بقلم الدكتور نزار الدقر
قال تعالى: (فأنبتنا فيها حباً، وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلاً) سورة عبس: 28.
وقال تعالى: (ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب) سورة الأنعام: 99.
وقال تعالى: (وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب) سورة الرعد: 4.
وقال تعالى: (ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب) سورة النحل:11.
وقال تعالى: (ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً) سورة النحل:67.
وقال تعالى: (وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب) سورة يس: 34.
وقال تعالى: (إن للمتقين مفازاً، حدائق وأعناباً) سورة النبأ: 32.
ذكر الله سبحانه وتعالى العنب، في أحد عشر موضعاً من كتابه الكريم، وذلك في معرض تعداده للنعم التي أنعم الله وامتن على عباده بها، سواء في هذه الدار أو في جنة الخلد التي وعد المتقون.
قال ابن القيم عن العنب (أنه من أفضل الفواكه وأكثرها منافع هو فاكهة مع الفواكه، وقوت مع الأقوات ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربة. ومنفعته: يسهل الطبع ويسمن ويغذو جيده غذاء حسناً) ـ ومجففه الزبيب: (وأجود الزبيب ما كبر جسمه وسمن شحمه ولحمه ورق قشره وهو يغذي غذاء صالحاً. وإذا أكل منه بعجمه كان أكثر نفعاً للمعدة والكبد والطحال وإذا ألصق لحمه على الأظافير المتحركة أسرع قلعها وهو يخصب الكبد، ونافع من وجع الحلق والصدر والرئة والكلى والمثانة…).
أما ابن البيطار فيقول عن العنب أن: (أجوده الكبار الرقيق القشر، القليل البذر، والأحمر أعدل وهو أشهى الفاكهة وأجودها غذاء يسمن سمناً عظيماً، يصلح الهزال ويصفى الدم وهو جيد للمعدة، ينهض الشهوة ويصلح للمرضى ويقوي القلب) والحصرم غض العنب ومن فوائده أنه: (نافع لنفث الدم العارض وشرابه قابض، مقو للمعدة، نافع لمن يعسر هضمه للطعام ولمن به قولنج. ويستعان بشراب الحصرن على تلطيف الحرارة وقطع العطش وتليين البطن…).
والعنب Grapesشجيرات من الفصيلة الكرمية تدعى بالدوالي، لها أنواع مختلفة الثمار وهو فاكهة قديمة قدم الإنسان نفسه. ومن الثابت أن العنب أكثر الفواكه فائدة على الإطلاق فله دوره الفعال في بناء خلايا الجسم وترميم أنسجته وتقويته، وفي علاج العديد من أمراضه كما أن له قدرة خاصة على وقاية الإنسان من العديد من العلل والأمراض.
التركيب التحليلي لثمرة العنب :
يحتوي العنب على مواد سكرية وتبلغ قيمتها 15%، منها حوالي 7% جلوكوز، ونسبته تزداد كلما نضجت الثمار، وهو أبسط المواد السكرية تركيباً، وأسهلها هضماً وامتصاصاً وتمثيلاً بالجسم.
كذلك يحتوي العنب على مواد بروتينية 1.5%، ومواد دهنية 1.5%.
القيمة الغذائية للعنب:
العنب غني بالسكريات التي يعتمد عليها الكبد اعتماداً كبيراً في تخزينها للاستفادة منها عند الحاجة إليها كالصيام مثلاً. والسكريات هي المادة الأساسية للاحتراق، وإنتاج الطاقة اللازمة للنشاط والحيوية.
قشر العنب غني بالفيتامين(ب) المركب، الذي يدخل في عمليات حيوية كثيرة في جسم الإنسان، وهو عامل مهم في سلامة الجهاز العصبي.
وكذلك يحتوي العنب على كمية لا بأس بها من فيتامين (ج) الذي يرفع من مناعة الجسم، ويقلل من احتمالات إصابته بالميكروبات والجراثيم.
استخدامات العنب الطبية :
1.للعنب تأثير ملين على الأمعاء، لذلك يستخدم في حالات الإمساك.
2.العنب يزيد من إدرار البول، ويخفف نسبة حمض البوليك في الدم وهو أحد المخلفات الغذائية ذات التأثير الضار بالصحة، حيث إنها تترسب في المفاصل مسببة آلاماً مبرحة (مرض النقرس).
3.نظراً لما يحتويه العنب من مواد سكرية (الجلوكوز)، فإنه يساعد على حفظ سلامة الكبد، وتنشيط وظائفه، وزيادة إدراره من عصارة الصفراء.
فالعنب الناضج إذن غذاء ممتاز، سريع الهضم جداً أما قبل أن ينضج ـ الحصرم ـ فقليل الغذاء ويحضر منه شراب كشراب الليمون، وعصير كعصيره.وإذا كان يؤكل طازجاً في أواخر الصيف والخريف فيمكن أكل مجففه (الزبيب) طوال فصل الشتاء والزبيب يحتفظ بأكثر خواص العنب الطازج وخلاصة فيتاميناته وأملاحه المعدنية وأجود الزبيب ما صنع من عنب كثير الشحم، رقيق القشرة، قليل البذور.
الزبيب يحتفظ بأكثر خواص العنب الطازج
ويؤكد جان فالنيه S.Valnetأن العنب منشط للعضلات والأعصاب نافع في زيادة وزن المهزولين ويصفه كعلاج في كثير من الأمراض، حيث يؤكل وحده خلال أيام وبمقدار 1ـ2كغ يومياً وقد لفت (ماكفادن) الأنظار إلى أن الإصابة بالسرطان تكاد تكون معدومة في المناطق التي يكثر فيها إنتاج العنب مما يشير إلى أن للعنب أثراً واقياً من السرطان.وللعنب أنواع كثيرة كلها مفيدة وكل ما في ثماره نافع من القشرة إلى البذرة فمن قشور العنب تستخلص مواد لتنظيف الأمعاء كالعفص والحوامض الحرة وليس من حرج على الإنسان من الإكثار من العنب إلا أن تكون أمعاءه مصابة بالالتهاب ومن بذوره يستخرج زيت غني بالخواص الدسمة غير المشبعة وفيه كمية من الفيتامين (هـ: H) ويدرس اليوم موضوع الاستفادة من هذا الزيت عند المصابين بالعلل القلبية وارتفاع الضغط وزيادة كولسترول الدم.
ولعصير العنب فوائد جمة وخاصة عندما يعصر مع بذوره، ويشترط أن يتناول العصير بسرعة لأنه سريع التخمير ويعطى علاجاً شافياً للمتسممين والمرهقين والناقهين، ولإذابة الحصى والرمال الكلوية. ويؤكد د. نارودتسكي فائدة العصير ضد الإسهال وفي آفات الرئة كما أنه مرطب وملين ومنشط للكبد.
ويحتوي العصير على كمية من الحموض العضوية التي تصلح فساد البدن وحموضة الدم والأحماض الضارة الناشئة عن الهضم وذلك بما تنقلب إليه من أملاح قلوية وهو غني بمركبات الحديد التي تدخل في تكوين الدم ومركبات الكلس التي تقوي العظام والأسنان وأخيراً فهناك الزبيب فهو منشط للعضوية ومقو جيد لها.
مراجع البحث
1ـ ابن قيم الجوزية: الطب النبوي ـ القاهرة: 1978.
2ـ ضياء الدين بن البيطاء: تحفة ابن البيطار في العلاج بالأعشاب والنبات.
3ـ د. صبري القباني: الغذاء لا الدواء ـ بيروت: 1992.
4ـ أحمد قدامة: قاموس الغذاء والتداوي بالنبات بيروت: 1982.
5ـ هيفاء هرملاني: العلاج بالفاكهة والخضار ـ بيروت: 1991.
6ـ د. محمد بدر الدين زيتوني: الطب الشعبي والتداوي بالأعشاب دمشق: 1990.
7ـ السيد الجميلي: الاعجاز الطبي في القرآن ـ 1982.
تعليق