السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتظر دقيقة
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرٌ منّا يستهين بأجزاء من الوقت لها أثرها الكبير , بل وأحياناً الأثر المصيري في حياته , ولا أدل على ذلك من خسارة أهل النار لأنفسهم في عذاب شديد مع خلود أبدي لعدم انتفاعهم من حياة قصيرة لا مقارنة البتة بينها وبين تلك الحياة .
ولعل حديثي هنا ينصب حول – الدقيقة – التي هي في نظرنا لاتساوي شيئاً يذكر .
ولكن تعال معي لتنظر أثرها - غرماً وغنماً لصاحبها - غنماً إذا استغلها في الخير , وغرماً إذا لم يتأن فيها , ويمعن النظر في تصرفه .
في دقيقة تستطيع أن تذكر الله قرابة المئة مرة , ولاتنسى أن بكل تسبيحة نخلة في الجنة ساقها من ذهب .
في دقيقة بإمكانك أن تتصل على ذي رحمه تصله بسلام , وسؤال عن حال , وتؤدي واجب عليك - وجرب هذا - .
في دقيقة تستطيع تؤنس صديقاً , تطمئن عليه , وتقضي له مصلحة يكون لك أجرها , وأثرها على نفسه .
أما الإنتظار دقيقة ففيه من الخير الشيء الكثير .
كثيراً ما تكون هناك مخاصمات ومشاجرات ين اثنين ولو انتظر أحدهم دقيقة لما حصلت تلك الخصومات وخذ على هذا أمثلة :
أحياناً يزعجك بعض الناس عند الإشارة إذا أعطت إشارة السير وربما سبك ولعنك إذا تأخرت , ولعلك كنت معذوراً بعطل السيارة أو غفلة في التأخير ولو انتظر دقيقة أو أقل لسلم من أثم هذا الفعل , وتبعة ذلك السب .
ومثال آخر في السير أيضا كم من حوادث حصلت , وأرواح أُزهقت نتيجة لقطع الإشارات وأنا أجزم لو انتظر دقيقة لسلم من هذا الحادث ولما خسر روحه وماله .
انتظر دقيقة أثناء حصول خصومة أو اختلاف رأي بينك وبين غيرك من زوجة وولد وصاحب ومراجع وكن على يقينٍ أنك لو فعلت ذلك لحصل عندك مراجعة لِما تريد قوله أو فعله .
كم بيوت هُدِّمت , وأواصر قُطِّعت , وصداقات زالت بسبب عجلة في اتخاذ قرار , أو تصرف كان صاحبها قد استعجل فيه , ولو صبر وانتظر دقيقة لكان الحال غير الحال .
والأمثلة في هذا الباب كثيرة جدا
لقد مدح الله ورسوله الأناة وترك العجلة في مواطن كثيرة من الكتاب والسنة.
بل من صفات الله تعالى " الحلم " ومن أسمائه " الحليم " .
والانتظار وترك العجلة هو - الأناة - وهو : النظر في مآلات الأمور وتبعاتها
ولسموها أحبها الله عز وجل : قال صلى الله عليه وسلم للأشج : (إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه: (( التأني من الله والعجلة من الشيطان )).
وهي من صفات أصحاب العقل والرزانة , فكلما كان المرء أبطء في اتخاذ القرار كلما دل هذا على راجحة عقله , وُبعد نظره , كل ذلك لو انتظر دقيقة في بعض الأحيان , أو أقل في غيرها .
فانتظر دقيقة
وقفه مع القلب
القلب اذا امتلأ بالايمان
اصبح صاحبه وأمسى من عباد الرحمن
و القلب اذا فقد الايمان او ضعف فيه
اصبح صاحبه و امسى من اتباع الشيطان
بل ربما يكون نفسه احد الشياطين و العياذ بالله
ان تقوية القلب لا تكون بتركه واهمال اصلاحه و تنقيته
بل لابد ان يمر بمراحل الاولى
ان يكون القلب لله تعالى
ان يحب المرء لله
ويبغض لله
ان يجعل المرء قلبه كالطائر كما قيل
جسمه حب الله تعالى
وجناحيه احدهما الخشية من الله تعالى
والاخر الرجاء في رحمته ومغفرته
الثانية
ان ينقى من كل دنس دنيوي و شعوري
فلا يحمل صاحبه فيه اي مشاعر سلبية و مؤذية تجاه المسلمين
كالحسد و البغضاء و الحقد
وان لا يحمل فيه صاحبه حبا للمحرمات كالشهوات المحرمة
وان لا يحمل في صاحبه تعلقا بالشبهات فتؤدي به الى الهلاك
و المرحلة الثالثة
ان يملا القلب بتقوى الله
بمراقبته
بحب الصالحات من الاقوال و الاعمال
بحب الصالحين و المؤمنين
بحب الخير عموما و العبادة خصوصا
اذا حصل ذلك القلب فلا ضنك و لا حزن
فصاحب القلب الحي المؤمن ان اصابته مصيبة صبر
و ان اصابته سراء شكر
وصاحب القلب المؤمن يرى الدنيا دار عبور لا دار استقرار
فمهما مرت عليه من عقبات و عثرات يظل يمشي و ييواصل
حتى يلاقي ربه وهو على خير و عافية
لا تحزن
لا تحزن ولو كنت من أرباب الذنوب والمعاصي ما دمت عازم على ترك الذنوب الخوالي ،والبعد عن قرناء الموائد والماضي .
لا تحزن قبل أن تحزن فالأجل قد فات وقد قيل مضى فلان ومات .
لا تحزن ما دام في العمر فسحة ومجال ، متى ما عزمت التوبة وتغيير الحال.
لا تحزن فذنوبك تبدل مغفرة وحسنات ، ولكن بعد مفارقة الذنوب والسيئات ، والخضوع لرب الأرض والسموات.
لا تحزن فالحزن المجرد لا يجر إلا الحسرات والويلات ، وتعذيب الضمير والنفس وجلب المكدرات ، فأنت كمن هرب من التدخين إلى أوضار المخدرات .
لا تحزن أو أحزن فأنت أنت لا تغير من الناموس شيئا ، فالحياة ماضية والدنيا سايره ، وأنت في فلك الكون ذرة دائرة .
إذا حزنت فعلى قلبك، وإن لم تحزن فلنفسك ،فأنظر ما يصلح لأمسك ورمسك ، وأبك على ذنبك وتضرع لربك لتسعد في يومك وأمسك .
انتظر دقيقة
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرٌ منّا يستهين بأجزاء من الوقت لها أثرها الكبير , بل وأحياناً الأثر المصيري في حياته , ولا أدل على ذلك من خسارة أهل النار لأنفسهم في عذاب شديد مع خلود أبدي لعدم انتفاعهم من حياة قصيرة لا مقارنة البتة بينها وبين تلك الحياة .
ولعل حديثي هنا ينصب حول – الدقيقة – التي هي في نظرنا لاتساوي شيئاً يذكر .
ولكن تعال معي لتنظر أثرها - غرماً وغنماً لصاحبها - غنماً إذا استغلها في الخير , وغرماً إذا لم يتأن فيها , ويمعن النظر في تصرفه .
في دقيقة تستطيع أن تذكر الله قرابة المئة مرة , ولاتنسى أن بكل تسبيحة نخلة في الجنة ساقها من ذهب .
في دقيقة بإمكانك أن تتصل على ذي رحمه تصله بسلام , وسؤال عن حال , وتؤدي واجب عليك - وجرب هذا - .
في دقيقة تستطيع تؤنس صديقاً , تطمئن عليه , وتقضي له مصلحة يكون لك أجرها , وأثرها على نفسه .
أما الإنتظار دقيقة ففيه من الخير الشيء الكثير .
كثيراً ما تكون هناك مخاصمات ومشاجرات ين اثنين ولو انتظر أحدهم دقيقة لما حصلت تلك الخصومات وخذ على هذا أمثلة :
أحياناً يزعجك بعض الناس عند الإشارة إذا أعطت إشارة السير وربما سبك ولعنك إذا تأخرت , ولعلك كنت معذوراً بعطل السيارة أو غفلة في التأخير ولو انتظر دقيقة أو أقل لسلم من أثم هذا الفعل , وتبعة ذلك السب .
ومثال آخر في السير أيضا كم من حوادث حصلت , وأرواح أُزهقت نتيجة لقطع الإشارات وأنا أجزم لو انتظر دقيقة لسلم من هذا الحادث ولما خسر روحه وماله .
انتظر دقيقة أثناء حصول خصومة أو اختلاف رأي بينك وبين غيرك من زوجة وولد وصاحب ومراجع وكن على يقينٍ أنك لو فعلت ذلك لحصل عندك مراجعة لِما تريد قوله أو فعله .
كم بيوت هُدِّمت , وأواصر قُطِّعت , وصداقات زالت بسبب عجلة في اتخاذ قرار , أو تصرف كان صاحبها قد استعجل فيه , ولو صبر وانتظر دقيقة لكان الحال غير الحال .
والأمثلة في هذا الباب كثيرة جدا
لقد مدح الله ورسوله الأناة وترك العجلة في مواطن كثيرة من الكتاب والسنة.
بل من صفات الله تعالى " الحلم " ومن أسمائه " الحليم " .
والانتظار وترك العجلة هو - الأناة - وهو : النظر في مآلات الأمور وتبعاتها
ولسموها أحبها الله عز وجل : قال صلى الله عليه وسلم للأشج : (إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه: (( التأني من الله والعجلة من الشيطان )).
وهي من صفات أصحاب العقل والرزانة , فكلما كان المرء أبطء في اتخاذ القرار كلما دل هذا على راجحة عقله , وُبعد نظره , كل ذلك لو انتظر دقيقة في بعض الأحيان , أو أقل في غيرها .
فانتظر دقيقة
وقفه مع القلب
القلب اذا امتلأ بالايمان
اصبح صاحبه وأمسى من عباد الرحمن
و القلب اذا فقد الايمان او ضعف فيه
اصبح صاحبه و امسى من اتباع الشيطان
بل ربما يكون نفسه احد الشياطين و العياذ بالله
ان تقوية القلب لا تكون بتركه واهمال اصلاحه و تنقيته
بل لابد ان يمر بمراحل الاولى
ان يكون القلب لله تعالى
ان يحب المرء لله
ويبغض لله
ان يجعل المرء قلبه كالطائر كما قيل
جسمه حب الله تعالى
وجناحيه احدهما الخشية من الله تعالى
والاخر الرجاء في رحمته ومغفرته
الثانية
ان ينقى من كل دنس دنيوي و شعوري
فلا يحمل صاحبه فيه اي مشاعر سلبية و مؤذية تجاه المسلمين
كالحسد و البغضاء و الحقد
وان لا يحمل فيه صاحبه حبا للمحرمات كالشهوات المحرمة
وان لا يحمل في صاحبه تعلقا بالشبهات فتؤدي به الى الهلاك
و المرحلة الثالثة
ان يملا القلب بتقوى الله
بمراقبته
بحب الصالحات من الاقوال و الاعمال
بحب الصالحين و المؤمنين
بحب الخير عموما و العبادة خصوصا
اذا حصل ذلك القلب فلا ضنك و لا حزن
فصاحب القلب الحي المؤمن ان اصابته مصيبة صبر
و ان اصابته سراء شكر
وصاحب القلب المؤمن يرى الدنيا دار عبور لا دار استقرار
فمهما مرت عليه من عقبات و عثرات يظل يمشي و ييواصل
حتى يلاقي ربه وهو على خير و عافية
لا تحزن
لا تحزن ولو كنت من أرباب الذنوب والمعاصي ما دمت عازم على ترك الذنوب الخوالي ،والبعد عن قرناء الموائد والماضي .
لا تحزن قبل أن تحزن فالأجل قد فات وقد قيل مضى فلان ومات .
لا تحزن ما دام في العمر فسحة ومجال ، متى ما عزمت التوبة وتغيير الحال.
لا تحزن فذنوبك تبدل مغفرة وحسنات ، ولكن بعد مفارقة الذنوب والسيئات ، والخضوع لرب الأرض والسموات.
لا تحزن فالحزن المجرد لا يجر إلا الحسرات والويلات ، وتعذيب الضمير والنفس وجلب المكدرات ، فأنت كمن هرب من التدخين إلى أوضار المخدرات .
لا تحزن أو أحزن فأنت أنت لا تغير من الناموس شيئا ، فالحياة ماضية والدنيا سايره ، وأنت في فلك الكون ذرة دائرة .
إذا حزنت فعلى قلبك، وإن لم تحزن فلنفسك ،فأنظر ما يصلح لأمسك ورمسك ، وأبك على ذنبك وتضرع لربك لتسعد في يومك وأمسك .
تعليق