السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قامع الشهوات وشفاء الأحياء
الخوف والرجاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله المتفرد بالكبرياء، له ما في الأرض والسماء، وما بينهما من الأشياء، وصلاتي وسلامي على رسوله الأمين، وحجته المبين، ثم على آله وصحبه الميامين ومن تبعهم إلى يوم الدين.
أخي المسلم: كيف بفؤادك وقلبك إذا تذكرت عظمة الله تعالى وعظيم كبريائه؟
أم كيف أخي حال جوارحك إذا تذكرت ملكه المحيط وجبروته وعزته التي لا توصف؟
أخي في الله: أين ذهب قلبك وفكرك وأنت تقرأ كتابه العزيز؟
فتقف عند وعيده.. وشديد عقابه.. ما يتفطر له أكباد الخائفين.. وتوجل منه قلوب المتقين.
أخي: { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 12]
{وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]
{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران:28 ]
أخي المسلم: خوف الله تعالى ملأ قلوب العارفين.. وملك أفئدة المتقين.. ففارقوا اللذات.. وهجروا الشهوات.. وعكفوا على الصالحات.. فأناروا نهارهم بالذكر والحسرات.. وليلهم بالتهجد والآهات..
عجبت للنار نام راهبها *** وجنة الخلد نام راغبها
عجبت للجنة التي شوق *** الله إليها إذا نام طالبها
إني لفي ظلمة من الحب*** للدنيا وأهل التقى كواكبها
{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [الأعراف: 56]
أخي: "أمر بأن يكون الإنسان في حالة تقرب وتخوف وتأميل لله عز وجل"..(الإمام القرطبي)
أخي المسلم: لا ينال مرتبة الخوف من الله تعالى والخشية منه إلا الصادقون.. المخلصون.. الواقفون على باب خدمته سبحانه وتبارك.. وإن شئت أخي أخبرتك عن أعظم الخلق خوفاً لله تعالى.. وأطلعتك على سر هذا الخوف..
فاسمع مني أخي رعاني الله وإياك "كلما كان العبد أقرب إلى ربه كان أشد له خشية ممن دونه". وقد وصف الله تعالى الملائكة بقوله: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [النحل 50]
والأنبياء بقوله: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ } [الأحزاب: 39] الإمام ابن حجر.
أخي في الله: أولئك هم أعلى الخلق في الخوف من الله تعالى، وتعال معي لأخبرك عن سر هذا الخوف!
"وإنما كان خوف المقربين أشد لأنهم يطالبون بما لا يطالب به غيرهم، فيراعون تلك المنزلة، ولأن الواجب لله منه الشكر على المنزلة فيتضاعف بالنسبة لعلو تلك المنزلة". الإمام ابن حجر
وأنت أخي لك نصيبك من هذا الخوف.. تحسه في نفسك، وتلمسه بين جوانحك إن صدق إيمانك.. وعظم يقينك..
"فالعبد إن كان مستقيماً فخوفه من سوء العقاب لقوله تعالى: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } [الأنفال: 24]
أو نقصان الدرجة بالنسبة، وإن كان مائلاً فخوفه من سوء فعله، وينفعه ذلك مع الندم والإقلاع، فإن الخوف ينشأ من معرفة قبح الجناية والتصديق بالوعيد عليها وأن يُحرم التوبة، أولا يكون ممن شاء الله أن يغفر له، فهو مشفق من ذنبه طالب من ربه أن يدخله فيمن يغفر له". الإمام ابن حجر.
أخي المسلم: ألا أخبرك بأعجب أحوال الخائفين؟!
عساك أن تكون من هذا الفريق.. فيصلح قلبك.. وتهفو نفسك إلى بارئك.. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟
قال: «لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم: أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون». رواه الترمذي وأحمد والحاكم.
أخي في الله: إملأ قلبك من الخوف منه تعالى.. يؤمنك مما تخاف.. ويختم لك بالحسنى عند آخر يوم المطاف..
فلا تكن أخي من اللاهين عن عظمة ملك الملوك.. قيَّام السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من مالك ومملوك.. قال الحسن البصري: "ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق".
ومن وصايا الفضيل بن عياض لهارون الرشيد: "يا أمير المؤمنين فرغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه فيقطعاك عن معاصي الله ويباعداك من عذاب النار".
وقال ذو النون: "الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق".
وقال أبو سليمان الدارني: "ما فارق الخوف قلباً إلا خرب".
وقال إبراهيم بن سفيان: "إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها".
فخف الإله فإنه من خافه *** سكن الجنان مجاوراً رضوانا
ولمن عصى نار يقال لها لظى*** تشوي الوجوه وتحرق الأبدانا
تبكي وحق لنا البكا يا قومنا*** كي لا يؤاخذنا بما قد كسانا
وقال ابن المبارك: "من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصير ثم لا يبالي ولا يحزن عليه".
قامع الشهوات وشفاء الأحياء
الخوف والرجاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله المتفرد بالكبرياء، له ما في الأرض والسماء، وما بينهما من الأشياء، وصلاتي وسلامي على رسوله الأمين، وحجته المبين، ثم على آله وصحبه الميامين ومن تبعهم إلى يوم الدين.
أخي المسلم: كيف بفؤادك وقلبك إذا تذكرت عظمة الله تعالى وعظيم كبريائه؟
أم كيف أخي حال جوارحك إذا تذكرت ملكه المحيط وجبروته وعزته التي لا توصف؟
أخي في الله: أين ذهب قلبك وفكرك وأنت تقرأ كتابه العزيز؟
فتقف عند وعيده.. وشديد عقابه.. ما يتفطر له أكباد الخائفين.. وتوجل منه قلوب المتقين.
أخي: { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 12]
{وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]
{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} [آل عمران:28 ]
أخي المسلم: خوف الله تعالى ملأ قلوب العارفين.. وملك أفئدة المتقين.. ففارقوا اللذات.. وهجروا الشهوات.. وعكفوا على الصالحات.. فأناروا نهارهم بالذكر والحسرات.. وليلهم بالتهجد والآهات..
عجبت للنار نام راهبها *** وجنة الخلد نام راغبها
عجبت للجنة التي شوق *** الله إليها إذا نام طالبها
إني لفي ظلمة من الحب*** للدنيا وأهل التقى كواكبها
{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ } [الأعراف: 56]
أخي: "أمر بأن يكون الإنسان في حالة تقرب وتخوف وتأميل لله عز وجل"..(الإمام القرطبي)
أخي المسلم: لا ينال مرتبة الخوف من الله تعالى والخشية منه إلا الصادقون.. المخلصون.. الواقفون على باب خدمته سبحانه وتبارك.. وإن شئت أخي أخبرتك عن أعظم الخلق خوفاً لله تعالى.. وأطلعتك على سر هذا الخوف..
فاسمع مني أخي رعاني الله وإياك "كلما كان العبد أقرب إلى ربه كان أشد له خشية ممن دونه". وقد وصف الله تعالى الملائكة بقوله: {يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [النحل 50]
والأنبياء بقوله: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ } [الأحزاب: 39] الإمام ابن حجر.
أخي في الله: أولئك هم أعلى الخلق في الخوف من الله تعالى، وتعال معي لأخبرك عن سر هذا الخوف!
"وإنما كان خوف المقربين أشد لأنهم يطالبون بما لا يطالب به غيرهم، فيراعون تلك المنزلة، ولأن الواجب لله منه الشكر على المنزلة فيتضاعف بالنسبة لعلو تلك المنزلة". الإمام ابن حجر
وأنت أخي لك نصيبك من هذا الخوف.. تحسه في نفسك، وتلمسه بين جوانحك إن صدق إيمانك.. وعظم يقينك..
"فالعبد إن كان مستقيماً فخوفه من سوء العقاب لقوله تعالى: {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ } [الأنفال: 24]
أو نقصان الدرجة بالنسبة، وإن كان مائلاً فخوفه من سوء فعله، وينفعه ذلك مع الندم والإقلاع، فإن الخوف ينشأ من معرفة قبح الجناية والتصديق بالوعيد عليها وأن يُحرم التوبة، أولا يكون ممن شاء الله أن يغفر له، فهو مشفق من ذنبه طالب من ربه أن يدخله فيمن يغفر له". الإمام ابن حجر.
أخي المسلم: ألا أخبرك بأعجب أحوال الخائفين؟!
عساك أن تكون من هذا الفريق.. فيصلح قلبك.. وتهفو نفسك إلى بارئك.. عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } قالت عائشة أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟
قال: «لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون، وهم يخافون أن لا يقبل منهم: أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون». رواه الترمذي وأحمد والحاكم.
أخي في الله: إملأ قلبك من الخوف منه تعالى.. يؤمنك مما تخاف.. ويختم لك بالحسنى عند آخر يوم المطاف..
فلا تكن أخي من اللاهين عن عظمة ملك الملوك.. قيَّام السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من مالك ومملوك.. قال الحسن البصري: "ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق".
ومن وصايا الفضيل بن عياض لهارون الرشيد: "يا أمير المؤمنين فرغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه فيقطعاك عن معاصي الله ويباعداك من عذاب النار".
وقال ذو النون: "الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق".
وقال أبو سليمان الدارني: "ما فارق الخوف قلباً إلا خرب".
وقال إبراهيم بن سفيان: "إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها وطرد الدنيا عنها".
فخف الإله فإنه من خافه *** سكن الجنان مجاوراً رضوانا
ولمن عصى نار يقال لها لظى*** تشوي الوجوه وتحرق الأبدانا
تبكي وحق لنا البكا يا قومنا*** كي لا يؤاخذنا بما قد كسانا
وقال ابن المبارك: "من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصير ثم لا يبالي ولا يحزن عليه".
تعليق