أشرح الناس صدراً
الصفة البارزة في معلم الخير صلى الله عليه وسلم: انشراح الصدر والرضا والتفاؤل، فهو مبشر، ينهى عن المشقة والتنفير، ولا يعرف اليأس والإحباط، فالبسمة على محياه، والرضا في خلده، واليسر في شريعته، والوسطية في سنته، والسعادة في ملته.
إن جل مهمته أن يضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم. رويداً.. رويداً
إن من إضفاء السعادة على المخاطبين بكلمة الوعي، التدرج في المسائل، الأهم فالمهم، يصدق هذا وصيته صلى الله عليه وسلم لـمعاذ رضي الله عنه لما أرسله إلى اليمن :
(فليكن أول ما تدعوهم إليه، شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله..) الحديث.
إذن في المسألة أول وثان وثالث، فلماذا نقحم المسائل على المسائل إقحاماً، ولماذا نطرحها جملةً واحدةً؟
((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا)).
إن من سعادة المسلمين بإسلامهم أن يشعروا بالارتياح من تعاليمه، وباليسر في تلقي أوامره ونواهيه؛ لأنه أتى أصلاً لإنقاذهم من الاضطراب النفسي والتشرد الذهني والتفلت الاجتماعي.
التكليف لم يأت في الشرع إلا منفياً ((لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)) لأن
التكليف مشقة، والدين لم يأت بالمشقة، وإنما أتى لإزالتها.
إن الصحابي كان يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم وصيته، فيخبره بحديث مختصر يحفظه الحاضر والبادي، فإذا الواقعية ومراعاة الحال واليسر هي السمة البارزة في تلك النصائح الغالية.
إننا نخطئ يوم نسرد على المستمعين كل ما في جعبتنا من وصايا ونصائح، وتعاليم وسنن وآداب في مقام واحد ((وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا)).
اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد عدد ما ذكره الاولون والاخرون والحمد لله رب العالمين
اللهم اغفر لي وللمؤمنين وللمؤمنات الاحياء والامات
د.عائض القرني
تعليق