إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

    أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ(214)
    سورة البقرة


    هناك في النحو أدوات نفي وجزم. ومن أدوات النفي "لم" و"لما" فعندما نقول: "لم يحضر زيد" فهذا حديث في الماضي، ومن الجائز أن يحضر الآن. ولكن إذا قلت: "لما يحضر زيد" فالنفي مستمر حتى الآن، أي أنه لم يأتي حتى ساعة الكلام لكن حضوره ومجيئه متوقع. ولذلك يقول الحق:

    وعندما نتأمل قوله الحق: "وزلزلوا" فأنت تكتشف خاصية فريدة في اللغة العربية، هذه الخاصية هي تعبير الصوت عن واقعية الحركة، فكلمة "زلزلوا" أصلها زلزلة، وهذه الكلمة لها مقطعان هما "زل، زل". و"زل": أي سقط عن مكانه، أو وقع من مكانه، والثانية لها المعنى نفسه أيضاً، أي وقع من مكانه، فالكلمة تعطينا معنى الوقوع المتكرر: وقوع أول، ووقوع ثانٍ، والوقع الثاني ليس امتداداً للوقوع الأول؛ ولكنه في اتجاه معاكس، فلو كانت في اتجاه واحد لجاءت رتيبة، إن الزلة الثانية تأتي عكس الزلة الأولى في الاتجاه، فكأنها سقوط جهة اليمين مرة، وجهة الشمال مرة أخرى. ومثل ذلك "الخلخلة" أي حركة في اتجاهين معاكسين "خل" الأولى جهة اليمين، و"خل" الثانية جهة اليسار، وبهذا تستمر الخلخلة.
    وهكذا "الزلزلة" تحمل داخلها تغير الاتجاه الذي يسمى في الحركة بالقصور الذاتي. والمثال على ذلك هو ما يحدث للإنسان عندما يكون راكباً سيارة، وبعد ذلك يأتي قائد السيارة فيعوقها بالكابح "الفرامل" بقوة، عندئذ يندفع الراكب للأمام مرة، ثم للخلف مرة أخرى، وربما تكسر زجاج السيارة الأمامي حسب قوة الاندفاع؛ ما الذي تسبب في هذا الاندفاع؟ إن السبب هو أن جسم الراكب كان مهيأ لأن يسير للأمام؛ والسائق أوقف السيارة والراكب لازال مهيأ للسير للأمام، فهو يرتج، وقد يصطدم بأجزاء السيارة الداخلية عند وقوفها فجأة. وعملية "الزلزلة" مثل ذلك تماماً، ففيها يصاب الشيء بالارتجاج للأمام والخلف، أو لليمين واليسار، وفي أي جهتين متعاكستين.
    و"زلزلوا" يعني أصابتهم الفاجعة الكبرى، الملهية، المتكررة، وهي لا تتكرر على نمط واحد، إنما يتعدد تكرارها، فمرة يأخذها الإيمان، ثم تأخذها المصائب والأحداث، وتتكرر المسألة حتى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه: "متى نصر الله"؟ ويأتي بعده القول: "ألا إن نصر الله قريب" فهل يتساءلون أولاً، ثم يثوبون إلى رشدهم ويردون على أنفسهم "ألا أن نصر الله قريب" أم أن ذلك إيضاح بأن المسألة تتأرجح بين "متى نصر الله" وبين "ألا إن نصر الله قريب"؟.
    لقد بلغ الموقف في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاختيار والابتلاء إلى القمة، ومع ذلك واصل الرسول صلى الله عليه وسلم والذين معه الاستمساك بالإيمان. لقد مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، أي أصابتهم رجفة عنيفة هزتهم، حتى وصل الأمر من أثر هذه الهزة أن "يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب". إن مجيء الأسلوب بهذا الشكل "متى نصر الله" يعني استبطاء مجيء النصر أولا، ثم التبشير من بعد ذلك في قوله الحق: "ألا نصر الله قريب". ولم يكن ذلك للشك والارتياب فيه. وهذا الاستبطاء، ثم التبشير كان من ضمن الزلزلة الكبيرة، فقد اختلطت الأفكار: أناس يقولون: "متى نصر الله" فإذا بصوت آخر من المعركة يرد عليهم قائلا: "ألا إن نصر الله قريب".
    وسياق الآية يقتضي أن الذين قالوا: "متى نصر الله" هم الصحابة، وأن الذين قال: "ألا إن نصر الله قريب" هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    منقول

    السؤال :
    هل شعرتم بالزلازل كما شعروا أم ليس بعد
    وهل ثبتُّم كما ثبتوا أم ؟؟؟؟
    أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ!!!!!!!!
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
    اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

    تعليق


    • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

      اللهم بارك جميييييييييل جدااااااا متابعة معاكِ بإذن الله
      وقل الحمد لمن في عفوه حسن الثواب
      وعلي الله إتكالي والي الله مـآبي
      ..

      [FLASH]http://up.2sw2r.com/upswf12/u4m18892.swf[/FLASH]

      تعليق


      • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

        جزاكِ الله خيراااااااا وبارك الله فيكِ

        ولي عودة للتكملة بإذن الله
        وقل الحمد لمن في عفوه حسن الثواب
        وعلي الله إتكالي والي الله مـآبي
        ..

        [FLASH]http://up.2sw2r.com/upswf12/u4m18892.swf[/FLASH]

        تعليق


        • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

          المشاركة الأصلية بواسطة فريق عمل زاد الداعية مشاهدة المشاركة
          جزاكِ الله خيراااااااا وبارك الله فيكِ

          ولي عودة للتكملة بإذن الله
          واياكم أخيتي حياك الله
          ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
          اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

          تعليق


          • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

            المشاركة الأصلية بواسطة أم البراء وعائشة مشاهدة المشاركة
            أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ(214)
            سورة البقرة


            هناك في النحو أدوات نفي وجزم. ومن أدوات النفي "لم" و"لما" فعندما نقول: "لم يحضر زيد" فهذا حديث في الماضي، ومن الجائز أن يحضر الآن. ولكن إذا قلت: "لما يحضر زيد" فالنفي مستمر حتى الآن، أي أنه لم يأتي حتى ساعة الكلام لكن حضوره ومجيئه متوقع. ولذلك يقول الحق:

            وعندما نتأمل قوله الحق: "وزلزلوا" فأنت تكتشف خاصية فريدة في اللغة العربية، هذه الخاصية هي تعبير الصوت عن واقعية الحركة، فكلمة "زلزلوا" أصلها زلزلة، وهذه الكلمة لها مقطعان هما "زل، زل". و"زل": أي سقط عن مكانه، أو وقع من مكانه، والثانية لها المعنى نفسه أيضاً، أي وقع من مكانه، فالكلمة تعطينا معنى الوقوع المتكرر: وقوع أول، ووقوع ثانٍ، والوقع الثاني ليس امتداداً للوقوع الأول؛ ولكنه في اتجاه معاكس، فلو كانت في اتجاه واحد لجاءت رتيبة، إن الزلة الثانية تأتي عكس الزلة الأولى في الاتجاه، فكأنها سقوط جهة اليمين مرة، وجهة الشمال مرة أخرى. ومثل ذلك "الخلخلة" أي حركة في اتجاهين معاكسين "خل" الأولى جهة اليمين، و"خل" الثانية جهة اليسار، وبهذا تستمر الخلخلة.
            وهكذا "الزلزلة" تحمل داخلها تغير الاتجاه الذي يسمى في الحركة بالقصور الذاتي. والمثال على ذلك هو ما يحدث للإنسان عندما يكون راكباً سيارة، وبعد ذلك يأتي قائد السيارة فيعوقها بالكابح "الفرامل" بقوة، عندئذ يندفع الراكب للأمام مرة، ثم للخلف مرة أخرى، وربما تكسر زجاج السيارة الأمامي حسب قوة الاندفاع؛ ما الذي تسبب في هذا الاندفاع؟ إن السبب هو أن جسم الراكب كان مهيأ لأن يسير للأمام؛ والسائق أوقف السيارة والراكب لازال مهيأ للسير للأمام، فهو يرتج، وقد يصطدم بأجزاء السيارة الداخلية عند وقوفها فجأة. وعملية "الزلزلة" مثل ذلك تماماً، ففيها يصاب الشيء بالارتجاج للأمام والخلف، أو لليمين واليسار، وفي أي جهتين متعاكستين.
            و"زلزلوا" يعني أصابتهم الفاجعة الكبرى، الملهية، المتكررة، وهي لا تتكرر على نمط واحد، إنما يتعدد تكرارها، فمرة يأخذها الإيمان، ثم تأخذها المصائب والأحداث، وتتكرر المسألة حتى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم والذين آمنوا معه: "متى نصر الله"؟ ويأتي بعده القول: "ألا إن نصر الله قريب" فهل يتساءلون أولاً، ثم يثوبون إلى رشدهم ويردون على أنفسهم "ألا أن نصر الله قريب" أم أن ذلك إيضاح بأن المسألة تتأرجح بين "متى نصر الله" وبين "ألا إن نصر الله قريب"؟.
            لقد بلغ الموقف في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاختيار والابتلاء إلى القمة، ومع ذلك واصل الرسول صلى الله عليه وسلم والذين معه الاستمساك بالإيمان. لقد مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، أي أصابتهم رجفة عنيفة هزتهم، حتى وصل الأمر من أثر هذه الهزة أن "يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب". إن مجيء الأسلوب بهذا الشكل "متى نصر الله" يعني استبطاء مجيء النصر أولا، ثم التبشير من بعد ذلك في قوله الحق: "ألا نصر الله قريب". ولم يكن ذلك للشك والارتياب فيه. وهذا الاستبطاء، ثم التبشير كان من ضمن الزلزلة الكبيرة، فقد اختلطت الأفكار: أناس يقولون: "متى نصر الله" فإذا بصوت آخر من المعركة يرد عليهم قائلا: "ألا إن نصر الله قريب".
            وسياق الآية يقتضي أن الذين قالوا: "متى نصر الله" هم الصحابة، وأن الذين قال: "ألا إن نصر الله قريب" هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

            السؤال :
            هل شعرتم بالزلازل كما شعروا أم ليس بعد
            وهل ثبتُّم كما ثبتوا أم ؟؟؟؟
            أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ!!!!!!!!
            يااااااااااااااااه

            جميييييييييييل جزاكِ الله خيرااااااااااا معني رااااااااائع

            ربنا يحبك يارب
            وقل الحمد لمن في عفوه حسن الثواب
            وعلي الله إتكالي والي الله مـآبي
            ..

            [FLASH]http://up.2sw2r.com/upswf12/u4m18892.swf[/FLASH]

            تعليق


            • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

              المشاركة الأصلية بواسطة فريق عمل زاد الداعية مشاهدة المشاركة
              يااااااااااااااااه

              جميييييييييييل جزاكِ الله خيرااااااااااا معني رااااااااائع

              ربنا يحبك يارب
              واياكم أخيتي بارك الله لي فيك
              ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
              اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

              تعليق


              • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                متابعين معك
                ماشاء الله اللهم بارك
                جزاك الله كل خير
                كل مشاركة بها تذكرة طيبة
                قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صمت نجا"


                تعليق


                • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                  المشاركة الأصلية بواسطة عودة الأندلس مشاهدة المشاركة
                  متابعين معك

                  ماشاء الله اللهم بارك
                  جزاك الله كل خير
                  كل مشاركة بها تذكرة طيبة
                  حياك الله أخيتي واياكم تشرفني متابعتكنّ
                  التعديل الأخير تم بواسطة محبة لقاء الله; الساعة 30-05-2012, 11:44 AM. سبب آخر: القسم يطلع عليه الاخوه والزوار....... بارك الله فيكى
                  ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                  اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                  تعليق


                  • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                    التعلُّق

                    يعتقد البعض أنّ عقد الاخوة الإيمانية عقد تمليك
                    فيبدأ باسم الدين والحب في الله
                    وتنتهي
                    ب ( لمَ جلستَ مع غيري ؟ لمَ تحدِّثتَ مع غيري؟)

                    حين يتعلّق الإنسان بإنسان آخر فليتأكد أن آفاقه ضيّقه وأنه يحصر نفسه في دائرة ضيقة لا تسمن ولا تغني من جوع فلا يعرف غيره ولا يحيا الا معه بحضوره كان أو بغيابه يجلس يفكر كيف يسعده ويرضيه وكيف يبقى معه أغلب الوقت فيهمل كلّ أحد غيره فتضيق آفاقه وتنطوي على هذا الشخص وكأنّ الأخوة وُجِدَتْ لأجل هذا الغرض مع أنّ الأخوَّة إعانة الأخ على السِّير على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم

                    فإن ابتعد ولم يشاء الهداية ففي التّرْك راحة وفي الناس إبدال ،
                    .أمّا العلاج مِنْ تَعَلُّق القلب بشخص
                    أولا : أن نعرف أنّه ابتلاء فيُكْثِر اللجوء الى الله سبحانه في صرف ذلك عنه .قال تعالى : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنّه من عبادنا المخلصين )

                    ثانياً : غض البصر فإنّ الإفراط في النظر الى الوجوه وشدّة التأمّل فيها يورث خلل في النّفس ويُذهِب الحياء وربّما أدى ذلك العلاقات المحرّمة بين النساء أو بين الرجال

                    ثالثاً :العلم عن الله فإن ضاعت أوقاتنا بكثرة التفكير بمن نحبّ وتعلقنا به ولا نقوم الا بخدمته ولا نتكلم الا عنه ولا نجالس غيره الأوقات الطويلة دونما فائدة ولا نحبُّ إلّا ما يحبُّ فماذا بقي لله عز وجل!!!!!!

                    يقول ابن القيم :
                    "فلو خيِّر بين رضاه ورضا الله لاختار رضاه وكان لقائه أحب اليه من لقاء الله وتمنِّيه لقربه أعظم من تمنِّيه لقرب ربه وهربه من سخطه عليه أشد من هربه من سخط الله، فيقدِّم مصالح معشوقه وحوائجه على حاجته لربِّه ، فلمعشوقه لبّه وقلبه وخالص ماله ، وربّه على الفضلة قد اتّخذه وراءه ظهريا يتلكأ في أداء ما عليه لربّه حتى كأنّه واقف في الصلاة على الجمر من ثقلها عليه ، فإذا جاءت خدمة أخيه أقبل عليها يقلبه وبدنه فَرِحَاً بها خفيفة على قلبه لا يستثقلها ولا يستطيلها "!

                    قال الرسول صلى الله عليه وسلم :

                    مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
                    *


                    ففي قوله
                    (تداعى له سائر الجسد) أي دعا بعضه بعضاً الى المشاركة في ذلك، ومنه قوله تداعت الحيطان ، أي تساقطت.
                    قيل الذي يظهر أن التراحم والتوادّ والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى يبقى بينهما فرق لطيف
                    (التوادّ) المراد به التواصل الجالب للمحبّة كالتزاور والتهادي . (والتعاطف) إعانة بضهم بعضاً.
                    (السهر) فلأنّ الألم يمنع النوم وذكر (الحمّى) لأنّ فقد النوم يثيرها . وشبّه النبيّ صلى الله عليه وسلم الإيمان بالجسد وأهله بالأعضاء، لأن الإيمان أصل وفروعه التكاليف ، فإذا أخلّ المرء بشيء من التكاليف اختلّ الأصل ، وكذلك الجسد أصل (كالشجرة) وأعضاؤها الأغصان ، فإذا ضُرِبَ غصن من أغصانها اهتزّتْ الأعضاء كلّها بالتحرُّك والاضطراب.

                    تأمّلوا معي الروائع في قوله صلى الله عليه وسلم : إياكم والظن ، فإن الظنّ أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ، ولا تجسسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، ولا تباغضوا ، وكونوا عباد الله إخوانا
                    **

                    في قوله :
                    ( إيّاكم والظنّ ) قيل ليس المراد ترك العمل بالظنّ الذي تناط به الأحكام غالباً ، بل المراد تحقيق الظنّ الذي يضر بالمظنون به ، وكذا ما يقع في القلب بغير دليل وذلك أنّ أوائل الظنون إنّما هي خواطر لا يمكن دفعها.وقال القرطبي: المراد بالظنّ هنا التهمة التي لا سبب لها ، والمراد بالوسوسة أنّها من الشيطان قولاً محبّباً كصوت الحليّ.
                    كمن يتَّهم رجلاً بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها ، ولذلك عطف عليه قوله :
                    (ولا تجسسوا ) وذلك أنّ الشخص يقع له خاطر التُّهمة فيريد أن يتحقق فيتجسّس ويبحث ويستمع فنُهِيَ عن ذلك ، فإن قال الظَّانّ أبحث لأتحقَّق ، قيل له : (ولا تجسّسوا) ، فإن قال تحقّقْتُ دون تجسس ، قيل له :(ولا يغتب بعضكم بعضا) ووجه الاستدلال النّهي عن الظنّ بالمسلم شراً ، فإن كان لا يستند الى الأدلة فقد صار ظنّاً فيكون الجازم به كاذباً وصار من الكذب ، لأن الكذب في أصله مستقبح وإشارة الى أنّ الاغترار به أكثر من الكذب المحض لخفائه . في قوله : (فإنّ الظنّ أكذب الحديث) ، (ولا تحسسوا) وأصل هذه الكلمة من الحواس الخمس وقيل هي أعمّ من التي بالجيم لأنّها تكلِّمٌ بالخاطر واستماع حديث القوم والبحث عمّا يدرك بحاسة العين والأُذُن ورجّح ذلك القرطبي، (ولا تجسسوا) وهو البحث عن عورات الناس وبواطن الأمور ويستثنى من النّهي الذي يتعيّن طريقاً الى إنقاذ نفسه من الهلاك ، قوله : (ولا تحاسدوا) قال الحسن البصري:
                    ما من آدمي إلا وفيه الحسد فمن لم يجاوز ذلك الى البغي والظلم لم يتبعه منه شيء (وذلك لحب الانسان الخير لنفسه).

                    وأخيرا إن قيل لك أنّ فلاناً سيئ النيّة تجاهك ، قل : الله تجاوز عن النيَّة وهو يعلمها فكيف لا نتجاوز عنها ونحن لا نعلمها!!!!

                    فإن حظ المؤمن منك ثلاث خصال :
                    الأول : إن لم تنفعه لا تضرّه
                    الثاني : إن لم تسرّه فلا تغمّه
                    الثالث : إن لم تمدحه فلا تذمّه

                    قيل :
                    مالي أرى القلوب قست....وطغت عليها الأدران
                    نصلها لله ونطمع لجنة....تشتاق لجمع الأقران
                    فما لإخائكم يعزّ علينا....جعلتموه سببا للأحزان


                    وقال الشاعر

                    لا تكن في الإخاء مكثرأ ثم تكون فيه مدبرا
                    فيعرف سرفك في الإكثار بجفائك في الإدبار

                    وقال :

                    ليس الكريم إن زلّ صاحبه بثَّ الذي كان من أسراره علما
                    إنّ الكريم الذي تبقى مودته ويحفظ السرّ إن صافى وإن صرما


                    وقال :
                    لي صديق يرى حقوقي عليه نافلات وحقّه عليّ كان فرضا
                    لو قطعت الجبال طولاً اليه ثم من بعد طولها سِرْتُ عرضا
                    لرأى ما صنعتُ غير كبير واشتهى أن أزيد في الأرض أرضا

                    منه كتابتي ومنه منقول
                    ***************************

                    * الراوي: النعمان بن بشير المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2586
                    خلاصة حكم المحدث: صحيح

                    **
                    الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6064
                    خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

                    _____________
                    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                    اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                    تعليق


                    • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                      بارك الله فيكم
                      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من صمت نجا"


                      تعليق


                      • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                        المشاركة الأصلية بواسطة عودة الأندلس مشاهدة المشاركة
                        بارك الله فيكم
                        وفيك بارك الله أخيتي
                        ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                        اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                        تعليق


                        • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                          تأمل قوله سبحانه :

                          ( جنات عدن مفتحة لهم
                          الأبواب ) ، كيف تجد تحته معنىً بديعاً وهو أنهم إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها عليهم بل تبقى مفتحة كما هي ، وأما النار فإذا دخلها أهلها أغلقت عليهم أبوابها كما قال تعالى : ( إنهم عليهم مؤصدة ) .

                          ففي تفتيح الأبواب لهم إشارة إلى تصرفهم وذهابهم وإيابهم وتبوئهم من الجنة حيث شاءوا ، ودخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف والألطاف من ربهم ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت ، وأيضاً أشار إلى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا .


                          ابن القيم ـ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح
                          ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                          اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                          تعليق


                          • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                            نسأل الله أن يرزقنا الجنة اللهم آمين

                            جزاكِ الله خيراااااااا
                            وقل الحمد لمن في عفوه حسن الثواب
                            وعلي الله إتكالي والي الله مـآبي
                            ..

                            [FLASH]http://up.2sw2r.com/upswf12/u4m18892.swf[/FLASH]

                            تعليق


                            • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                              المشاركة الأصلية بواسطة فريق عمل زاد الداعية مشاهدة المشاركة
                              نسأل الله أن يرزقنا الجنة اللهم آمين

                              جزاكِ الله خيراااااااا
                              واياكم بارك الله فيك
                              ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                              اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                              تعليق


                              • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                                أرجو وضع هذه بدل السابقة

                                التعلُّق

                                يعتقد البعض أنّ عقد الاخوة الإيمانية عقد تمليك فيبدأ باسم الدين والحب في الله
                                وتنتهي ب ( لمَ جلستَ مع غيري ؟ لمَ تحدِّثتَ مع غيري؟)

                                حين يتعلّق الإنسان بإنسان آخر فليتأكد أن آفاقه ضيّقه وأنه يحصر نفسه في دائرة ضيقة لا تسمن ولا تغني من جوع فلا يعرف غيره ولا يحيا الا معه بحضوره كان أو بغيابه يجلس يفكر كيف يسعده ويرضيه وكيف يبقى معه أغلب الوقت فيهمل كلّ أحد غيره فتضيق آفاقه وتنطوي على هذا الشخص وكأنّ الأخوة وُجِدَتْ لأجل هذا الغرض..

                                يقول ابن القيم : "فلو خيِّر بين رضاه ورضا الله لاختار رضاه وكان لقائه أحب اليه من لقاء الله وتمنِّيه لقربه أعظم من تمنِّيه لقرب ربه وهربه من سخطه عليه أشد من هربه من سخط الله، فيقدِّم مصالح معشوقه وحوائجه على حاجته لربِّه ، فلمعشوقه لبّه وقلبه وخالص ماله ، وربّه على الفضلة قد اتّخذه وراءه ظهريا يتلكأ في أداء ما عليه لربّه حتى كأنّه واقف في الصلاة على الجمر من ثقلها عليه ، فإذا جاءت خدمة أخيه أقبل عليها يقلبه وبدنه فَرِحَاً بها خفيفة على قلبه لا يستثقلها ولا يستطيلها "!

                                ،.أمّا العلاج مِنْ تَعَلُّق القلب بشخص
                                أولا : أن نعرف أنّه ابتلاء فيُكْثِر اللجوء الى الله سبحانه في صرف ذلك عنه .قال تعالى : ( كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنّه من عبادنا المخلصين )

                                ثانياً : غض البصر فإنّ الإفراط في النظر الى الوجوه وشدّة التأمّل فيها يورث خلل في النّفس ويُذهِب الحياء وربّما أدى ذلك العلاقات المحرّمة بين النساء أو بين الرجال

                                ثالثاً :العلم عن الله فإن ضاعت أوقاتنا بكثرة التفكير بمن نحبّ وتعلقنا به ولا نقوم الا بخدمته ولا نتكلم الا عنه ولا نجالس غيره الأوقات الطويلة دونما فائدة ولا نحبُّ إلّا ما يحبُّ فماذا بقي لله عز وجل!!!!!!



                                فإن اهتدى كان به أمّ إن ابتعد ولم يشأ الهداية ففي التّرْك راحة وفي الناس إبدال..ولن نترك وصف الأخوّة الحقّة التي يجسدها الحديث التالي :
                                الأخوَّة إعانة الأخ على السِّير على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم
                                قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
                                مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد . إذا اشتكى منه عضو ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى*


                                ففي قوله (تداعى له سائر الجسد)أي دعا بعضه بعضاً الى المشاركة في ذلك، ومنه قوله تداعت الحيطان ، أي تساقطت.
                                قيل الذي يظهر أن التراحم والتوادّ والتعاطف وإن كانت متقاربة في المعنى يبقى بينهما فرق لطيف (التوادّ) المراد به التواصل الجالب للمحبّة كالتزاور والتهادي . (والتعاطف)إعانة بضهم بعضاً.
                                (السهر)فلأنّ الألم يمنع النوم وذكر (الحمّى)لأنّ فقد النوم يثيرها . وشبّه النبيّ صلى الله عليه وسلم الإيمان بالجسد وأهله بالأعضاء، لأن الإيمان أصل وفروعه التكاليف ، فإذا أخلّ المرء بشيء من التكاليف اختلّ الأصل ، وكذلك الجسد أصل (كالشجرة)وأعضاؤها الأغصان ، فإذا ضُرِبَ غصن من أغصانها اهتزّتْ الأعضاء كلّها بالتحرُّك والاضطراب.

                                تأمّلوا معي الروائع في قوله صلى الله عليه وسلم : إياكم والظن ، فإن الظنّ أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ، ولا تجسسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، ولا تباغضوا ، وكونوا عباد الله إخوانا**

                                في قوله : ( إيّاكم والظنّ )قيل ليس المراد ترك العمل بالظنّ الذي تناط به الأحكام غالباً ، بل المراد تحقيق الظنّ الذي يضر بالمظنون به ، وكذا ما يقع في القلب بغير دليل وذلك أنّ أوائل الظنون إنّما هي خواطر لا يمكن دفعها.وقال القرطبي: المراد بالظنّ هنا التهمة التي لا سبب لها ، والمراد بالوسوسة أنّها من الشيطان قولاً محبّباً كصوت الحليّ.
                                كمن يتَّهم رجلاً بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها ، ولذلك عطف عليه قوله : (ولا تجسسوا )وذلك أنّ الشخص يقع له خاطر التُّهمة فيريد أن يتحقق فيتجسّس ويبحث ويستمع فنُهِيَ عن ذلك ، فإن قال الظَّانّ أبحث لأتحقَّق ، قيل له : (ولا تجسّسوا)، فإن قال تحقّقْتُ دون تجسس ، قيل له:(ولا يغتب بعضكم بعضا)ووجه الاستدلال النّهي عن الظنّ بالمسلم شراً ، فإن كان لا يستند الى الأدلة فقد صار ظنّاً فيكون الجازم به كاذباً وصار من الكذب ، لأن الكذب في أصله مستقبح وإشارة الى أنّ الاغترار به أكثر من الكذب المحض لخفائه . في قوله : (فإنّ الظنّ أكذب الحديث)،(ولا تحسسوا) وأصل هذه الكلمة من الحواس الخمس وقيل هي أعمّ من التي بالجيم لأنّها تكلِّمٌ بالخاطر واستماع حديث القوم والبحث عمّا يدرك بحاسة العين والأُذُن ورجّح ذلك القرطبي، (ولا تجسسوا)وهو البحث عن عورات الناس وبواطن الأمور ويستثنى من النّهي الذي يتعيّن طريقاً الى إنقاذ نفسه من الهلاك ، قوله : (ولا تحاسدوا) قال الحسن البصري:
                                ما من آدمي إلا وفيه الحسد فمن لم يجاوز ذلك الى البغي والظلم لم يتبعه منه شيء (وذلك لحب الانسان الخير لنفسه).

                                وأخيرا إن قيل لك أنّ فلاناً سيئ النيّة تجاهك ، قل : الله تجاوز عن النيَّة وهو يعلمها فكيف لا نتجاوز عنها ونحن لا نعلمها!!!!

                                فإن حظ المؤمن منك ثلاث خصال :
                                الأول: إن لم تنفعه لا تضرّه
                                الثاني: إن لم تسرّه فلا تغمّه
                                الثالث: إن لم تمدحه فلا تذمّه

                                قيل :
                                مالي أرى القلوب قست....وطغت عليها الأدران
                                نصلها لله ونطمع لجنة....تشتاق لجمع الأقران
                                فما لإخائكم يعزّ علينا....جعلتموه سببا للأحزان


                                وقال الشاعر
                                لا تكن في الإخاء مكثرأ ثم تكون فيه مدبرا
                                فيعرف سرفك في الإكثار بجفائك في الإدبار

                                وقال :
                                ليس الكريم إن زلّ صاحبه بثَّ الذي كان من أسراره علما
                                إنّ الكريم الذي تبقى مودته ويحفظ السرّ إن صافى وإن صرما


                                وقال :
                                لي صديق يرى حقوقي عليه نافلات وحقّه عليّ كان فرضا
                                لو قطعت الجبال طولاً اليه ثم من بعد طولها سِرْتُ عرضا
                                لرأى ما صنعتُ غير كبير واشتهى أن أزيد في الأرض أرضا


                                منه كتابتي ومنه منقول
                                ***************************

                                *الراوي: النعمان بن بشير المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2586
                                خلاصة حكم المحدث: صحيح

                                **
                                الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6064
                                خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
                                ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                                اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X