بسم الله الرحمن الرحيم
مواقف!
الحقوا العمارة تحترق!
استيقظ الأب مفزوعًا! الهاتف يحدث صوت (هزاز) مرات متكررة ...كأن هناك طرقات تكاد تحطم باب الشقة في الطابق الرابع!
أمسك بالهاتف النقال (15 مكالمة فائته) المتصل عمر ناجي!
نظر باستغراب إلى الساعة إنها الثانية وخمسة وأربعون دقيقة صباحًا!!! لم أنم إلا أقل من ساعة؟
فلماذا كل هذه المكالمات وفي هذا الوقت؟ ترى هل أصابه مكروه؟!!
انتبه صاحبنا إلى أن أجهزة التكيف كلها لا تعمل... الكهرباء مقطوعة!!....يا إلهي !! رائحة حريق!!!
هرع إلى المطبخ ... أنبوبة الغاز مغلقة ... (البوتجاز) ... لا أثر لأي حريق... ولكن الرائحة تزداد!!
انتقل إلى غرفة الأولاد ...اقترب من غرفة البنات ...لا شيء!!... أكيد عمر حصل له شيء ويستنجد بي
ربما الحريق من شقته بالطابق الثالث ... سأخرج إليه!!
اسرع إلى باب الشقة ليطمئن على زميله في العمل وجاره ... يا إلهي .... الدخان يدفع صاحبنا ويملأ شقته بمجرد فتح الباب ... سقط الهاتف من يده ... حرارة الدخان وكثافته توحي بأن العمارة كلها تحترق ... أيقظ زوجته صرخت ... طالبها بالهدوء هيا واحملي الصغيرة بسرعة لابد من الخروج ومغادرة الشقة ... لكن .... لا وقت ... السعال والظلام والدخان ... لا فرصة للنجاة!!
هيا بسرعة أيقظي البنات ... دخل غرفة أبنائه صرخ ... قوموا .... العمارة تحترق!!!
فزع الأبناء .. السعال والدخان ... تحسسوا باب الشقة ... امسكوا بأيدي بعضكم ... يتكلم الأب ... قولوا لا إله إلا الله ... كبروا فإن التكبير يطفئ الحريق!
لا يسمع سوى السعال ... بكى الصغير ... هاموت .... بسرعة ... تماسكوا ... يصطدموا ... يسقطوا ... يصطدموا مرة أخرى برجال الإطفاء وهم يصعدون لإطفاء الحريق ... بسرعة اخرجوا ...
يا إلهي ما الذي يحدث؟ ما هذا الحريق؟!
الحمد لله قل الدخان ... الطابق الأرضي سليم؟؟؟ تنفسوا ... كادوا يتقيؤوا ... أحمد... فين أحمد تقول الأم؟؟؟
أحمد؟؟؟ كان معكم!! ... أسرع باتجاه الصعود ... الأصوات تناديه لا تذهب ... ابني ... صعد الأب لاهثا كاد الإعياء يقتله الدخان ... اللهيب ... أحمد ... أحمد ... بابا ... هاموت .... اختطفه الأب من الطابق الثالث لقد تعثر ... وكاد يفقد الوعي!!
حمله الأب .. ونزل مسرعًا .. تارة يسقط ... ثم ينهض!!
وقع الأب أمام باب العمارة ..امسكوا الولد ضعوا عليه قليلا من الماء ... الماء؟؟؟ أسماء؟؟؟ البنت غير موجودة؟؟؟ ألم تنزل معكم ؟؟؟ لالالالا إنها في الشقة؟؟؟ تصرخ الأم ... زمانها ... لا تصعد ... كفاية واحدة .... تعال .... ارجع ... رجال الإطفاء يحاولون منعه ... اتركوني ... ابنتي مازالت في الشقة .... اختطف مصباحا من يد أحد الجنود ... الدخان لا يمكنك من رؤية أي شيء... وصل ...اصطدم ... لا ...الباب مغلقا .... يا رب ... أين أنا ... أي طابق هذا؟؟
الثالث ... أجاب أحد الجنود ... استدار الأب ... صعد في خطوات لا يدري كيف خطاها؟؟... الباب .. أسماء .. كح كح ... سعال شديد ... با ...با اخرجي ... تعالي ... لا أقدر ... تعبت ... وسط هذا السموم ... تعالي .. أخرجي رأسك من هذه النافذة ... استنشقي قليلا من الهواء من هذا الاتجاه ... تبكي ... الأب ... قولي لا إله إلا الله ... لا إله إلا الله ... الله أكبر ... أحسنتِ يا ابنتي ... هيا بسرعة ... سنخرج ... سننزل بسرعة امسكي يدي بقوة ... لا تتركيها ... السعال ... والسعال وحده ... يصطدموا بحديد الدرج ... هاهي أولى الدرجات بسرعة ... رجال الإطفاء يعملون ببطء شديد ... يا إلهي اللهيب يكاد يشوي الوجوه!!!
أسمـ....ماااااء ؟؟؟ با....با ... هاموت ... خلاص تماسكي ... اقتربنا ... الهواء ... باب العمارة ... الحمد لله ...
السكان جميعا ... كلهم ... خارج العمارة يمسكون بيد بعضهم البعض النساء تبكي ... الطفال يصرخون ... استقبلوا الأب وابنته ... الحمد لله ...الحمد لله ... لقد سقط الأب!!!
نعم ... امتلأ صدره بدخان ولهيب النيران ... تقيأ .. الحمد لله مازال على قيد الحياة!... ما هذا .. قيء اشبه بالقطران؟؟؟ أعوذ بالله بل هو كذلك؟؟
سعال شديد ... وكل ما خرج من صدره شيء كان أشبه بـ (الهباب) .. الذي صبغ ملابسه الخارجية باللون الأسود وبالتأكيد رئتيه نفس الشيء!! العرق يتصبب من جسده كله!
ها ...نادوا افسعاف ... أين الإسعاف ... تحتاج الإسعاف؟؟ يقول احدهم !!... يومئ برأسه أن نعم!!
حمل الأب ... في المستشفى ... تنفس بالأكسجين ... إبر تغرس في جسده... ترى؟؟
هل ينجو الأب بعد هذه الليلة العصيبة؟؟؟
هذه مواقف واقعية ... ووجدتها أشبه بما يحصل لمصر كلها ...
فهل نستطيع إنقاذها؟؟
أتمنى ذلك!
منقووووول
مواقف!
الحقوا العمارة تحترق!
استيقظ الأب مفزوعًا! الهاتف يحدث صوت (هزاز) مرات متكررة ...كأن هناك طرقات تكاد تحطم باب الشقة في الطابق الرابع!
أمسك بالهاتف النقال (15 مكالمة فائته) المتصل عمر ناجي!
نظر باستغراب إلى الساعة إنها الثانية وخمسة وأربعون دقيقة صباحًا!!! لم أنم إلا أقل من ساعة؟
فلماذا كل هذه المكالمات وفي هذا الوقت؟ ترى هل أصابه مكروه؟!!
انتبه صاحبنا إلى أن أجهزة التكيف كلها لا تعمل... الكهرباء مقطوعة!!....يا إلهي !! رائحة حريق!!!
هرع إلى المطبخ ... أنبوبة الغاز مغلقة ... (البوتجاز) ... لا أثر لأي حريق... ولكن الرائحة تزداد!!
انتقل إلى غرفة الأولاد ...اقترب من غرفة البنات ...لا شيء!!... أكيد عمر حصل له شيء ويستنجد بي
ربما الحريق من شقته بالطابق الثالث ... سأخرج إليه!!
اسرع إلى باب الشقة ليطمئن على زميله في العمل وجاره ... يا إلهي .... الدخان يدفع صاحبنا ويملأ شقته بمجرد فتح الباب ... سقط الهاتف من يده ... حرارة الدخان وكثافته توحي بأن العمارة كلها تحترق ... أيقظ زوجته صرخت ... طالبها بالهدوء هيا واحملي الصغيرة بسرعة لابد من الخروج ومغادرة الشقة ... لكن .... لا وقت ... السعال والظلام والدخان ... لا فرصة للنجاة!!
هيا بسرعة أيقظي البنات ... دخل غرفة أبنائه صرخ ... قوموا .... العمارة تحترق!!!
فزع الأبناء .. السعال والدخان ... تحسسوا باب الشقة ... امسكوا بأيدي بعضكم ... يتكلم الأب ... قولوا لا إله إلا الله ... كبروا فإن التكبير يطفئ الحريق!
لا يسمع سوى السعال ... بكى الصغير ... هاموت .... بسرعة ... تماسكوا ... يصطدموا ... يسقطوا ... يصطدموا مرة أخرى برجال الإطفاء وهم يصعدون لإطفاء الحريق ... بسرعة اخرجوا ...
يا إلهي ما الذي يحدث؟ ما هذا الحريق؟!
الحمد لله قل الدخان ... الطابق الأرضي سليم؟؟؟ تنفسوا ... كادوا يتقيؤوا ... أحمد... فين أحمد تقول الأم؟؟؟
أحمد؟؟؟ كان معكم!! ... أسرع باتجاه الصعود ... الأصوات تناديه لا تذهب ... ابني ... صعد الأب لاهثا كاد الإعياء يقتله الدخان ... اللهيب ... أحمد ... أحمد ... بابا ... هاموت .... اختطفه الأب من الطابق الثالث لقد تعثر ... وكاد يفقد الوعي!!
حمله الأب .. ونزل مسرعًا .. تارة يسقط ... ثم ينهض!!
وقع الأب أمام باب العمارة ..امسكوا الولد ضعوا عليه قليلا من الماء ... الماء؟؟؟ أسماء؟؟؟ البنت غير موجودة؟؟؟ ألم تنزل معكم ؟؟؟ لالالالا إنها في الشقة؟؟؟ تصرخ الأم ... زمانها ... لا تصعد ... كفاية واحدة .... تعال .... ارجع ... رجال الإطفاء يحاولون منعه ... اتركوني ... ابنتي مازالت في الشقة .... اختطف مصباحا من يد أحد الجنود ... الدخان لا يمكنك من رؤية أي شيء... وصل ...اصطدم ... لا ...الباب مغلقا .... يا رب ... أين أنا ... أي طابق هذا؟؟
الثالث ... أجاب أحد الجنود ... استدار الأب ... صعد في خطوات لا يدري كيف خطاها؟؟... الباب .. أسماء .. كح كح ... سعال شديد ... با ...با اخرجي ... تعالي ... لا أقدر ... تعبت ... وسط هذا السموم ... تعالي .. أخرجي رأسك من هذه النافذة ... استنشقي قليلا من الهواء من هذا الاتجاه ... تبكي ... الأب ... قولي لا إله إلا الله ... لا إله إلا الله ... الله أكبر ... أحسنتِ يا ابنتي ... هيا بسرعة ... سنخرج ... سننزل بسرعة امسكي يدي بقوة ... لا تتركيها ... السعال ... والسعال وحده ... يصطدموا بحديد الدرج ... هاهي أولى الدرجات بسرعة ... رجال الإطفاء يعملون ببطء شديد ... يا إلهي اللهيب يكاد يشوي الوجوه!!!
أسمـ....ماااااء ؟؟؟ با....با ... هاموت ... خلاص تماسكي ... اقتربنا ... الهواء ... باب العمارة ... الحمد لله ...
السكان جميعا ... كلهم ... خارج العمارة يمسكون بيد بعضهم البعض النساء تبكي ... الطفال يصرخون ... استقبلوا الأب وابنته ... الحمد لله ...الحمد لله ... لقد سقط الأب!!!
نعم ... امتلأ صدره بدخان ولهيب النيران ... تقيأ .. الحمد لله مازال على قيد الحياة!... ما هذا .. قيء اشبه بالقطران؟؟؟ أعوذ بالله بل هو كذلك؟؟
سعال شديد ... وكل ما خرج من صدره شيء كان أشبه بـ (الهباب) .. الذي صبغ ملابسه الخارجية باللون الأسود وبالتأكيد رئتيه نفس الشيء!! العرق يتصبب من جسده كله!
ها ...نادوا افسعاف ... أين الإسعاف ... تحتاج الإسعاف؟؟ يقول احدهم !!... يومئ برأسه أن نعم!!
حمل الأب ... في المستشفى ... تنفس بالأكسجين ... إبر تغرس في جسده... ترى؟؟
هل ينجو الأب بعد هذه الليلة العصيبة؟؟؟
هذه مواقف واقعية ... ووجدتها أشبه بما يحصل لمصر كلها ...
فهل نستطيع إنقاذها؟؟
أتمنى ذلك!
منقووووول
تعليق