السلام عليكم
عندما يَصلُ كلُّ النَّاس إلى أرض المحشَر ، يَقفُون عليها جميعًا ، كلُّ الخَلْق ، مِن آدم عليه السَّلام إلى آخر مَن قامَتْ عليهم السَّاعة . زحامٌ شديد ، والكُلُّ وُقوف ، أنا وأنت وكلُّ البَشَر ، ليس لساعات أو لأيَّام ، وإنَّما لِمُدَّة طويلة وطويلة جدّا ، وردَ تحديدها في بعض الأحاديث النَّبويَّة بأنَّها خمسون ألف سنة !
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ما مِنْ صاحِب ذَهَبٍ ولا فِضَّة لا يُؤدّي منها حقَّها (أي لا يُؤدّي زكاتَها) ، إلاَّ إذا كان يومُ القيامَة صفحَتْ له صَفائح من نار ، فأُحْمِيَ عليها في نار جهنَّم ، فَيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبينُه وظَهْرُه ، كُلَّما بردَتْ أُعِيدَتْ له ، في يومٍ كان مقدارُه خَمْسينَ ألْفَ سَنَة ، حتَّى يُقَضَى بين العباد ، فَيَرى سَبيلَه إمَّا إلى الجنَّة وإمَّا إلى النَّار . (صحيح مسلم - الجزء 2 - ص 680 - رقم الحديث 987) .
في هذا اليوم الطَّويل ، تُدْنَى الشَّمسُ من رؤوس العباد حتَّى تكاد تحرقهم . فقد روى ابنُ حِبَّان في صحيحه عن سليم بن عامر عن المقداد رضي الله عنهما ، قال : سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : إذا كان يومُ القيامة ، أُدْنِيَت الشَّمسُ من العباد حتَّى تكونَ قَيْدَ ميل أو ميلين .
قال سليم : لا أدري أيّ الميلَيْن يَعْنِي : أمسافة الأرض ؟ أم الميل الذي تكحلُ به العين ؟
قال (المقداد) : فتَصْهَرهُم الشَّمسُ ، فيكُونُون في العَرَق كَقَدْر أعمالِهم ، فمِنْهُم مَن يأخُذه إلى عَقِبَيْه ، ومِنْهُم مَن يأخُذه إلى رُكْبَتَيْه ، ومِنْهُم مَن يأخُذه إلى حَقْوَيْه ، ومِنْهُم مَن يُلْجِمُهُ إلْجامًا .
قال (المقداد) : فرأيتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يُشِيرُ بِيَده إلى فيه ، يقول : يُلْجِمُهُ إلْجامًا ! (صحيح ابن حبّان - الجزء 16 - ص 325 - رقم الحديث 7330) .
وفي هذا اليوم الطَّويل ، يُؤتَى بِجَهَنَّم لتُحيطَ بالعباد . يقول تعالى : { كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا 21 وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا 22 وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى 23 يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي 24 } (89- الفجر 21-24) .
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : يُؤتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذ ، لَها سَبْعُون ألْفَ زمام ، مع كلّ زمام سَبْعُون ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها ! (صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 2184 - رقم الحديث 2842) .
في هذا الزّحام الشَّديد ، والشَّمسُ فوق رؤوس العباد ، وجهنَّم مُحيطة بهم ، يُظِلُّ اللهُ تعالى أصنافًا من عباده المؤمنين وردَ ذِكْرُهم في عدَّة أحاديث نبويَّة . مِن ذلك ما رواه ابنُ حِبَّان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنهما ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : سَبْعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلّه يَومَ لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّه : إمامٌ عادِل ، وشابٌّ نَشَأ في عبادة الله ، ورجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالمسْجِد إذا خرجَ منه حتَّى يَعُود إليه ، ورجُلان تَحَابَّا في الله اجْتَمَعَا على ذلكَ وتَفَرَّقَا ، ورجُلٌ ذَكَر اللهَ خالِيًا ففاضَتْ عَيْناه ، ورجُلٌ دَعَتْهُ امرأةٌ ذات حَسَبٍ وجَمال فقال إنّي أخافُ الله ، ورجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَة فأخْفَاها حتَّى لا تَعْلَم شِمَالُه ما تُنْفِقُ يَمينُه . (صحيح ابن حبّان - الجزء 16 - ص 332 - رقم الحديث 7338) .
وفي هذا الجوّ الشَّديد الحرارة، يبلُغُ العطش من النَّاس كلَّ مبلغ ، فيفزعُون إلى أحواض الأنبياء عليهم السَّلام . فقد روى التّرمذي في سُننه عن سَمُرَة (بن جُنْدُب) رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : إنَّ لِكُلّ نَبيٍّ حَوْضًا ، وإنَّهم يَتَبَاهَوْنَ أيُّهم أكْثَر واردة (أي أيُّهم أكثرُ أتباعًا يَردُون حوضَهم لِيَشرَبُوا منه) ، وإنّي أرجُو أن أكون أكْثَرهُم واردة . (الجامع الصّحيح سنن التّرمذي - الجزء 4 - ص 628 - رقم الحديث 2443) .
ولكنَّ النَّاسَ لن يَتَمكَّنُوا كُلّهم من إرواء عطَشِهم ، لأنَّ منهم مَن سَيُمنع من ذلك ، إمَّا لأنَّه لم يكن في الدُّنيا يُؤمن بالله ولا برُسُلِه ولا باليوم الآخر، أو أنَّه آمَنَ بنَبيّ زمانه ولكنَّه لم يَمتَثِلْ لِما جاءهُ به من تشريعات .
وكم ستكُون كبيرةٌ خيبةُ أمل المسيحيّين الذين ادَّعَوْا أنَّ المسيحَ عيسى عليه السَّلام ابنُ الله ، عندما يُطْرَدون عن حَوْضِه ، وكذلك اليهود الذين تقوَّلُوا على الله وأنبيائه الكرام ، عندما يُدْفَعُون عن أحواض أنبيائهم ، وكذلك أناس من المسلمين ارتكبُوا معاصي كبيرة ، عندما يُمْنَعُون من الشُّرب من حوض نبيّنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم !
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : إنّي على الحَوْض حتَّى أنْظُر مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُم ، وسَيُؤخَذُ أُناسٌ دُوني ، فأقول : يا رَبّ ، مِنّي ومن أُمَّتي ! فَيُقالُ : أما شَعُرتَ ما عَمِلُوا بَعْدَك ؟! واللهِ ما بَرحُوا بَعْدَك يَرجِعُون على أعْقابِهم . (صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 1794 - رقم الحديث 2293) .
أمَّا عن سِعَة الحَوض وطِيب مائه ، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو (بن العاص) رضي الله عنه ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : حَوْضِي مَسيرة شَهْر ، ماؤُه أبْيَض من اللَّبَن ، وريحُهُ أطْيَب من المسْك ، وكِيزَانُه (أي أكوابُه أو كؤوسُه) كَنُجُوم السَّماء ، مَن شَربَ منها فلا يَظْمَأُ أبدًا . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 5 - ص 2405 - رقم الحديث 6208) .
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : ما مِنْ صاحِب ذَهَبٍ ولا فِضَّة لا يُؤدّي منها حقَّها (أي لا يُؤدّي زكاتَها) ، إلاَّ إذا كان يومُ القيامَة صفحَتْ له صَفائح من نار ، فأُحْمِيَ عليها في نار جهنَّم ، فَيُكْوَى بها جَنْبُهُ وجَبينُه وظَهْرُه ، كُلَّما بردَتْ أُعِيدَتْ له ، في يومٍ كان مقدارُه خَمْسينَ ألْفَ سَنَة ، حتَّى يُقَضَى بين العباد ، فَيَرى سَبيلَه إمَّا إلى الجنَّة وإمَّا إلى النَّار . (صحيح مسلم - الجزء 2 - ص 680 - رقم الحديث 987) .
في هذا اليوم الطَّويل ، تُدْنَى الشَّمسُ من رؤوس العباد حتَّى تكاد تحرقهم . فقد روى ابنُ حِبَّان في صحيحه عن سليم بن عامر عن المقداد رضي الله عنهما ، قال : سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : إذا كان يومُ القيامة ، أُدْنِيَت الشَّمسُ من العباد حتَّى تكونَ قَيْدَ ميل أو ميلين .
قال سليم : لا أدري أيّ الميلَيْن يَعْنِي : أمسافة الأرض ؟ أم الميل الذي تكحلُ به العين ؟
قال (المقداد) : فتَصْهَرهُم الشَّمسُ ، فيكُونُون في العَرَق كَقَدْر أعمالِهم ، فمِنْهُم مَن يأخُذه إلى عَقِبَيْه ، ومِنْهُم مَن يأخُذه إلى رُكْبَتَيْه ، ومِنْهُم مَن يأخُذه إلى حَقْوَيْه ، ومِنْهُم مَن يُلْجِمُهُ إلْجامًا .
قال (المقداد) : فرأيتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهو يُشِيرُ بِيَده إلى فيه ، يقول : يُلْجِمُهُ إلْجامًا ! (صحيح ابن حبّان - الجزء 16 - ص 325 - رقم الحديث 7330) .
وفي هذا اليوم الطَّويل ، يُؤتَى بِجَهَنَّم لتُحيطَ بالعباد . يقول تعالى : { كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا 21 وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا 22 وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى 23 يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي 24 } (89- الفجر 21-24) .
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن عبد الله (بن مسعود) رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : يُؤتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذ ، لَها سَبْعُون ألْفَ زمام ، مع كلّ زمام سَبْعُون ألْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَها ! (صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 2184 - رقم الحديث 2842) .
في هذا الزّحام الشَّديد ، والشَّمسُ فوق رؤوس العباد ، وجهنَّم مُحيطة بهم ، يُظِلُّ اللهُ تعالى أصنافًا من عباده المؤمنين وردَ ذِكْرُهم في عدَّة أحاديث نبويَّة . مِن ذلك ما رواه ابنُ حِبَّان في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أو عن أبي هُرَيْرة رضي الله عنهما ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : سَبْعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلّه يَومَ لا ظِلَّ إلاَّ ظِلُّه : إمامٌ عادِل ، وشابٌّ نَشَأ في عبادة الله ، ورجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بالمسْجِد إذا خرجَ منه حتَّى يَعُود إليه ، ورجُلان تَحَابَّا في الله اجْتَمَعَا على ذلكَ وتَفَرَّقَا ، ورجُلٌ ذَكَر اللهَ خالِيًا ففاضَتْ عَيْناه ، ورجُلٌ دَعَتْهُ امرأةٌ ذات حَسَبٍ وجَمال فقال إنّي أخافُ الله ، ورجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَة فأخْفَاها حتَّى لا تَعْلَم شِمَالُه ما تُنْفِقُ يَمينُه . (صحيح ابن حبّان - الجزء 16 - ص 332 - رقم الحديث 7338) .
وفي هذا الجوّ الشَّديد الحرارة، يبلُغُ العطش من النَّاس كلَّ مبلغ ، فيفزعُون إلى أحواض الأنبياء عليهم السَّلام . فقد روى التّرمذي في سُننه عن سَمُرَة (بن جُنْدُب) رضي الله عنه ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : إنَّ لِكُلّ نَبيٍّ حَوْضًا ، وإنَّهم يَتَبَاهَوْنَ أيُّهم أكْثَر واردة (أي أيُّهم أكثرُ أتباعًا يَردُون حوضَهم لِيَشرَبُوا منه) ، وإنّي أرجُو أن أكون أكْثَرهُم واردة . (الجامع الصّحيح سنن التّرمذي - الجزء 4 - ص 628 - رقم الحديث 2443) .
ولكنَّ النَّاسَ لن يَتَمكَّنُوا كُلّهم من إرواء عطَشِهم ، لأنَّ منهم مَن سَيُمنع من ذلك ، إمَّا لأنَّه لم يكن في الدُّنيا يُؤمن بالله ولا برُسُلِه ولا باليوم الآخر، أو أنَّه آمَنَ بنَبيّ زمانه ولكنَّه لم يَمتَثِلْ لِما جاءهُ به من تشريعات .
وكم ستكُون كبيرةٌ خيبةُ أمل المسيحيّين الذين ادَّعَوْا أنَّ المسيحَ عيسى عليه السَّلام ابنُ الله ، عندما يُطْرَدون عن حَوْضِه ، وكذلك اليهود الذين تقوَّلُوا على الله وأنبيائه الكرام ، عندما يُدْفَعُون عن أحواض أنبيائهم ، وكذلك أناس من المسلمين ارتكبُوا معاصي كبيرة ، عندما يُمْنَعُون من الشُّرب من حوض نبيّنا محمّد صلَّى الله عليه وسلَّم !
فقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ، أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال : إنّي على الحَوْض حتَّى أنْظُر مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُم ، وسَيُؤخَذُ أُناسٌ دُوني ، فأقول : يا رَبّ ، مِنّي ومن أُمَّتي ! فَيُقالُ : أما شَعُرتَ ما عَمِلُوا بَعْدَك ؟! واللهِ ما بَرحُوا بَعْدَك يَرجِعُون على أعْقابِهم . (صحيح مسلم - الجزء 4 - ص 1794 - رقم الحديث 2293) .
أمَّا عن سِعَة الحَوض وطِيب مائه ، فقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمرو (بن العاص) رضي الله عنه ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال : حَوْضِي مَسيرة شَهْر ، ماؤُه أبْيَض من اللَّبَن ، وريحُهُ أطْيَب من المسْك ، وكِيزَانُه (أي أكوابُه أو كؤوسُه) كَنُجُوم السَّماء ، مَن شَربَ منها فلا يَظْمَأُ أبدًا . (الجامع الصّحيح المختصر - الجزء 5 - ص 2405 - رقم الحديث 6208) .
تعليق