خطاب خاص إلى الجميلات
نبذة :
فإذا لم تعرف المرأة الجملية نعمة الله عليها في هذا .. فتلك مصيبة ..وإذا عرفتها ، ثم لم تعرف كيف تؤدي شكر النعمة .. فالمصيبة أعظم وأطم ..!
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الجمال لا شكَّ نعمةٌ.. بل نعمةٌ كبيرةٌ.. والمرأة الجميلة اصطفاها الله بهذه النِّعمة.. فكان جديرًا بها أن تعرف أوَّلًا تكريم الله لها بهذه النِّعمة.
وأن تعرف ثانيًا كيف طريق شكر هذه النِّعمة؛ ليحفظها الله لها ولبناتها..
إذا كنتَ في نعمةٍ فارعها *** فإنَّ المعاصي تزيل النِّعمْ
فإذا لم تعرف المرأة الجملية نعمة الله عليها في هذا.. فتلك مصيبةٌ..و إذا عرفتها ثمَّ لم تعرف كيف تؤدِّي شكر النِّعمة.. فالمصيبة أعظم وأطم..! حيث تنقلب النِّعمة عند ذاك إلى نقمةٍ.. وتصبح المنحة محنة.. ويمسي العطاء بلاءً..!! يحاسبها الله عليها حسابًا لا يحاسب غيرها.. ممَّن لم ينعم الله عليهن بمسحة الجمال هذه.. فيا ويلها ثمَّ يا ويلها..! وأقبح خلق الله من بات عاصيًا لمن بات في نعمائه يتقلبُ وربما سلبها هذه النِّعمة عاجلًا قبل الحساب الآجل.. وتغدو حسرتها مضاعفة.. فلا جمال أبقت، ولا عذاب رفعت..!! فلا تملك يومذاك إلا أن تعض بنان النَّدم والحسرات، ولكن هيهات ثم هيهات لا ينفع النَّدم أصحابه، وقد فرطوا يوم كانت الأيام مقبلةٌ عليهم.. لا نعني أنَّ باب التَّوبة مغلقٌ في وجوه هؤلاء، إذا قررن العودة إلى الله إنَّما نعني من تندم في وقتٍ نفضت الدُّينا منها يديها من تلك الجميلة وهي الآن تغرغر وروحها تنزع بلا رحمةٍ.
إنَّ شكر نعمة الجمال كما هو واضح من مقررات نصوص الوحي:
- أن تلزم الجميلة ما أمرها الله ورسوله به.
- بأن تستر نفسها بحجابها الشَّرعي.. كما تستر اللؤلؤة نفسها بصدفتها فلا تنالها كلّ يدٍ..! وكما تستر البذرة نفسها حتَّى تنبت وتثمر وتزهر، وإلا فظهورها فساد لها!.
ولكن.. ولكن كثيرات للأسف لم يعرفن قيمة نعمة الله عندهنَّ..
وكثيرات عرفنَّ النعمة أو هنّ يزعمن ذلك ولكنهن لم يعرفنَّ طريق الشُّكر الصَّحيح على تلك النِّعمة، كما يريد الله ورسوله فتجرأن على الله -جلَّ الله ربُّنا وتبارك-، وأصررن على مخالفة أوامره وتعاليم نبيِّه الكريم.. وركبن رؤوسهنَّ، وانطلقن على صهوات خيول الهوى الجامح، فإذا الواحدة منهن كما قال القائل: "تبرز حين تخرج من بيتها لا إلى الطَّريق ولكن إلى نظرات الرِّجال".
تقف أمام مرآتها وقتًا طويلًا تتهيأ وتتزين وتتمكيج، وتلف على نفسها وتدور..!! وتنظر إلى نفسها في مرآتها بعيون رجل يتشهى ويتلمظ..! فإذا استحسنت عيونها زينتها.. طارت إلى الخارج لتراها عيون الخلق وتشحذها ألسنتهم الحداد.. إمَّا ذبحًا لها بلعنات الملائكة والنَّاس أجمعين تتابعها حتَّى تعود إلى بيتها.. أو ذبحًا لها بخيطٍ من حريرٍ من شياطين الأنس الَّذين يزينون لها طريق النَّار وهي تضحك، وتخضع بالقول فيطمع الَّذي في قلبه مرض..! أفهكذا شكر المنعم على نعمته أيتها المسلمة؟! أخاطب فيكِ إسلامك.. أخاطب بصيص الإيمان في قلبك.. أمَّا الكافرة فلا خطاب لي معها؛ لأنَّه ليس بعد الكفر ذنبٌ، ولكن المسلمة.. ولكن المسلمة.. نعم، ولكن المسلمة هي الَّتي نخاف عليها؛ لأنَّها كنزنا الَّذي نحرص عليه وما أجمل ما قيل:
إنَّما المرأةُ مرآةٌ بها كلُّ ما تنظرهُ منكَ ولكْ، فهي شيطانٌ إذا أفسدتها وإذا أصلحتها فهي مَلَكْ للفائدة.
إعداد/ اللجنة العلميَّة بتسجيلات الأنصار
تعليق