القلب ..المُضغة العجيبة
القلب هذه الآلة العجيبة التي وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم بالمضغة لصغر حجمه مقارنة مع عظم دوره
القلب هذه الآلة التي تضخ الدم في سائر الأعضاء
القلب الذي بتوقفه عن الحركة يتوقف الجسم و نفارقه الحياة
هكذا سبحان الله..ينبض وينبض
مستيقظ الإنسان غارق في سُباته ،الجسم لا يشعر، كل الأعضاء تقريبا نامت ، والقلب..
لن أسترسل في الحديث عنه من الناحية العلمية ولننتقل لسيرته الذاتية من الناحية الروحانية إن صح التعبير.
سبحان الواحد الأحد!!عضو صغير يحمل بين ثناياه الكثير..
. يحمل عمرا بحُلوه ومُره، بخيره وشره.
لا إله إلا الله ما أعظمه!!!!
خلق فأبدع....فسبحان البديع
"إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب " متفق عليه
إطلالة خفيفة على السيرة النبوية تُبين لنا أهمية تنقية القلب من خلال واقعة شق الصدر التي حدثت للنبي في طُفولته وهو في سن الرابعة تقريبا.
حيث روى مسلم عن أنس (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل ،وهو يلعب مع الغلمان ،فأخذه فصرعه ،فشق عن قلبه ، فاستخرج القلب،فاستخرج منه علقة،فقال هذا حظ الشيطان منك،ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم...)الشاهد في الأمر أن القلب يجب أن يكون نقيا صافيا من كل شائبة
حتى الأنبياء عليهم أزكى سلام يجب أن يُزال من قلبهم كل حظ من الشيطان كي يستقبل الوحي وهو طاهر
سبحان الله كل عضو من أعضاء الجسم له عمل خُلق له،إذا أصابه مرض يُشخص بسهولة وهنا يتم علاجه أو بتره.
إلا القلب فمرضه يكون حسيا أو معنويا
الحسي عذابه مُؤقت ينتهي بانتهاء حياة الشخص.
أما المعنوي فيبقى مستمرا وثمرته تكون علقما والعياد بالله في الآخرة.
لقد أودع الله في القلب اكبر ميزة يختص بها الإنسان عن باقي الكائنات الحية
أودع فيه العقل مصداقا لقوله تعالى في عدة آيات من كتابه الحكيم:
-"فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ"
- " لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ"
-"أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها "
-"نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأمِينُ عَلَىَ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ "
لننتقل لأمراض القلوب عافانا الله جميعا منها
ولا عجب فكلام الله تعالى يُؤكد ذلك حيث قال سبحانه :
"فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ"
لا يمكننا أن نُحصيها لكن لابأس من إطلالة خفيفة عليها
الكفـــــــــــر
أكثر الأمراض خُطورة
وهو أول مرض وأصعب مرض
هو إنكارللدين..للملة..ظُلُمات لا ينفع معها عمل.قد يكفر الإنسان في لهوه ومزاحه دون شُعور
النفاق
هو صاحب الوجهين ..حرباء تتقلب..
مرة مع المؤمنين وأخرى مع الفاسقين
مرة مادحا للشخص ومرة قادحا لنفس الشخص..
الكـــــــــــــذب
الكذب يهدي للفُجور والفُجور يهدي إلى النار
الشرك
وهو تمزيق للقلب بإعطاء الربوبية لغير الله
من ذبح لغير الله..وتوسل بالأضرحة..وطلب العون من الموتى..
الريـــــــــــاء
كم من واحد يقوم بعبادته على أكمل وجه ليطلع الناس عليه ليمدحوه..يُرائي الناس ،ويتجاهل رب الناس
وحين يخلو بنفسه يتجاهل وجود ربه.
الحســــــــد وما أدراك ما الحسد !
داء العصر ولا حول ولا قوة إلا بالله
آيات وأحاديث كثيرة تذم الحسد
لنجمعها مع بعض ونذكر منها
قوله صلى الله عليه وسلم:
الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب (أخرجه ابن ماجة من حديث أنس-)
-(لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا (متفق عليه)
-(دب إليكم داء الأُمم قبلكم الحسد والبغضاء..(أخرجه الترمذي)
أما الآيات نذكر منها قوله تعالى:
-"قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ "
-"وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آَدَمَ بِالحَق ِّإِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآَخَرقَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ"
إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ"
وفي الحسد قيل أيضا:
قال ابو الدرداء:ما أكثر عبد من ذكر الموت إلا قل فرحُه ،وقل حسدُه.
قال معاوية:كل الناس أقدر على رضاه إلا حاسد نعمة فإنه لا يُرضيه إلا زوالها.
وصدق من قال:
كل العداوات قد تٌرجى إماتتها.....إلا عداوة من عاداك من حسد
وقال آخر:
لله در الحسد ما أعدله.......بدأبصاحبه فقتله
البُخــــــــــل
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
-"وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المفلحون"
-" الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ"
وقال عليه افضل صلاة وأزكى سلام
في ذم البخل :
خصلتان لا تجتمعان في مؤمن : البخل وسوء الخُلُق
-أخرجه الترمذي-
قال ابو الدرداء:ما أكثر عبد من ذكر الموت إلا قل فرحُه ،وقل حسدُه.
قال معاوية:كل الناس أقدر على رضاه إلا حاسد نعمة فإنه لا يُرضيه إلا زوالها.
وصدق من قال:
كل العداوات قد تٌرجى إماتتها.....إلا عداوة من عاداك من حسد
وقال آخر:
لله در الحسد ما أعدله.......بدأبصاحبه فقتله
البُخــــــــــل
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
-"وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المفلحون"
-" الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ"
وقال عليه افضل صلاة وأزكى سلام
في ذم البخل :
خصلتان لا تجتمعان في مؤمن : البخل وسوء الخُلُق
-أخرجه الترمذي-
ن الحمد لله الذي من علينا بنعمة الإيمان
جاد علينا وهو الجواد الكريم بنعمة التوبة والعودة إليه
فالذي ابتُلي بأحد هذه الأمراض جعل الله له التوبة سبيلا يتبعه ليغتسل من كل شائبة علقت بقلبه
فلنلحق قلوبنا ولنغسلها بالطرق التالية:
أولا التوبة ثم التوبة ثم التوبة المصحوبة بالندم ورد المظالم والعزم على عدم العودة للذنب
ثم
-القيام بالعبادات كما امرنا الله تعالى
- الصدق مع الله ..مع النفس..ومع الناس
-التوكل على الحي الذي لا يموت
-الشكر لله ..ثم للناس
-الصبر
-الرضي بما قسم لنا الله
-التوبة باستمرار
-الرحمة
- العفو ..والحلم
.
.
.
وأبواب الخير كثيـــــــــــــــــــرة ولله الحمد
والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته
تعليق