السلام عليكم و رحمة الله
فضل الصبر على البلاء
عن ام العلاء قالت :عادنى رسول الله صلى الله عليه و سلم و انا مريضة , فقال : "ابشرى يا ام العلاء , مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب و الفضة " صحيح
اختى المؤمنة:
حتما سوف تتعرضين فى هذه الدنيا الى البلاء , الذى قد يكون فى نفسك , او فى زوجك , او فى ولدك الى غيرهؤلاء من عشيرة المرء و قومه .
و هنا يظهر مقدار الايمان الذى لديك , فأن الله انزل بك البلاء لكى يختبر ايمانك , هل ستصبرين ام تسخطين ؟؟ , و لا ترضين بقضاء الله .
و هذه الوصية التى بين يديك الان , يقف النبى صلى الله عليه و سلم ناصحا لأم العلاء - رضى الله عنها - مبينا لها ان المؤمن انما يبتليه ربه لكى يمحصه من الخطايا و الذنوب.
وعندما تتـملين فى كتاب الله سوف تجدين ان الذى ينتفع بالآيات و العظات و العبر انما هم اهل الصبر , كما قال عز و جل :{وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ{32} إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ{33}
[الشورى : 32-33 ]
و سوف تجدين ان الله اثنى على اهل الصبر و مدحهم به فقال: وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
[البقرة : 177]
و سوف تعرفين ان اهل الصبر هم اهل محبة الله , كما قال عز و جل {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}
[ال عمران :146]
و ستجدين ان الله يجزى اهل الصبر بأحسن اعمالهم , بل و يزيدهم , فيجزيهم اجرهم بغير حساب , كما قال تبارك و تعالى :{وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
[النحل :96] و قال : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر 10]
بل سوف تدركين ان الفوز فى يوم القيامة , و النجاة من النار , سيكون لأهل الصبر , كما قال جل ثنأؤه :{وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ{23} سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ{24}}
[الرعد :23-24]
نعم اختى المسلمة كل هذا الجزاء , و ذلك الثواب لأهل الصبر على البلاء و لم لا ؟!!! و المؤمن دائما حاله فى خير .
فعن صهيب - رضى الله عنه - ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:"عجبا لأمر المؤمن ,ان امره كله خير , ان اصابته سراء شكر , فكان خيرا له , و ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له "
و لابد لك ايتها الاخت المؤمنة ان تعلمى ان الله يختبرك بقدر ما لديك من الايمان , فأن كان ايمانك عظيم القدر , شدد الله عليكى فى البلاء , و ان كان فى دينك الضعف خفف الله عليكى فى البلاء , استمعى : عن سعد بن ابى وقاص - رضى الله عنه - قال :قلت يا رسول الله اى الناس اشد البلاء ؟؟ : قال " الانبياء , ثم الامثل فالأمثل , يبتلى الرجل على حسب دينه , فأن كان فى دينه صلبا اشتد بلأؤه و ان كان فى دينه رقة ابتلى على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشى على الارض , وما عليه خطيئة "
و عن ابى سعيد الخدرى - رضى الله عنه - قال :دخلت على النبى صلى الله عليه و سلم و هو يوعك فوضعت يدى عليه , فوجدت حره بين يدى فوق اللحاف , فقلت : يا رسول الله ما اشدها عليك !! فقال:"انا كذلك يضعف لنا البلاء , و يضاعف الاجر " , قلت :يا رسول الله !! اى الناس اشد البلاء ؟؟؟ قال: "الانبياء" قلت :يا رسول الله ثم من ؟؟؟ قال :"ثم الصالحون" , و ان كان احدهم لا يبتلى بالفقر , حتى ما يجد احدهم الا العباءة يحويها , و ان كان احدهم لا يفرح بالبلاء يفرح احدكم بالرخاء "
و عن ابى هريرة -رضى الله عنه - قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "وما يزال البلاء بالمؤمن و المؤمنة فى نفسه , وولده , حتى يلقى الله وما عليه خطيئة "
و عندما تتساءلين و لم لا يعافى المؤمن لفضله عند ربى ؟؟؟؟؟؟
نقول :ان ربنا -تبارك و تعالى - اراد ان ينقى المؤمن من معاصيه , و من اثامه , و ذنوبه , فلم تقض حسناته بهذا , فابتلاه ربه حتى يطهره , و هذا ما بينه النبى صلى الله عليه و سلم لأم العلاء , و لعبد الله ابن مسعود , فلقد قال عبد الله بن مسعود :دخلن على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يوعك , فقلت : يا رسول الله ! انك لا توعك و عكا شديدا !!!!!!!!!
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"اجل انى اوعك كما يوعك رجلان منكم " .
قال :قلت :ذلك ان لك اجرين ؟؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"اجل" ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"ما من مسلم يصيبه اذى من مرض فما سواه الا حط الله به سيأته , كما تحط الشجرة وقها "
و عن ابى سعيد الخدرى و ابى هريرة -رضى الله عنهما - انهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول "ما يصيب المؤمن من و صب , و لا نصب , و لا سقم , و لاحزن حتى الهم يهمه الا كفر الله به من سيأته "
فالصبر على المرض , و حبس النفس عن الجزع و التسخط , و حبس اللسام عن الشكوى , هم زاد المؤمن فى رحلته الدنيوية .
و لهذا كان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد , و لا ايمان لمن لا صبر له , كما انه لا جسد لمن لا رأس له .
و لهذا قال عمر بن الخطاب -رضى الله عنه -: خير عيش أدركناه بالصبر , و لذا لو تعلمين ما اعه الله لك من ثواب و انواع الابتلاء لصبرت على المرض , تأملى :
عن عطاء بن ابى رباح قال:قال لى لبى عباس :ألا أريك امرأة من اهل الجنة ؟؟؟؟؟؟ قلت :انى اصرع و انى اتكشف , فادع الله لى.
قال:"ان شئت صبرت و لك الجنة , و ان شئت دعوت ان يعافيك" فقلت : اصبر ,و قلت :انى اتكشف فادع الله ان لا اتكشف , فدعا لها . فانظر يكيف انها اختارت ان تصبر على المرض , و تدخل الجنة , و هكذا لابد لك ان تعلمى ان الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة .
و من انواع الصبر على البلاء ان تصبر المسلمة اذا ابتلاها لبها فى بصرها , لما فى ذلك من عظم الجزاء .
فعن انس بن مالك - رضى الله عنه -قال :سمعت الرسول صلى الله عليه و سلم يقول :"ان الله قال : اذا ابلين عبدى بحبيبتيه فصبر , عوضته منهما الجنة يريد عينيه "
و لذا كان ينبغى لك ايتها الاخت المؤمنة ان تحتسبى عند المرض , و تكتمى ما نزل بك من بلاء .
فلقد سمع الفضيل بن عياض -رحمه الله - رجلا يشكو بلاء نزل به , فقال له : يا هذا تشكوا من يرحمك الى من لا يرحمك .
و قال بعض السلف الصالح :من شكا مصيبة نزلت به فكأنما شكا ربه . و ليس المقصود بالشكوى هنا ان تقول للطبيبة التى تعالجها انها تشكوا من مرض كذا , او كذا , انما المرض الشكوى التى تكون فى صورة تحسر , و تفجع على بلاء الله , و لمن لا حول له و لاقوة فى صرفه كالصديقة , و الجارة و غيرهما.
و كان سلفنا الصالح يقولون : اربع من كنوز الجنة :كتمان المصيبة , و كتمان الصدقة , و كتمكان الفاقة , و كتمان الوجع .
اختى المسلمة .. : اسمعى الامام ابن عبد ربه الاندلسى و هو يقول :
قال الشيبانى :اخبرنى صديق لى قال:سمعنى شريح و انا اشتكى بعض ما غمنى الى صديق , فأخذ بيدى و قال :يا بن اخى اياك و الشكوى لغير الله ,فأنه لا يخلو من تشكو اليه ان يكون صديقا او عدوا , فأما الصديق : فتحزنه و لا ينفعك , اما العدو فيشمت بك , انظر الى عينى هذه , و اشار الى احدى عينيه , فو الله ما ابصرت بها شخصا , و لا صديقا منذ خمس عشرة سنة , و ما اخبرت بها احدا الى هذه الغاية ,اما سمعت قول عبد الصالح:{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} [يوسف 87]
فاجعله مشكاك , و محزنك عند كل نائبه تنوبك , فأنه اكرم مسؤول , و اقرب مدعوا اليه
اسمعى الى دريد بن الصمة يرثى اخاه عبد الله بن الصمة فيقول:
قليل التشكى للمصائب ذاكرا
من اليوم اعقاب الاحديث فى غد
و لقد قال ابو الدرداء - رضى الله عنه -:اذا قضى الله قضاء احب ان يرضى بقضائه
فهيا جددى ايمانك بقول لا اله الا الله , و احتسبى بلاءك عند الله , و اياك ان تقولى لأمر القضاء الله ليته لم يكن .
و ما التوفيق الأ من عند الله.
اختى المؤمنة:
حتما سوف تتعرضين فى هذه الدنيا الى البلاء , الذى قد يكون فى نفسك , او فى زوجك , او فى ولدك الى غيرهؤلاء من عشيرة المرء و قومه .
و هنا يظهر مقدار الايمان الذى لديك , فأن الله انزل بك البلاء لكى يختبر ايمانك , هل ستصبرين ام تسخطين ؟؟ , و لا ترضين بقضاء الله .
و هذه الوصية التى بين يديك الان , يقف النبى صلى الله عليه و سلم ناصحا لأم العلاء - رضى الله عنها - مبينا لها ان المؤمن انما يبتليه ربه لكى يمحصه من الخطايا و الذنوب.
وعندما تتـملين فى كتاب الله سوف تجدين ان الذى ينتفع بالآيات و العظات و العبر انما هم اهل الصبر , كما قال عز و جل :{وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ{32} إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ{33}
[الشورى : 32-33 ]
و سوف تجدين ان الله اثنى على اهل الصبر و مدحهم به فقال: وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
[البقرة : 177]
و سوف تعرفين ان اهل الصبر هم اهل محبة الله , كما قال عز و جل {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}
[ال عمران :146]
و ستجدين ان الله يجزى اهل الصبر بأحسن اعمالهم , بل و يزيدهم , فيجزيهم اجرهم بغير حساب , كما قال تبارك و تعالى :{وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
[النحل :96] و قال : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر 10]
بل سوف تدركين ان الفوز فى يوم القيامة , و النجاة من النار , سيكون لأهل الصبر , كما قال جل ثنأؤه :{وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ{23} سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ{24}}
[الرعد :23-24]
نعم اختى المسلمة كل هذا الجزاء , و ذلك الثواب لأهل الصبر على البلاء و لم لا ؟!!! و المؤمن دائما حاله فى خير .
فعن صهيب - رضى الله عنه - ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:"عجبا لأمر المؤمن ,ان امره كله خير , ان اصابته سراء شكر , فكان خيرا له , و ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له "
و لابد لك ايتها الاخت المؤمنة ان تعلمى ان الله يختبرك بقدر ما لديك من الايمان , فأن كان ايمانك عظيم القدر , شدد الله عليكى فى البلاء , و ان كان فى دينك الضعف خفف الله عليكى فى البلاء , استمعى : عن سعد بن ابى وقاص - رضى الله عنه - قال :قلت يا رسول الله اى الناس اشد البلاء ؟؟ : قال " الانبياء , ثم الامثل فالأمثل , يبتلى الرجل على حسب دينه , فأن كان فى دينه صلبا اشتد بلأؤه و ان كان فى دينه رقة ابتلى على قدر دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يمشى على الارض , وما عليه خطيئة "
و عن ابى سعيد الخدرى - رضى الله عنه - قال :دخلت على النبى صلى الله عليه و سلم و هو يوعك فوضعت يدى عليه , فوجدت حره بين يدى فوق اللحاف , فقلت : يا رسول الله ما اشدها عليك !! فقال:"انا كذلك يضعف لنا البلاء , و يضاعف الاجر " , قلت :يا رسول الله !! اى الناس اشد البلاء ؟؟؟ قال: "الانبياء" قلت :يا رسول الله ثم من ؟؟؟ قال :"ثم الصالحون" , و ان كان احدهم لا يبتلى بالفقر , حتى ما يجد احدهم الا العباءة يحويها , و ان كان احدهم لا يفرح بالبلاء يفرح احدكم بالرخاء "
و عن ابى هريرة -رضى الله عنه - قال:قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "وما يزال البلاء بالمؤمن و المؤمنة فى نفسه , وولده , حتى يلقى الله وما عليه خطيئة "
و عندما تتساءلين و لم لا يعافى المؤمن لفضله عند ربى ؟؟؟؟؟؟
نقول :ان ربنا -تبارك و تعالى - اراد ان ينقى المؤمن من معاصيه , و من اثامه , و ذنوبه , فلم تقض حسناته بهذا , فابتلاه ربه حتى يطهره , و هذا ما بينه النبى صلى الله عليه و سلم لأم العلاء , و لعبد الله ابن مسعود , فلقد قال عبد الله بن مسعود :دخلن على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو يوعك , فقلت : يا رسول الله ! انك لا توعك و عكا شديدا !!!!!!!!!
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"اجل انى اوعك كما يوعك رجلان منكم " .
قال :قلت :ذلك ان لك اجرين ؟؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"اجل" ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :"ما من مسلم يصيبه اذى من مرض فما سواه الا حط الله به سيأته , كما تحط الشجرة وقها "
و عن ابى سعيد الخدرى و ابى هريرة -رضى الله عنهما - انهما سمعا رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول "ما يصيب المؤمن من و صب , و لا نصب , و لا سقم , و لاحزن حتى الهم يهمه الا كفر الله به من سيأته "
فالصبر على المرض , و حبس النفس عن الجزع و التسخط , و حبس اللسام عن الشكوى , هم زاد المؤمن فى رحلته الدنيوية .
و لهذا كان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد , و لا ايمان لمن لا صبر له , كما انه لا جسد لمن لا رأس له .
و لهذا قال عمر بن الخطاب -رضى الله عنه -: خير عيش أدركناه بالصبر , و لذا لو تعلمين ما اعه الله لك من ثواب و انواع الابتلاء لصبرت على المرض , تأملى :
عن عطاء بن ابى رباح قال:قال لى لبى عباس :ألا أريك امرأة من اهل الجنة ؟؟؟؟؟؟ قلت :انى اصرع و انى اتكشف , فادع الله لى.
قال:"ان شئت صبرت و لك الجنة , و ان شئت دعوت ان يعافيك" فقلت : اصبر ,و قلت :انى اتكشف فادع الله ان لا اتكشف , فدعا لها . فانظر يكيف انها اختارت ان تصبر على المرض , و تدخل الجنة , و هكذا لابد لك ان تعلمى ان الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة .
و من انواع الصبر على البلاء ان تصبر المسلمة اذا ابتلاها لبها فى بصرها , لما فى ذلك من عظم الجزاء .
فعن انس بن مالك - رضى الله عنه -قال :سمعت الرسول صلى الله عليه و سلم يقول :"ان الله قال : اذا ابلين عبدى بحبيبتيه فصبر , عوضته منهما الجنة يريد عينيه "
و لذا كان ينبغى لك ايتها الاخت المؤمنة ان تحتسبى عند المرض , و تكتمى ما نزل بك من بلاء .
فلقد سمع الفضيل بن عياض -رحمه الله - رجلا يشكو بلاء نزل به , فقال له : يا هذا تشكوا من يرحمك الى من لا يرحمك .
و قال بعض السلف الصالح :من شكا مصيبة نزلت به فكأنما شكا ربه . و ليس المقصود بالشكوى هنا ان تقول للطبيبة التى تعالجها انها تشكوا من مرض كذا , او كذا , انما المرض الشكوى التى تكون فى صورة تحسر , و تفجع على بلاء الله , و لمن لا حول له و لاقوة فى صرفه كالصديقة , و الجارة و غيرهما.
و كان سلفنا الصالح يقولون : اربع من كنوز الجنة :كتمان المصيبة , و كتمان الصدقة , و كتمكان الفاقة , و كتمان الوجع .
اختى المسلمة .. : اسمعى الامام ابن عبد ربه الاندلسى و هو يقول :
قال الشيبانى :اخبرنى صديق لى قال:سمعنى شريح و انا اشتكى بعض ما غمنى الى صديق , فأخذ بيدى و قال :يا بن اخى اياك و الشكوى لغير الله ,فأنه لا يخلو من تشكو اليه ان يكون صديقا او عدوا , فأما الصديق : فتحزنه و لا ينفعك , اما العدو فيشمت بك , انظر الى عينى هذه , و اشار الى احدى عينيه , فو الله ما ابصرت بها شخصا , و لا صديقا منذ خمس عشرة سنة , و ما اخبرت بها احدا الى هذه الغاية ,اما سمعت قول عبد الصالح:{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ} [يوسف 87]
فاجعله مشكاك , و محزنك عند كل نائبه تنوبك , فأنه اكرم مسؤول , و اقرب مدعوا اليه
اسمعى الى دريد بن الصمة يرثى اخاه عبد الله بن الصمة فيقول:
قليل التشكى للمصائب ذاكرا
من اليوم اعقاب الاحديث فى غد
و لقد قال ابو الدرداء - رضى الله عنه -:اذا قضى الله قضاء احب ان يرضى بقضائه
فهيا جددى ايمانك بقول لا اله الا الله , و احتسبى بلاءك عند الله , و اياك ان تقولى لأمر القضاء الله ليته لم يكن .
و ما التوفيق الأ من عند الله.
تعليق