بسم الله
تزكية النفس والسبيل إلى تحقيقها
إنَّ أهم ما ينبغي للناس أن يتعاهدوه تزكية نفوسهم، ولا سيما في هذه الأزمان المتأخرة التي استحكمت فيها الشهوات، وارتطمت فيها أمواج الفتن والشبهات، والتي لم يسلم منها إلا من عصمه الله جل وعلا.
والمراد بتزكية النفس في الشرع هو: تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المنهيات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض حديثه عن أمراض القلوب وشفائها "وَالزَّكَاةُ فِي اللُّغَةِ: النَّمَاءُ وَالزِّيَادَةُ فِي الصَّلَاحِ . يُقَالُ : زَكَا الشَّيْءُ إذَا نَمَا فِي الصَّلَاحِ، فَالْقَلْبُ يَحْتَاجُ أَنْ يَتَرَبَّى فَيَنْمُو وَيَزِيدُ حَتَّى يَكْمُلَ وَيَصْلُحَ كَمَا يَحْتَاجُ الْبَدَنُ أَنْ يُرَبَّى بِالْأَغْذِيَةِ الْمُصْلِحَةِ لَهُ وَلَا بُدَّ مَعَ ذَلِكَ مِنْ مَنْعِ مَا يَضُرُّهُ؛ فَلَا يَنْمُو الْبَدَنُ إلَّا بِإِعْطَاءِ مَا يَنْفَعُهُ وَمَنْعِ مَا يَضُرُّهُ، كَذَلِكَ الْقَلْبُ لَا يَزْكُو فَيَنْمُو وَيَتِمُّ صَلَاحُهُ إلَّا بِحُصُولِ مَا يَنْفَعُهُ وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ وَكَذَلِكَ الزَّرْعُ لَا يَزْكُو إلَّا بِهَذَا" [مجموع الفتاوي (10:96)]
وقد ثبت في تفسير التزكية عن عبد الله بن معاوية الغاضِري أن رسول الله قال "ثَلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ذَاقَ طعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ فِي كُلِّ عَامٍ ..." وزاد في رواية "وَزَكَّى نَفْسَهُ"، فقال رجل: وما تزكية النفس؟، فقال "أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ" [السلسلة الصحيحة (1046)]
وسائــل تزكية النفس
قبل الخوض في تفاصيل وسائل التزكية لا بدَّ من العلم أن تزكية النفوس لا سبيل إليها إلا عن طريق الشرع المُطهَّر باتباع ما جاءت به الرسل عن ربِّ العالمين جلَّ وعلا.
قـال ابن القيم: "فإن تزكية النفوس مُسلَّم إلى الرسل، وإنما بعثهم الله لهذه التزكية وولاَّهم إياها، وجعلها على أيديهم دعوةً وتعليمًا وبيانًا وإرشادًا، لا خلقًا ولا إلهامًا. فهم المبعوثون لعلاج نفوس الأمم ..
قال الله تعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة:2]
وتزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشد، فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة، التي لم يجئ بها الرسل فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟! .. فالرسل أطباء القلوب فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم، وعلى أيديهم، وبمحض الانقياد والتسليم لهم، والله المستعان" [مدارج السالكين (2:315)]
وتزكية النفوس تتحقق بأمور كثيرة، ومن أهمها ما يلي:
1) التوحيد .. وقد سماه الله تعالى زكاة في قوله تعالى {.. وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (*) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [فُصِّلَت:6,7]
قال أكثر المفسرين من السلف ومن بعدهم: هي التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان الذي به يزكو القلب، فإنه يتضمن نفي إلهية ما سوى الحق من القلب، وذلك طهارته، وإثبات إلهيته سبحانه؛ وهو أصل كل زكاة ونماء، فإن التزكي - وإن كان أصله النماء والزيادة والبركة - فإنما يحصل بإزالة الشر. فلهذا صار التزكي ينتظم الأمرين جمعيًا. فأصل ما تزكو به القلوب والأرواح، هو: التوحيد. [إغاثة اللهفان (9:6)]
كما سمى الله تعالى الشرك رجسًا ووسمه بالنجاسة، قال تعالى {.. فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ..} [الحج:30]، وقال {..إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ..} [التوبة:28]
فدل مفهوم الآيتين على أن الطهارة والتزكية في التوحيد الخالص لله جلَّ وعلا،،
2) الصلاة .. وهي من أعظم ما تزكو به النفوس؛ ولذلك قرن الله تعالى بينها وبين التزكية في قوله {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (*) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى:14,15].
وقد شبه النبي تطهير الصلاة للنفوس بتطهير الماء للأبدان فعن أبي هريرة مرفوعًا "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْس مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟"، قالوا: لا، يبقى من درنه شيء، قال "فَذَلِكَ مَثل الصَّلَوَات الخَمْس يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطَايَا" [متفق عليه].
3) الصدقة .. قال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا..} [التوبة: 103].
قال الشيخ السعدي "وفيها أن العبد لا يمكنه أن يتطهَّر ويتزكى حتى يخرج زكاة ماله، وأنه لا يكفرها شيء سوى أدائها؛ لأن الزكاة والتطهير متوقف على إخراجها" [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان].
4) ترك المعاصي والمحرمات .. قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس:9]، أي: زكى نفسه بفعل الطاعات، ثم قال {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس:10]، أي: خسر من دساها بالفجور والمعاصي.
قال شيخ الإسلام: "فكذلك النفس والأعمال لا تزكو حتى يزال عنها ما يناقضها، ولا يكون الرجل متزكيًا إلا مع ترك الشر؛ فإنه يدنس النفس ويدسيها" [مجموع الفتاوى (10:629)]
وقال تلميذه ابن القيم "والمقصود أن زكاة القلب موقوفة على طهارته، كما أن زكاة البدن موقوفة على استفراغه من أخلاطه الرديئة الفاسدة، قال تعالى {.. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور:21]. ذكر ذلك سبحانه عقيب تحريم الزنا والقذف ونكاح الزانية، فدل على أن التزكي هو باجتناب ذلك" [إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (9:6)]
5) محـاسبة النفس .. قال ابن القيم: "فإن زكاة (النفس) وطهارتها موقوف على محاسبتها، فلا تزكو ولا تطهر ولا تصلح ألبتة إلا بمحاسبتها..."، إلى أن قال: "فبمحاسبتها يطلع على عيوبها ونقائصها فيمكنه السعي في إصلاحها" [مدراج السالكين (2:510)]
6) الدعــاء .. على العبد أن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع ليصلح له نفسه ويزكيها؛ ولذلك كان من دعاء نبينا "اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا" [صحيح مسلم]
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا،،
تزكية النفس والسبيل إلى تحقيقها
إنَّ أهم ما ينبغي للناس أن يتعاهدوه تزكية نفوسهم، ولا سيما في هذه الأزمان المتأخرة التي استحكمت فيها الشهوات، وارتطمت فيها أمواج الفتن والشبهات، والتي لم يسلم منها إلا من عصمه الله جل وعلا.
والمراد بتزكية النفس في الشرع هو: تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المنهيات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض حديثه عن أمراض القلوب وشفائها "وَالزَّكَاةُ فِي اللُّغَةِ: النَّمَاءُ وَالزِّيَادَةُ فِي الصَّلَاحِ . يُقَالُ : زَكَا الشَّيْءُ إذَا نَمَا فِي الصَّلَاحِ، فَالْقَلْبُ يَحْتَاجُ أَنْ يَتَرَبَّى فَيَنْمُو وَيَزِيدُ حَتَّى يَكْمُلَ وَيَصْلُحَ كَمَا يَحْتَاجُ الْبَدَنُ أَنْ يُرَبَّى بِالْأَغْذِيَةِ الْمُصْلِحَةِ لَهُ وَلَا بُدَّ مَعَ ذَلِكَ مِنْ مَنْعِ مَا يَضُرُّهُ؛ فَلَا يَنْمُو الْبَدَنُ إلَّا بِإِعْطَاءِ مَا يَنْفَعُهُ وَمَنْعِ مَا يَضُرُّهُ، كَذَلِكَ الْقَلْبُ لَا يَزْكُو فَيَنْمُو وَيَتِمُّ صَلَاحُهُ إلَّا بِحُصُولِ مَا يَنْفَعُهُ وَدَفْعِ مَا يَضُرُّهُ وَكَذَلِكَ الزَّرْعُ لَا يَزْكُو إلَّا بِهَذَا" [مجموع الفتاوي (10:96)]
وقد ثبت في تفسير التزكية عن عبد الله بن معاوية الغاضِري أن رسول الله قال "ثَلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ذَاقَ طعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ فِي كُلِّ عَامٍ ..." وزاد في رواية "وَزَكَّى نَفْسَهُ"، فقال رجل: وما تزكية النفس؟، فقال "أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ" [السلسلة الصحيحة (1046)]
وسائــل تزكية النفس
قبل الخوض في تفاصيل وسائل التزكية لا بدَّ من العلم أن تزكية النفوس لا سبيل إليها إلا عن طريق الشرع المُطهَّر باتباع ما جاءت به الرسل عن ربِّ العالمين جلَّ وعلا.
قـال ابن القيم: "فإن تزكية النفوس مُسلَّم إلى الرسل، وإنما بعثهم الله لهذه التزكية وولاَّهم إياها، وجعلها على أيديهم دعوةً وتعليمًا وبيانًا وإرشادًا، لا خلقًا ولا إلهامًا. فهم المبعوثون لعلاج نفوس الأمم ..
قال الله تعالى {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الجمعة:2]
وتزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشد، فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة، التي لم يجئ بها الرسل فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟! .. فالرسل أطباء القلوب فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم، وعلى أيديهم، وبمحض الانقياد والتسليم لهم، والله المستعان" [مدارج السالكين (2:315)]
وتزكية النفوس تتحقق بأمور كثيرة، ومن أهمها ما يلي:
1) التوحيد .. وقد سماه الله تعالى زكاة في قوله تعالى {.. وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (*) الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} [فُصِّلَت:6,7]
قال أكثر المفسرين من السلف ومن بعدهم: هي التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان الذي به يزكو القلب، فإنه يتضمن نفي إلهية ما سوى الحق من القلب، وذلك طهارته، وإثبات إلهيته سبحانه؛ وهو أصل كل زكاة ونماء، فإن التزكي - وإن كان أصله النماء والزيادة والبركة - فإنما يحصل بإزالة الشر. فلهذا صار التزكي ينتظم الأمرين جمعيًا. فأصل ما تزكو به القلوب والأرواح، هو: التوحيد. [إغاثة اللهفان (9:6)]
كما سمى الله تعالى الشرك رجسًا ووسمه بالنجاسة، قال تعالى {.. فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ..} [الحج:30]، وقال {..إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ..} [التوبة:28]
فدل مفهوم الآيتين على أن الطهارة والتزكية في التوحيد الخالص لله جلَّ وعلا،،
2) الصلاة .. وهي من أعظم ما تزكو به النفوس؛ ولذلك قرن الله تعالى بينها وبين التزكية في قوله {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (*) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} [الأعلى:14,15].
وقد شبه النبي تطهير الصلاة للنفوس بتطهير الماء للأبدان فعن أبي هريرة مرفوعًا "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْس مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟"، قالوا: لا، يبقى من درنه شيء، قال "فَذَلِكَ مَثل الصَّلَوَات الخَمْس يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطَايَا" [متفق عليه].
3) الصدقة .. قال تعالى {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا..} [التوبة: 103].
قال الشيخ السعدي "وفيها أن العبد لا يمكنه أن يتطهَّر ويتزكى حتى يخرج زكاة ماله، وأنه لا يكفرها شيء سوى أدائها؛ لأن الزكاة والتطهير متوقف على إخراجها" [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان].
4) ترك المعاصي والمحرمات .. قال تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} [الشمس:9]، أي: زكى نفسه بفعل الطاعات، ثم قال {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس:10]، أي: خسر من دساها بالفجور والمعاصي.
قال شيخ الإسلام: "فكذلك النفس والأعمال لا تزكو حتى يزال عنها ما يناقضها، ولا يكون الرجل متزكيًا إلا مع ترك الشر؛ فإنه يدنس النفس ويدسيها" [مجموع الفتاوى (10:629)]
وقال تلميذه ابن القيم "والمقصود أن زكاة القلب موقوفة على طهارته، كما أن زكاة البدن موقوفة على استفراغه من أخلاطه الرديئة الفاسدة، قال تعالى {.. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور:21]. ذكر ذلك سبحانه عقيب تحريم الزنا والقذف ونكاح الزانية، فدل على أن التزكي هو باجتناب ذلك" [إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان (9:6)]
5) محـاسبة النفس .. قال ابن القيم: "فإن زكاة (النفس) وطهارتها موقوف على محاسبتها، فلا تزكو ولا تطهر ولا تصلح ألبتة إلا بمحاسبتها..."، إلى أن قال: "فبمحاسبتها يطلع على عيوبها ونقائصها فيمكنه السعي في إصلاحها" [مدراج السالكين (2:510)]
6) الدعــاء .. على العبد أن يلجأ إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع ليصلح له نفسه ويزكيها؛ ولذلك كان من دعاء نبينا "اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا" [صحيح مسلم]
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا،،
تعليق