بســم الله الـرحمــن الرحيــم
\
:: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ::
أيها الأحباب :
هيا شمروا عن سواعدكم ? فقد جاء شهر كريم , وأجر عظيم
بالعمل الصالح نرتقي , والدنيا مزرعة الآخره ,
وعبادة الرحمن خير ناصر على الأعداء .
/
مضى رجب وما أحسنت فيـه وهذا شهر شـعبان المبـارك
فيـا من ضيع الأوقـات جهلا بحرمتها أفق واحـذر بوارك
فسـوف تفـارق اللذات قهـرا ويخلى الموت قهرا منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا بتوبة مخلص واجعل مـدارك
على طلب السـلامة من جحيم فخير ذوي الجرائم من تدارك
\
* حديــث *
*أخرج أحمد في مسنده والنسائي وأبوداود وصححه ابن خزيمة عن أسامةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ ذَلِكَ شَهْرٌ
يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ
أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ (( واعتمده بن القيم وحسنه الألباني ))
هيا أحبتي البدار البدار إلى طاعة الرحيم الغفار
/
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك
أو مشاحن )) [ رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح ].
ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمه :
::
الوقفـه الأولـى :
أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك فتفقد نفسك يا عبد الله ، وفتش باطنها ، فلعلك
أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة ، ولا تظنن بنفسك خيرا
بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها ، ولا تقل أني بريء من الشركيات ، ولا يمكن
أن أقع فيها ، ويكفى أنني أعيش في بلد التوحيد ، فإن هذا غرور وجهل منك ، إذا كان
أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسه الشرك ، بل يخشى على
نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام ، قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام : واجنبني
وبنيّ أن نعبد الأصنام وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال : رب انهن أضللن
كثيراً من الناس .
قال إبراهيم التيمي : من يأمن البلاء بعد إبراهيم ؟ فلا يأمن الوقوع في الشرك إلا من
هو جاهل به، وبما يخلصه منه ،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه ؟ فقال : الرياء )) ومن عظيم فقه الإمام
المجدد محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد أن جعل بابا بعنوان : باب الخوف من
الشرك ثم ساق الآيات والأحاديث
في هذا المعنى ، والله عز وجل قد حذر نبيه بل وكل الأنبياء من الشرك ، وأوصي إليهم
بأن أعمالهم تحبط إن أشركوا ،
وهم الصفوة من الخلق فقال تعالى : ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من
الخاسرين ثم يقول له : بل الله فاعبد وكن من الشاكرين .
\
الوقفـه الثانـيـــه :
خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس ، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين ، والشحناء هي :
حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه ، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية ، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة
والرحمة ، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعا :
(( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس ، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا
كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول : انظروا هذين حتى يصطلحا )) ، وقد وصف الله
المؤمنين عموما بأنهم يقولون : ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل
في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . قال بعض السلف : أفضل الأعمال
سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ ، وسيد القوم
من يصفح ويعفو ، فأقِل يا عبد الله حتى تُقال .
/
الوقفـه الثالـثـــه :
إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان ، وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا
بيوتهم ، وكل هذا من البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه ولا تابعوهم ، وهم الحجة
لمن أراد سواء السبيل وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب،
وتنأى بنفسك عن الشرك ، وأن تصفح وتعفوا عمن بينك وبينه عداوة وشحناء ، أما إحداث البدع في هذه الليلة فإن
أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله ، وأن ينظروا هم حتى يتوبوا من بدعتهم .
\
الوقفـه الرابعـــه :
أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمه فإن هذا
من التنطع والغلو في الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا انتصف شعبان
فلا تصوموا حتى رمضان )) فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين يستقبلون رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان ، فهذا منهي عنه ، ولا يدخل في هذا
أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء ، أو النذر .
وما له تعلق بهذا أيضا ، حرمة صيام يوم الشك قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: من
صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم . ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه
هل هو من رمضان أو من شعبان و هو يوم الثلاثين ، فيحرم صومه بنية
الاحتياط قال : صلى الله عليه وسلم : (( لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه )) فهذا في الرجل
الذي له عادة ويصومه بنية التطوع لا بنية الفرض ، وأنه من رمضان أو بنية الاحتياط، فالنية هي الفيصل هنا ،
(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )) .
::
/
أسأل من الله العلي العظيم أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا
وأن يبلغنا رمضان ، وأن لا يقبضنا إليه إلا وهو راضٍ عنا
\
.. نقلتــه لكــم ..
.. جزى الله كاتبــه كل خيــر ..
\
:: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ::
أيها الأحباب :
هيا شمروا عن سواعدكم ? فقد جاء شهر كريم , وأجر عظيم
بالعمل الصالح نرتقي , والدنيا مزرعة الآخره ,
وعبادة الرحمن خير ناصر على الأعداء .
/
مضى رجب وما أحسنت فيـه وهذا شهر شـعبان المبـارك
فيـا من ضيع الأوقـات جهلا بحرمتها أفق واحـذر بوارك
فسـوف تفـارق اللذات قهـرا ويخلى الموت قهرا منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا بتوبة مخلص واجعل مـدارك
على طلب السـلامة من جحيم فخير ذوي الجرائم من تدارك
\
* حديــث *
*أخرج أحمد في مسنده والنسائي وأبوداود وصححه ابن خزيمة عن أسامةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ ذَلِكَ شَهْرٌ
يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ
أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ (( واعتمده بن القيم وحسنه الألباني ))
هيا أحبتي البدار البدار إلى طاعة الرحيم الغفار
/
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(( يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك
أو مشاحن )) [ رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح ].
ولنا مع هذا الحديث الذي يتعلق بالنصف من شعبان أربع وقفات مهمه :
::
الوقفـه الأولـى :
أن الله يغفر فيها لكل عباده إلا المشرك فتفقد نفسك يا عبد الله ، وفتش باطنها ، فلعلك
أن تكون مبتلى بشيء من هذه الشركيات المنتشرة في الأمة ، ولا تظنن بنفسك خيرا
بل فاتهمها في جانب الله وفي تقصيرها ، ولا تقل أني بريء من الشركيات ، ولا يمكن
أن أقع فيها ، ويكفى أنني أعيش في بلد التوحيد ، فإن هذا غرور وجهل منك ، إذا كان
أبو الأنبياء وإمام الحنفاء خليل الرحمن يخشى على نفسه الشرك ، بل يخشى على
نفسه وعلى بنيه عبادة الأصنام ، قال الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام : واجنبني
وبنيّ أن نعبد الأصنام وقد بين إبراهيم ما يوجب الخوف من ذلك فقال : رب انهن أضللن
كثيراً من الناس .
قال إبراهيم التيمي : من يأمن البلاء بعد إبراهيم ؟ فلا يأمن الوقوع في الشرك إلا من
هو جاهل به، وبما يخلصه منه ،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، فسئل عنه ؟ فقال : الرياء )) ومن عظيم فقه الإمام
المجدد محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد أن جعل بابا بعنوان : باب الخوف من
الشرك ثم ساق الآيات والأحاديث
في هذا المعنى ، والله عز وجل قد حذر نبيه بل وكل الأنبياء من الشرك ، وأوصي إليهم
بأن أعمالهم تحبط إن أشركوا ،
وهم الصفوة من الخلق فقال تعالى : ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من
الخاسرين ثم يقول له : بل الله فاعبد وكن من الشاكرين .
\
الوقفـه الثانـيـــه :
خطورة الشحناء والبغضاء بين الناس ، وأن الله لا يغفر للمتشاحنين ، والشحناء هي :
حقد المسلم على أخيه المسلم بغضا له لهوى في نفسه ، لا لغرض شرعي ومندوحة دينية ، فهذه تمنع المغفرة في أكثر أوقات المغفرة
والرحمة ، كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه مرفوعا :
(( تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس ، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا
كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول : انظروا هذين حتى يصطلحا )) ، وقد وصف الله
المؤمنين عموما بأنهم يقولون : ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل
في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . قال بعض السلف : أفضل الأعمال
سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ ، وسيد القوم
من يصفح ويعفو ، فأقِل يا عبد الله حتى تُقال .
/
الوقفـه الثالـثـــه :
إحياء بعض الناس لليلة النصف من شعبان ، وبعضهم يصليها في جماعة ويحتفلون بأشياء وربما زينوا
بيوتهم ، وكل هذا من البدع المحدثة التي لم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحبه ولا تابعوهم ، وهم الحجة
لمن أراد سواء السبيل وما ثبت في هذه الليلة من فضل هو ما قدمناه من أنك يجب عليك أن تحقق التوحيد الواجب،
وتنأى بنفسك عن الشرك ، وأن تصفح وتعفوا عمن بينك وبينه عداوة وشحناء ، أما إحداث البدع في هذه الليلة فإن
أهلها هم أولى الناس بالبعد عن رحمة الله ، وأن ينظروا هم حتى يتوبوا من بدعتهم .
\
الوقفـه الرابعـــه :
أن لا يصوم الإنسان بعد منتصف شعبان بنية استقبال رمضان وحتى يحتاط لشهر رمضان بزعمه فإن هذا
من التنطع والغلو في الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إذا انتصف شعبان
فلا تصوموا حتى رمضان )) فهذا الحديث وما في معناه للمتنطعين والمتشددين الذين يستقبلون رمضان بالصيام بنية الاحتياط لرمضان ، فهذا منهي عنه ، ولا يدخل في هذا
أن يصوم الإنسان ما كان معتادا له من صيام الاثنين والخميس مثلا، أو ثلاثة أيام من كل شهر، أو القضاء ، أو النذر .
وما له تعلق بهذا أيضا ، حرمة صيام يوم الشك قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: من
صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم . ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه
هل هو من رمضان أو من شعبان و هو يوم الثلاثين ، فيحرم صومه بنية
الاحتياط قال : صلى الله عليه وسلم : (( لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه )) فهذا في الرجل
الذي له عادة ويصومه بنية التطوع لا بنية الفرض ، وأنه من رمضان أو بنية الاحتياط، فالنية هي الفيصل هنا ،
(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى )) .
::
/
أسأل من الله العلي العظيم أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا
وأن يبلغنا رمضان ، وأن لا يقبضنا إليه إلا وهو راضٍ عنا
\
.. نقلتــه لكــم ..
.. جزى الله كاتبــه كل خيــر ..
تعليق