إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

    [69] ألسنا نساء !!


    قالوا : الم تكن قوَّامة ؟
    قلت : بلى
    قالوا : ألم يكن حجابها كامل ؟
    قلت : بلى
    قالوا : ألم يكن زوجها راض عنها ؟
    قلت : بلى
    قالوا : ألم تكن طيبة ومتصدقة ووووو ؟؟؟
    قلت : بلى بلى
    قالوا : إذا لماذا تمرض وتتألم وحياتها مآسي؟؟؟
    قلت : أليست بشرا وعندها بعضا من أمراض القلوب .. والمعاصي ؟؟
    قالوا : بلى
    قلت : حسنا وتنعكس هذه الأمراض والآفات من صفحة القلب أحيانا على اللسان فالقلب وعاء ينضح بما فيه تجدون فيه الحسن وتجدون فيه ما دون ذلك ولا يصقله الا دوام الاستغفار ممّا نعلم وممّا لا نعلم
    وكل ذلك بإذن الله كفارات لها ورفع درجات لربما أراد الله لها منزلة لا تبلغها بعملها فيبتليها وتصبر الى أن تصلها
    (يبتلى المرء على قدر دينه)
    !!!!

    أم البراء
    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
    اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

    تعليق


    • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

      [70] الإنصاف...

      قال الشيخ صالح المغامسي

      الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وينبغي أن نعرف أول الطرائق إلى الإنصاف؛ لأن الإنسان عدو ما يجهل، فإذا جهل شيئاً أصبح غير مقبول في الحكم عليه


      ممكن أن يكون الإنصاف نوعاً من العدل فالعدل أعم لكن الإنصاف يكون في شيء واحد بخلاف العدل..
      هناك خصائص وصفات لابد لمن يريد الإنصاف أن يتحلى بها

      أبرزها :

      المعرفة، والتجرد من الهوى، والنظرة الشمولية والتماس الأعذار، هذه الأربع إذا وجدت في أحد أصبح قادراً على أن يكون منصفاً.

      *
      المعرفة ..

      مما تجب مراعاته مع تلك الخصائص أن نعلم أنه ليس من الإنصاف أن نجحف في حق من له حق؛ لأن غيرنا بالغ فيه، وهذا مثال من القرآن: عيسى ابن مريم عليه السلام زعمت النصارى أنه ابن الله، وفي بعض أقوالهم أنه الله، وفي بعض أقوالهم أنه ثالث ثلاثة، وهذا غلو مذموم شرعاً، لكن لا يعني غلوهم ألا ننصفه ولا نعرف له المقام الذي أعطاه الله جل وعلا، فمن أجل ذلك أثنى الله تبارك وتعالى عليه

      *
      التماس الأعذار..

      العاقل حتى يكون منصفاً يعلم أنك إذا وثقت بأحد ينبغي أن تسلم بأن له عذراً، ينبغي أن تسلم أنه ليس من المعقول أن نصل بخلطائنا وأصحابنا وأصدقائنا ومشايخنا إلى الذروة ثم عند أدنى خطأ ننزلهم، فكيف رفعناهم في الأصل إذاً؟

      قال ابن رجب رحمه الله: يأبى الله العصمة إلا لكتابه، والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه

      *
      النظرة الشمولية ..

      مثال إن بدر من الزوج أمور مكدرة للزوجة ينبغي أن تنظر إليه نظرة شاملة ثم تقيس المحاسن على المساوئ، وإيجابياته على سلبياته، ثم تستطيع بعد ذلك أن تنصفه وتحكم عليه حكماً مميزاً. فالنظرة الشمولية للأشياء هي التي جعلت الكثير من الناس يسير في طريق الانصاف، لكن أصحاب النظرات الجزئية الذين يقفون عند كل فقرة، ولا يقبلون أن يقيلوا أي عثرة، هؤلاء لا يمكن أن ينصفوا ..

      *
      التجرد عن الهوى ..

      يقول أحمد شوقي :

      ليس الخلد مرتبة تلقى وتؤخذ من شفاه الجاهلينا.. ولكن منتهى همم كبار إذا ذهبت مصادرها بقينا
      وسر العبقرية حين يسري فينتظم الصنائع والفنونا.. وأخذك من فم الدنيا ثناءً وتركك في مسامعها طنينا..


      مايكل هارت
      هذا الرجل تجرد أولاً من هواه، وهو مسيحي، لكنه جعل المسيحية وهو يحكم وراء ظهره، وبحسب معايير وضعها متجرداً من الهوى، ثم من غير حساب وجد أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الأول، وهو يقدم الكتاب للعالم المسيحي يقرءونه فجعل النبي عليه الصلاة والسلام في الأول

      وكلنا يعرف قضية حادثة الإفك، فـعائشة رضي الله عنها رميت بـصفوان بن المعطل ، ثم برأها الله، فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم زينب رضي الله عنها وأرضاها، قالت: (يا رسول الله: أحمي سمعي وبصري ولا أقول إلا خيراً)، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها: (فعصمها الله بالتقوى، رغم أنها هي التي كانت تساميني من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم). وهذه مرحلة عليا في الإنصاف، مع أن أختها حمنة بنت جحش رضي الله عنها وأرضاها وقعت في حديث الإفك، تريد أن تنصر أختها وصدق الله إذ يقول: وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ

      التعديل الأخير تم بواسطة الروح والريحان; الساعة 18-05-2012, 03:57 PM.
      ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
      اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

      تعليق


      • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

        [71] وكأنِّي ما كنتُ أُصلِّي*

        كم منّا مّنْ بحث في بطون الكتب آملا أن يلمس في قلبه خشوعاً وهو يقف بين يدي مولاه، وآملاً أن يشعر بأثر الصلاة على سلوكه فيكون من الفالحين، كما قال الله تعالى: (قد أفلح المؤمنون1 الذين هم في صلاتهم خاشعون2) [1] ، وإنْ خشع ولو مرة واحدة شعر بعظيم ما فاته من خير وفلاح في المرات التي لم يرزق فيها الخشوع ، ولربّما سأل سائل هل الأمر بهذه الصعوبة ؟؟ أقول نعم فالمعاصي تشكِّلُ عائقاً وغلافاً يغلِّفُ القلب، فلا يعود على صاحبه بالفائدة (أم لهم قلوبٌ لا يفقهون بها) [2]، ولا أنسى ما سأدرجه لكم من كلمات رائعة ذكرها الشيخ صالح المغامسي بخصوص المعصية :
        قال الله تعالى :
        (ثم لننزعنّ من كل شيعة أيهم أشدّ على الرحمن عتيّا169)[3]


        فأحيانا يجتمع الناس في أصل المعصية لكن يبقوْن فيها درجات ، ويجتمع الناس في أصل الكفر فيبقوْن فيه دركات ،وهذا أمر مُسْتَقْرَأ دلّ عليه الشرع ،
        قال الله عزّوجلّ :
        -(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ46)[4]
        -(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا145 )[5]
        -(فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِين115)[6]
        -(وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا67)[7]

        فإنّه يوجد معصية ويوجد عتوٌ بعد المعصية، وأعظم ما يؤاخِذُ الله به العتو بعد المعصية ، بمعنى أنّ الانسان قد يعصي زللاً أو ضعفاً او قد يعصي عجزاً عن مقاومة هواه، ثم بعد ذلك يكون منه انكسارٌ وندم ، وقد يكون منه عتوٌ واستكبار وفرحٌ بمعصية الله، يقول الله عز وجل : (فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ166)[8]
        ،فما استحال حالهم لقردة وخنازير إلا بعد أن طغوا وعتوا عن أمر الله، فالشاهد من المقال أنّنا غارقون في المعاصي ولا نعود الى الله منيبين الا ربّما جرّاء مصيبة تقع على رؤوسنا ، وحتى نحصل على التحلية بعد الإنابة ينبغي لنا أنْ نخلّي القلب بالاستغفار من أمراضه وأدرانه ومعاصيه، ثم نحلِّيه بالطاعات والقربات، وأنوِّه هنا الى أنّ استغفارنا يحتاج الى استغفار ،لذا يجب أن يرافق الاستغفار العزم على عدم العودة للذّنب ، لا أن تستغفر وأنت عازم على العودة (فيكون حالك كالمستهزئ بأمر الله والعياذ بالله).

        وسأحاول أن أسرد لكم تجربتي الشخصية مع الصلاة لعلّي أفلح في (وصف شعوري وأنا بين يدي الله عز وجل)، ولا يُظَنُّ بي الخشوع إنما الجميع يحاول أن يخشع في صلاته لينال اللذة المطلوبة.

        كنتُ في السابق أضبطُ المنبِّه ثمّ أوصي صديقتي أن توقظني عبر الهاتف، ونتيجة لنومي في ساعة متأخرة أستيقظ مثقلة بالهموم، كسلانة النفس كبقيّة الناس )إلا من رحم ربي)،وكنتُ أكابد لأصحو للصلاة، فأصلِّي كيفما كان ، حتى أنِّي أحيانا لم أكُن أميّز ما أقول ، ثمّ أُلصق )إنّ الله غفور رحيم[9] ( بذاكرتي وأتناسى (إنّ الله شديد العقاب)، فأتجاهل الأمر وأعيش يومي كيفما كان، وأتعجَّب أنّه أبداً لا يمرَّ بسلام ، بل كأتعس ما يكون، ومع ذلك لم أعرف سبب هذه التعاسة، وجهلت أنِّي أضيَّعُ الخير كله بتفويت أهم ما أبدأ به نهاري من خشوع وتدبر وتأمل، ليس لأنّي لا أتمنّى ذلك ، بل لأنِّي ببساطة لم أكن أعرف كيف أقدر الله حق قدره، وبما أنّ القراءة المتنوعة المتقطعة لم تساعدني كثيراً في الوصول لضالتي ، قررت بعد الاستعانة بالله عز وجل أن أحدّد هدفي وأتعرف على الله من خلال دراسة العقيدة وتفسير القرءآن ، حتى أحسستُ أنّ معرفتي بالله بدأت ترتقي وكلّما زادتْ معرفتي به استحييت ممّا كنتُ أفعل، فقلتُ لائمة لنفسي كيف كنت سأحبه هكذا وأَأْتَمِرُ بأوامره وأنتهي عن نواهيه وأنا أجهل الكثير عنه؟! ثمّ تغيَّرَ حالي حتى فاضت مشاعري بحبِّ لقاءاتي مع الله عز وجلّ، أصبحت أشعر في كلِّ يوم أنه يمنّ عليّ بالاستيقاظ من النوم(الموتة الصغرى) فيمنحني فرصة لتوبة جديدة وزيادة في طاعاتي، وقتها أجد سعادة تغمرني وأشعر بالغبطة والسرور تملآن قلبي لإيقاظه لي وحبّه لوصلي ، فلو ما أُوْقِظْتُ من نومي لشعرتُ بحسرة تسير في عروقي وكسرٍ في قلبي، لن يجبره الا إنابتي الى الله بالتوبة والاستغفار وإحساسي أنّه تاب عليّ وأنّه لن يعاقبني بأن يكره انبعاثي فيُثبِّطني، قال تعالى: (فَكَرِه الله انبعاثهم فثبَّطهم)[10]،حيث أنّي قرّرْتُ في نفسي أن لا أدع سبباً من الأسباب ينكد عليّ يومي، وحرصت كلّ الحرص أن لا يفوتني موعد مع ربي وملائكته الذين يشهدون جلستي معه عز وجل كما قال في كتابه العزيز : (إنّ قرءان الفجر كان مشهوداً)[11]،فما بال أقوام يستيقظون للعمل مبكراً بينما يهملون موعدهم مع الله ليُحْرَمُوا تلك اللَّذة؟ نسأل الله العفو والعافية.
        قبل البدء بالصلاة أقوم بتنظيف نفسي وارتداء الملابس الخاصة بالصلاة حتى لا يشغلني شيء عن الله، أريد لقلبي أن يمتنَّ له بما يحضرني من نعمِهِ عليّ، وكما نعلم أنّ القلب مجبول على حبِّ من يحسن إليه، والحقيقة أنِّي لا أستطيع حصر المرّات التي منّ عليَّ بها اللهُ ، وأوّلها أنْ جعلني مسلمة، وفكَّرْتُ مرّةً ، لو دَعَتْني الأميرة فلانة وقابلتها بهيئتي العادية وربَّما كان من المُستحسن أن أقلب هيئتي لأتميّز أمامها، فكيف يا ترى سيكون حالي لو دعاني الملِك بعينه ! والحقيقة لا أعتقد أنّه سيدعوني، بل لو تمنّيْتُ مقابلته لأرسلتُ رجاءات للديوان الملكي، ووسِّطت أناسا لهم منزلة عنده ليوصلوني إليه، فلو حظيتُ بمقابلته لجلستُ بكلِّ أدب وصمت، وكلِّي ثقةٌ أنِّي لن أضحك بالرغم من سعادتي بقربه، ولن ينصرف نظري عن محيّاه أبدا، ثمَّ أنّه لن يطرف لي رمش حتى لا يَعْتَقِد أنِّي أستخفّ بوقته الثمين الذي صرفه لي، أو أنّي لا أقدِّر موافقته لرؤيتي، ولربما لانبهاري بهيبته سأنسى ما كنتُ أرجو أن يتكرَّم به عليّ ، وكم هي فرحتي بشرف اختياره لي من بين الناس، ليقابلني ويكون معي في نفس المكان ثم يأذن لي بالتحدّث إليه ويسمعني كأنّي أعني له الكثير، ومع ذلك أنا على ثقة أنّي سأقف، فقد لا يُسْمَحُ لي بالجلوس!!! وعلى ثقةٍ أنِّي لن أقابله مرّة أخرى ولو حاولت، وفكّرْتُ للحظة هل سأجرؤ أن أسترسل بشكواي وسرد همِّي، أم لن يُسْمَحَ لي سوى دقائق معدودة وتنتهي المقابلة؟ وماذا لو ردّني خائبة سأزداد غماً بغم! ، ثمّ يعود لساني بالحمد لملك الملوك ، بتعظيمه، باستشعار نعمته عليّ بأن جعل باب وصاله مفتوحاً لي بلا وساطة ولا رجاءات فلا أرجو سواه، ولا يقتصر وقتي معه على دقائق معدودة، فأرتمي بين يديه وأبكي ثم أبكي مرة شوقاً لهذا اللقاء الذي يمسح عني تعب الليل والنهار، ومرّة أشكو من الكَبَد الذي أعانيه لقوله تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ4)[12] ، فكل النّاس في كَبَد، وأحتار من أين أبدأ، هل من حبِّي للقائي به (فمن أحبَّ لقاء الله أحب الله لقاءه) أذكر قراءتي لحادثة نزول جبريل عليه السلام وقوله لرسولنا صلوات الله وسلامه عليه: إنّ الله يقرئ خديجة رضي الله عنها السلام !! أو قصة جليبيب التي ما أفتأ أكررها مراراً وتكراراً ولا أملّ، حين كان الرسول صلوات الله عليه في السوق، فأحاطه بذراعيه ونادى بأعلى صوته : من يشتري هذا العبد ؟ فقال جليبيب : إذن تجدني كاسداً يا رسول الله! فيقول الرسول صلوات الله عليه : ولكنكَ عند الله غالٍ! يا لعظمة هذه البشرى ، زهد الجميع بجليبيب وما أحبُّوه ولم يعلموا أنّه عند الله غالٍ بل وسيبقى ذكره بين الناس إلى يوم الدين، وهل نعرف معنى أن نكون غالين عند الله؟ والله أبيع الدنيا بما فيها لتصلني تلك البشرى، وأزهد بكل مطمع مقابل أن يقرئني الله عز وجل السلام ومن أنا حتى يحبني الله ؟؟؟ لكن لعلّه يحبني حين يراني أبكي من شوقي لرؤية وجهه الكريم ، وإنْ أحبّني سينادي على جبريل عليه السلام فيقول له : نادي في أهل السماوات والارض أنِّي أحبُّ فلاناً فأحبوه !!! يعني هل إنْ كنت ممن أحبهم الله عز وجل سيذكر اسمي أمام جبريل عليه السلام واسمي سيعلو بين الملأ الأعلى فيعرفوني؟ وأهل الأرض سيحبُّوني ؟؟ نعم، لا لكوني أستحق ذلك، بل لكرمه وفضله على محبِّيه ، فإن قضى عليَّ الموت لحظتها وأنا في هذا الكمّ من الشوق[13] إليه فهل يا ترى سيعذِّبني؟؟؟ حاشاه ، لسنا ملائكة لكننا نُحْسِنُ الظنّ بالله، فكم سامحنا أناساً ليغفر الله لنا زلّاتنا يوم الدين، وكم صبرنا على ظلم الظالمين ليتجاوز الله عز وجل عن ظلمنا لأنفسنا ولغيرنا، وكم قبضنا على الجمر لأجل الجنة ، وكم نحن غرباء حتى في بيوتنا ومع أهلنا لأجل الجنة ، ولأنتقل لموعد صلاة الظهر الذي أشعر أنّ الله يصطفينا فيه لكوننا في قمّةِ الإنشغال وقتها ، فهل نُرِيْه منّا ما يحبّ من إتمام ركوعنا وسجودنا وخشوعنا بخلاف الكثيرين المنشغلين بأمور الدنيا فينقروا الصلاة نقراً، أو موعد العصر الذي تتركنا فيه الملائكة راجعة الى الله، فيسألهم وهو أعلم بنّا منهم : كيف تركتم عبادي؟ فكيف نحبّ أن تكون الإجابة على سؤاله يا ترى؟ بالتأكيد نحبُّ أن تكون الإجابة أتيناهم مصلِّين وتركناهم مصلِّين[14]لا (أتيناهم يتابعون فِلْمَاً وتركناهم يتابعون مُسلسلاً تركيَّاً)!!! وأعود لأذكر كيف أنّ السموات ما بقي فيها شبراً إلاّ وفيه ملكٌ ساجدٌ، وحقَّ لها أنْ تئِطّ[15]ولعلِّ في موعد الصلوات الجهرية كالفجر والمغرب والعشاء تنزل ملائكة لتستمع لتلاوتنا أثناء الصلاة فإنّهم يعرفوننا بأسمائنا[16]ويستمتعون بالإنصات إلينا.
        أمّا موعد العشاء فأسمّيه بمفهومي وقت السكينة، حيث أنّ جوارحي تسكن، وقلبي يطمئن بعدما أقضي حوائج أولادي، فلا يشغلني أن يكون أحدهم في خطر، أو يشغلني شيطان الصلاة بالموقد فأطفئه وأرتاح[17]، ثمّ لا أسمح لأحدٍ أن يقطع خلوتي القصيرة هذه مع الله عز وجل، فإنّها آخر دقائق معه سبحانه، ولربَّما قضى عليّ الموت ليلتها فتكون تلك الصلاة آخر عهد لي مع الله عز وجل، لا أن يكون آخر عهد لي مع الأغاني والشياطين والعياذ بالله! وأعجبُ من الذين يستبيحون سماع الأغاني التي وصفها الله عز وجل أنّها (لهو الحديث) أو ما يسمُّونها اليوم بالأناشيد المليئة بالموسيقى !!! وأسألهم : هل ستكتَبُ في كفَّة الحسنات أمْ في كفّة السيِّئات؟؟!!
        فهل حين نملأ رؤوسنا وقلوبنا بالأفلام والأغاني يبقَ متسعاً لنرقى بأنفسنا فتتوق لأعلى المراتب في الصلاة أو في غيرها؟؟
        ولنجعل كلمات ابن القيم التالية عن المراتب في الصلاة نصب أعيننا :

        (الناس في الصلاة على مراتب خمسة :
        أحدها : مرتبة الظالم لنفسه , المفرّط , وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها .
        الثاني : من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها, لكن قد ضيّع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار .
        الثالث : من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد .
        الرابع : من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها , واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها , بل همّه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها واتمامها قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربّه تبارك وتعالى فيها .
        الخامس : من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربّه عزّ و جلّ ناظرا بقلبه إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده , وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه , فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السّماء والأرض, وهذا في صلاته مشغول بربّه عزّ و جل قرير العين به .
        فالقسم الأول معاقب والثاني محاسب والثالث مكفّر عنه والرّابع مثاب والخامس مقرّب من ربّه لأنّ له نصيبا ممّن جعلت قرّة عينه في الصلاة , فمن قرّت عينه بصلاته في الدنيا قرّت عينه بقربه من ربّه عزّ و جل في الآخرة , وقرّت عينه أيضا به في الدنيا , ومن قرّت عينه بالله قرّت به كل عين , ومن لم تقرّ عينه بالله تعالى تقطّعت نفسه على الدنيا حسرات ).

        أم البراء
        *********************************

        * منقول من كتيبي (وكأنِّي ما كنت أصلِّي)

        [1]سورة المؤمنون

        [2]
        الأعراف

        [3]
        سورة مريم

        [4]
        سورة غافر

        [5]
        سورة النساء

        [6]
        سورة المائدة

        [7]
        سورة الأحزاب

        [8]
        سورة الأعراف

        [9]
        *المشغول بـ جمع حسناته , هو الذي يردد دائما : " إن الله شديد العقاب " ...والمشغول بـ ارتكاب معاصيه , هو الذي يكتفي بترديد : " إن الله غفور رحيم"

        [10]
        سورة التوبة

        [11]
        سورة الإسراء

        [12]
        سورة البلد

        [13]
        الشوق المقصود الذي لا يتأتى إلا بالمعرفة عن الله واتباع سنة نبيه

        [14]
        يتعاقبون فيكم : ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم ، فيسألهم وهو أعلم بهم : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون : تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون . الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 555 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

        [15]
        إني أرى ما لا ترون ، وأسمع ما لا تسمعون ، أطت السماء ، وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع ، إلا وملك واضع جبهته لله تعالى ساجدا ، والله لو تعلمون ما أعلم ، لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله
        الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2449
        خلاصة حكم المحدث: حسن

        [16]
        أن أسيد بن حضير ، بينما هو ، ليلة ، يقرأ في مربده . إذ جالت فرسه . فقرأ . ثم جالت أخرى . فقرأ . ثم جالت أيضا . قال أسيد : فخشيت أن تطأ يحيى . فقمت إليها . فإذا مثل الظلة فوق رأسي . فيها أمثال السرج . عرجت في الجو حتى ما أراها . قال فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ! بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي . إذ جالت فرسي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ . ابن حضير ! " قال : فقرأت . ثم جالت أيضا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ . ابن حضير ! " قال : فقرأت . ثم جالت أيضا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ . ابن حضير ! " قال فانصرفت . وكان يحيى قريبا منها . خشيت أن تطأه . فرأيت مثل الظلة . فيها أمثال السرج . عرجت في الجو حتى ما أراها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تلك الملائكة كانت تستمع لك . ولو قرأت لأصبحت يراها الناس . ما تستتر منهم " .
        الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 796
        خلاصة حكم المحدث: صحيح

        أنه قال يا رسول الله بينما أنا أقرأ الليلة سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي انطلق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ أبا عتيك فالتفت فإذا مثل المصباح مدلى بين السماء والأرض ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أقرأ أبا عتيك فقال يا رسول الله فما استطعت أن أمضي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الملائكة تنزلت لقراءة سورة البقرة أما أنك لو مضيت لرأيت العجائب
        الراوي: أسيد بن حضير المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/314
        خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]

        [17]
        إذا استجنح الليل ، أو : كان جنح الليل ، فكفوا صبيانكم ، فإن الشياطين تنتشر حينئذ ، فإذا ذهب ساعة من العشاء فخلوهم ، وأغلق بابك واذكر اسم الله ، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله ، وأوك سقاءك واذكر اسم الله ، وخمر إناءك واذكر اسم الله ، ولو تعرض عليه شيئا .
        الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3280
        خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



        ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
        اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

        تعليق


        • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

          [72] لا صلاة بعد العصر
          ********************


          الأم: سأقوم لألحق أصلي ركعتين أدعو فيهما قبل غروب الجمعة ففي هذا الوقت الدعاء مستجاب

          البنت : يا أمي لا تجوز صلاة النافلة بعد فرض العصر وبعد فرض الفجر الا إن كانت لاستخارة أو ركعتين توبة أو سنة فاتتني بالنهار وحتى هذه الركعات رأي بعض العلماء بها أنها تدخل في كراهة التنزيه وليس كراهة التحريم أما إن تعمدتِ الصلاة بعد العصر فتأثمي وتدخلي في كراهة التحريم لأنك أنشأتِ عبادة لم يقم بها الرسول صلى الله عليه وسلم*

          الأم: بل سأصلي أنا أرضي ربي ولا أعصيه أقول لك سأصلي

          البنت : هداك الله وأنار بصيرتك

          أم البراء
          ***********************************


          * لا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس . ولا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس
          الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 827
          خلاصة حكم المحدث: صحيح
          ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
          اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

          تعليق


          • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد


            [73] الصدقة


            قال تعالى : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) للصدقة والإحسان تأثير عجيب في دفع البلاء ودفع العين، وشر الحاسد، فما يكاد العين والحسد والأذى يتسلط على محسن متصدق، وإن أصابه شيء من ذلك كان معاملاً فيه باللطف والمعونة والتأييد، وكانت له فيه العاقبة الحميدة، فالمحسن المتصدق في خفارة إحسانه وصدقته عليه من الله جنة واقية وحصن حصين.
            فالمحسن المتصدق يستخدم جنداً وعسكراً يقاتلون عنه وهو نائم على فراشه، فمن لم يكن له جند ولا عسكر وله عدو فإنه يوشك أن يظفر به عدوه، وإن تأخرت مدة الظفر والله المستعان.

            ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
            اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

            تعليق


            • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد


              [74] منابر من نور
              *****************

              هو مِنْ أوثق عرى الإيمان وسبيلا رقيقا الى الجنَّة

              حبَّا في الله وبغضا فيه ومنابرَ * ما زلنا بها نتغنّى

              يغبطنا عليها النبييون ونحلم بها كلّما الليل جنّ

              منزلة لا نبلغها ما لم يكن حبُّنا تبعا لله والسنَّة

              متشددون..إرهابيون فلتستمر ألسنتهم علينا تتجنّى

              تجنِّيهم حسنات لنا ومِنَ الله علينا فضلا ومنَّه

              ومَنْ ظَلَمنا من بني جلدتنا فنحن أهل العفو وأهل العفو منّا

              أم البراء



              ****************************

              * قال الله عز وجل المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء
              الراوي: معاذ بن جبل المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2390
              خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

              ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
              اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

              تعليق


              • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد


                [75] لمّا طَهُرَ العرش



                لمّا طَهُرَ العرش صَلُحَ أن يستوي عليه الله عز وجل.. والقلوب الطاهرة صَلُحَ أن تُمْلأ بحبِّ الله ومعرفته وإرادته.. وأقرب القلوب الى الله عز وجل أكملها طهارة وأعظمها نقاء وأبْعَدُها عنه القلوب القاسية ..
                قال العلماء ما مِنْ شيء يُعَذّبُ به العبد أعظم من أن يجعل الله قلبه قاسيا وخُلِقَتْ النار لتذابُ بها القلوب القاسية.. تأمل قوله عزّ وجلّ (نار الله الموقدة التي تطَّلع على الأفئدة) ..

                قيل : كيف نعرف مَنْ كان قلبه ليّنا ؟؟

                قالوا : بطريقين:
                الأول: إجلال العبد لله (ومَنْ يعظِّم شعائر الله فإنَّها من تقوى القلوب)

                الثاني: إتِّباع سُنَّة نبيِّه صلوات الله وسلامه عليه..

                المغامسي

                ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                تعليق


                • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                  [76] الإقبال على الله في كل جزء من أجزاء الصلاة


                  أولا منازل الإقبال على الله في الصلاة :

                  1. إقبال العبد على قلبه فيصلحه من أمراض الشهوات والوساوس والخطرات المبطلة لثواب صلاته أو المنقصة لها.

                  2. إقباله على الله بمراقبته فيها حتى يعبد الله كأنه يراه (يستشعر وجود الله).

                  3. إقباله على معاني كلام الله وتفاصيله.

                  ثانيا كيف يكون الإقبال على الله في كل جزء من أجزاء الصلاة ؟؟

                  * فإذا انتصب العبد قائما بين يدي الله فإقباله على قيُّومية الله وعظمته (القيوم قال ابن القيّم هو القائم بنفسه الذي لا يحتاج غيره)

                  * وإذا كبَّر الله كان إقباله على كبريائه وإجلاله

                  * وإذا استفتح كان إقباله على تسبيحه والثناء عليه بأوصافه وكماله

                  * وإذا استعاذ بالله من الشيطان كان إقباله على ركنه الشديد وسلطانه وانتصاره لعبده ومنعه له منه وحفظه م عدوه

                  * وإذا تلا كلام الله كان إقباله على معرفته في كلامه كأنه يراه كما قال بعض السلف : ( لقد تجلَّى الله لعباده في كلامه ) .. والناس في ذلك أقسام :
                  منهم الأعمى ومنهم الأصم ومنهم الأعمش ومنهم الأعور في إقبالهم على أسمائه وصفاته وأحكامه ونواهيه وأوامره

                  * وإذا ركع كان إقباله على عظمة ربه (سبحان ربي العظيم)

                  * فإذا رفع رأسه من الركوع كان إقباله على سمع الله لحمده له وثنائه عليه وتفرد الله عز وجل بالعطاء والمنع

                  * فإذا سجد كان إقباله على قربه والدنو منه والخضوع له والانكسار بين يديه والتملُّق له

                  * فإذا رفع رأسه من السجود جثى على ركبتيه ليغفر له ويرحمه ويعافيه ويهديه ويرزقه

                  فعلم العبد بهذا أن ثمرة الصلاة هي الإقبال على الله عز وجلّ فيكون حاله مثل قوله صلى الله عليه وسلم (جعلت قرّة عيني في الصلاة) ولم يقل بالصلاة فإنه يدخل بها كما تقرّ عين المحب بملابسته لمحبوبه..

                  عكس الكاره للصلاة فهو في عذاب ما دام فيها وذلك لأن قلبه ممتلئ بغير الله والصلاة قاطعة له عن أشغاله ومحبوباته الدنيوية فهو معذب بها حتى يخرج منها ويظهر ذلك في أحواله من نقرها والتفات قلبه الى غير ربه وترك الطمأنينة والخشوع فيها ولكنه علم أنه لا بد من أدائها فيؤديها على أنقص الوجوه..

                  من كتاب أسرار الصلاة لابن القيم بتصرّف يسير
                  ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                  اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                  تعليق


                  • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                    [77] الحياء من الله

                    عرّف ابن حجر الحياء في الشرع : أنه خلق يبعث على اجتِناب القبيح ويَمنع من التَّقصير في حقّ ذي الحقّ،

                    وهو كذلك وُجُودُ الْهَيْبَةِ فِي الْقَلْبِ ، مَعَ خَشْيَةِ مَا سَبَقَ مِنْكَ إِلَى رَبِّكَ " .
                    وقال عنه ابن القيم : الحياء مشتق من الحياة وعلى حسب حياة القلب يكون فيه قوة خلق الحياء، وقلة الحياء من موت القلب والروح .
                    فإن لم يستحِ المسلم من خالقه فحياؤه مع الناس فيه شك وريب
                    قال صلوات الله عليه :
                    لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بأعمال أمثال جبال تهامة بيضاء ، فيجعلها الله هباء منثورا قال ثوبان : يا رسول الله ! صفهم لنا ، جلهم لنا ؛ لا نكون منهم ونحن لا نعلم . قال : أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم ، ويأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها

                    وقال ابن القيم : (فمن لا حياء له ليس معه من الإنسانية الا اللحم والدم وصورتهما الظاهرة كما أنه ليس معه من الخير شيء)
                    وإن لكل دين خلُقا وإنّ خلُق الإسلام الحياء ، فيصبح طبع نتطبع به ، ومن أعظم القلوب سعادة قلب بث الله فيه الحياء ، ومن أعظم ما يمكن أن يُرزق العبد من العطايا الإلهية والمنح الربانية أن يُرزق قلبا يستحي من الله - عز وجل- : فيستحي من الله إذا أعطاه أن لا ينفق .. ويستحي من الله إن عافاه أن لا يذهب الى المسجد .. ويستحي من الله إذا خلا مع نفسه أن يأتِ بالفواحش.. ويُخشى على من لا يراعي الله في الخلوات سوء الخاتمة
                    وإنَّ الحياءيحمِل صاحبَه على أن يوقِّر غيره، ويتوقَّر هو في نفسه، ويسكن عن كثيرٍ من المنهيَّات والمكْروهات والأشياء الَّتي لا تليق بذي المروءة.


                    ولنعلم أن الذنوب تضعف الحياء من العبد حتى ربما انسلخ منه بالكلية ، حتى ربما أنه لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم عليه ، بل كثير منهم يخبر هو عن حاله وقبح ما يفعله (يجاهر بالمعصية) ، والحامل له على ذلك انسلاخه من الحياء ، وإذا وصل العبد إلى هذه الحالة لم يـبق في صلاحه مطمع .

                    من عقوبات ذهاب الحياء :

                    1. أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جلَّ جلاله
                    ، ولو تمكن وقار اللَّه وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معاصيه .
                    2. أن يرفع اللَّه - عز وجل - مهابته من قلوب الخلق ، فيهون عليهم ، ويستخفّون به كما هان عليه أمره واستخف به ، فعلى قدر محبة العبد للَّه يحبه الناس ، وعلى قدر خوفه من اللَّه يخافه الناس ، وعلى قدر

                    تعظيمه للَّه وحرماته يعظم الناس حرماته .

                    3. ومن عقوبة الله له أن ينسيه نفسه ، وأما إنساؤه نفسه فهو:
                    أ. إنساؤه لحظوظها العالية ، وأسباب سعادتها وفلاحها وإصلاحها وما يكملها ، ينسيه ذلك جميعه ، فلا يخطره بـباله ، ولا يصرف إليه همته حتى يقصده ويؤثره
                    .
                    ب. ينسيه عيوب نفسه ونقصها وآفاتها ، فلا يخطر بـباله إزالتها وإصلاحها.

                    4. ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب ، وهو أصل كل خير ، وذهابه ذهاب كل خير بأجمعه ، وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (الحياء خير كله).

                    النتيجة :

                    المسلم الذي يستحي من ربــه إذا فعـل ذنبًا أو معصية، فإنه يعود سريعًا إلى ربه طالبًا منه العفو والغفران.

                    ******************************
                    *
                    الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2346
                    خلاصة حكم المحدث: صحيح

                    ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                    اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                    تعليق


                    • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                      [78] أنسب الأسماء

                      وإنّي لأظنُّ أنَّ بعضهنّ لجميلِ ما ترى من زوجها من خصال نّبيلة ؛ تودُّ أن تبدلَ اسمَ الشّمسِ فتجعلهُ مكانَها!
                      وأخرى لسيِّء ما ترى منه ؛ تودُّ إن سألها عن الاسم الذي كانت ستختاره لو كانَ من الخلفاء العبّاسيين!
                      أهو المعتصم بالله! أو الواثق بالله! أو المتوكِّل على الله!
                      ودّت تلكَ السّاعة أن تختارَ له اسماً يُحاكي ما ترى منه ؛ فتجيبُه:
                      لو كنتَ معهم لما تعدّى اسمك عن اسمين :
                      إما العياذ بالله أو الشكوى لله!

                      فالحق: أنَّ المرأة هي بمثابة اللسان للقلب! فكما أنَّ اللسان يغترفُ ما في القلب ؛ فالمرأة تغترفُ ما في واقعها الذي تعيشُه
                      !

                      ومن يصبر ؛ فهو خيرٌ للصابرين!

                      كتبته طويلبة علم حنبلية
                      ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                      اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                      تعليق


                      • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                        [79] الأذان ..


                        إن توقيت الأذان اليومي للصلاة في أوقات معينة، حينما يرن به صوت المؤذن في أبكر البكور قبل الإفطار، وعند الظهيرة والناس مضطربون ومصطخبون في أعمالهم وعند المساء، هذا الأذان الذي يحصل في هذه الأوقات على تلك الصورة كل يوم مشحون هو ذلك الجلال عينه. فجمال الصلاة وروعة الصلاة لو أدركها أي إنسان عاقل، لانجذب إلى هذه الصلاة، فمالِ هؤلاء الذين يتثاقلون عن أداء الصلاة، سواء في جماعة أو في غير ذلك، لا يريد أن يصلي، وهو لا يعرف أنه يحرم نفسه من هذه المتعة التي لو كانت غير واجبة لتمناها كما تمناها هؤلاء الذين لم يدخلوا في دين الإسلام بمجرد أنهم رأوا ما ينعم به المسلمون في جنة الدنيا وقرة العين التي هي الصلاة. وقال رينان وهو فيلسوف فرنسي معروف: ما دخلت مسجداً قط دون أن تهزني عاطفة حارة. أو بعبارة أخرى: دون أن يصيبني أسف محقق على أنني لم أكن مسلماً.


                        ففي لحظات الأذان يكون ذكر الله - عز وجل - لنا بالنداء : أن حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح فيتوطن قلبي ويكون في هذه اللحظة أحب شيء إلى نفسي هو تلبية هذا النداء؛ لأفلح.

                        وتوطين القلب كماقال ابن القيم : ( من وطَّن قلبه عند ربه سكن واستراح ) وحتى نصل الى الراحة علينا توطين القلب على تلبية أوامر الله - عز وجل فمثلا - أن يكون أحب شيء على قلبي الاستغفار في الأسحار -وفي الصباح والمساء تلاوة الأذكار والتسبيح قبل الشروق وقبل الغروب .


                        ومن علامات هذا التوطين :
                        1. صحة ذكر الله -عز وجل- كما أراد( اي ما ذكر في القرءان الكريم والسنّه النّبوية الصحيحة )
                        2. الشعور بمراقبة الله -عز وجل: وهي هداية العبد وكفايته ووقايته من شياطين الانس والجن حتى لا يقع بما يُغضب الله عز وجل قال الله - عز وجل - : (إنّ معي ربي سيهدين )
                        3. النصرة وليس بالضرورة أن تكون نصرة عاجلة بل قد تكون نصرة تابعة لإرادة الله - عز وجل -
                        4. البلاء وهو علامة حب الله - عز وجل- للمؤمن وعلى قدر صلابة دين المرء يكون الابتلاء .
                        ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                        اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                        تعليق


                        • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                          [80] أنتَ مَنْ منهم؟


                          هل تعلم الفرق بينهمـــآ !! ^ ^ ^

                          المشغول بـ جمع حسناته , هو الذي يردد دائما : " إن الله شديد العقاب "

                          والمشغول بـ ارتكاب معاصيه , هو الذي يكتفي بترديد : " إن الله غفور رحيم
                          ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                          اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                          تعليق


                          • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                            مجهود رائع أختنا أم البراء وعائشه
                            لا حرمنا الله جديدك يا غالية
                            اعذوريني لنقل موضوعك القسم المناسب
                            قلب جديد لمن يريد !!
                            ما ظنكم بمن معهم الله ؟؟!!

                            اللهم اقبضني إليك ساجدة بين يديك
                            أسألكم الدعاء لزوجي بالرحمة وأن يرزقه الله الجنة
                            لا تنسـونا بدعوة في ظهر الغيب

                            تعليق


                            • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد


                              تعليق


                              • رد: كلمات كتبتها وكلمات أحببتها..متجدد

                                المشاركة الأصلية بواسطة مَلِكَةٌ بالتزامي مشاهدة المشاركة
                                مجهود رائع أختنا أم البراء وعائشه
                                لا حرمنا الله جديدك يا غالية
                                اعذوريني لنقل موضوعك القسم المناسب
                                وعليكم السلام
                                لا ضير أختي ضعيه أينما تحبين
                                غفر الله لزوجك ورزقنا واياكم حسن الخاتمة
                                ( الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له) ابن القيم
                                اللهم ارحمني بهم ولا تحرمهم بي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X