العبادة الشعائرية لا تقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادة التعاملية :
يعنى ايه الكلام ده ؟؟ تعالوا نفهم سوا
العبادات التعاملية كالبيع والشراء
الصدق، والأمانة، والرحمة، والاستقامة، والعدل، والإنصاف
تكمل العبادات الشعائرية
كالصلاة والصيام والزكاة والحج
سيدنا جعفر رضي الله عنه حينما سأله النجاشي عن الإسلام، فقال:
(( أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة،
ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار،
ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك،
حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته،
وعفافه، فدعانا إلى الله لتوحيده، ولنعبده،
ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان،
وأمرنا- الآن دقق تأتي العبادة التعاملية-
بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم،
وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء ))
[أخرجه ابن خزيمة عن عفر بن أبي طالب ]
الكلام الخطير،
العبادة الشعائرية لا تقبل ولا تقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادة التعاملية،
والدليل:
(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا،
فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا،
قَالَ ثَوْبَانُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ،
قَالَ : أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ،
وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))
[ سنن ابن ماجه عن ثوبان ]
لم تنفعهم صلاتهم ولا صيامهم،
(( أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟
قالوا: المفْلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع
قال: إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة،
ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا،
وسفك دم هذا، وضرب هذا،
فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته،
فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه،
ثم يُطْرَحُ في النار ))
[مسلم والترمذي عن أبي هريرة ]
حديثان صحيحان يؤكدان أنك إن لم تكن مستقيماً
الصلاة لا تقدم ولا تؤخر،
بل
(( ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط ))
[ الجامع الصغير عن أنس ]
بل :
(( من لم يكن له ورعٌ يصده عن معصية الله
إذا خلا لم يعبأ الله تعالى بسائر عمله ))
[ مسند الشهاب عن أنس بن مالك]
وماذا عن الصيام ؟؟
(( مَن لم يَدَعْ قولَ الزُّورِ والعمَلَ بِهِ،
فَليسَ للهِ حاجة فِي أَن يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ))
[البخاري وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ]
اما عن الحج
(( من حج بمال حرام فقال : لبيك اللهم لبيك،
قال الله له : لا لبيك ولا سعديك حجك مردود عليك ))
[الأصبهاني في الترغيب عن أسلم مولى عمر بن الخطاب ]
وماذا عن الزكاة:
﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ ﴾
[ سورة التوبة: 53 ]
إذاً العبادات الشعائرية ومنها الصلاة والصيام والحج والزكاة والشهادة:
(( ما آمن بالقرآن من استحل محاره ))
[ الترمذي عن صهيب ]
أما:
((من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة،
قيل وما حقها؟ قال: أن تحجبه عن محارم الله))
[ الترغيب والترهيب عن زيد بن أرقم بسند فيه مقال كبير ]
هذه الشهادة، والصلاة، والصوم، والحج، والزكاة،
لا تصح ولا تقبل ولا تقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادة التعاملية.
لذلك حجمك عند الله ينبع من عبادتك التعاملية،
وتدبر معى هذه القصة انها حقيقة وليست من درب الخيال
هناك جامع في الشام خطيبه رأى النبي عليه الصلاة والسلام، ،
يقول له: قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة،
جاره بقال، إنسان بسيط جداً، ما هذه البشارة من سيد الخلق؟
ومن رآني فقد رآني،
فهذا الذي يخطب على المنبر، قال له: لك عندي بشارة،
لن أقولها لك إلا إذا أخبرتني ماذا فعلت مع ربك؟ فامتنع،
فبعد إلحاح شديد
قال له: تزوجت إنسانة، بالشهر الخامس من زواجي كان حملها في الشهر التاسع،
واضح، هناك خطأ حملت من غيره،
قال له: بإمكاني أن أسحقها، وأن أفضحها، وأن أطلقها،
والشرع معي، والناس وأهلها معي، والمجتمع معي،
والقانون معي، لكن أردت أن أعينها على التوبة،
جاء لها بمن يولدها، ولدت، وحمل المولود تحت عباءته،
وتوجه إلى جامع الورد في دمشق،
وبقي واقفاً أمام الباب حتى نوى الإمام صلاة الفرض،
قال: الله أكبر،
دخل ووضعه إلى جانب الباب والتحق بالمصلين،
فلما انتهت الصلاة بكى هذا الغلام، تحلق المصلون حوله،
وتأخر هو حتى يكتمل تحلق المصلين حوله،
ثم اقترب، قال: ما القصة؟ قال: تعال انظر! جنين مولود لقيط،
قال: أنا أكفله، فأخذه، ودفعه إلى أمه من أجل أن تربيه،
قال له: قل لجارك فلان أنه رفيقي في الجنة.
لا بصلاة ولا صوم ولا زكاة ولا حج
وانما بحسن خلقه مع زوجته وستره اياها
فلذلك أحياناً الإنسان يستر يعلو عند الله،
يكرم يعلو عند الله،
يضحي يعلو عند الله،
حجمك عند الله بحجم عملك الصالح.
عندما يكون لك عمل صالح تتألق، تعرف ما هي السعادة،
عندما يكون لك عمل صالح صار معك صلة بالله، أنت مع من وصلت؟
مع الرحيم، مع الغني، مع القوي، مع الحليم، مع الودود، مع الشكور،
مع خالق السموات والأرض،
هذا الاتصال بالله، الاتصال يحتاج إلى عمل
﴿ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾
[ سورة فاطر: 10]
اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق فانه لا يهدى لاحسنها الا انت
واصرف عنا اسوا الاخلاق فانه لا يصرفها عنا الا انت
اللهم امين يارب العالمين
تعليق