد الحر فأستظل تحت شجرة ساعة ثم راح و تركها "
!
"والأستعداد ليوم الرحيل "
جرت العادة عند كلٍ منّا ان يستعد لسفره ويتزود له وكل زاد حسب بُعد السفر وطول الطريق
فاستعد ليوم الرحيل وسفرٍ قريب
{يَوْمَ يَفِرُّالْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} [عبس: 34، 35]
منقووول
تعليق