السـلام عليكم
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى , أما بعد .. فمع حدوث الثورات وسقوط الرؤساء الظالمين وموت البعض وسجن البعض نجد تعاطف بعض الناس معهم والبعض يفرح بذلك فما هو الصحيح وكيف كان سلفنا الصالح وتعاملهم مع هذه المواقف ..
أولا : فرح المؤمنين من موت الظالمين أو مصابهم بالدنيا من مرض وسجن ووو ..هو من السٌنة وهو ما كان عليه سلفنا الصالح (كما سأوضح فيما بعد بأمثلة )..
..:: الدليل ::..
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَجَبَتْ ) ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ ( وَجَبَتْ ) فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا وَجَبَتْ ؟ قَالَ : ( هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ) .رواه البخاري ( 1301 ) ومسلم ( 949 ) .
بل إن الدواب والشجر تستريح منه ومن شره
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ: ( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ فَقَالَ : ( الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ ، وَالْبِلَادُ ، وَالشَّجَر ُ، وَالدَّوَابُّ ) .
رواه البخاري ( 6147 ) ومسلم ( 950 ) ، وبوَّب عليه النسائي في سننهِ ( 1931 ) : " باب الاستراحةُ من الكفارِ " .
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ : قَوْله : " أَنْتُمْ شُهَدَاء اللَّه فِي الْأَرْض " أَيْ : الْمُخَاطَبُونَ بِذَلِكَ مِنْ الصَّحَابَة ، وَمَنْ كَانَ عَلَى صِفَتهمْ مِنْ الْإِيمَان . وَحَكَى اِبْن التِّين أَنَّ ذَلِكَ مَخْصُوص بِالصَّحَابَةِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْطِقُونَ بِالْحِكْمَةِ بِخِلَافِ مَنْ بَعْدهمْ . قَالَ : وَالصَّوَاب أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَصّ بِالثِّقَاتِ وَالْمُتَّقِينَ .ا.هـ.
فما نفعله الآن من فرح لما يصيبهم من هم ومرض وسجن وزل لهم بل وقتل هو من السنة وهو ما كان عليه السلف الصالح بل كان بعضهم يسجد شكرا لله على هذه النعمة وكيف لا وقد سقط هؤلاء بعد أن عذبوا الكثير من المسلمين شبابها وشيوخها نسائها وأطفالها , كم بيت بات بطنه تؤلمه من الجوع كم شاب اعتقل وعذب باقصى العقوبات دون رحمة لمجرد أنهم التزموا لله كم من شاب تخرج ولم يجد عملا كم شاب لم يستطع أن يتزوج بسبب الفقر وقلة المال وكم وكم .. أفنحزن بعدها لمن كان يفعلون بأمتنا هذه الأمور وما خفي كان أعظم فليس الخبر كالمعاينة فلو سمعت قصة واحدة لمن عانوا بالمعتقلات أو لأرملة لا تسطيع أن تنفق على أولادها ولرجل مات لأنه لم يجد مالا يتعالج به فلو سمعت قصة واحدة لدعوت على هؤلاء الرؤساء ليل نهار .. ربنا ينتقم منهم ويزلهم في الدنيا قبل الآخرة ..
----------------
ثانيا : صور من فرح السلف بموت أو مصاب الظالمين :
هذه مجموعة كمثال لا الحصر ويوجد غيرها :
/// أُصيب المبتدع الضال " ابن أبي دؤاد " بالفالج – وهو " الشلل النصفي " فرح أهل السنَّة بذلك ، حتى قال ابن شراعة البصري :
أفَلَتْ نُجُومُ سُعودِك ابنَ دُوَادِ ... وَبَدتْ نُحُوسُكَ في جميع إيَادِ
فَرِحَتْ بمَصْرَعِكَ البَرِيَّةُ كُلُّها ... مَن كَان منها مُوقناً بمعَادِ
لم يَبْقَ منكَ سِوَى خَيَالٍ لامِعٍ ... فوق الفِرَاشِ مُمَهَّداً بوِسادِ
وَخَبتْ لَدَى الخلفاء نارٌ بَعْدَمَا ... قد كنت تَقْدحُهَا بكُلِّ زِنادِ
" تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي ( 4 / 155 ) .
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى , أما بعد .. فمع حدوث الثورات وسقوط الرؤساء الظالمين وموت البعض وسجن البعض نجد تعاطف بعض الناس معهم والبعض يفرح بذلك فما هو الصحيح وكيف كان سلفنا الصالح وتعاملهم مع هذه المواقف ..
أولا : فرح المؤمنين من موت الظالمين أو مصابهم بالدنيا من مرض وسجن ووو ..هو من السٌنة وهو ما كان عليه سلفنا الصالح (كما سأوضح فيما بعد بأمثلة )..
..:: الدليل ::..
عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَجَبَتْ ) ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ ( وَجَبَتْ ) فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا وَجَبَتْ ؟ قَالَ : ( هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ) .رواه البخاري ( 1301 ) ومسلم ( 949 ) .
بل إن الدواب والشجر تستريح منه ومن شره
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عَلَيْهِ بِجَنَازَةٍ فَقَالَ: ( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ) ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ ؟ فَقَالَ : ( الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ ، وَالْبِلَادُ ، وَالشَّجَر ُ، وَالدَّوَابُّ ) .
رواه البخاري ( 6147 ) ومسلم ( 950 ) ، وبوَّب عليه النسائي في سننهِ ( 1931 ) : " باب الاستراحةُ من الكفارِ " .
قال الحافظُ ابنُ حجرٍ : قَوْله : " أَنْتُمْ شُهَدَاء اللَّه فِي الْأَرْض " أَيْ : الْمُخَاطَبُونَ بِذَلِكَ مِنْ الصَّحَابَة ، وَمَنْ كَانَ عَلَى صِفَتهمْ مِنْ الْإِيمَان . وَحَكَى اِبْن التِّين أَنَّ ذَلِكَ مَخْصُوص بِالصَّحَابَةِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَنْطِقُونَ بِالْحِكْمَةِ بِخِلَافِ مَنْ بَعْدهمْ . قَالَ : وَالصَّوَاب أَنَّ ذَلِكَ يَخْتَصّ بِالثِّقَاتِ وَالْمُتَّقِينَ .ا.هـ.
فما نفعله الآن من فرح لما يصيبهم من هم ومرض وسجن وزل لهم بل وقتل هو من السنة وهو ما كان عليه السلف الصالح بل كان بعضهم يسجد شكرا لله على هذه النعمة وكيف لا وقد سقط هؤلاء بعد أن عذبوا الكثير من المسلمين شبابها وشيوخها نسائها وأطفالها , كم بيت بات بطنه تؤلمه من الجوع كم شاب اعتقل وعذب باقصى العقوبات دون رحمة لمجرد أنهم التزموا لله كم من شاب تخرج ولم يجد عملا كم شاب لم يستطع أن يتزوج بسبب الفقر وقلة المال وكم وكم .. أفنحزن بعدها لمن كان يفعلون بأمتنا هذه الأمور وما خفي كان أعظم فليس الخبر كالمعاينة فلو سمعت قصة واحدة لمن عانوا بالمعتقلات أو لأرملة لا تسطيع أن تنفق على أولادها ولرجل مات لأنه لم يجد مالا يتعالج به فلو سمعت قصة واحدة لدعوت على هؤلاء الرؤساء ليل نهار .. ربنا ينتقم منهم ويزلهم في الدنيا قبل الآخرة ..
----------------
ثانيا : صور من فرح السلف بموت أو مصاب الظالمين :
هذه مجموعة كمثال لا الحصر ويوجد غيرها :
/// أُصيب المبتدع الضال " ابن أبي دؤاد " بالفالج – وهو " الشلل النصفي " فرح أهل السنَّة بذلك ، حتى قال ابن شراعة البصري :
أفَلَتْ نُجُومُ سُعودِك ابنَ دُوَادِ ... وَبَدتْ نُحُوسُكَ في جميع إيَادِ
فَرِحَتْ بمَصْرَعِكَ البَرِيَّةُ كُلُّها ... مَن كَان منها مُوقناً بمعَادِ
لم يَبْقَ منكَ سِوَى خَيَالٍ لامِعٍ ... فوق الفِرَاشِ مُمَهَّداً بوِسادِ
وَخَبتْ لَدَى الخلفاء نارٌ بَعْدَمَا ... قد كنت تَقْدحُهَا بكُلِّ زِنادِ
" تاريخ بغداد " للخطيب البغدادي ( 4 / 155 ) .
///قال الخلاَّل – رحمه الله - :
قيل لأبي عبد الله – أي : الإمام أحمد بن حنبل : الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد ، عليه في ذلك إثم ؟ قال : ومن لا يفرح بهذا ؟ .
" السنَّة " ( 5 / 121 ) .
///قال ابن كثير – رحمه الله – فيمن توفي سنة 568 هـ - :
الحسن بن صافي بن بزدن التركي ، كان من أكابر أمراء بغداد المتحكمين في الدولة ، ولكنه كان رافضيّاً خبيثاً متعصباً للروافض ، وكانوا في خفارته وجاهه ، حتى أراح الله المسلمين منه في هذه السنَة في ذي الحجة منها ، ودفن بداره ، ثم نقل إلى مقابر قريش ، فلله الحمد والمنَّة .
قيل لأبي عبد الله – أي : الإمام أحمد بن حنبل : الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد ، عليه في ذلك إثم ؟ قال : ومن لا يفرح بهذا ؟ .
" السنَّة " ( 5 / 121 ) .
///قال ابن كثير – رحمه الله – فيمن توفي سنة 568 هـ - :
الحسن بن صافي بن بزدن التركي ، كان من أكابر أمراء بغداد المتحكمين في الدولة ، ولكنه كان رافضيّاً خبيثاً متعصباً للروافض ، وكانوا في خفارته وجاهه ، حتى أراح الله المسلمين منه في هذه السنَة في ذي الحجة منها ، ودفن بداره ، ثم نقل إلى مقابر قريش ، فلله الحمد والمنَّة .
وحين مات فرح أهل السنة بموته فرحاً شديداً ، وأظهروا الشكر لله ، فلا تجد أحداً منهم إلا يحمد الله ." البداية والنهاية " ( 12 / 338 ) .
///إبراهيمُ النخعي أَحَدُ الأَعْلاَمِ ماذا فعل عندما بُشر بموتِ الحجاج ؟
روى ابنُ سعدٍ في " طبقاته " (6/280) قال : أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِماني ، عن أبي حَنِيْفَةَ : عَنْ حَمَّادٍ ، قَالَ : بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَوْتِ الحَجَّاجِ ، فَسَجَدَ ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ .
روى ابنُ سعدٍ في " طبقاته " (6/280) قال : أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِماني ، عن أبي حَنِيْفَةَ : عَنْ حَمَّادٍ ، قَالَ : بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ بِمَوْتِ الحَجَّاجِ ، فَسَجَدَ ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ .
وذكر الأثرَ الإمامُ الذهبيُّ في " السير " (4/524) .
///وهذا عبيدُ اللهِ بنُ عبدِ الله بنِ الحسين ، أبو القاسم الخفاف ، المعروف بابنِ النقيبِ .
ذكرهُ الإمامُ ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (12/20) ، وقال عنه : كان من أئمةِ السنةِ ، وحين بلغهُ موتُ ابنِ المعلمِ فقيهِ الشيعةِ سجد للهِ شكراً . وجلس للتهنئةِ وقال : ما أبالي أي وقتِ متُ بعد أن شاهدتُ موتَ ابنِ المعلمِ .أ.هـ
رحم الله سلفنا الصالح وجعلنا على نفس دربهم ..
------------------
ربنا ينتقم من كل ظالم فى الدنيا والآخرة ولن نسامحه أبدا ..
ذكرهُ الإمامُ ابنُ كثيرٍ في " البداية والنهاية " (12/20) ، وقال عنه : كان من أئمةِ السنةِ ، وحين بلغهُ موتُ ابنِ المعلمِ فقيهِ الشيعةِ سجد للهِ شكراً . وجلس للتهنئةِ وقال : ما أبالي أي وقتِ متُ بعد أن شاهدتُ موتَ ابنِ المعلمِ .أ.هـ
رحم الله سلفنا الصالح وجعلنا على نفس دربهم ..
------------------
ربنا ينتقم من كل ظالم فى الدنيا والآخرة ولن نسامحه أبدا ..
تعليق